سسيت

ومضات معرفية من كتاب: الثروة التي لا يمكن شراؤها بالمال – ترجمة* عبدالله سلمان العوامي

إسم الكتاب:
الثروة التي لا يمكن شراؤها بالمال، ٨ عادات خفية لتعيش حياة غنية
The Wealth Money Can’t Buy: The 8 Hidden Habits to Live Your Richest Life

تعريف مختصر للكتاب:

يعد كتاب “الثروة التي لا يمكن شراؤها بالمال” والذي صدر في سنة ٢٠٢٤م دليلاً رائدًا سيغرس فيك طريقة جديدة تمامًا لقياس الثروة. وباستخدام تكتيكات وأساليب مجربة، سيساعدك الكتاب على التوقف عن مطاردة الأنواع الخاطئة من الثروات، حتى تتمكن من السير على الطريق الصحيح لصنع الحياة التي تعشقها تمامًا.

هذا الكتاب يعد من أفضل الكتب مبيعًا حسب قائمة صحيفة نيويورك تايمز (NEW YORK TIMES BESTSELLER).  وهو كتاب رائد يعيد تعريف النجاح ويعرض للقراء الطرق التي تمكنهم في خلق حياة وفيرة ومُرضية حقًا من خلال اتباع نموذج السيد شارما للأشكال الثمانية للثروة (Sharma’s 8 Forms of Wealth model) – وهو من تأليف كاتب مرموق ومتحدث مشهور وخبير في فنون القيادة على مستوى العالم.

إن الثروة الحقيقية لا تقتصر على الأموال النقدية في البنوك، والسيارات الفخمة في البيوت، والاجازات الفاخرة في الجزر الخلابة. فالكثير من الناس الموفرون مالياً هم فقراء حقا وبشكل مدهش عندما يتعلق الأمر بالعوامل الجوهرية التي توفر الحياة المليئة بالسعادة والحيوية والصفا والسكينة.

في كتاب “الثروة التي لا يمكن شراؤها بالمال”، ستكتشف نظامًا يغير حياتك ويساعدك على عيش حياة ثرية قبل فوات الأوان. ستتعلم حياة جديدة باتباع إطار قائم على العادات الثماني الخفية التي يستخدمها الأثرياء الحقيقيون وستكتسب منهجية لإتقان مصيرك. هذا الكتاب سوف يقدم لك رؤى قيمة كثيرة، ومنها مثلا وليس حصرا:

  • كيف تصبح صانعًا لـ “اللحظة المثالية”
  • لماذا يشكل اختيارك لشريك حياتك نسبة تعادل ٩٠% من سعادتك
  • العادات الخفية للأثرياء الحقيقيين
  • براعة “الاختفاء” لمدة عام

يحتوي كتاب “الثروة التي لا يمكن شراؤها بالمال” على أدوات عملية وتكتيكات تحويلية، وهو يقدم فلسفة ومنهجية لتغيير الحياة من أجل الاستمتاع بحياة غنية حقًا – مليئة بالقوة الشخصية والأصالة غير العادية والعمل المرضي بشكل استثنائي وأسلوب حياة يجعلك تشعر أن الحظ قد ابتسم لك أخيرًا.

مؤلف الكتاب:

السيد روبن شارما (Robin Sharma)، هو خبير في فنون القيادة ومؤلف معروف بأعماله في مجال القيادة الشخصية والتنظيمية. وقد اجتذبت كتبه وندواته متابعين على مستوى العالم، وتبناها نجوم الغناء والمشاهير وكبار الساسة، والعديد من الشركات الكبرى. ومن بين كتبه الأخرى الأكثر مبيعًا على مستوى العالم كتاب بعنوان: نادي الخامسة صباحًا والراهب الذي باع سيارته الفيراري (The 5 AM Club and The Monk Who Sold His Ferrari).

هو أحد أبرز المتحدثين في مجال القيادة والإتقان الشخصي على مستوى العالم، وقد تم اختياره مؤخرًا كأحد أفضل خبراء فنون القيادة على مستوى العالم. وبصفته محاضرا بليغا، يتمتع السيد شارما بالقدرة النادرة على إثارة حماس الجمهور مع تقديم رؤى أصلية ومفيدة بشكل غير عادي، مما يؤدي في حلقاته التدريبية إلى قيام المشاركين بتقديم أفضل أعمالهم، والفرق بإنجاز نتائج رائعة، وجعل المنظمات لا تقبل الا المنافسة.

وقد تصدرت كتب السيد شارما، مثل “الزعيم الذي لم يكن له لقب (The Leader Who Had No Title)، قوائم الكتب الأكثر مبيعًا على مستوى العالم، وتصل منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أكثر من ستمائة مليون شخص سنويًا، مما يجعله ظاهرة عالمية حقيقية لمساعدة الناس في القيام بعمل رائع، وتحقيق أعلى نسبة من قدراتهم القيادية داخل مؤسساتهم بحيث ترتفع المسؤولية الشخصية والإنتاجية والإبداع والإتقان.

تم تصنيف السيد شارما كواحد من أفضل ٥ خبراء في فنون القيادة في العالم في استطلاع مستقل شمل أكثر من ٢٢،٠٠٠ رجل أعمال، ويظهر على المنصات الجماهيرية مع شخصيات مرموقة أخرى مثل السيد ريتشارد برانسون (Richard Branson)، والسيد بيل كلينتون (Bill Clinton)، والسيد جاك ويلش (Jack Welch) والسيد شاكيل أونيل (Shaquille O’Neill).

منصة الوميض** (Blinkist) قامت بتلخيص الكتاب في “خمس ومضات” معرفية ، وهي كالتالي:

مقدمةاكتشف العادات الخفية التي تساعدك على عيش حياة غنية ومثمرة:

كل يوم، يشرع الناس في مختلف أنحاء العالم في رحلة مستمرة سعياً إلى زيادة ثرواتهم. فهم يضعون أهدافاً طموحة، ويحلمون بالوفرة المالية، ويسعون جاهدين إلى تحقيق النجاح. وبالرغم من ذلك، هناك مشكلة واحدة ــ حيث انهم يميلون إلى التجاهل عن الشكل الأكثر أهمية للثروة، وهي الثروات التي تقطن بالفعل في داخل كل واحد منا.

هذا هو جوهر ما سنتناوله في هذه الومضات المعرفية – أن الرخاء الحقيقي الدائم يبدأ بالتزام عميق بالنمو الشخصي وإتقان الذات والتمكن منها. إنها رحلة يمكن أن تقودك إلى حياة أكثر إشباعًا ومرونة، لكنها تتطلب الشجاعة والتأمل الداخلي والتفاني الشديد في السعي الحثيث والمستمر لتصبح أفضل نسخة من نفسك. ستحتاج إلى مواجهة مخاوفك، والشفاء من جروحك الماضية، وتحرير نفسك من المعتقدات التي أعاقتك في الماضي.

في الومضات التالية، سنغوص معا لمعرفة العادات الثماني الخفية واللازمة لعيش حياة غنية، كما هو معنون في هذا الكتاب. كما سنتعمق في أربع من هذه العادات، ونزودك بالرؤى والخطوات العملية اللازمة لدمجها في روتينك اليومي. وبعد ذلك، سنقدم لمحة موجزة عن العادات الأربع المتبقية من أجل مساعدتك في البدء في بقية رحلتك. وعند وصولك الى النهاية، ستكون قادرًا على اتخاذ خيارات وإجراءات يومية تمكنك ليس فقط من البقاء، بل والازدهار، وتحقيق حالة من الثروة التي لا تقدر بثمن حقًا.

ومضة رقم ١ – الرخاء الحقيقي يكمن في الإتقان الشخصي والنمو الداخلي:

فكر في الأمر: عندما يسلط المجتمع الضوء غالبًا على النجاح المالي باعتباره قمة الإنجاز البشري، فانه لا يجافي الحقيقة. لماذا؟ لأن أساس الحياة الخارجية الرائعة هو الحياة الداخلية الجميلة. بعبارة أخرى، يشكل عالمك الداخلي واقعك الخارجي، ولا يمكنك الوصول إلى الرخاء الدائم إلا من خلال الشروع في مسار الإتقان الشخصي والنمو الداخلي.

قد تتساءل: كيف يمكنك الاستفادة من هذه الثروة؟ الأمر كله يتعلق بالتغلب على المعتقدات الخانقة وعدم الانخراط في التخريب الذاتي.

إذن، إليك واحدة من العادات التي تساعدك لبدء رحلتك نحو زيادة ثقتك بنفسك وبشجاعة، مثلا: تناول الطعام بمفردك في كثير من الأحيان. إن الخروج إلى مطعم والجلوس بمفردك على طاولة محاطًا بأشخاص آخرين يستمتعون بوقتهم يبدو أمرًا شاقًا، أليس كذلك؟ فمن المؤكد أن معظم الناس يفضلون تناول الطعام في المنزل بدلاً من المخاطرة في أن يحكم عليك الجميع عليك بأنك لست “شخصا جيدًا” بما يكفي لتستحق شريكًا لتناول الطعام معه. ولكن هنا يكمن الجمال – فالجرأة على الجلوس هناك بمفردك هي ما يُظهِر شجاعتك الفطرية. والشجاعة في مجال واحد عبارة عن تمرين على الشجاعة في جميع مجالات حياتك – وأن تكون شجاعًا هو مفتاح لعيش حياتك الأكثر ثراءً.

الآن، إذا كان هذا يبدو صعبًا بعض الشيء للبدء به، فلا تقلق – فهناك الكثير من العادات الصغيرة التي يمكنك الانخراط فيها على الفور أيضًا. على سبيل المثال، يمكنك قضاء بضع دقائق في كل صباح في التأمل الذاتي. يمكن أن يكون ذلك من خلال تدوين مذكرات أو التأمل أو ببساطة تحديد نوايا اليوم من أهداف ورغبات وبرامج. خلال هذا الوقت، يمكنك تأكيد قيمتك أو تصور مستقبلك أو حتى سرد الأشياء في حياتك والتي تشعر بالامتنان لها. نعم، إنها خطوة صغيرة، لكنها يمكن أن تغير وجهة نظرك بشكل أساسي – وتشعل شرارة تغيير كبرى في داخلك.

إن ممارسة الخطوات الصغيرة تؤدي إلى القدرة في ممارسة خطوات أكبر. ابدأ في تخصيص المزيد من الوقت طوال يومك لقراءة الكتب والاستماع إلى المدونات الصوتية (البودكاست). قم بالتسجيل في برنامج تدريب عبر شبكة الإنترنت لرفع مستوى تفكيرك وتوسيع نطاق معرفتك.

في مرحلة ما، قد ترغب أيضًا في البحث عن الموجهين والقدوات لمساعدتك على السعي في تطوير نفسك إلى أبعد من ذلك. هؤلاء هم الأشخاص الذين ترغب في اكتساب صفاتهم – والذين يؤمنون أيضًا بقدراتك على النمو. اطرح دائمًا أسئلة تمكينية مثل، “ماذا يمكنني أن أتعلم هنا؟” أو “ماذا ستفعل في هذا الموقف؟” لا يعزز هذا النهج النظرة الإيجابية فحسب – بل يوجه طاقتك أيضًا نحو النمو وإيجاد حلول إبداعية للعديد من مشاكل الحياة.

التزم بهذه الممارسة اليومية المنتظمة لتطوير الذات، وشاهد كيف يتحول العادي إلى غير عادي. ستتحول كل مخاوفك وشكوكك الذاتية إلى ثقة وحب للذات. ستصبح الأخطاء نقاط انطلاق، وستبدأ في رؤية الشدائد كفرصة. ومع ترسيخ تطورك، ستبدأ في إدراك أنه لا يمكن لأي مبلغ من المال أبدًا شراء الرضا والوفاء والحرية التي تخرج منك وأنت تشكل نفسك إلى الإنسان الذي لطالما طمحت إلى أن تكونه.

إذن، ما هي هذه الخطوة الصغيرة التي ستتخذها اليوم ضمن برنامجك في إتقان شخصيتك؟ وكما يقول المثل، ليس عليك أن تكون عظيمًا لتبدأ، ولكن عليك أن تبدأ لتكون عظيمًا.

ومضة رقم ٢ – بدون صحتك، لا معنى للرخاء المالي:

بينما تتعمق في الإتقان الشخصي والتطوير الذاتي، هناك عامل مهم يجب أن تضعه في المقدمة، وهو: صحتك هي أغلى ما تملك. وذلك لأن الرخاء الحقيقي لا يتعلق فقط بالإنجاز – بل يتعلق بالازدهار. فكر في الأمر بهذه الطريقة: إن إتقانك لذاتك يعني انه أكثر من مجرد اكتساب المعرفة – فهو يعني رعاية صحتك، وهو أمر أساسي لتحقيق النجاح في جميع جوانب حياتك. من خلال القيام بذلك، فإنك تتأكد من أن رحلتك نحو تحقيق الثروة الحقيقية ليست ناجحة فحسب، بل ومستدامة أيضًا.

خذ لحظة الآن لتتفكر في شخص ملياردير مصاب بمرض عضال – وهو في نهاية حياته، قال إنه مستعد للتخلي عن ثروته بالكامل من أجل فرصة للشفاء. هذه القصة مؤثرة للغاية، وتكشف عن القيمة التي لا يمكن تعويضها لصحتنا الجسدية والعقلية والعاطفية وحتى الروحية. وفي هذا الأمر – لا يهم مقدار المال الذي لديك في حسابك المصرفي إذا لم تكن موجودًا للاستمتاع به.

وبناءً على ذلك، كيف يمكنك تحقيق أهدافك دون التضحية بصحتك ورفاهتك؟ ابدأ بدمج العناية الذاتية ورعايتك الصحية في روتينك اليومي. ولكن احرص على ان لا تعالج هذا الموضوع بشكل معقد. يمكن أن تكون خطوة صغيرة مثل الالتزام بإعداد وجبة صحية في وقت لاحق من اليوم، أو الذهاب إلى الفراش مبكرًا. كما أن ممارسة الرياضة هو أيضا خيار متاح، ولكن إذا شعرت أنك لست مستعدًا للركض، فلا تقلل من قيمة المشي السريع. يمكن أن تعمل كل هذه الأنشطة كمحفز لتحسين قدراتك العقلية والعاطفية.

تخيل، إن شئت، مستقبلاً أن تنخرط في نمط حياة يعزز فيه كل خيار صحتك بشكل فعال. فأنت لا تأكل الطعام فحسب، بل تزود جسدك بما يغذيه حقًا – وليس بالأطعمة المصنعة المضرة والمستهلكة. عندها، يصبح التمرين الرياضي احتفالًا بما يمكن لجسدك أن يفعله، وليس مهمة تخشى منها. واليقظة ليست مجرد ممارسة للتأمل، بل هي وسيلة للوصول إلى السلام الداخلي وسط فوضى الحياة العصرية التي تحدث خارج نافذة غرقتك.

إن إحدى الطرق القوية لضمان أن تصبح أنت هذا الشخص المستقبلي هي أن تنظر إلى الطعام باعتباره دواءً. فقد ثبت أن التوت الأزرق والتفاح والسلمون والأفوكادو والبيض كلها تزيد من السعادة. هل هناك عادة أخرى؟ إذا لم يكن الطعام معلقًا في شجرة أو ينمو في الأرض أو لم يكن حيًا منذ البداية، فلا تأكله. وببساطة، لن تشعر أبدًا بالرضا عن تناول طعام سيئ.

لا تنسَى أن كل خطوة صغيرة لها أهميتها. فكل وجبة صحية، وكل تمرين رياضي، وكل لحظة تختار فيها العناية بنفسك والرعاية بصحتك، تضيف إلى ثراء حياتك. وبالتركيز على صحتك، فإنك لا تستثمر في حياة أطول فحسب، بل إنك تعزز قدرتك على التواجد بشكل كامل في خدمة الأشخاص والقضايا التي تهمك أكثر من غيرها.

لذا، خذ ثانية واسأل نفسك: هل اختياراتك اليومية تبني نوع الثروة التي تأخذ صحتك ورفاهتك في الاعتبار؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد حان الوقت للالتزام باتخاذ خطوة صغيرة في هذا اليوم. وهذا يعني إن الاستثمار في صحتك هو أفضل استثمار يمكنك القيام به على الإطلاق.

ومضة رقم ٣ – تحقيق التوازن بين الثروة المالية والإنجاز الحقيقي:

حتى الآن، كنا نشير في الغالب إلى الثروة المالية في ضوء سلبي إلى حد ما. ولكن على الرغم من أن المال ليس كل شيء، إلا أنه لا يزال أمرا جوهريا – ويلعب دورًا مهمًا في تشكيل حياتنا. يتعلق الأمر كله بدمج الرفاهية المالية جنبًا إلى جنب مع الرفاهية البدنية والعقلية، ولكن ليس كبديل لهما. بينما نتعمق في كل ما يتعلق بالمال، ضع في اعتبارك قصة الملياردير السيد هوارد هيوز (Howard Hughes). على الرغم من ثروته التي تبدو غير محدودة، إلا أن سنواته الأخيرة اتسمت بالوحدة ومحاربة الشياطين الشخصية، مما يسلط الضوء على خطر تقدير المال فوق كل شيء آخر.

ومع ذلك، فلنغير مسار الحديث ونركز على الجانب الأكثر إيجابية: يمكنك تحقيق الرخاء المالي دون التضحية برفاهيتك. والسر في ذلك؟ يكمن في فهم الدور الحقيقي للمال ــ فهو أداة لإثراء حياتك، وليس هو الهدف النهائي. وينبغي للمال أن يعزز حريتك ويوسع الخيارات المتاحة لك. وينبغي له أن يفتح الأبواب لك ولأحبائك ــ وليس أن يسجنك.

ولنتأمل هنا في الحوار الشهير بين المؤلفين السيد جوزيف هيلر (Joseph Heller) والسيد كيرت فونيجوت (Kurt Vonnegut). فعندما أشار السيد فونيجوت إلى أن مدير صندوق التحوط يكسب في يوم واحد أكثر مما يكسبه السيد هيلر طيلة حياته، وهنا رد السيد هيلر قائلا: “نعم، ولكني أملك شيئا لن يحصل عليه هو، مثلا أن يقول: يكفي وبقناعة”. وهذا يسلط الضوء حقاً على مفهوم الكفاية ــ إدراك أن الثروة الحقيقية لا تتعلق بالتراكم اللامتناهي، بل إيجاد الرضا والقناعة في الحصول على ما تحتاجه لحياة مرضية.

ولكن في نفس الوقت، ان تبني مثل هذه العقلية لا يعني التخلي عن أهدافك المالية. بل يتعلق الأمر باستخدام المال بحكمة ــ كوسيلة لدعم قيمك وتعزيز رفاهيتك. خذ لحظة لتحديد ما تعنيه كلمة “الكفاية” بالنسبة لك، ربما دخل مستهدف يسمح لك بالراحة، والقدرة على متابعة شغفك، والمساهمة في خدمة مجتمعك، بدلاً من مجرد زيادة ثروتك إلى ما لا نهاية على حساب سعادتك.

ولكن الأمر لا يتعلق فقط بما ستكسبه في المستقبل، بل يتعلق أيضًا بالامتنان والعرفان لما لديك الان. خذ وقتًا كل يوم للاعتزاز والفخر وأن تحمد الله بالأساسيات التي تمتلكها، سواء كان ذلك بالسقف الذي فوق رأسك، أو الطعام على مائدتك، أو الأشخاص الذين يدعمونك ويحبونك. ربما يكون هذا هو أنقى أشكال الثروة – ثراء تجاربك، وعمق علاقاتك، والتأثير الإيجابي الذي تحدثه في حياة من حولك.

وهنا يكمن الجمال الحقيقي: فمن خلال تنمية لعلاقة صحية مع المال، يمكنك استخدامه لخلق حياة مليئة بالبهجة والهدفية. لذا تأكد من الاستثمار في التجارب التي تعزز الروابط مع أحبائك، والهوايات التي تشعل البهجة بداخلك، والتبرع للقضايا التي تبقيك مستيقظًا طوال الليل، إذا جاز التعبير. لأنه عندما تستخدم ثروتك المالية لإحداث فرق، فإنك تثبت في النهاية الفرضية الأساسية لهذه الومضة المعرفية، وهي أن طريقة تراكم الثروة ليس غاية في حد ذاتها، ولكنها ببساطة وسيلة لجعل الحياة أكثر ثراءً.

ومضة رقم ٤ – تغذية ثروة علاقاتك الاجتماعية:

في القسم السابق، أشرنا بالفعل إلى مدى أهمية المجتمع. لذا، دعونا الآن نركز على السبب وراء أن العلاقات الاجتماعية ليست مجرد أمر لطيف فقط – بل إن هذه العلاقات أساسية لتنمية حياة غنية حقًا. وذلك لأن تنمية العلاقات لا تعزز وجودك اليومي فحسب – بل إنها تثري حياة من حولك أيضًا، وتشكل الآخرين وتغيرهم بطرق لا تخطر على بالك.

ربما سمعت المثل القائل “شبكة علاقاتك هي صافي ثروتك“. حسنًا، يكتسب هذا المثل معنى جديدًا تمامًا عندما تفكر في كيفية تأثير مجتمعك على قيمتك الذاتية. لأنه عندما تحيط نفسك بأشخاص ملهمين وداعمين ومتعاطفين، يمكن أن يعزز ذلك من شعورك بالهدف والصمود. فكر في الأمر – هل لديك أصدقاء يؤمنون بك ويشجعونك على الوصول دائمًا إلى القمة؟ وهذا يشبه الحصول على إمداد لا حصر له من الدعم العاطفي والمحفز.

ولكن فوائد المجتمع تتجاوز مجرد نموك الشخصي. وذلك لأنك عندما تبني علاقات قوية، فإنك تفتح الأبواب أمام أفكار وإمكانيات جديدة، وربما لم تكتشفها بنفسك بعد. كما يوفر لك المجتمع القدرة على الوصول إلى مجموعة ضخمة من المعرفة والموارد والدعم، وجميع كل ذلك يمكن أن يساعدك في التغلب على التحديات واغتنام الفرص التي لا تتوفر لك كفرد.

إحدى الطرق لتحقيق ذلك هي تشكيل تحالف من العقول المدبرة – مجموعة من شخصين أو أكثر يمكنك مقابلتهم بشكل منتظم لمشاركة عوامل التقدم، وتشجيع بعضهم البعض، والمساعدة في التوصل إلى حلول.

وإذا لم يكن هناك أي شخص قريب منك يمكنك تخيله ضمن هذا التحالف، فقد تكون هذه فرصة جيدة لإعادة النظر في المكان الذي تعيش فيه. خذ لحظة للنظر فيما إذا كنت الشخص الأكثر فضولاً وحماسًا في الشارع او الحي التي تسكن فيه. إذا كانت هذه هي الحالة، فقد يكون الوقت قد حان للانتقال – فأنت بحاجة إلى أن تحيط نفسك بأشخاص يفكرون ويعيشون ويحبون أفضل منك. ففي نهاية المطاف، هؤلاء الأشخاص هم من سيساعدونك في الوصول إلى أماكن لم يكن باستطاعتك الذهاب إليها بدونهم، وهم سيرفعونك إلى مستويات لم تكن لتصل إليها لولاهم.

ومضة رقم ٥ – جوهر الثروة الحقيقية:

لقد وصلنا ببطء إلى نهاية رحلتنا إلى العادات الثماني الخفية اللازمة لعيش حياة غنية. ولكن قبل أن نفترق، دعونا نتعمق في العادات الأربع المتبقية التي يمكنها – وستفعل – أن تثري بها حياتك حقًا. وهي الأسرة والحرفة والمغامرة وخدمة الاخرين. سنفحص الآن عادة واحدة من كل من هذه الموضوعات لمعرفة ما يجعلها ذات قيمة حقيقية، وهي كالتالي:

  • أولاً، الأسرة – فكر في الحب والدعم من أولئك الذين تحبهم والذين يحبونك دون قيد أو شرط. من السهل أن نتغاضى عن هذا الأمر في بعض الأحيان، ولكن تخيل للحظة أنك مضطر للعيش بدونهم. ليس الأمر بهذه السهولة، أليس كذلك؟ لهذا السبب يجب عليك تبني ما يسميه المؤلف “قانون عيون الأحبة”. يتعلق الأمر كله بإعطاء الأولوية لما هو مهم لأحبائك، حتى لو لم يكن يتردد صداه معك. على سبيل المثال، إذا كان طفلك متحمسًا لشيء ما، انغمس فيه دون تحفظ. حاول حقًا أن تفهم حماسه أثناء المشاركة بنشاط. هذا المستوى من التعاطف والمشاركة لا يهدف فقط إلى تعزيز علاقتك بهم – بل يُظهر أيضًا أنك تهتم حقًا بسعادتهم.
  • ثانيا، فيما يتعلق بالحرفة، فلنفكر في كل ما يتعلق بالعمل والروتين. لقد مر معظمنا في مرحلة ما بمرحلة من الرتابة التي يفرضها الروتين اليومي، ولكن ماذا لو تمكنا من تحويل عملنا إلى مصدر للبهجة والهدفية؟ حسنًا، إليك طريقة رائعة للقيام بذلك: فكر في إنشاء قائمة بالمهام التي يجب التوقف عن القيام بها. فكر في الأمر باعتباره الترياق لقائمة المهام التي يجب عليك القيام بها – فقد يشمل ذلك التوقف عن مقارنة حياتك بحياة الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، أو ربما التوقف عن الإنفاق غير الضروري على أشياء لا تحتاج إليها حقًا. يمكنك حتى أن تقرر تجنب قول نعم لكل دعوة خوفًا من تفويت الفرصة أو الخوف من تفويتها. كما ترى، من خلال التخلص من مثل هذه المشتتات، يمكنك البدء في التركيز على ما يهم حقًا. سيقودك هذا النهج إلى إتقان مهنتك، وسيسمح لك بإيجاد الرضا العميق في عملك.
  • ثالثا، دعنا نستكشف فكرة إضافة القليل من المغامرة إلى حياتك. هناك طريقة عملية للغاية يمكنك القيام بها، وهي أخذ فترات راحة رقمية. تخيل للحظة أنك تأخذ يومًا كاملاً كل أسبوع بدون هاتفك أو وسائل التواصل الاجتماعي أو أي إزعاجات رقمية على الإطلاق. يتيح لك أخذ هذه الاستراحة إعادة الاتصال بالعالم من حولك، واستكشاف أماكن وأنشطة جديدة، أو ببساطة الاستمتاع باللحظة الحالية مع أحبائك. بالابتعاد عن الشاشات، تفتح نفسك لمغامرات الحياة الواقعية، تلك التي يمكن أن تخلق ذكريات دائمة وتعزز شعورك الداخلي بالثروة.
  • رابعا، دعنا نتحدث عن الفرح والرضا اللذين يمكنك الحصول عليهما من الخدمة في مساعدة الآخرين. لأن هذا هو جوهر الثروة الحقيقية. لذلك، تبنَّى شعار اللطف دائمًا – فهو سيغير تفاعلاتك ويثري حياتك بطرق عميقة، ومضمونة. تخيل تأثير أفعال اللطف اليومية – يمكن أن يكون ذلك في تقديم مجاملة صادقة، أو مساعدة جار، أو مجرد ابتسامة لشخص غريب. كل واحدة من هذه الإيماءات الصغيرة تخلق تأثيرًا مضاعفا من الطاقة الإيجابية التي تعزز ليس فقط حياة أولئك الذين تلمسهم – بل وأيضًا حياتك.

إن دمج هذه العادات الأربع، إلى جانب العادات الأخرى التي جمعتها خلال هذه الومضات المعرفية، سيرشدك نحو حياة مليئة بالثروة الحقيقية والدائمة. خذ هذه الدروس على محمل الجد وابدأ في تنفيذها من هذا اليوم. لأنك بذلك لا تعمل على تحسين حياتك فحسب، بل تساهم بشكل إيجابي في العالم من حولك، وتحقق حالة من الثراء التي لا تقدر بثمن حقًا.

الملخص النهائي:

في هذه الومضات من كتاب “الثروة التي لا يمكن شراؤها بالمال” بقلم السيد روبن شارما، تعلمت أن الثروة الحقيقية الدائمة يمكن العثور عليها في ترسيخ عادات حول ثماني مجالات بسيطة: الإتقان والنمو الشخصي، والصحة، والأمان المالي، والعلاقات الاجتماعية، والأسرة، والحرفة، والمغامرة، وخدمة المجتمع.

إن الإتقان والنمو الشخصي يساعدنا على إدراك أن عالمنا الداخلي يشكل ويعكس واقعنا الخارجي، ومن خلال الالتزام بالتنمية الذاتية، يمكنك إطلاق العنان لثروة تدوم حقًا. إن البدء بخطوات بسيطة مثل التأمل الذاتي اليومي يمكن أن يشعل شرارة تغيير كبرى في داخلك – ويؤدي إلى خطوات أكبر في النمو الشخصي.

من أجل الصحة، يعد دمج العناية الذاتية والرعاية الصحية في روتينك اليومي أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق أهدافك دون التضحية برفاهيتك. هذا التركيز على الجانب الصحي ليس أفضل لحياتك فحسب – بل يسمح لك بالتفاعل بشكل كامل مع الأشخاص والقضايا التي تهتم بها أكثر من غيرها.

أما بالنسبة لدور الثروة المالية، فتذكر أنها يجب أن تكمل دائمًا سعيك إلى تحقيق الرضا، وليس أن تستهلكه. فالمال ليس أكثر من أداة لإثراء حياتك، وليس هدفا نهائيا في حد ذاته. إن تبني عقلية الاكتفاء الذاتي يساعدك على الاستمتاع بما لديك بالفعل لعيش حياة مرضية حقًا.

بعد ذلك، تذكر أن التواجد وسط أفراد ملهمين وداعمين لا يعزز معنوياتك وقدرتك على الصمود فحسب، بل إنه يفتح لك عالماً مليئاً بالأفكار والفرص الجديدة. ولا تعمل مثل هذه العلاقات الاجتماعية على تحسين حياتك فحسب، بل إنها في الأساس توفر لك حياة غنية.

وأخيرًا، الأسرة والحرفة والمغامرة والخدمة. من خلال إعطاء الأولوية لما هو مهم لأحبائك، وتحويل عملك إلى مصدر للبهجة والهدفية، وأخذ فترات راحة رقمية لإعادة الاتصال بالعالم من حولك، وتبني شعار اللطف دائمًا، يمكنك تحقيق حالة من الثروة التي لا تقدر بثمن حقًا.

*تمت الترجمة بتصرف.

**المصدر: منصة الوميض (Blinkist) وهي منصة تقوم بتلخيص الكتب ، ومكتبتها تحتوي على آلاف الكتب ويشترك في هذه المنصة الملايين من القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *