تناول الأعشاب البحرية قد يساعد في الوقاية من مرض باركنسون، وفقًا لدراسة – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Eating Seaweed May Help Prevent Parkinson’s, Study Finds
(MARINE KRZISCH -بقلم: مارين كريزيش، محاضر في علم الأعصاب، جامعة ليدز اليربطانية)

قد يكون تناول الأعشاب البحرية “ايكلونيا كافا” (Ecklonia cava) قادرا على إبطاء مرض الشلل الرعاشي (باركنسون)، وفقا لدراسة أجريت عام 2024 [الرابط: https://www.mdpi.com/2072-6643/16/13/2076].

وقد وجد الباحثون أن مضادات الأكسدة الموجودة في الأعشاب البحرية – والتي تُستخدم غالبًا في الحساء والسلطات في المطبخ الآسيوي – قد تحمي الخلايا العصبية لدينا من الجذور الحرة[1] لمنع هذا المرض المنهك.

ومرض باركنسون هو حالة تؤثر على الجهاز العصبي، مما يسبب أعراضًا مثل الارتعاش والتصلب وصعوبة الحركة. ويحدث ذلك عندما تبدأ الخلايا العصبية التي تنتج الدوبامين – وهي مادة كيميائية تساعد في التحكم في الحركة – في الموت في الدماغ.

وفي حين أن مرض باركنسون ليس قاتلاً في حد ذاته، إلا أنه يسبب مضاعفات خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة. ولسوء الحظ، لا يوجد علاج حتى الآن.

ولكن الباحثين وجدوا سابقًا روابط بين مضادات الأكسدة الغذائية والوقاية من مرض باركنسون. فعلى سبيل المثال، وجدت الأبحاث أن مادة الريسفيراترول (resveratrol) – والتي توجد في العديد من النباتات والفواكه بما في ذلك العنب الأحمر والتوت والفول السوداني – تحمي الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ من الموت في العديد من نماذج الفئران لمرض باركنسون.

وحمض الإلاجيك وحمض ألفا ليبويك وميرتينال كلها تعمل على تحسين أداء التعلم والذاكرة وكذلك التنسيق العصبي العضلي في نماذج الفئران لمرض باركنسون. ويوجد حمض الإلاجيك في العديد من الفواكه والخضروات بما في ذلك العنب والرمان والتوت والمكسرات.

ويوجد ميرتينال في نباتات مختلفة، مثل الزوفا والمريمية. ويوجد حمض ألفا ليبويك في اللحوم الحمراء والسبانخ والبروكلي.

وأشارت العديد من الدراسات إلى أن شرب الشاي يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض باركنسون. وعلى الرغم من أننا لا نعرف حقًا كيف يعمل، إلا أن بعض الأبحاث تشير إلى أن ذلك يرجع إلى مضادات الأكسدة التي يحتوي عليها الشاي.

مكافحة الجذور الحرة

ينتج جسمنا جذورًا حرة ضارة استجابةً للإهانات البيئية مثل الأشعة فوق البنفسجية وتلوث الهواء. والجذور الحرة هي أيضًا منتج ثانوي طبيعي للعمليات الطبيعية في الخلايا.

وتعمل مضادات الأكسدة مثل الحراس الشخصيين، حيث تحمي الخلايا من الضرر الناجم عن الجذور الحرة. وينتج جسمنا مضادات الأكسدة بشكل طبيعي، ولكن بعض الأطعمة، مثل “ايكلونيا كافا”، غنية بمضادات الأكسدة ويمكن أن تكمل مضادات الأكسدة التي ينتجها جسمنا بشكل طبيعي لمساعدة أجسامنا على مكافحة أضرار الجذور الحرة.

شاهد هذا الفيديو عن مرض باركنسون على منصة يوتيوب:

وفي أحدث دراسة أجريت في اليابان، قام الباحثون بتحريض مرض باركنسون لدى الفئران باستخدام مبيد حشري يسمى روتينون.

ويقتل الروتينون الخلايا العصبية التي تنتج الدوبامين في الدماغ، مما يتسبب في إصابة الفئران بمرض يشبه مرض باركنسون، مع أعراض مماثلة، مثل تباطؤ الحركة وضعف حركة الجهاز الهضمي (عندما تكون هناك مشاكل في نقل الطعام والنفايات عبر الجهاز الهضمي).

وبمجرد أن قام الباحثون بتحريض مرض باركنسون لدى الفئران، قاموا بإطعام بعضها بمضادات الأكسدة من “ايكلونيا كافا” وبعضها الآخر بنظام غذائي عادي. ووجدوا أن الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في دماغ الفئران التي تغذت على مضادات الأكسدة بدت محمية. كما أن تلك الفئران كانت تعاني من أعراض باركنسون أقل من الفئران التي تغذت على النظام الغذائي العادي.

كما نظر الباحثون في تأثير مضادات الأكسدة في الخلايا المزروعة في طبق ومعرضة للروتينون. ويزيد الروتينون من إنتاج الجذور الحرة، مما يؤدي إلى قتل الخلايا.

وقد جد الباحثون أن مضادات الأكسدة تعمل على تقليل إنتاج الجذور الحرة التي يسببها الروتينون في الخلايا، مما يمنع موت الخلايا. ويفتح هذا البحث إمكانية استخدام البوليفينولات الموجودة في نبات “ايكلونيا كافا” – وهي مركبات نباتية ذات خصائص مضادة للأكسدة – لتطوير علاجات جديدة وطرق وقائية لمرض باركنسون.

هل ضاعت الترجمة؟

من المؤسف أن نتائج الدراسات التي أجريت على نماذج وخلايا حيوانية لا يمكن ترجمتها دائمًا إلى البشر. فعلى سبيل المثال، على الرغم من التأثير الوقائي لمضاد أكسدة آخر، فيتامين سي، الموجود في الخلايا والنماذج الحيوانية للحماية من مرض باركنسون، لا يبدو أن له نفس التأثير على البشر.

وذلك لأن النماذج الحيوانية والخلوية لا تحاكي مرض باركنسون تمامًا في البشر. والحيوانات لها هياكل ووظائف دماغية مختلفة مقارنة بالبشر، مما يعني أن الطريقة التي يتطور بها المرض ويتقدم بها يمكن أن تكون مختلفة. ومن ناحية أخرى، تفتقر النماذج الخلوية، حتى لو استخدم الباحثون الخلايا البشرية، إلى التعقيد.

ويؤثر مرض باركنسون على الدماغ والجسم بالكامل، ويشمل العديد من أنواع الخلايا والتفاعلات المختلفة. وتركز النماذج الخلوية عادةً على نوع واحد من الخلايا، وتغفل هذا التعقيد.

ويتطور مرض باركنسون على مدى سنوات عديدة، مع تغير الأعراض بمرور الوقت. ولا تستطيع النماذج الخلوية والحيوانية تكرار هذا التقدم الطويل الأمد بسهولة. فعلى سبيل المثال، يبلغ الحد الأقصى لعمر معظم الفئران المعملية عامين، في حين يُعتقد أن مرض باركنسون يتطور على مدى عقود من الزمن.

وفي الختام، هناك حاجة إلى إجراء تجارب سريرية قوية وواسعة النطاق للتحقق من فعالية “ايكلونيا كافا” في منع أو إبطاء مرض باركنسون. ومع ذلك، نظرًا لأن “ايكلونيا كافا” متوفرة بالفعل في المكملات الغذائية، فربما لا يوجد ضرر من تناولها بشكل منتظم.

هل سيمنعك من الإصابة بمرض باركنسون؟ ربما، ولكن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تفعل الشيء نفسه.

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر:

https://www.sciencealert.com/eating-seaweed-may-help-prevent-parkinsons-study-finds

الهوامش:

[1] ترتبط الجذور الحرة بالشيخوخة ومجموعة من الأمراض، وهي ذرات غير مستقرة يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا، مما يسبب المرض والشيخوخة. ولكن القليل معروف عن دورها في صحة الإنسان، أو كيفية منعها من إصابة الناس بالمرض، ويتطلب فهمها معرفة أساسية بالكيمياء. فالذرات محاطة بالإلكترونات التي تدور حول الذرة في طبقات تسمى الأصداف. وينبغي ملء كل غلاف بعدد محدد من الإلكترونات، فعندما يمتلئ الغلاف؛ تبدأ الإلكترونات في ملء الغلاف التالي. وإذا كانت للذرة غلاف خارجي غير ممتلئ، فقد ترتبط بذرة أخرى، باستخدام الإلكترونات لإكمال غلافها الخارجي. وتُعرف هذه الأنواع من الذرات بالجذور الحرة. والذرات ذات الغلاف الخارجي الممتلئ مستقرة، لكن الجذور الحرة غير مستقرة وفي محاولة لتعويض عدد الإلكترونات في غلافها الخارجي، تتفاعل بسرعة مع مواد أخرى. وعندما تنقسم جزيئات الأكسجين إلى ذرات مفردة تحتوي على إلكترونات غير مقترنة، فإنها تصبح جذورًا حرة غير مستقرة تبحث عن ذرات أو جزيئات أخرى لترتبط بها. وإذا استمر هذا في الحدوث، فإنه يبدأ عملية تسمى الإجهاد التأكسدي. ويمكن أن يؤدي الإجهاد التأكسدي إلى إتلاف خلايا الجسم، مما يؤدي إلى مجموعة من الأمراض ويسبب أعراض الشيخوخة، مثل التجاعيد. المصدر: https://www.medicalnewstoday.com/articles/318652.

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *