من البديهي القول أنّ النظام الأساسي لحركة الحياة هو نظام الأسباب والمسببات، فلا تحدث الأشياء من فراغ، فمن يزرع بذرة التفاح يحصد تفاحًا ومن يزرع الريحان ينبت له ريحانًا، ومن يذاكر ينجح، ومن يجتهد يحقّق المستويات العالية. فالعلاقة بين السبب والمُسبَب هي علاقةٌ وجوديةٌ حتميةٌ يحكم بها العقل بديهيًا، أي أنه إذا وُجِد السبب لا بدّ أن تُوجد النتيجة.
هل الأسباب ماديةٌ فقط ام ماديةٌ وغيبية؟
هل نتفق جميعًا على الأسباب او نختلف فيها بناءً على الخلفية الثقافية للأفراد؟
هل يرى الفرد الغربي ذو الثقافة المادية البحتة أثر الأسباب الغيبية كما يراها الفرد الشرقي ذو الثقافة الدينية؟
مقدمة:
هناك بعض الأمور سببها واحدٌ بسيطٌ، وحين يُوجد السبب تُوجد النتيجة، مثلًا، حين تعطش تشرب الماء فترتوي، فشرب الماء سببٌ واحدٌ بسيطٌ لرفع العطش. لكن هناك أمور أخرى سببها مركب من كثيرٍ من الأسباب، لذا حين تتحقّق بعض الأسباب قد لا تحدث النتيجة، لأن هناك أسباب أخرى لم تتحقق، مثلًا: حين تزرع بذرة شجرة التفاح، لابد من ريها بالماء، وتكون الأرض خصبة والبيئة مناسبة لتنبت شجرة التفاح، فاشتركت الأسباب هنا، البذرة والماء والأرض والبيئة، لتنبت شجرة التفاح، فلو غاب أحد هذه الأسباب، لم تنبت الشجرة.
أحوال الطقس مثلًا، تشترك فيها مئات الأسباب ليتحقق طقسٌ بدرجة حرارةٍ معينةٍ، حتى قيل أنّ الفراشة التي تتحرك في الصين قد تؤثر على الطقس في أمريكا. الإبداع البشري أيضًا يرجع الى عبقرية المبدع، والزمن الذي عاش فيه، والبيئة التي وُلِد فيها، وأسبابٌ أخرى. هكذا يتبين أنّ أغلب الأمور ذات أسبابٍ مركبةٍ يبدو بعضها واضحًا للعيان، والبعض مختبئًا لابد من البحث عنه والتفكير فيه.
يطلق الفلاسفة الذين يؤمنون بمبدأ السببية، كلمة العلّة على السبب ويعتبرون أنّ مبدأ العلية من أبده البديهيات، وينظرون فيه بتفصيلٍ قد لا نحتاجه في موضوعنا هنا، لكن يجدر بنا الاطلاع على بعض مفاهيمه:
- قد يكون السبب واحدًا بسيطًا: لكنّ ما يبدو لك أنّه سببٌ واحدٌ بسيطٌ يُوجِد النتيجة، ليس بسيطًا، فحتى يكون السبب تامًا وفاعلًا، لابد له من أجزاءٍ ثلاثة (المقتضي أي السبب ووجود الشرط وعدم المانع). فمثلًا: المقتضي النار التي يترشح عنها الإحراق، والشرط هو قرب الخشبة ومماستها للنار، وعدم المانع أي عدم الرطوبة في الخشبة التي قد تمنع الإحراق. مثالٌ آخر: العين تتمكن من الرؤية والشرط وجود النور، وعدم المانع أي عدم وجود حاجز بين العين وبين الأشياء التي تراها).
- قد تكون الأسباب متعددةً، ولها حالتان:
- الأسباب متعددةٌ، لكنّ كلّ سببٍ منها قائم بذاته بغض النظر عن الأسباب الأخرى، (أسباب انبات الشجرة: البذرة والماء والأرض والبيئة)، يطلق عليها أسباب عَرضِية، فليست البذرة سبب وجود الماء، وليس الماء سبب وجود التربة وهكذا،
- الأسباب متعددةٌ لكنّها ناتجةٌ عن بعضها، أي أن السبب الأوّل أنتج السبب الثاني والسبب الثاني أنتج السبب الثالث وهذا السبب الثالث أحدث النتيجة النهائية، (أسباب نزول المطر: الحرارة هي السبب الأوّل بخّرت ماء البحر، وهذا البخار هو السبب الثاني أوجد السحاب، والسحاب هو السبب الثالث أنزل المطر)، يطلق عليها أسباب طولية. في هذه الحالة يصح أن نقول أنّ السحاب هو السبب المباشر الواضح للمطر، وأنّ الحرارة هي السبب الغير مباشر والغير واضح للمطر، ولا تعارض في ذلك. المشكلة، أنّ أغلب البشر يفهمون الأسباب الواضحة المباشرة ولا يجهدون أنفسهم في فهم الأسباب الغير مباشرة رغم أنّها هي السبب الأساسي، إذ لولاها لم تحدث الأسباب المباشرة، بل قد ينكرون الأسباب الغير مباشرة فيبترون سلسلة الأسباب ولا ينتهون الى معرفة السبب الحقيقي المؤدي الى النتيجة، وهذا هو مربط الفرس الذي سنناقشه في موضوعنا هذا.
أسباب الظواهر المادية:
كلّ الظواهر المادية سواءً الكونية كحركة الكواكب والمجرات او البشرية كحياة الأفراد والمجتمعات والأمم، ترجع الى أسبابٍ عديدةٍ منها عَرضِية (لا علاقة لبعض الأسباب بالبعض الآخر) ومنها طُولِية (بعض الأسباب أوجد الأسباب الأخرى). لو أخذنا الظاهرة الرئيسية المهمة وهي حياة الإنسان على هذه الأرض، فهي تجمع بين الكونية والبشرية، فما أسبابها؟ دعونا ننظر اليها ببساطةٍ شديدةٍ ودعونا نغض النظر عن نفخة الحياة الأولى في أصل البشر:
- أسباب حياة الإنسان العَرضِية: (وجود الأرض، وجود الماء، وجود الهواء، الحرارة المناسبة، وجود النور، عدم وجود الكوارث والزلازل، وجود النبات، وجود الحيوان، وجود النظام كنظام الأسباب والمسببات وغيرها)،
- أسباب حياة الإنسان الطُولِية: (خذ مثلًا، الإنسان يأكل الحيوان، والحيوان يأكل النبات، والنبات يتغذى من التربة، والتربة تستفيد من اليوريا وغيرها)، فالحيوان اوالحيوان والنبات من الأغذية المباشرة الواضحة، لكن الأسمدة كاليوريا من الأسباب الغير مباشرة والغير واضحة، رغم أنها طولية وضرورية إذ لولاها لم ينبت النبات ولم يأكله الحيوان.
- في الحقيقة أنّ كلّ سببٍ من الأسباب العَرضِية السابقة ترجع الى أسبابٍ طولية، خذ مثلًا، النور سببه الشمس والحركة الزمكانية المنتظمة في المجموعة الشمسية، والشمس تتأثر ببقية نجوم مجرة درب التبانة، ومجرة درب التبانة تتأثر بالمجرات الأخرى. وقد ذكرنا مثال الماء سابقًا وأسبابه الطولية كالسحاب والبخار والحرارة، وهكذا فكلّ سببٍ من الأسباب العرضية هو نتيجة سلسلة أسبابٍ طوليةٍ يبدو الجزء القريب المباشر منها واضحًا، بينما تبقى الأسباب البعيدة الغير مباشرة غير واضحةٍ وقد تكون غير معلومةٍ للبعض.
هل هي السببية او تداعي المعاني؟
لا مانع إذن من وجود اسبابٍ طُولِية متعددة لأي ظاهرةٍ ماديةٍ كونيةٍ او بشرية، لكن اين تنتهي هذا الأسباب؟ العقل يحكم بوجود سببٍ أوّل منه وُجِدت كلّ الأسباب. لكنّ بعض الفلاسفة الغربيين حاولوا الهروب من معضلة السبب الأوّل (يحتاج أي سببٍ مادي طولي الى مُوجِدٍ أي سببٍ مادي آخر وهكذا تتسلسل الأسباب المادية ولابدّ ان تنتهي الى سببٍ أوّل أو علّةٍ رئيسية غير مادية لا تحتاج الى غيرها في الحدوث وهي واحدةٌ غير متناهيةٍ، لا ثاني لها). وحيث أنّ الفكر المادي البحت يرى أنّ الأسباب مادية من أوّلها الى آخرها، كان لابدّ من إيجاد مخرجٍ من هذه المعضلة.
لقد أنكر ديفيد هيوم الذي يؤمن بالمذهب الحسي التجريبي البحت مفهوم السببية من أساسه. فهو يرى أنّ حدود العقل وإدراكاته هي التركيب والنقل والخلط في الأمور التي ندركها بالحواس كالسمع والبصر، لذا فهو ينكر مفهوم السببية العقلي البديهي، ويرى أنّ ما يحدث هو تداعي للمعاني تنتجه العادة الذهنية التي ألفت مرارًا التتابع بين ظاهرتين من احساساتٍ متكررةٍ سابقًا. فحين يرى الإنسان النار ثم يرى الاحتراق ويتكرر هذا أمامه مراتٍ عديدة، ينتج من هذا التتابع بين هاتين الظاهرتين تداعي للمعاني داخل ذهنه، أي أنّ الذهن يستدعي احدى الظاهرتين حين يرى الظاهرة الأخرى، فهو يستدعي الاحتراق حين يرى النار. فالعلاقة بين النار والاحتراق كما يرى ديفيد هيوم علاقة تداعي للمعاني وليست علاقة سببية عقلية.
الردود على ديفيد هيوم كثيرة، حتى من قبل العلماء التجريبيين، نذكر بعضًا منها:
- التعاقب والتتابع بين الظاهرتين الحسيتين كالنار والاحتراق تدركه الحواس، لكنّ هذا الادراك الحسي يقود الى عملية إدراكٍ أخرى وهي عملية عقلية تنتزع من هذه المقارنة الحسية مبدأ السببية العقلي، فالإدراك الحسي عبر المشاهدة ترى تمدد الحديد بالحرارة، ثم تتكرّر التجربة عدة مرات، لكنّ المشاهدة الحسية لا تنتزع قانونًا حتميًا، بل العقل هو الذي ينتزع من خلال عملية الاستقراء عبر التجارب الكثيرة، قانونًا يقضي بأنّ الحرارة هي سبب التمدّد،
- ليس كلّ تعاقبٍ يدل على سببية، فالليل والنهار متعاقبتان ولا ينتزع العقل من هذا التعاقب أنّ الليل سببٌ لوجود النهار. مثالٌ آخر، احمد تعوّد أن يمشي ساعةً كلّ ليلةٍ بعد تناول طعام العشاء، رغم ذلك فالعقل لا ينتزع أنّ طعام العشاء هو سبب المشي، إذن السببية ليس منشؤها التعاقب، وتداعي المعاني أي تداعي المشي بعد تناول العشاء يختلف عن مفهوم السببية،
- لو حرّكت يدك وفيها قلمٌ يكتب، فحركة اليد والقلم تحدثان في نفس الوقت، ومع ذلك فالعقل يحكم بأنّ حركة اليد سببٌ لحركة القلم، ولا يستدعي العقل حركة القلم عند أي حركةٍ لليد، بل قد تكون حركة اليد للضرب او لتناول الماء والغذاء.
السبب الأوّل في الثقافة الغربية:
لم تنكر قريش في الجاهلية وجود الله كخالقٍ للكون، لكنّ ايمانها لم يعترف بأي تأثيرٍ للخالق على الظواهر المادية، بل رأوا أنّ الأسباب الأخرى كالأصنام هي التي تتولى التأثير والتدبير في شؤون الحياة، وأنكروا الآخرة التي تتمثل فيها المحاسبة على أعمال الدنيا، فالحياة الدنيا هي كلّ شيء، ( إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) المؤمنون: (37).
الفكر المادي البحت في الغرب، ورغم ايمانه بالخالق، يرى في الغالب أنّ الأسباب المادية تحكم كلّ الظواهر. هذا ما نادت به الفلسفة الوضعية في منتصف القرن التاسع عشر، حيث رأت أنّ الإنسان انتقل من عصر الدين والأساطير الى عصر العلم والتجربة الحسية المادية.
لم ينكر هذا الفكر أحيانًا أثر الدين وحاجة الفرد اليه في الغرب، فأضطر أن يعترف بأنّ الايمان بالخالق تجربةٌ روحيةٌ تسكّن آلام النفس وشجونها، لكنّها تبقى في مكان العبادة، دون أن تؤثر على تفاصيل الحياة، أي أن الأسباب الطولية لكلّ الظواهر المادية تقف عند آخر سببٍ مادي ولا تصل الى الخالق أي السبب الأوّل، وليس له أي تأثيرٍ عليها.
ليس غريبًا أن يسبّب هذا الفكر المادي فتورًا شديدًا في العلاقة مع الخالق فتأثيره كما يرى هذا الفكر محدودٌ في حياتنا، فمن الأجدى أن يهتم الفرد بالأسباب المادية ويبتعد عن الغيبيات التي لا تؤثر في حياته اليومية. امتدادًا لهذا الفكر، تم الفصل بين الظواهر الكونية والبشرية وبين السبب الأوّل أي الخالق، فالكون يحكمه نظامٌ وأسبابٌ مادية لا تتخلف، والمجتمعات ايضًا تحكمها قوانين الأسباب المادية كالعلم والتطوّر.
نتيجة هذا الفكر، لم يعد للحساب والآخرة معنى فالعدالة والقيم أصبحت نسبية فكلّ ما يحقّق نتيجةً ماديةً كربحٍ او انتصارٍ فهو حقٌ وكلّ ما يؤدي الى خسارةٍ ماديةٍ فهو باطل.
هذا بعينه هو السبب الرئيس الذي أطلق عنان المنافسة الشرسة المادية في الغرب والعنصرية المقيتة أحيانًا التي قتلت عشرات الملايين من البشر في الحروب وسلبت الآخرين حقوقهم، فوصمت الحضارة الغربية بوشم الشقاء والحقارة الى يومنا هذا. هذا الفكر هو الذي جعل الشذوذ مقبولًا وهدم أواصر الأسرة وحرف نظام المجتمعات الغربية.
السبب الأوّل في ثقافتنا:
الايمان بالخالق العالم القيّوم الرازق المدبّر المجيب للدعوات الذي هو أقرب للمرء من حبل الوريد والذي يحول بين المرء وقلبه، هذا الايمان يبعث الطاقة والحيوية في الفرد فيسعى في رحلة تكامله الحياتية مطمئنًا أنه بعين الله ترعاه في بيته وعمله. هذا الخالق أوجد نظامً للأسباب والمسببات لا يتخلف في هذه الحياة، لذا فالإيمان بالخالق كسببٍ أوّل لا يعني تعطيل الأسباب المادية، فهو السبب الأوّل الذي منه تتسبب الأسباب.
فالله هو السبب الأوّل الذي جعل العلم والعمل سببان ضروريان لتحقيق الرزق والنجاح والحياة الكريمة، فالعلم والعمل سببان مباشران، أما السبب الأوّل فهو الله الذي حثّ عليهما وجعلهما سببًا الى مرضاته، فبالعلم والعمل يهتدي الإنسان الى الصراط المستقيم الذي هو أقرب الطرق الى الله.
فالدراسة سببٌ للتطوّر وتحقيق الكفاءة، والكفاءة سببٌ للحصول على عملٍ مناسبٍ يحقّق دخلًا مجزيًا، والدخل سببٌ لتحقيق السعادة لكنّه ليس سببًا تامًا بل لابدّ معه من سببٍ آخر وهو الاستقامة، والاستقامة هي نتيجة الايمان بالله واليوم الآخر. هذه الثقافة ترى أنّ كلّ ما يحصل عليه الفرد بالأسباب المادية هو نتيجة توفيق الخالق الذي لا يستغني عنه الإنسان أبدًا، فهذه الأسباب المادية ماهي إلّا وسائل يصل عبرها الرزق والتوفيق من الخالق الذي يستوجب شكرًا متصلًا لا ينقطع أبدًا. هذه الثقافة تجعل الإيمان حيًا مؤثرًا يضبط حياة الإنسان وقيمه الإنسانية التي تحترم الإنسان الآخر وتعتبره نظيرًا في الخلق فلا تعتدي عليه ولا تسلبه حقوقه.
الخاتمة:
حين تملأ الأسباب المادية قلب الإنسان، تصبح حاجبًا عن النظر الى السبب الأوّل مسبب الأسباب، فيصير الايمان بالخالق باردًا فاترًا عديم التأثير لا يتعدى ألفاظًا وحركاتٍ روتينية. هذا لا يعني حرمان البشر من رزق الله فعطاؤه غير محظور، فهو يعطي كلّاً حسب عمله، لكنّ هذا العطاء والغنى المادي يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا،،
وهذا ما نراه في المجتمع الغربي المادي الذي يلهث وراء سراب السعادة دون جدوى، بل مُنِيت البشرية بمصائب شتّى وويلاتٍ عظيمةٍ خلال القرنين الأخيرين من حروبٍ عالميةٍ أكلت الأخضر واليابس، وهي الآن تعاني من انحرافٍ خلقي وقيمي خطيرٍ قد يؤدي الى فناء البشرية.
هذه الانحرافات قد تسبب سخطًا وخللًا كونيًا، (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ﴾، هود: (82)، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، الأعراف: (96). هذا الارتباط بين الغيبيات والماديات تنكره الثقافة المادية الغربية، بينما تؤمن به الثقافة الشرقية التي ترى تدبير الله لكلّ شيء، والحمد لله ربّ العالمين.
رائع دكتور عبد الجليل
هذا المقال بإذن الله سبباً لكتاب و ربما كتب.
رائعة من روائعك دكتورنا ابو محدد العزيز
و بارك الله في جهدك وقلمك الراقي و الهادف. تحياتي