النجاح حِلمٌ وأملٌ ثمينٌ في الأسرة والمجتمع والدراسة والعمل، فهو سِرّ الحضارة وعين الحياة. والسؤال: إذا كان النجاح محبوبًا ومرغوبًا فيه، فلماذا ينجح البعض وتتحقّق أحلامهم وآمالهم الطموحة بينما لا ينجح الآخرون؟ هل السبب هو الإنسان والمجتمع ام طبيعة الحياة وفرصها؟
الإنسان والمجتمع: أقرب شيءٍ للإنسان هي نفسه التي بين جنبيه وهي أصعب الأمور للفهم والدراسة.
ففي داخل النفس يوجد صراعٌ شديدٌ بين الدافع الشهواني البحت الذي يريد تلبية الغريزة دون قيودٍ وبين الدافع العقلاني الذي يريد تلبية الغريزة لكن ضمن الأعراف والقيم والدين. هذا الصراع والنزاع الداخلي في النفس بين الدافع الشهواني والدافع العقلاني يصبغ تصرفات الفرد وأحلامه الطموحة وتفكيره وإرادته. فالفرد هو صاحب القرار فهو يختار أن يكون شهوانيًا او عقلانيًا.
النفس أيضًا لها حاجاتٌ جسميةٌ ضروريةُ توجد منذ الولادة، فتأكل لتدفع الجوع وتشرب لتدفع العطش وهكذا. وللنفس أيضًا جوانبٌ نفسيةٌ كامنةٌ غير ظاهرة منذ الولادة ثم يعمل المحيط الاجتماعي على تنميتها وتفعيلها ومنها طموحه وأحلامه المستقبلية، فلو وُلِد الفرد في أسرةٍ ومجتمعٍ طموح، فطبيعي أن يكون له طموحٌ وحلمٌ بمستقبلٍ أفضل، هذا الطموح ينتج طاقةً وعزيمةً وإرادةً لتحقيق هذا الحلم فيقضي هذا الفرد ساعاتٍ طويلة وربما سنواتٍ من العلم والعمل لبلوغ هذا الحلم الطموح. والعكس صحيح، لو كان المجتمع محبطًا وطموحه متدنيًا فسينعكس هذا على طموح الفرد وأدائه.
فالمجتمع مؤثرٌ كبيرٌ في تحديد مدى أحلام الفرد وطموحه، وقد قيل أنّ صفات الفرد النفسية هي مُعدّل صفات أقرب خمسة أشخاص يعيش معهم ويتأثر بهم. وعمومًا، يوجد تأثيرٌ متبادلٌ مستمرٌ بين الفرد والمجتمع تبعًا لقوة كلٍ منهما، فقد يبلغ الفرد من المتانة الفكرية والنفسية ما يجعله المؤثر الأكبر في المجتمع، وقد يضعف الفرد فكريًا ونفسيًا فيغدو آلة يحركها المجتمع كيفما شاء.
السؤال: ما هي أنواع الطموح والأحلام؟
إن كان دافع النفس الداخلي شهوانيًا فسيكون الطموح ماديًا استهلاكيًا شهوانيًا، وإن كان دافع النفس الداخلي عقلانيًا، فسيكون الطموح عقلانيًا (اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدًا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا). هكذا تتفاعل النفس مع المجتمع المحيط بها فالنفس تقرر الشهوانية او العقلانية والمجتمع يؤثر على سمو الطموح او عدمه.
الحياة امتحانٌ وتنافس: كيف يمكن التمييز بين البشر في مسرح الحياة؟ من يستحق النجاح؟
لو كُنتَ رئيسًا في شركة يعمل لديك الكثير من المدراء فأيهم تُرشّح لينوب عنك؟ ليس من الحكمة أن يكون ذلك عشوائيًا، فسيرة العقلاء تقضي بأن يقوم الرئيس بتكليف المدراء بمسؤوليات صعبة، فيمتحنهم في مواقف حرجة ليعرف حكمة قراراتهم وقدرتهم على مواجهة التحديات، وأفضل مديرٍ يعالج هذه التحديات بجدارة هو المرشح الأكفأ لينوب عن الرئيس.
وهكذا قضت حكمة الله فهو يمتحن البشر ويبتليهم بالنعم او بالمصائب فيتبين الصابر الثابت، ويتبين العبد الشكور المنفق (ويُطعِمون الطعام على حُبّه مِسكينًا ويَتيمًا وأَسيرًا ، سورة الإنسان: آية 8). هذا لا ينفي علم الله سبحانه وتعالى بل هو لإقامة الحُجّة على الخلق ولتكون أعمالهم شاهدةً عليهم. الامتحان أيضًا تربيةٌ للبشر على الصبر وتحمل المسؤولية وتأهيلٌ لهم لمقاماتٍ أعلى عنده سبحانه وتعالى.
هكذا يكشف الامتحان والابتلاء في مسرح الحياة مقامات البشر ودرجاتهم في الدنيا والآخرة، فهو يعكس بدقة خفايا النفس وأسرارها التي لم يئن للعلم الحديث اكتشافها.
طبيعة الحياة وفرصها: أحلامٌ طموحةٌ تتحقّق
توفر الحياة فرصًا مختلفة لبعض البشر حسب ظروف الزمان والمكان والبيئة الطبيعية. فمثلا يختلف روح العصر أي العلم والفن الذي ينتشر في تلك الحقبة الزمنية، فمثلا كان روح العصر النحت والفن في فلورنسا أثناء عصر النهضة الأوربية، ثم أصبح علم الفلك إبان القرن الخامس عشر، وهو الآن الذكاء الاصطناعي، فتتوفر الفرص العلمية والتقنية والإبداعية حسب روح العصر السائد آنذاك.
وحين يعيش الفرد في بيئةٍ طموحة تزدحم بالأفكار والمهارات الرائعة التي يحتاجها روح العصر، يتولد في إدراك الفرد طموحٌ قوي لاكتساب هذه المهارة والتمكن منها، هذا الطموح يتفاعل وجدانيًا في قلب الفرد فينتج عنه شغفٌ شديدٌ ورغبةٌ عارمةٌ لتحقيق هذا الطموح. في هذه البيئة الماهرة، قد يدرس الفرد في جامعاتٍ ومعاهد أبحاث وقد يعمل في مشاريع كبيرة وقد يتلقى الطفل الصغير التدريب المستمر لسنواتٍ طويلةٍ تحت اشراف مدربٍ ماهرٍ فيصنع منه مهارةً عالمية.
وسنضرب هنا بعض الأمثلة على قصص نجاحٍ عبر التاريخ، قد لا نتفق مع نتائجها ونواياها أحيانًا، لكنها أمثلةٌ عن طموحٍ وإرادةٍ وعملٍ دؤوبٍ وصبرٍ طويلٍ لسنواتٍ عديدةٍ أنتجت نجاحًا باهرًا في نظر صاحبها:
ليوناردو دا فينتشي:
بدأ عصر النهضة الأوربية في فلورنسا وبعض الجزر الإيطالية القريبة من الشرق حيث ازدهرت التجارة وأشعت عليها أنوار الحضارة الإسلامية وعلومها، فانتشر فيها النحت والرسم وتأسست عشرات الورش النحتية والفنية التي يملكها نحاتٌ ورسامون مهرة تدرّب فيها أطفال صغار حتى بلغوا أوج مهارتهم. هذه الفنون ساحرةٌ جدًا فالنحت يصنع من الصخرة الصمّاء تمثالًا يحمل معاني وتاريخ ورسائل هامة وكأنه كتابٌ مقروء او حديثٌ مسموع،
والرسم يصنع من الورقة والألوان منظرًا جميلًا يعبّر فيه الفنّان عن أفكاره وآرائه بطريقةٍ هادفةٍ ومؤثرةٍ جدًا. هذه المنحوتات والرسوم يستغرق بعضها سنواتٍ طويلة قد تصل بضع عشراتٍ من السنين، وتبدو فيها مهارة الرسّام والنحّات بطريقةٍ واضحةٍ. وكان من أعظم هؤلاء في عصر النهضة الأوربية ليوناردو دافينتشي ومايكل انجلو بونارتي.
ولد ليوناردو عام 1452 وحين بلغ سن العاشرة إلتحق بورشة فروكيو للتدريب على النحت والرسم والفنّ وبقي متدرباً لسبع سنوات، وكانت ورشة فروكيو في تلك الفترة واحدةً من أهم المشاغل في فلورنسا ومكاناً خصباً لصقل المواهب. وتعلم دا فينتشي في ورشة فروكيو رسم الآلات والكيمياء وعلم الفلزات وقوالب القصارة والحِرف الجلدية وعلم الآليات والمشغولات الخشبية، وتدرّب على مهارات التصوير والرسم والنحت وتصميم النماذج. تأهل ليوناردو وهو في سن العشرين (في عام 1472) ليصبح عضواً بمرتبة محترف في نقابة القديس لوقا، وهي نقابةٌ للفنانين والأطباء.
لقد كان ليوناردو رسامًا ونحاتًا وأديبًا ومعماريًا وموسيقيًا ومهندسًا وعالمًا في الفلك والرياضيات والفيزياء والجيولوجيا والنبات والخرائط. نالَ ليوناردو شهرته من الرَّسْم، فأشهرُ لوحاته هي الموناليزا، وهي أشهر لوحة لشَخْصٍ، وأما العشاء الأخير فهي أكثرُ جداريةٍ دينية أُعيدَ رسمُها في التاريخ. قد لا يهتم البعض بهذه الأعمال الفنية فيمر عليها مرور الكرام، بينما تأخذ قلوب آخرين وتستولي على أفكارهم فيقضون أوقاتًا طويلة يتأملون في ابداع الفنّان وسحره الجذّاب.
مايكل انجلو بوناروتي:
ولد مايكل عام 1475 ونشأ في فلورنسا، وفي سنة 1481، أي عندما كان بلغ من العمر ست سنوات، توفيت والدته، فانتقل ليعيش مع أسرة رجل يعمل في قلع الحجارة حيث كان والده يملك مقلعًا للرخام. وقد قال مايكل انجلو: (جنبًا إلى جنب مع حليب مرضعتي، شربت موهبة التعامل مع الإزميل والمطرقة، تلك الأدوات التي أصنع منها أعمالي).
أرسل والد مايكل ولده إلى المعلّم «فرانشيسكو دا أوربينو» في فلورنسا، حتى يتعلّم قواعد اللغة، لكن الفتى لم يُظهر ميلاً نحو العلم، بل كثيرًا ما كان ينسخ اللوحات والرسوم، ويميل إلى مرافقة الفنانين والرسامين. لذلك وافق الأب على رغبة ولده وسمح له وكان عمره ثلاثة عشر عاما بأن يعمل لدى رسام جص يدعى دومينيكو غرلاندايو، وعندما بلغ مايكل انجلو عامه الرابع عشر، أعلن دومنيكو تلميذه رسامًا. لقد اشتهر مايكل انجلو بالكثير من التماثيل المنحوتة والرسومات العالمية الفذة التي بقيت معلمًا رائعًا من معالم الفن والابداع الإنساني.
تايكو براهي (1546 – 1601):
شيّد الفلكي الدنماركي تايكو براهي مرصداً ذا أغراض خاصة على جزيرة هفن يبحر البلطيق في عام 1576. لقد رصد تايكو بصبرٍ وملاحظةٍ دقيقة حركة المريخ حول الأرض مدة عشرين عاما، وكان يوهانز كبلر يعمل مساعدًا له. وبعد وفاة تايكو، حصل كبلر على هذه المعلومات الثمينة ودرسها بدقة لينتج قوانينه الثلاثة عن حركة الكواكب، وأهمها أن الكواكب تدور حول الشمس في مدارات إهليجية وليست دائرية. هذه القوانين بنى عليها جاليليو الكثير من نظرياته والتي أصبحت بعد ذلك مادة دسمة استفاد منها إسحاق نيوتن.
إسحاق نيوتن (1642 –1727):
من أبرز علماء الفيزياء والرياضيات وأحد رموز الثورة العلمية. صاغ نيوتن قوانين الحركة الثلاثة وقانون الجاذبية العام والتي فسّر بها حركة الأرض والأجرام السماوية. نشر كتاب الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية عام 1687 وفيه شرح مبادئ الميكانيكا الكلاسيكية. كما قدّم مساهمات هامة في مجال البصريات،
وشارك لايبنتز في تأسيس علم التفاضل والتكامل. في عام 1665 أغلقت الجامعة كإجراء احترازي ضد وباء الطاعون فاستغل نيوتن هذه الفرصة لإكمال دراساته في منزله طيلة عامين لاحقين فطوّر نظرياته في حساب التفاضل والتكامل والبصريات وقانون الجاذبية.
كتب نيوتن في مذكراته: (أنا لا أعرف كيف أبدو للعالم، غير أني أرى نفسي كصبي يلعب على شاطئ البحر، أتسلى من حين لآخر بإيجاد حصاة ناعمة أو قوقعة جميلة للغاية، لكن في الواقع هناك محيط كبير من الحقائق غير المكتشفة ما زال خلفي).
عبد الكلام زين العابدين:
كتب أرون تيواري (Arun Tiwari) قصة حياة عبد الكلام () وسطّر قصة كفاحه الطويل منذ نعومة أظفاره وحتى بلغ قمة الهرم في كتاب (Wings of Fire). فقد وُلِدَ ونشأ في أسرة هندية مسلمة، كان والده مؤذن المسجد قرب بيته، وعاش في بيئة راميشورام المعروفة بمدينة الهياكل الهندوسية. درس هندسة الطيران في معهد مدراس التقني والتحق بعدها بمعاهد أبحاث وتطوير الصواريخ الهندية وأشرف على البحوث التقنية في هذا المجال لسنواتٍ طويلة، وتحت قيادته طورّت الهند صواريخها التي أطلقت الأقمار الصناعية الى الفضاء وأصبحت قادرة على حمل رؤوسٍ نوويةٍ واستراتيجية.
وقد أصبح عبد الكلام رئيسًا فخريًا للهند 2002-2007. هكذا عاش هذا الفقير حياته حتى بلغ قمة الهرم تقنيًا وتسلّم بعدها قيادة الهند الفخرية، كل ذلك نتيجة طموحٍ وإرادةٍ وجهدٍ دؤوبٍ وصبرٍ متواصل عبر عشرات السنين.
ما هي الصفة المشتركة؟
أحلام هؤلاء العباقرة تحققت نتيجة الطموح العالي والإرادة الحديدية والصبر الطويل خلال تدريبٍ مستمرٍ يستغرق ساعاتٍ طويلةٍ يوميًا ولسنواتٍ عديدة لاكتساب المهارات، (طموح وإرادة وصبر وتدريب جاد). هذا يتفق مع ما أكدّه (Andrew Ericsson) بعد بحثٍ مطوّلٍ عن النجاح والمهارة، أنّ أيّ خبيرٍ في أي حقلٍ يحتاج الى عشرة آلاف ساعة تدريبٍ جاد يقدّم فيه المدرّب ملاحظات ومقترحات لتحسين الأداء ويرفع سقف التوقعات باستمرار (committed practice) وهذا يتوافق مع قانون العشر سنوات الذي يرجع الى عام 1899 والذي يؤكّد أنّ أيّ خبرةٍ عالميةٍ مرموقةٍ في أيّ تخصصٍ تحتاج الى عشر سنواتٍ من التدريب الجاد. هذا التحسن المستمر يوميًا يدفع بمهارة الفرد الى مستوياتٍ عالمية منافسة (من تساوى يوماه فهو مغبون).
هذه الملاحظة الإحصائية قد تتفق علميًا مع ما نشره (Daniel Coyle) في كتاب (The Talent Code) أنّ أيّ تفكيرٍ او تصرّفٍ او فعلٍ يستدعي ارسال إشارةٍ كهربائية في خلايا الدماغ العصبية فيتكوّن بذلك ممرٌ عصبي في خلايا الدماغ ينقل هذه الإشارة من مكانٍ في الدماغ الى آخر، ويقوم الدماغ بحفظ هذه الدائرة الكهربائية أي الممر العصبي بتغليفه بمادةٍ دهنيةٍ تسمّى (myelin).
وكلما أعاد الإنسان نفس العادة او التصرف او التفكير تم ارسال إشارة كهربائية في نفس الدائرة وقام الدماغ بتغليفها مرة أخرى بمادة (myelin) وهكذا نتيجة التغليف المستمر بهذه المادة تقوى هذه الدائرة العصبية فتنقل الإشارة الكهربائية بصورة سريعة ودقيقة. وهكذا تتأسس العادة وتتعمق الفكرة ويصبح هذا العمل جزءًا أساسيًا من تركيب الدماغ الإنساني.
أحلامنا المستقبلية:
لقد أصبح العالم قريةً صغيرةً، فالأهداف والمنافسة عالمية، لذلك يجب أن ترقى الطموحات الى أعلى المستويات. لذا فمن الطبيعي أن يكون أملنا للجميع من طلابٍ ورجال أعمال ومدراءٍ وأيّ تخصصٍ آخر فني او أدبي او علمي او اجتماعي، أن يكونوا من أعلى وأفضل وأمهر 5% من قائمة المتخصصين على مستوى العالم في نشاطهم العلمي او الفني او التجاري. قد يبدو هذا الطموح عاليًا، لكنّه ممكنٌ جدًا.
ليس لنا إلا تحقيق أملنا الطموح فنكون في صدارة العالم وليس في مؤخرته. هذا يحتاج الى طموحٍ قوي وإرادةٍ صلبةٍ وصبرٍ طويلٍ وتشجيعٍ متواصلٍ من الأسرة والمجتمع، حتى يُتَوّج أبناؤنا وبناتنا بجوائز عالميةٍ مرموقة ان شاء الله.
المشهد المؤثر:
يذكر (Robert K. Cooper) في كتابه (Get Out of Your Own Way) (نَقَلتُ هذه القصة بِتَصَرُف)، أنه ذهب مع جدّه للحديقة قرب المستشفى الذي كان يعمل فيه، فوجدا طفلين صغيرين يلعبان أحدهما في عمر العاشرة والآخر في عمر الخامسة وكانت يده ورجله مُعَوّقَتَان. بعد فترةٍ وجيزة، توقفت سيارةٌ ثمينةٌ جدًا يركبها أحد الأغنياء مع زوجته قرب الحديقة. تعجّب الطفلان الصغيران من هذه السيارة الرائعة بألوانها الزاهية فاقتربا من السيارة وكان الغني وزوجته يهمّان بالنزول للمشي في الحديقة.
فقال الولد الكبير مخاطبًا الغني: إنها سيارةٌ جميلةٌ أيها العزيز، وكان الأخ الصغير ينظر داخل السيارة بكل تعجب. فأجاب الغني: نعم إنها سيارتي وهو ينظر شزرًا الى الطفل الصغير خوفًا من أن يلمس السيارة. سأله الأخ الكبير: وكم هي قيمة هذه السيارة؟ أجاب الغني بعنجهيةٍ: هذا ليس من اهتماماتك، لقد عملت بجدٍ لأملك هذه السيارة الجميلة. عندها، نظر الأخ الكبير لأخيه الصغير فوجد عينيه تذرفان الدموع، أحتضنه وكفكف دموعه وقال له بثقة: سأعمل أنا بجدٍ مستقبلًا وسأحصل على المال الكثير لأشتري لك يا أخي سيارةً جميلةً أفضل من هذه، إنه حلمٌ سيتحقّق يا أخي.
هكذا تتحقّق الأحلام والآمال الطموحة ، والسعادة ليس للفرد المتفوق فقط بل لأخيه وأسرته ومجتمعه ووطنه. والحمد لله ربّ العالمين.
احسنت أجدت فأبدعت طرح رائع و لكن عندي استفسار كيف التخلص من نقطة الاكتفاء لدى الفرد فهو يرض بما وصل اليها مع انه يملك القدرة على تحسينها و الوصول الى نقطة اعلى مع بذل المزيد من التدريب و العمل و التخلص من منطقة الراحة.