عُرفت عين الصباغي نسبة إلى النخل المعروف باسم الصباغي(1) وهي إحدى العيون القديمة في محافظة القطيف، التابعة لسَّيحة بلدة الدبَّابيَّة، ومنطقة الصباغي تقع على طريق بلدة الخويلدية “غرب مدينة القطيف”. مقابل الجهة الثانية من النخيل المعروفة بإسم “الحميرةٌ” أو فدى الحميرةٌ ، والذي كان سكنا لمجموعة من العوائل من بلدة الدبَّابيَّة منها (السويكت – الفردان)(2) ومن بلدة الشويكة (الحوري – المقبل – العرقان) والتي عرفت فيما بعد باسم فريق فدى الحميرةٌ. وكانت عين الصباغي مصدرًا لهم من المياه العذبة والري والسقاية والسباحة والاستجمام. كما كان يرتادها العرسان من مختلف مناطق مدينة القطيف وقراها للاستحمام فيها يوم الزواج.
وقد زار هذه المنطقة المعروفة بـ “الصباغي” مجموعة من العلماء الأعلام منهم: – الحجة الشيخ فرج حسن العمران (1321 – 1398هـ) في عصر يوم السبت التاسع عشر من شهر رجب عام 1364هـ، بقوله (اجتمعت مع الفاضل السيّد باقر ابن السيد علي العواميّ وابنه السيد محمد وجماعة من الأحبة في النخل المعروف بـ (الصباغي)، الكائن في سيحة الدبَّابيَّة الذي فيه عين الارتوازي)(3). والعلامتان الشيخ عبد المجيد علي أبو المكارم (1344-1423هـ) والشيخ محمد علي آل الشيخ جعفر (1372-1438هـ) الذي تربطهما بعلاقة وطيدة مع المرحوم الحاجّ عبد الله مكي آل جساس المستأجر لهذه النخيل من عائلة العوامي(4). وأيضًا آية الله السيد ماجد هاشم العوامي (1279-1367هـ) الذي كان يأتي لهذه العين للسباحة والاستجمام فيها(5).
وصف العين
وهي عبارة عن غرفة صغيرة على شكل مستطيل مبنية من الحجارة والطين ومسقوفة بالخشب والنخيل ومدخلها يكون من جهة الغربية.
وتمتاز العين بدفع ماؤها القوي وتبلغ مساحتها الإجمالية 18 متر مربع تقريبًا وارتفاع جدرانها من الداخل حوالي 3 متر ولها عتبة واحدة فقط للنزول بعمق 60 سم للسباحة، وعلى جدرانها روازن لوضع الأغراض الشخصية عليها، وتحتوي على بركة “دجه الماي” صغيرة من الخارج بمساحة 3 متر مربع [2م في 1,5م] ولها مجرى مياه رئيسي واحد يخرج من العين ثم يتفرع إلى ثلاث سابات “قنوات” وهي (الشرقي – الغربي – الشمالي) وهذه السابات لسقاية النخيل والمزارع بمنطقة الصباغي وغيرها من النخيل المجاورة لها.
أسماء النخيل التي تسقى منها عين الصباغي
نخيل الصباغي وغيرها من النخيل والمزارع والبساتين المجاورة لها التابعة لسّيحة الدبَّابيَّة والعائدة إلى بعض العوائل من مدينة القطيف التي تسقي منها العين بشكل مباشرٍ(6) وهي: –
من جهة الجنوب
نخل العائد إلى عائلة آل شهاب وصبخة بيت القصاب وصبخة عامر بن ليل الخالدي.
من جهة الشرق
صبخة عائلة العوامي ونخيل الحرات العائدة إلى عائلة الزاير ونخل المسمى باب الأوسط العائد إلى عائلة العوامي.
من جهة الشمال
نخل كربلاء العائد إلى عائلة الجشي ونخيل المسمى باب الغربي لعائلتا الحمالي والماجد ونخل المسمى الطيب الريح العائد إلى عائلة الصفار.
من جهة الغرب
نخل زاملية العائدة لعائلة آل إسماعيل، وزاملية عائلة العباس. وبعد عين الصباغي صبخة باب منصور لعائلة البحارنه وصبخة الرياحين وصبخة آل إسماعيل(7).
ردم عين الصباغي
للأسف هذه العين الجميلة التي نسبح فيها منذ أن كنا صغاراً قد جف ماؤها حالها حال بقية العيون، بسبب إنخفاض منسوب المياه في المنطقة بشكل عام (كما يقال)، وبعدها بقيت العين مهجورة لمدة طويلة ، بعدها أغلقت العين في عام 1424هـ بشكل نهائي ولم يتبقى منها شيء في وقتنا الحالي سوى اسمها وذكرى موقعها.
ـــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش: –
(1) يقول أستاذنا المؤرخ الكبير عبد رب الرسول علي الغريافي: – أن جميع مسميات النخيل وما يتبعها من عيون وافدية وسابات لها أسباب ومناسبات ولكن لقدمها ولعدم التوثيق الكتابي ولمرور الزمن وعدم الاهتمام بذلك يجعلنا نجهل معرفة سبب التسمية.
(2) هؤلاء الساكنين من عائلة السويكت يملكون بيوت في الدبَّابيَّة وبسبب المعيشية الصعبة آنذاك لا يتركون المكان ويعملون فيه بالزراعة وخصوصًا التمور بعد عمل قلات التمر يرسلونها إلى بيت العود الكبير بالدبابية لصاحبه الحاجّ عبد الله مهدي السويكت ” أبو سليمان ” عميد العائلة “، حيث توجد هناك غرفة صغيرة تسمى (الجندود) مستودع لتجميع الدبس.
وأما الجد الحاجّ سلمان جواد السويكت ” أبو جواد ” – رحمه الله تعالى – (كان يسكن في فصل الصيف بسبب درجات الحرارة المرتفعة وزيادة الرطوبة وبعد انتهاء الصيف يرجع إلى بيته في الدبابية).
وأما الساكنين من عائلة الفردان هم: الحاجّ إبراهيم عبد العال الفردان والحاجّ عبد الله الفردان ” أبو حسين ” من أهالي الدبابية.
(3) الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية المجلد الأول في الجزء (3/261) في عام 1364هـ.
(4) المصدر: الحاجّ حسن علي آل جساس ” أبو عيسى ”
(5) المصدر: الحاجّ عبد الكريم أحمد السويكت ” أبو عبد العظيم ” والحاجّ حسن علي آل جساس ” أبو عيسى “.
(6) كانت هذه النخيل في السابق تسقى من “عين القشورية ” الواقعة ببلدة الجارودية وبعد أن ضعف مائها، تم حفر عين ارتوازية في نخل العوامي. وقيل: إن الذي أمر بالحفر البئر (العين ) هو آية الله العظمى السيد ماجد السيد هاشم العوامي ” قدس سره “.
(7) المصدر: الحاجّ عبد الكريم أحمد علي السويكت ” أبوعبد العظيم ” والحاجّ حسن علي آل جساس ” أبو عيسى “.
موضوع جميل
واضح ان ما قصد بوصف العين هو وصف مبنى العين، اما العين فتبدو انها عين ارتوازية وليست قديمة بالمعنى المتعارف عليه لعيون القطيف التاريخية ولكنه قدم نسبي فربما كانت عين الصباغي من اول العيون التي حفرت بالحفارات الحديثة في وقتها.