انطلقنا بحماس ، لتجربة مدهشة من الفن والإبداع، وقفنا أمام جدار كبير أسفل جسر المزروع المشاري (الشبيلي) شارع أحد بالقطيف ، إرتفاعه 5 متر وعرضه 32 متراً ، عاقدين العزم على تحويل جزء منه، إلى لوحة فنية تزخر بالزخارف الجصية الأصيلة كأصالة واحة القطيف،،،
تعكس هذه الزخرفة الجصية روح القطيف وتاريخها العريق ، لم يكن هذا العمل مجرد مشروع عادي، بل كان حلماً طالما راودنا ، بأن يُسهم بجماليات فنية تُحيي التراث وتزين بعض مساحات محافظة القطيف بأعمال تسر الناظرين وتربط الحاضر بالماضي ، ومنذ اللحظة الأولى، أدركنا كفنانين ، أن هذا الإنجاز لن يتحقق إلا بتكاتف الجميع ، جميع أعضاء الفريق ، الذين يتشاركون الشغف ذاته، ليضعوا معًا رؤية مشتركة تنبض بالإبداع،،،
كان الجو مليئًا بروح العمل الجماعي ، حيث تعانقت الأفكار وتكاملت الجهود، ليبدأ كل فرد منا في الفريق بتنفيذ جزء من هذا العمل الفني الذي سيمثلنا جميعًا ، وفي أسفل الجسر ووسط ضجيج السيارات وآلات الحفر ، كانت أصوات الأدوات ونقش الأزاميل وهي تشكل تفاصيل وخطوط الزخرفة الجصية تمتزج بنغمات الضحكات والمحادثات الحماسية بين أعضاء الفريق،،،
نتبادل الخبرة، ونتعلم من بعضنا ، وكنا نتحدى كل الصعاب بروح الإصرار، مدركين أن كل فكرة أو لمسة أو توجيه من المجموعة ستضيف أصالة على العمل وجمالاً فريدًا من نوعه ، ما كانت هذه التجربة لتكتمل لولا دعم بلدية محافظة القطيف، التي آمنت بالمشروع ووقفت خلفنا ، تقدم كل ما يلزم من مساندة وتسهيلات،،،
بفضل هذا الدعم، شعرنا (نحن) كفنانين وحرفيين وهواة ومتطوعين، بقوة أكبر وإصرار أشد على تقديم أفضل ما لدينا ، متحمسين لإضفاء لمسة من الجمال على مدينتنا ، لتصبح أكثر إشراقًا وبهاءً،،،
ومع اقتراب الانتهاء من العمل وبعد ثلاث أيام من العمل المتواصل دون كلل أو تعب ، بدأت الملامح الجمالية للزخارف الجصية القطيفية تظهر بوضوح، تشهد على تعب وحب الفنانين لوطنهم وفنهم ، كان هذا الإنجاز بداية جديدة، وانطلاقة لأعمال أخرى تُزين القطيف ، تروي حكاياتها ، تُعبر عن هويتها، وتنقل جمالها للأجيال القادمة.
كل توفيق لاخونا ابومصطفى المتفاني في حب القطيق