يخبرنا دماغنا أين هي أعضاء الجسم في الفراغ . نحن نعرف من دون النظر إلى ما إذا كان ذراعنا في الهواء ، أو أحد قدمينا أمام القدم الآخر أو بجانبه. وتسمى هذه بالحركة اللا إرادية للجسم أو تموضع (موضعة) الجسم ويساعدنا على تحديد مكان أعضاء جسمنا.
نعلم أيضًا أن قدمنا / يدنا / لساننا جزء منا وأننا نسيطر عليها لأنه يمكننا الإحساس أو الشعور بها.
حتى الآن ، كان يُفترض أن الموضع المرئي لعضو جسم شخص ما يمكن إستخدامه كقياس سلوكي لتقييم الشعور بإمتلاك عضو الجسم( مثلاً : هذه اليد التي أراها هنا يدي). هذا يعني أن الإحساس بأين توجد أعضاء جسم شحص ما يتم تصور تموضعها في الفراغ (تموضع الجسم) والشعور بالتماهي مع أعضاء الجسم (ملكية الجسم – مثلاً اليد التي أراها يدي وليست يد غيري) تعتمدان على نفس العملية في الدماغ.
ومع ذلك ، فقد حدد كازوميتشي ماتسوميا ، وهو باحث في جامعة توهوكو في اليابان أن هناك في الواقع عمليتين أساسيتين للمعرفة الداخلية (الباطنية) بتموضع الجسم في الفراغ body awareness.
لإستكشاف ما إذا كان مسار المعالجة processing مشتركًا بين تموضع الجسم وملكية الجسم ، إستخدم ماتسومايا Matsumiya نموذجًا حوسبيًا لعمليات تكاملية متعددة الحواس وتطبيق هذا النموذج على الوهم الإدراكي والذي فيه يتم الشعور بملكية يد إصطناعية.
وجد ماتسومايا أن الفروق التي يتنبأ بها النموذج تشبه تلك التي لوحظت في تموضع يد الشخص المشارك في التجربة ، ولكنها تتباعد بشكل منهجي عن تلك التي لوحظت في ملكية اليد الإصطناعية. توفر هذه النتائج أدلة قوية على عمليات منفصلة بين ملكية وتموضع أعضاء الجسم ، وتشير إلى الحاجة إلى مراجعة النماذج الحالية لملكية عضو الجسم.
تشير النتائج من هذه الدراسة إلى أن الركائز العصبية للتعرف الإدراكي الحسي على أعضاء الجسم – مثل ملكية الجسم – تتميز عن التموضع المكاني الأساسي لأعضاء الجسم تلك ، مما يعني ضمناً التميز الوظيفي بين “ما (مثلاً ما الذي أراه؟ – هل هي يدي؟) ” و “أين” ( مثلاً: أبن أرى يدي؟) في معالجة processing معلومات عضو الجسم.
قد يكون لهذه النتائج آثار مترتبة على فهم الآليات الأساسية للوعي الذاتي للجسم والتي تلعب دورًا مهمًا في إعادة التأهيل للتغلب على إختلالات الوظائف الحركية.