كما نقول عن أول ظهور للهلال أنه لاعلاقة بين حجمه وعمره فقد يكون هلال ( قمر ) ذو عمر أصغر (لكنه) أكبر من نظيره ذو العمر الأكبر ، فالحجم لايعتمد على العمر فقط وإنما على عوامل متعددة أهمها بعد القمر عن الأرض.
والعمر يحسب من الإقتران حتى غروب الشمس في موقع الرصد.
ونفس الفكرة تخال عند العامة أن أطوار القمر من إقتران وتربيعين وبدر هي فترات متساوية وأن اكتمال القمر بدرا هو منتصف الشهر ، وهذه ربما تكون مغالطة وقد تكون عدم معرفة.
الأطوار هي متساوية في القيمة الزاوية بمعنى أن الزاوية بين القمر والشمس هي تسعين درجة لكل طور فالتربيع الأول هو التسعين الأولى ثم تسعين أخرى تشكل القمر الكامل ( البدر ) وهذا يعني أن الزاوية تساوي 180 درجة قوسية حيث يقابل القمر الشمس فاسقط أشعتها على وجهه المقابل للأرض فينير بأكمله ، وهنا يكون قد قطع نصف دورته الشهرية ولكنه لايعني أن هذا النصف الذي قطعه هو مساوٍ للنصف المتبقى بالأيام والساعات وكذلك الأمر بين كل تربيع.
لتقريب الموضوع للفهم ، ننتقل لفصول السنة الأربعة ، فالمفهوم البسيط يتصور أن كل فصل منها 90 يوما ، وأربعة فصول تعني 360 ، ولكنها ليست 360 يوما بل 360 درجة تقطعها الشمس ظاهريا ( الدوران الحقيقي للأرض ) خلال دورتها السنوية ، ونحن نعلم أنه لا السنة القمرية ولا السنة الشمسية تعادل 360 يوما ، ولأنها الشمس فالسنة الشمسية تعرف أنها 365.25 يوما والسنة الرابعة 366 يوما ، ولكن حتى هذا غير دقيق فالأرض تدور حول الشمس في أقل من 365.25 يوما ، ولأنها تدور في مدار إهليجي وليس كامل الإستدارة ، فحين تكون في أقصى بعد عن الشمس فتقل سرعتها ويكون ذلك في فصل الصيف فيكون هو أطول الفصول بأطول من 90 يوما ، وحين تكون في أقرب نقطة ( الحضيض ) تكون في أقصى سرعتها وذلك في فصل الشتاء فلا يصل طوله حتى 90 يوما بالرغم أن الشمس ظاهريا قد قطعت في كل فصل 90 درجة متساوية لكل فصل.
في حركة القمر حول الأرض الفكرة ذاتها ، فهو يدور في مدار إهليجي ، يسرع حين يكون قريبا ، ويبطئ حين يكون بعيدا ، وهو أيضا يقطع 90 درجة قوسية لكل طور لكن الزمن الذي يقطعه مختلفا ، ولذلك لايشكل إكتمال البدر منتصف الدورة زمنيا ، رغم أنه نصفها بزوايا الدائرة.
الدورة القمرية ليست متساوية في كل شهر ، بل مختلفة طولا وقصرا ، ففي خلال هذا القرن 21 ، كانت الدورة التي بدأت في 26 ديسمبر 2017 ، حيث بلغ طولها 29 يوما و19 ساعة 47 دقيقة ، متجاوزا متوسط الدورات الشهرية بما يزيد عن السبع ساعات ، فيما ستكون أقصر دورة في 2053 ، وهي التي ستبدأ في 16 يونيو ، وسيكون طولها 29 يوما و6 ساعات و35 دقيقة.
فيما ستكون أطول دورة خلال 2019 ، هي التي بدأت في 6 يناير ، وكانت بطول 29 يوما و19 ساعة 35 دقيقة ، وستكون الأقصر في السنة التي ستبدأ في أول أغسطس ، وستكون بطول 29 يوما و7 ساعات و25 دقيقة فقط.
ولنعد لطول خسوف قمري خلال القرن الحالي وهو الذي وقع في 27 يوليو 2018 ، حيث شرحنا سبب كونه الأطول أن الأرض كانت أبعد عن الشمس ، وبالتالي نشرت ظلا واسعا وكان القمر أيضا أبعد عن الأرض وهو بالتالي يسير ببطئ وقطع دائرة ذلك الظل قريبا جد من قطرها فكان الأطول.
ولنأخذ الدورة الحالية التي نحن فيها ، والتي هي للمسلمين دورة شهر رمضان ، وهي قد بدأت في 5 مايو ، الساعة 01:45 صباحا بتوقيت مكة المكرمة ، وحتى بداية الدورة القادمة في 3 يونية ، الساعة 01:01 م ، فسيكون طول الدورة 29 يوما 11 و 16 دقيقة ، ونصفها 14 يوما و 17 ساعة 38 دقيقة ، في الوقت الذي إكتمل القمر وقد نصف الدورة هندسيا وبلغت الزاوية ، في يوم 19 مايو ، الساعة 12:11 صباحا ، أي أن عمره والزمن الذي إستغرقه لذلك 13 يوما و22 ساعة و26 دقيقة ، وهذا يعني أن النصف الثاني أطول من الأول عدديا.
حركة الأرض حول الشمس والقمر حول الأرض:
مقال جميل وجيد، اشكرك اخي سلمان