وسط ملتقى فني حاشد قد ضم العديد من محترفي الفنون المتنوعة من بعض أقطار الدول العربية ومن بينهم كوكبة من انحاء مملكتنا الحبية حيث ملتقى الفن والحياة الدولي الأول بمرسى مطروح في يوم ٢٠ اكتوبر ٢٠٢٤م وتحت رعاية سيادة اللواء السيد خالد شعيب محافظ مطروح فاجأت المجموعة القطيفية المشاركة ضمن المجموعة السعودية بدلا من تقديم لوحة صامته فقد قدمت لوحة شعبية مليئة بالحيوية ونابضة بالحياة وسط لوحات تشكيلية صامته ما اكسبتها تميز منفرد كان مفعم بالمفاجآت،،،
وما أن وصل المحافظ إلى موقع هذه اللوحة المتميزة باختلافها وتميزها بالحياة المفعمة فقد رسمت على محياه ابتسامة عريضة أبدى بعدها إعجابه الشديد لهذه الفكرة الجميلة التعريفية بالزي القطيفي التقليدي العريق فقد كسا هذا الزي امرأة مصرية تم اختيارها بعناية ودقة من حيث قرب مواصفاتها وملامحها للمرأة القطيفية فهي السيدة سحر عادل والتي تم تدريبها على لبس الزي القطيقي التقليدي وكذلك بعد أن عودت نفسها على إلقاء ثلاث عبارات قطيفية لترحب بها السيد المحافظ ومن كان في معيته وهي تردد: “ويش حالكم غناتي؟ أني من القطيف وهذا لبسنا”.
لقد انبهر الجميع من الزي القطيفي العريق والمكون من تسع قطع كان أهمها الرداء “لرده الأناجر” وهو الرداء القطيفي المعروف بسماكته ولونه الأسود والموشح طرفيه الجانبيين بخطوط رفيعة حمراء اللون ممتزجة بخطوط ذهبية (زري) تكسبها بريق ولمعان لافتين للأنظار، (وأحيانا تكون الخطوط حمراء مجردة من الزري وفي هذه الحالة يعرف بالرداء البروجي) وللمعلومية فقد كان هذا الرداء بنوعيه في سابق الأوان يحاك محلياً في القطيف.
بعد أن كشفت السيدة المصرية التي أجادت دور المرأة القطيفية عما يكنه هذا الرداء من الداخل فقد ظهر للعيان بقية الملابس القطيفية النسائية وأولها من الرأس الملفع الذي يحيط الرأس ليغطيه وهو قماش شاشي خفيف أسود اللون واسع المسامات وتعرف خامته بالتور وهو يلتف حول الرأس الذي تغطيه قحفية خياطة أي مطرزة بخيوط متعددة الألوان لتشكل زخارف وغضون وزهور متنوعة لهذه القحفية، والقحفية هي قلنسوة تغطي الرأس مباشرة ويلفها من الأعلى الملفع -كما سبق ذكره- والمتدلي على الأكتاف والصدر، وفي مقدمة تلك القحفية اربوع الذهب أو (دنادين الذهب) كما يسميها البعض الآخر وهي رقائق من ذهب دائرية بحجم عملة الربع ريال والتي تُثَبَت في طرف القحفية الأمامي لتحيط الوجه من الأذن إلى الأذن مارة بناصية الرأس.
وأما الجسم من الأكتاف الى مابعد الساق فيغطيه الفستان القطيفي والمعروف بالنفنوف والذي يعرف في بعض مناطق القطيف بالدرّاعة مع اختلافات بسيطة في التصميم، ويغطي هذا النفنوف ثوب واسع شفاف مربع الشكل يعرف بالثوب الهاشمي الذي تلبسه المرأة القطيفية فوق النفنوف، وأما النفنوف فيكون في العادة قصير نوعاً ما ليبرز السروال الذي كانت ترتديه المرأة القطيفية والمعروف بسروال الخياطة المحجل وهو صنع قطيفي أيضاً حيث كان يحاك في طرفيه السفليين قيطان عريضة بسمك أربعة أصابع ويتخلله زخارف مطرزة تشبه تطريزات القحفية. وأما الرجلين فقد لبست البابوج الأسود اللماع وهو حذاء نصفه الأمامي يشبه (الجوتي أو الجزمه) فمن مقدمته إلى منتصفه يغطي الأصابع مع جزء من مشط القدم وأما من الخلف فهو مفتوح.
ولاننسى ماذا كانت تحمل المرأة القطيفية في يدها طوال فترة خروجها من منزلها والذي كان يضفي لمسة جمالية مكملة لزيها المتميز: إنه الرومال أو الدسمال الأحمر (المسجر) أي المشجر باللون الأبيض الذي يحتوي على أشكال زهور او اوراق الشجر أو بزخرفة البيدانه، وهذا الدسمال (المنديل الكبير) هو بمثابة الشنطة (الجوزدان) الذي تحملة المرأة العصرية في أيامنا هذه فهي تربط في أطرافه النقود والمفاتيح وأما في وسطه فهي تربط ما اشترته أو ما أُهدِي إليها اثناء زياراتها لأهلها وصديقاتها.
ليس هذا فحسب، فبالإضافة إلى “دنادين الذهب” السالف ذكرها التي تتدلى من القحفية فهناك العديد من أنواع الحلي الذي تلبسه المرأة القطيفية والمصمم محلياً كبيت القرآن الذهب الذي يتدلى على صدرها أو المرية (عقد) أو القلاده وكذلك التراكي الطويلة التي تلامس الأكتاف بالإضافة إلى ما يثبت على أحد جانبي الأنف أحياناً كالخزّامة أو القرنفلة أو النجمة، وحتى الرجلين عند أسفل الساقين كانت المرأة القطيفيةأحياناً تزينه بالخلخال أو الحجل.
يعتبر الزي التقليدي لأي مجتمع هو نتيجة انعكاس لثقافتة المادية الملموسة والمتأثرة بالعادات والتقاليد وكذلك المبدأ أيضاً، وإن مقدار الإتقان الفني المكتسب هو مايدل على العمق الحضاري وما توصل إليه هذا المجتمع من خبرات تقدمية ناجحة تلائم بيئة المجتمع نفسه وفق اتقان متقدم قد توصل إليه هذا المجتمع بفضل ثقافته العريقة،،،
كما أن التبادل والتخاطر في الأفكار بين المجتمعات الأخرى يخلق أفق واسع يتيح ادخال التحسينات لتلك الثقافات المادية الملموسة وكذلك المعنوية بما فيها الزي التقليدي وكل هذا بفضل تبادل الآراء العامة في أي مجال أو على الأقل أنه يفتح باب المعارف والإطلاعات على العادات المتبعة للمجتمعات الأخرى ومن خلالها يتم توسع مدارك المعارف لأفراد المجتمع ويسمح بتبني الأفكار الإيجابية.
وحيث أنه من المعروف عن طبيعة الإنسان الذي قد جُبِل على حب الفضول والذي يدفعه إلى البحث عن مقومات المقارنات في مثل هذه المجالات من الثقافات والعادات والتقاليد ومايتعلق بها فقد كان نتيجة ذلك العَرض الذي تجمع حوله العديد من أهالي الثقافات والإبداعات من أجل الإدلاء بآرائهم بالإضافة إلى مقارنة ذلك الزي القطيفي المعروض بأزيائهم المحلية وإظهار أوجه التشابة والإختلاف في كيفيته وكذلك المقارنة في المسميات والمركبات الإصطلاحية حول كل مايلبس في كل منطقة، وهذا الدور قد خلق أجواء إثرائية في تبادل المعارف والمعلومات حول الأزياء التابعة لمناطق متعددة.
وفي الحفل الختامي استطاع الأستاذ علوي الخباز أن يضفي لمسة تراثية فنية مكملة للزي القطيفي حين قدم لوحة تذكارية للسيد المحافظ وقد رسمت بألوان تراثية معبرة على نسيج الخوصيات كانت من أعمال الفنانه المبدعة معصومة الحمدان، بعد أن ألقى كلمة ترحيبية عبر فيها عن إنجاز الملتقى.
ويجدر بنا في الأخير هنا وقبل الختام أن لاننسى المساعي التي بُدِلت من وراء الكواليس وخارجها لكل من السيدتين الفاضلتين في انجاح هذا المشروع فكانت إحداهما من القطيف وهي عاشقة التراث القطيفي السيدة فاطمه ملاك أو الجده أم سعيد (كما تحب دائما أن تُكنى) حيث قامت مشكورة بالإمداد والتوجيه، ومن مصر لاننسى التي قامت بعرض الزي وهي السيدة سحر عادل فلهما من المجموعة جزيل الشكر والامتنان.
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
تقرير جميل أستاذ عبدالرسول وهو استكمال لجهودك الكبيرة والمشهودة في مجال إحياء التراث القطيفي وإبراز معالمه.
كل التوفيق والسداد.
الله يعطيك العافية استاذنا العزيز ابو محمد على هذا التقدير الرائع
بوركت اعمالك ايوه الرائع أوصلت بجهودك وكتابتك الفن والزي القطيفي إلى خارج الوطن تشكر على هذا العمل وان شاء الله نشوفك سفير التراث السعودي في المحافل الدولية
جميل من اجمل. شكرا على جهودك استاذي وملهمي الغالي
الله يقويكم حبايبي جميعا ومشكورين على ذلك من القلب 🌹
السلام عليكم ألف رحمة ونور على أمهاتنا الغاليات الأصيلات ناقص من اللبس البوشية والدلاغ ماكانوا امهاتنا يطلعوا بدون دلاغ وذه يدل على حشمتهن
صحيح لدلاغ يلبس في الطلعات الرسميه ومع ذلك هي لابسه دلاغ
بس بس بالنسبه للبوشية فاسمحي لي يا ام محمد ان البوشية ماتجي مع الرداء لبروجي أو الأناجر مطلقا ولا مع الرداء لترمبلي ولا مع المقنعه اللي تلبس في بعض مناطق القطيف..
اليوشيه فقط ملازمه مع العباية
جهود جميلة جدا
دمتم موفقين والشكر لكم جميعا 🌹
اشكرك على هذا الشرح الوافي وعلى مجهودك في نشر التراث والعادات التراثيه والشعبيه القديمه
اعذرني أخي اريد فقط تصحيح اسم الجده ام سعيد فهي فاطمه ملك وليس ملاك هذا للمعلوميه فقط واحفظ الحقوق