ريشة الفنان التشكيلي “عبد الكريم الرامس” ،،، وهي تمازح سعيفات النخيل.. تجمعه.. تَسُفُّه أحيانا.. فينام الماضي.. وأحيانا تحرقه.. فيشرب الحاضر.. فنجان القهوة ، الذي أحضر ماؤه الشاعر “السيد مؤيد الجراش” بقلمه من عين العودة.. وعلى أنغام ريح الصبا تبدأ رحلة الشوق المشحون..
{هنا الأرجاء زاهرة}
هنا القطيفُ هنا الأحياءُ عامِرةٌ
حُبًّا وجُودًا وريحانًا ونسرينا
هنا القطيفُ هنا الأرجاءُ زاهرةٌ
لوزًا وتِينًا ورمانًا وزيتونا
هنا القطيفُ هنا التُربُ الذي وَلَعَتْ
فيهِ النفوسُ فصارَ القلبُ مَفتونا
أنَّى بَصُرْتَ بأعتابِ القطيفِ ترى
أقدامَ ‘طهَ’ وطيبَ الوحيِ معجونا
أنِخْ بها باركَ ‘الرحمنُ’ تُربتَها
متى نَزَلْتَ هنا الوُفَّادُ أهلُونا
‘خَطٌّ’ تَقَدَّسَ في الأنفاسِ مَسْكنُهُ
وفي شِعابِ الحَشَا تلقاهُ مكنُونا
إنْ هَبَّ رِيحُ الصَّبا قلتُ القطيفُ بَدَتْ
حسناءَ ميساءَ تُبْقِي العقلَ مجنونا
لا لا تلُمني ففي أنغامِ نَبْرتِها
تُحْكَى العصورُ تواريخًا ومَضمونا
هي المَلاذُ ومَرسى الروحِ أشرِبَةٌ
عيونُها تزدهي بالزَّهْرِ مَزيونا
عينٌ هِيَ ‘العُودةُ’ الزرقاءُ ما فَتِئَتْ
تَروي أحادِيثَها شَدْوًا وتلْحِينا
أرضُ ‘الدِّبيبيّةِ’ الغَرّاءَ بلْدَتُنا
منها عَزَفْنا الهوى العُذرِيَّ مَيْمُونا
الخبزُ والدُّهْنُ والأسماكُ مِزْوَدَةٌ
والنخْلُ تمرٌ ودِبْسٌ راحَ مَخزونا
مَلَئْتُ بالْبُنِّ أكوابًا وأفئِدَةً
وعِشْثُ في كوخِها بالطينِ مَرصُونا
لَعِبْتُ بينَ رُمَيْلاتٍ مُذَهَّبَةٍ
وداعَبَ الرُّوحَ فيها رِيحُ ‘تِشرينا’
حِنَّاءُ جَدَّتِنا لازِلْتُ أذكُرُهُ
بالزعفرانِ حليبٌ طابَ مدهُونا
تلكَ السُّعَيفاتُ قد كانت لنا سَكَنًا
فيها المنامُ هنيئًا باتَ مأمُونا
هامتْ بكِ النفسُ يا أحلامَ قريتِنا
منها إليها يعودُ الشوقُ مَشحونا