قالت الدكتورة سوزان س. أننبرغ ، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة مشاركة في الصحة البيئية والمهنية: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن ملايين الحالات الجديدة لمرض الربو عند الأطفال يمكن الوقاية منها في المدن حول العالم عن طريق الحد من تلوث الهواء”.
تشير دراسة نشرت في ١٠ أبريل ٢٠١٩ من قبل باحثين في معهد جورج ميلكن للصحة العامة في جامعة جورج واشنطن إلى إصابة حوالي ٤ ملايين طفل حول العالم بالربو كل عام بسبب إستنشاق هواء ملوث بثاني أكسيد النيتروجين. الدراسة ، استنادا إلى بيانات جمعت من ٢٠١٠ إلى ٢٠١٥ ، تقدر أن ٦٤ في المائة من هذه الحالات الجديدة من الربو تحدث في المناطق الحضرية.
وقالت الدكتورة سوزان س. أننبرغ Anenberg ، كبيرة مؤلفي الدراسة وأستاذة مشاركة في الصحة البيئية والمهنية في معهد ميلكين SPH. الدراسة هي الأولى التي حددت مقدار العبء العالمي لحالات الربو الجديدة لدى الأطفال المتعلقة بثاني أكسيد النيتروجين المرتبط بحركة المرور باستخدام طريقة أخذت في الإعتبار التعرضات العالية لهذا الملوث الذي يحدث بالقرب من الطرق المزدحمة.
“تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن ملايين حالات الربو الجديدة عند الأطفال في المدن حول العالم يمكن الوقاية منها عن طريق الحد من تلوث الهواء” ، كما قالت أننبرغ. ” تحسين إستعمال أنواع وسائل نقل أكثر نظافة ، كوسائل النقل العامة المسيرة كهربائياً والتنقل النشط على الدراجات الهوائية والمشي ، لن يؤدي فقط إلى خفض مستويات ثاني أكسيد النيتروجين ، بل سيؤدي أيضًا إلى تقليل الربو ، وتعزيز اللياقة البدنية ، وخفض إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري”.
ربط الباحثون مجموعات البيانات العالمية لتركيز ثاني أكسيد النيتروجين وتوزيعات مجاميع الأطفال ومعدلات الإصابة بالربو بالأدلة الوبائية التي تربط تلوث ثاني أكسيد النيتروجين الناتج عن حركة المرور بتطور الربو عند الأطفال. وقد تمكنوا بعد ذلك من تقدير عدد حالات الربو عند الأطفال التي تعزى إلى تلوث ثاني اكسيد النيتروجين NO2 في ١٩٤ دولة و ١٢٥ مدينة رئيسية في جميع أنحاء العالم.
النتائج الرئيسية التي توصلت إليها الدراسة نشرت في مجلة لانست بلانتري هيلث The Lancet Planetary Health كما يلي:
- ما يقرب من ٤ مليون طفل يصابون بالربو كل عام من ٢٠١٠ إلى ٢٠١٥ بسبب التعرض لتلوث ثاني اكسيد النيتروجين NO2 ، والذي يأتي في المقام الأول من عوادم السيارات.
- ما يقرب من ١٣ في المائة من حالات الربو السنوية للأطفال في جميع أنحاء العالم مرتبطة بالتلوث بثاني اكسيد النيتروجين NO2.
- من بين ١٢٥ مدينة ، ثاني أكسيد النيتروجين مسؤول عن ٦ بالمائة (مدينة ارولو Orlu ، نيجيريا) إلى ٤٨ بالمائة (شنغهاي ، الصين) من حالات الإصابة بالربو عند الأطفال. تجاوز دور ثاني اكسيد النيتروجين في الإصابة بالربو ٢٠ بالمائة في ٩٣ مدينة واقعة في كل من الإقتصادات المتقدمة والناشئة .
- أعلى ١٠ مساهمات لملوثات أكسيد النيتروجين قُدرت في ثمان مدن في الصين (٣٧ إلى ٤٨ بالمائة من حالات الإصابة بالربو عند الأطفال) وقدًرت في كل من موسكو الروسية وسيئول في كوريا الجنوبية بنسبة ٤٠ بالمائة.
- المشكلة تؤثر على مدن في الولايات المتحدة أيضًا: لوس أنجلوس ونيويورك وشيكاغو ولاس فيغاس وميلواكي Milwaukee كانت أعلى خمس مدن في الولايات المتحدة بنسبة هي الأعلى من حالات الربو عند الأطفال المرتبطة بالهواء الملوث.
- على الصعيد الوطني ، أكبر الأعباء المرتبطة بتلوث الهواء وجد في الصين حيث بلغت حالات الإصابة بالربو سنويًا ٧٦٠ ألف حالة ، تليها الهند بـ ،٣٦٠ ألف حالة والولايات المتحدة بـ٢٤٠ ألف حالة.
الربو هو مرض مزمن ويؤدي الى صعوبة في التنفس ويحدث بسبب إلتهاب مسالك الرئة التنفسية. يعاني ما يقدر بنحو ٢٣٥ مليون شخص في جميع أنحاء العالم حاليًا من الربو ، والذي يمكن أن يتسبب في حدوث صفير عند التنفس وكذلك في نوبات مهددة للحياة.
صنفت منظمة الصحة العالمية تلوث الهواء بأنه “خطر بيئي كبير على الصحة” ، وقد وضعت إرشادات لجودة الهواء لثاني أكسيد النيتروجين وملوثات الهواء الأخرى. الباحثون يقدرون أن معظم الأطفال يعيشون في مناطق أقل من الإرشادات الحالية لمستوى ثاني إكسيد النيتروجين لمنظمة الصحة العالمية البالغة ٢١ جزءًا في المليار للمعدل السنوي لثاني إكسيد النيتروجين NO2. ووجدوا أيضًا أن حوالي ٩٢ بالمائة من حالات الربو الجديدة لدى الأطفال التي تعزى إلى ثاني اكسيد النيتروجين NO2 حدثت في مناطق تتوافق بالفعل مع إرشادات منظمة الصحة العالمية.
وقال الدكتور باتانون أتشاكوليسوت Pattanun Achakulwisut، المؤلف الرئيسي للورقة وطالب ما بعد الدكتوراه في معهد ميلكن SPH: “هذه النتيجة تشير إلى أن إرشادات منظمة الصحة العالمية بشأن ثاني إكسيد النيتروجين قد تحتاج إلى إعادة تقييم للتأكد من انها لها حماية كافية لصحة الأطفال”.
ووجد الباحثون أن المدن التي تحتوي على تركيزات عالية من ثاني إكسيد النيتروجين لديها مستويات عالية من إنبعاثات الغازات الدفيئة. وقالت أننبرغ إن العديد من الحلول التي تهدف تنظيف الهواء لن تمنع فقط حالات الربو الجديدة وغيرها من المشاكل الصحية الخطيرة ، ولكنها ستخفف أيضًا من ظاهرة الإحتباس الحراري.
الورقة نُشرت في ١٠ أبريل في مجلة The Lancet Planetary Health عنوانها “الأعباء العالمية والوطنية والحضرية الناجمة عن الإصابة بالربو عند الأطفال والتي تعزى إلى تلوث ثاني اكسيد النيتروجين في الهواء: تقديرات من مجموعات بيانات عالمية”.
تسجيل مناقشة الباحثين الدراسة ونتائجها:
الورقة منشورة في مجلة لانست بلانتاري هيلث في ١٠ ابريل ٢٠١٩ على هذا العنوان:
https://www.thelancet.com/journals/lanpla/article/PIIS2542-5196(19)30046-4/fulltext
المصدر:
New Study Finds Millions of Children Worldwide Develop Asthma Each Year Due to Traffic-Related Air Pollution
https://publichealth.gwu.edu/content/new-study-finds-millions-children-worldwide-develop-asthma-each-year-due-traffic-related-air