طرق زراعة أشجار القرم “Avicennia marina” – بقلم صادق علي القطري

إن زراعة أشجار القرم من نوع [Avicenna marina] (أشجار القرم الرمادية) و [Avicenna germananes] (أشجار القرم السوداء) الموجودة في الخليج العربي من البذور وقطع الأغصان هي ممارسة مثرية تساهم بشكل كبير في استعادة النظم البيئية الساحلية والتنوع البيولوجي. هذه الأشجار تنتمي إلى عائلة [Acantharean] وهي تتكيف بشكل فريد لتزدهر في المناطق المدارية وشبه مدارية، حيث تلعب دورًا حيويًا في حماية الشواطئ من التآكل وتوفير الموائل لمختلف الأنواع البحرية وتحسين جودة المياه من خلال قدراتها الطبيعية على الترشيح.

هناك طريقتان لتكاثر هذه النبتة المباركة من البذور ومن قصاصات الفروع هي ببساطة كالتالي:

التكاثر عبر زراعة البذور: تنتج أشجار القرم من نوع (Avicenna) بذورًا قادرة على الطفو في المياه المالحة لفترات طويلة، مما يسمح بالانتشار الطبيعي عبر البيئات المصبيّة. هذه القدرة على الطفو ضرورية للإنبات الناجح، حيث يمكن للبذور أن تستقر في موائل مناسبة وتنمو لتصبح أشجارًا مرنة. تنبت البذور عادة وهي لا تزال متصلة بالشجرة الأم، وهي الظاهرة المعروفة باسم **التكاثر الحي**، والتي تعزز فرص بقائها في ظل الظروف الساحلية الصعبة.

التكاثر عبر قصاصات الفروع: بالإضافة إلى إكثار البذور، يمكن أيضًا زراعة أشجار القرم من نوع (Avicennia) من قصاصات الفروع. تتضمن هذه الطريقة أخذ قصاصات صحية شبه صلبة من أشجار القرم الموجودة وزراعتها في ركيزة مناسبة. يمكن للقصاصات أن تتطور جذورها وتثبت نفسها في التربة، مما يوفر وسيلة أسرع للتكاثر مقارنة بالبذور. هذه التقنية مفيدة بشكل خاص لمشاريع الترميم، لأنها تسمح بالإنشاء السريع لغابات القرم في المناطق المتدهورة.

كلتا الطريقتان لا تدعم نمو هذه الأشجار الحيوية فحسب، بل تساهم أيضًا في الصحة العامة للنظم البيئية الساحلية حيث تشتهر أشجار القرم من نوع (Avicennia) بـجذورها القلمية، والتي توفر الاستقرار في الرواسب اللينة وتعزز تبادل الأكسجين في الظروف اللاهوائية. إن أنظمة جذورها الكثيفة تخلق موائل للأسماك والقشريات وغيرها من الكائنات البحرية، مما يجعلها ضرورية للحفاظ على التنوع البيولوجي في المياه الساحلية.

اما عن الطرق العملية لزراعتها خطوة بخطوة فهي بكل اختصار كما يلي:

1. الطريقة الأولى “زراعة أشجار القرم من البذور”:

جمع البذور:
التوقيت: اجمع البذور خلال موسم الإثمار، والذي يختلف حسب المنطقة ولكنه يحدث عادة في أواخر الصيف إلى أوائل الخريف.
التحديد: ابحث عن البذور الناضجة ذات اللون البني والصلبة. غالبًا ما توجد بذور (Avicenna) في الفاكهة، والتي يمكن أن تطفو في الماء.

تحضير البذور:
التنظيف: قم بإزالة أي لب أو حطام من البذور. يساعد هذا في منع العفن وتحسين معدلات الإنبات.
النقع: انقع البذور في الماء لمدة 24 ساعة للمساعدة في تليين غلاف البذور وتعزيز الإنبات.

الإنبات:
متوسط: استخدم مزيجًا جيدًا من التربة أو مزيجًا من الرمل والجفت. تزدهر أشجار القرم في ظروف مالحة، لذا فكر في إضافة كمية صغيرة من الملح إلى التربة لمحاكاة موطنها الطبيعي.
الزراعة: ازرع البذور على عمق 1-2 سم في التربة. تأكد من وضع مسافات كافية بينها للسماح بالنمو.
الري: حافظ على رطوبة التربة باستمرار ولكن ليس مشبعة بالمياه. يمكن أن تساعد قبة الرطوبة أو الغطاء البلاستيكي في الحفاظ على مستويات الرطوبة.

العناية بالشتلات:
الضوء: ضع الأواني في مكان به ضوء شمس ساطع وغير مباشر. بمجرد ظهور الشتلات، يمكنها تحمل المزيد من ضوء الشمس المباشر.
درجة الحرارة: حافظ على بيئة دافئة، ويفضل أن تكون بين 25-30 درجة مئوية (77-86 درجة فهرنهايت)، لتشجيع النمو.
الزرع: بمجرد أن يصل طول الشتلات إلى حوالي 10-15 سم وتطورت لديها مجموعات قليلة من الأوراق الحقيقية، يمكن زرعها في أوعية أكبر أو مباشرة في منطقة ساحلية مناسبة.

الزراعة في البرية:
الموقع: اختر موقعًا في منطقة المد والجزر حيث تكون التربة موحلة ومالحة. تأكد من حماية المنطقة من الأمواج والتيارات القوية.
التباعد: ازرع الشتلات على مسافة متر واحد على الأقل للسماح بحجمها الناضج وانتشار الجذور.
الري: بعد الزراعة، اسقِ الشتلات لمساعدتها على التأسيس، خاصة إذا كانت المنطقة جافة.

نصائح إضافية:
المراقبة: افحص الشتلات بانتظام بحثًا عن الآفات أو الأمراض وتأكد من أنها لا تجف.
الصبر: قد يستغرق نمو أشجار المانجروف بعض الوقت، لذا تحلَّ بالصبر ووفر الرعاية المستمرة.

2. الطريقة الثانية “زراعة أشجار القرم من قصاصات الشجر”:

اختيار القصاصات:
اختيار الأغصان الصحية: ابحث عن أغصان صحية شبه صلبة يبلغ طولها حوالي 15-30 سم. تأكد من خلوها من الأمراض أو الآفات.
التوقيت: أفضل وقت لأخذ القصاصات هو خلال موسم النمو، وعادةً في الربيع أو أوائل الصيف.

تحضير القصاصات:
تقنية القطع: استخدم سكينًا حادًا ونظيفًا أو مقص تقليم لعمل قطع نظيف. اقطع أسفل العقدة مباشرةً (النقطة التي تلتصق فيها الأوراق بالساق) لتشجيع التجذير.
إزالة الأوراق: قم بقص أي أوراق من النصف السفلي من القطع لتقليل فقدان الرطوبة وتركيز الطاقة على نمو الجذور.
تجذير القطع:
وسط التجذير: استخدم مزيجًا جيدًا لتصريف التربة أو مزيجًا من الرمل والجفت. يساعد هذا في منع التعفن مع السماح بالاحتفاظ بالرطوبة.
الزراعة: أدخل القطع في الوسط، ودفنها بعمق حوالي 5-10 سم. تأكد من وجود مسافة بينها للسماح بدوران الهواء.
الري: اسقِ القطع برفق لتثبيت التربة حولها. حافظ على الوسط رطبًا باستمرار ولكن ليس مبللاً بالماء.

تقديم الرعاية:
الرطوبة: قم بتغطية القطع بكيس بلاستيكي أو ضعها في قبة رطوبة للحفاظ على مستويات الرطوبة. تأكد من وجود بعض التهوية لمنع العفن.
الضوء: ضع القطع في مكان به ضوء شمس ساطع وغير مباشر. تجنب ضوء الشمس المباشر، الذي يمكن أن يحرق القطع.
درجة الحرارة: حافظ على بيئة دافئة، ويفضل أن تكون بين 25-30 درجة مئوية (77-86 درجة فهرنهايت).

مراقبة الجذور ونقل الزرع:
تطور الجذور: بعد بضعة أسابيع، تحقق من تطور الجذور عن طريق سحب القصاصات برفق. إذا شعرت بمقاومة، فهذا يعني أن الجذور تتشكل.
الزرع: بمجرد أن تترسخ جذور القصاصات، يمكن زراعتها في أوعية أكبر أو مباشرة في منطقة ساحلية مناسبة.

وباتباع هذه الخطوات، يمكنك نشر أشجار المانجروف (Avicenna) وعلى الرغم من أن إكثار أشجار القرم **Avicennia** من البذور هو الطريقة الأكثر شيوعًا، إلا أن استخدام قصاصات الفروع يمكن أن يكون ناجحًا أيضًا بالعناية المناسبة. تسمح هذه الطريقة باستنساخ أشجار معينة، والحفاظ على السمات المرغوبة.

في الختام،،،

تمثل زراعة أشجار القرم من نوع (Avicenna) من البذور وقطع الأغصان نهجًا قويًا لتعزيز النظم البيئية الساحلية وتعزيز الاستدامة البيئية. لا تعد هذه الأشجار الرائعة ضرورية فقط لقدرتها على تثبيت خطوط الشواطئ وتوفير الموائل للحياة البحرية المتنوعة، بل إنها تعمل أيضًا كحواجز طبيعية ضد تأثيرات تغير المناخ، مثل ارتفاع مستويات سطح البحر وزيادة شدة العواصف.

توفر طريقتا التكاثر المزدوجتان – النمو من البذور واستخدام قصاصات الأغصان – المرونة والقدرة على التكيف مع جهود الاستعادة. يسمح التكاثر بالبذور بالانتشار الطبيعي وإنشاء أشجار القرم في الموائل المناسبة، بينما توفر قصاصات الأغصان وسيلة أسرع لإعادة إنشاء غابات القرم في المناطق المتدهورة. يعد هذا التنوع أمرًا بالغ الأهمية في معالجة الحاجة الملحة لاستعادة السواحل في مواجهة فقدان الموائل والتدهور البيئي.

وعلاوة على ذلك، فإن مشاركة الجميع في زراعة أشجار المانغروف من نوع أفيسينيا “Avicenna” تعزز ارتباطنا بعالمنا الطبيعي، وتشجع مجتمعنا في المشاركة في جهود الحفاظ على البيئة وفهم أهمية التنوع البيولوجي والنظام البيئي ومن خلال رعاية هذه الأشجار المرنة، فإننا لا نساهم في صحة كوكبنا فحسب، بل نضمن أيضًا أن تتمكن الأجيال القادمة من التمتع بالفوائد العديدة التي توفرها أنظمة المانغروف الصحية. وفي نهاية المطاف، فإن زراعة أشجار المانغروف من نوع أفيسينيا هي شهادة على التزامنا بالحفاظ على البيئة واستعادة الموائل الساحلية الحيوية.

المهنس صادق علي القطري

المصادر:
• https://www.qatifscience.com/?p=25617
• HTTPS://ONETREEPLANTED.ORG/PRODUCTS/MANGROVES
• HTTPS://WWW.NATURE.ORG/EN-US/ABOUT-US/WHERE-WE-WORK/UNITED-STATES/FLORIDA/STORIES-IN-FLORIDA/WHY-MANGROVES-IMPORTANT/
• HTTPS://WWW.AMNH.ORG/EXPLORE/VIDEOS/BIODIVERSITY/MANGROVES/WHY-MANGROVES-MATTER
• HTTPS://WILDCOAST.ORG/REDMANGROVES/
• HTTPS://WWW.AUDUBON.ORG/NEWS/MEASURING-CARBON-MANGROVE-FORESTS-IMPORTANT-CLIMATE-CHANGE-CONSIDERATION
• HTTPS://WWW.ARABNEWS.COM/NODE/1953386/SAUDI-ARABIA
• HTTPS://WWF.PANDA.ORG/WWF_NEWS/?210971/SINKS-AND-SOURCES—AWESOME-MANGROVES
• HTTP://MANGROVESFORFIJI.COM/MANGROVES/CARBON-SEQUESTRATION
• HTTPS://WWW.ALRIYADH.COM/803720
•HTTPS://AR.WIKIPEDIA.ORG/WIKI/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC_%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AA
• HTTPS://WWW.QATIFSCIENCE.COM/2022/07/23/%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D8%A5%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9/
مواضيع بيئية ذات صلة لنفس الكاتب:
• HTTPS://WWW.QATIFSCIENCE.COM/2022/01/20/الشجرة-التي-دمرناها-بأيدينا-بقلم-المه/
• HTTPS://WWW.QATIFSCIENCE.COM/2021/12/14/أثر-رمي-النفايات-العشوائي-على-الصحة-ال/
• HTTPS://WWW.QATIFSCIENCE.COM/2021/12/07/أوقفوا-تدمير-بيئتنا-البحرية-المتعمد-ب/
• HTTPS://WWW.QATIFSCIENCE.COM/2021/12/03/مناحل-شجرة-القرم-بقلم-المهندس-صادق-علي/
• HTTPS://WWW.QATIFSCIENCE.COM/2021/11/29/مهرجان-شجرة-القرم-السنوي-بقلم-المهندس/
• HTTPS://WWW.QATIFSCIENCE.COM/2021/10/08/نحو-استراتيجية-واحات-خضراء-وإعادة-ما-د/
• HTTPS://WWW.QATIFSCIENCE.COM/2021/09/28/حان-الوقت-لتأسيس-صناعة-بحرية-وبيئية-فا/
• HTTPS://WWW.QATIFSCIENCE.COM/2021/07/14/إعادة-استزراع-أشجار-المانجروف-القرم-و/
• HTTPS://WWW.QATIFSCIENCE.COM/2021/03/20/أشجار-المانجروف-القرم-وسبل-المحافظة-ع/
• HTTPS://WWW.QATIFSCIENCE.COM/2022/07/23/%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D8%A5%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9/

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *