MU study reveals impact of homework on student achievement
(جامعة ماينوث الإيرلندية – Maynooth University)
للواجبات المنزلية دور مهم في الحياة اليومية للكثير من الطلاب. عُرّفت الواجبات المنزلية على أنها الواجبات التي يكلف بإنجازها الطلاب خارج ساعات الدراسة(1)، ودورها في التأثير في النتائج الأكاديمية لا زال أبعد ما يكون عن الفهم. وجهات النظر المتضاربة المحيطة بفوائد ومضار الواجبات المنزلية(2) لا زالت مثار نقاش جاد في الدراسات التي صدرت في المجال التعليمي،
يرى البعض أن الواجبات المنزلية ضرورية لتعزيز التعلم وتطوير المهارات المهمة مثل إدارة الوقت وتحمل المسؤولية(3) في حين يدعي آخرون أنه يمكن أن يضر بالصحة العقلية (النفسية) للطلاب، ويحد من الوقت المتاح للأنشطة الهامة الأخرى(4).
تشير الكثير من الأبحاث التي تناولت الواجبات المنزلية إلى تأثير متواضع، ولكنه إيجابي في النتائج الأكاديمية. بيد أن ذلك يتطلب غربلة نقدية. ومن الجدير بالذكر أن هناك وعيًا متزايدًا بالحاجة إلى التدقيق في مدى تأثير توزيع الواجبات المنزلية طوال الأسبوع(5)، كيف يمكن أن تختلف آثاره حسب المادة الدراسية(6)، وكيف يمكن أن يتأثر الطلاب من خلفيات سوسيواقتصادية مختلفة بالواجبات المنزلية(7) ومما يزيد من تفاقم هذه القضايا الصعوبات السائدة المتمثلة في الخلط المتأصل في البيانات الرصدية من قبل الباحثين، مما يجعل التفسيرات السببية بعيدة المنال. ومع ذلك، تظل طرق الاستدلال السببي(8) وسيلة مهملة في دراسة تأثيرات الواجبات المنزلية.
كشف باحثون في معهد هاميلتون وقسم الرياضيات والإحصاء في جامعة ماينوث الإيرلندية عن نتائج مهمة بخصوص دور الواجبات المنزلية في التحصيل الأكاديمي للطلاب.
الدراسة التي كانت بقيادة البروفيسور أندرو بارنيل (Andrew Parnell) ، وناثان ماكجيمس (Nathan McJames)، والبروفيسور آن أوشي (Ann O’Shea) ، استخدمت نموذجًا جديدًا للذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات من الاتجاهات في الدراسة العالمية للرياضيات والعلوم (TIMSS 2019)(9)..
بالتركيز على 4118 طالبًا أيرلنديًا في السنة الثانية من المرحلة الثانوية، قيمت الدراسة تأثير أنماط الواجبات المنزلية المختلفة على أداء هؤلاء الطلاب في الرياضيات والعلوم. نُشرت الدراسة في مجلة التعلم والتعليم(10) (journal Learning & Instruction)
زوّدتنا هذه الدراسة بدليل جديد عن مدى تأثير وتيرة الواجبات المنزلية (عدد مراتها في اليوم أو الأسبوع) ومدتها في الأداء الأكاديمي بين طلاب المدارس الثانوية الأيرلندية. [عرَّف الباحثون مدة الواجب المنزلي على أنها عدد الدقائق التي يحتاجها الطالب عادةً لإكمال كل واجب من الواجبات المنزلية(10)].
[ركز الباحثون على فئات مجمعة من عدد مرات الواجبات: 1) “ما يصل إلى مرة أو مرتين في الأسبوع” و 2) “ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع” و 3) “كل يوم..” بالنسبة للمدة التي يستغرقها الطالب في عمل الواجب: 1) “ما يصل إلى 15 دقيقة” و 2) “ما يأخذ من “16-30 دقيقة” و 3) “وما يأخذ “أكثر من 30 دقيقة”].
النتائج الرئيسة:
وتيرة الواجبات مقابل مدة الواجب: تسلط الدراسة الضوء على أن وتيرة الواجبات المنزلية أكثر أهمية من المدة التي يستغرقها الطالب لأكمال الواجب الواحد. وُجد أن الواجبات المنزلية اليومية هي الأكثر فعالية لتحسين التحصيل في مادة الرياضيات، في حين كانت الواجبات المنزلية بوتيرة ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع كانت الأفضل بالنسبة للتحصيل في مادة العلوم.
فعالية الواجبات المنزلية القصيرة المدة: تبين أن الواجبات المنزلية قصيرة المدة، التي تصل مدتها إلى 15 دقيقة، لها نفس فعالية الواجبات المنزلية الطويلة المدة (30 دقيقة وأكثر). يشير هذا إلى نتيجة مفادها أن وتيرة الواجبات المنزلية (اليومية بالنسبة لمادة الرياضيات و 3 الى 4 مرات في الأسبوع لمادة العلوم(10)) وقصر مدتها تعزز التعلم ولا تغرق الطلاب بالعمل المرهق على هذه الواجبات.
المساواة بين الطلاب من خلفيات سوسيواقتصادية في الفوائد: بعكس نتائج الأبحاث السابقة، وجدت هذه الدراسة أن جميع الطلاب، بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية والاقتصادية (سوسيواقتصادي(11))، حصلوا على نفس الفوائد من الواجبات المنزلية، مما يشير إلى مزايا منصفة لفئات الطلاب باختلاف خلفيتهم السوسيواقاصادية. ويدعو الباحثون إلى تبني سياسات واجبات منزلية تعطي الأولوية للواجبات اليومية قصيرة المدة لتحسين مدى انخراط الطلاب في التعليم وللمساعدة في نجاحهم الأكاديمي دون التسبب في توترات نفسية لا داعي لها.
وعلق ناثان ماكجيمس، المؤلف الرئيس: “دراستنا تزودنا بدليل قوي على أن الواجبات المنزلية اليومية يمكن أن تعزز أداء الطلاب بشكل كبير، خاصة عندما يُكلف الطلاب بواجبات “يومية وقصيرة المدة”. وتجنب الواجبات المنزلية الطويلة المدة جدًا [أكثر من 30 دقيقة]، يتيح ذلك للطلاب أيضًا تحقيق التوازن بين الواجبات المدرسية والأنشطة المهمة الأخرى خارج نطاق المدرسة.
وأضاف البروفيسور أندرو بارنيل: ” استخدامنا لأساليب الاستدلال السببي(9) المتقدمة يضمن موثوقية النتائج التي توصلنا إليها. ويقدم هذا البحث أفكارًا قيمة يمكن أن نستفيد منها في توجيهنا لعمل تغييرات في سياسات التعليم قائمة على أدلة علمية، مما يعود بالنفع في نهاية المطاف على جميع الطلاب.
استخدمت هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة التعلم والتعليم(10) (Learning & Instruction)، نوعًا خاصًا من نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم مدى تأثير الواجبات المنزلية في أداء الطلاب في مادتي الرياضيات والعلوم. وإليك كيف يعمل هذا النموذج:
1. التعلم من البيانات: يبحث النموذج في الكثير من معلومات الطلاب (أكثر من 4000 أيرلندي يبلغ كل منهم 14 عامًا)، لمعرفة وتيرة الواجبات المنزلية التي يُكلف بها الطلاب ومدى تحصيلهم في المدرسة. يحاول النموذج البحث عن أنماط غير ظاهرة لمعرفة ما إذا كان أداء الواجبات المنزلية بشكل يومي يساعد الطلاب في الحصول على درجات أفضل.
2. أكثر مرونة: بعكس الأساليب التقليدية التي فقط تأخذ في الاعتبار العلاقات التلازمية البسيطة من البيانات، بإمكان نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد من التعامل مع الحالات الأكثر تعقيدًا. النموذج لا يخمن بأن الكثير من (ارتفاع وتيرة) الواجبات المنزلية هي الأفضل دائمًا، بل يتحقق النموذج من الاحتمالات المختلفة، ويمكِّن مختلف الطلاب من الحصول على ردود فعل مختلفة تجاه مستويات مختلفة من الواجبات المنزلية
3. البحث عن التأثير الحقيقي: الذكاء الاصطناعي ساعدنا في معرفة ما إذا كان الواجب المنزلي يحدث فرقًا بالفعل أو ما إذا كانت أشياء أخرى، مثل مدى ثراء أسرة الطالب أو مدى خبرة المعلم، لها دور كبير في التأثير. النموذج قادر على الفصل بين مصادر هذه التأثيرات لفهم ما يحدث بالفعل.
4. مواد متعددة في مرة واحدة: بدلاً من دراسة مادة واحدة فقط، مثل مادة الرياضيات، بإمكان هذا النموذج دراسة التأثيرات في مواد متعددة في مرة واحدة. في حالة دراستنا ركزنا على كل من مادتي الرياضيات والعلوم مرة واحدة بما أنهما مشمولتان في الدراسة. يساعد هذا في الحصول على صورة أوضح لمدى الاختلاف في تأثير الواجبات المنزلية في مواد مختلفة، مع البحث أيضًا عن القواسم المشتركة بين هذه المواد.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://psycnet.apa.org/record/2008-00465-005
2- https://ascd.org/el/articles/the-case-for-and-against-homework
3- https://schoolstarttime.org/wp-content/uploads/2011/04/galloway-nonacademic-effects-of-homework-in-privileged-high-performing-high-schools.pdf
4- https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/00220973.2012.745469
5- https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0361476X01910847
6- https://www.frontiersin.org/journals/psychology/articles/10.3389/fpsyg.2017.00286/full
7- https://docs.iza.org/dp5547.pdf
8- “الاستدلال السببي يسعى إلى فهم العلاقة بين الفعل (السبب) والنتيجة أو التأثير (النتيجة). الاستدلال السببي هو عملية استخدام البيانات والأساليب الإحصائية للإجابة على أسئلة أساسية في العلم والحياة اليومية. على سبيل المثال، هل التدخين يسبب سرطان الرئة؟ هل شرب القهوة يحسن الإنتاجية؟ هل الدراسة أكثر تؤدي إلى درجات أفضل؟ الاستدلال السببي مهم لأسباب عديدة. بعض منهم: يمكن أن يساعدنا على اتخاذ قرارات أفضل بناءً على الأدلة. على سبيل المثال، إذا علمنا أن دواءً معينًا يسبب أثرًا جانبيًا معينًا، فبإمكاننا الموازنة بين فوائد استعماله والمخاطر لو استعملناه. إذا علمنا أن سياسة معينة تؤدي إلى نتيجة معينة، فبإمكاننا تقييم فعاليتها وكفاءتها” ، مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://fastercapital.com/arabpreneur/الاستدلال-السببي–الاستدلال-السببي–كشف-علاقات-السبب-والنتيجة.html
9- “الاتّجاهات في الدراسة العالمية للرّياضيات والعلوم (TIMSS) وهي دراسة عالمية تهدف إلى التركيز على السياسات والنظم التعليمية، ودراسة فعالية المناهج المطبقة وطرق تدريسها، والتطبيق العملي لها، وتقييم التحصيل وتوفير المعلومات لتحسين تعليم وتعلم الرياضيات والعلوم. وتتم هذه الدراسة تحت إشراف الهيئة الدولية لتقييم التحصيل التربوي (IEA) ومقرها هولندا” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/الاتجاهات_في_الدراسة_العالمية_للرياضيات_والعلوم
10-https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0959475224000951?via=ihub
11- https://ar.wikipedia.org/wiki/اقتصاد_اجتماعي
المصدر الرئيس:
https://www.maynoothuniversity.ie/news-events/mu-study-reveals-impact-homework-student-achievement