متحف السويكت للأحجار الكريمة – إعداد حسن المرهون

متحف “السويكت للأحجار الكريمة”... بادرة رائعة لمستقبل مضيئ للمتاحف في المنطقة

مقدمة:

بدأت المتاحف قديما بشكل عفوي وذلك باستعراض بعض المقتنيات في المعابد والمقابر والقصور الملكية في العراق ومصر. فالكنيسة كانت تعتبر متحفا لما تحتويه من قطع أثرية يتم جمعها للتبرك ، وكذلك القصور كانت تضم كثيرا من التحف الفنية والأثرية بهدف الإقتناء على إمتداد تاريخ الممالك والإمبراطوريات في آسيا وأوروبا.

ويقال أن المتحف الأقدم في العالم هو متحف الإسكندرية القومي الذي أسسه بطليموس الأول عام 280 قبل الميلاد لجمع الأشياء القديمة وعرضها على الناس ، إلا أنه يعتقد بأن الفكرة الأولى للمتاحف بدأت في العراق قبل عهد بطليموس بثلاثة قرون.

ومع تقدم الإنسان ووعيه بأهمية التاريخ وحفظ الأثار بدأت تظهر أهمية المتاحف عند المجتمعات ، فالمتاحف تعتبر من أهم المظاهر الحضارية التي يفتخر بها أبناء المدن ويعدونها كمراكز للعلم والثقافة والفن وأن من يحافظ عليها يمتلك وعيا علميا وحسا ثقافيا. ومع مرور الزمن تحولت المتاحف من أماكن تخزين الى أماكن تعليم تساعد الناس على فهم تاريخهم وإنجازات أسلافهم.

وعلى حسب تصريح منظمة اليونسكو فقد إرتفع عدد المتاحف في العالم من 22000 متحف عام 1975م الى أكثر من 95000 متحف في أيامنا هذه.

وتعد مدينة موسكو ومدينة سانت بطرسبرغ بروسيا الإتحادية من المدن الأولى في العالم التي تحوي أكبر عدد من المتاحف ، وهذه قائمة للمدن العشر الأوائل في عدد المتاحف:

#	المدينة / الدولة	عدد المتاحف
1	موسكو / روسيا	586
2	سانت بطرسبرغ / روسيا	427
3	طوكيو / اليابان	367
4	لندن / بريطانيا	309
5	بكين / الصين	284
6	نيويورك / أمريكا	262
7	شنجهاي / الصين	259
8	باريس / فرنسا	223
9	روما / ايطاليا	195
10	مدينة المكسيك / المكسيك	145

أما من ناحية المساحة فأكبر متحف في العالم هو متحف اللوفر في فرنسا وبعده مباشرة متحف الأرميتاج بمدينة سانت بطرسبيرغ بدولة روسيا الإتحادية ، واليكم أكبر خمس متاحف مساحة في العالم:

#	المتحف / المدينة / الدولة	المساحة بالمتر المربع
1	متحف اللوفر/ باريس/ فرنسا	72,735
2	متحف الإرميتاج/ سانت بطرسبرغ/ روسيا	66,842
3	متحف الصين الوطني / بكين /الصين	65,000
4	متحف متروبوليتان للفنون/ نيويورك /أمريكا	58,820
5	متحف الفاتيكان / روما / ايطاليا	43,000

المتاحف لها دور كبير وفعال لرقي المجتمع فهي أماكن تحتضن الثراء الثقافي والعلمي والفني للإنسان ، وبالتالي هي مراكز للتعلم والتأمل والعظة وإحترام الآخر، وهي أماكن لتوثيق التاريخ ورصد الثقافات ، ولفهم الحياة وتطورها بشكل أعمق وأكثر جدية.

والمتاحف أنواع فمنها من يهتم بالتاريخ والحفاظ عليه ، ومنها من يهتم بالفنون التشكيلية ، ومنها من يهتم بالعلوم وتطور الأفكار لدى الإنسان وبعضها يهتم بجمع القطع الأثرية ، ومؤخرا تم الإهتمام بالمتاحف الطبيعية لإظهار جماليات الطبيعة وحفظ التنوع البيولوجي. وقبل سنوات قلائل تم إدخال التقنيات الجديدة على المتاحف وذلك بتقديم جولات إفتراضية ومعارض تفاعلية ومحاولة إعادة الحياة للمعروضات القديمة.

أما المتاحف في منطقتنا فهي جهود فردية متواضعة الإمكانيات لكنها إنطلقت من وعي أصحابها بأهمية الإقتناء كمرحلة أولى وبعدها يأتي العرض والتوثيق. وقد وثق “الأستاذ أحمد السويكت” عددا منها وكتب عنها وتحسس أهميتها ودورها الفعال مهما كانت متواضعة وغير مرتبة.

ولكنه لم يكتفي بهذا بل بذل كل ما في وسعه وخبرته لإقامة متحف صغير متخصص قي بيته لعرض الأحجار الكريمة وما يتعلق بها بمهنية حاول من خلال هذا العمل التغلب على بعض ما يواجهه أصحاب المتاحف الشخصية من تكدس للعينات وصعوبة ترتيبها وفنيات عرضها، محاولا إبراز أهداف المتاحف والتي من أهمها:  1. حفظ القطع الأثرية والفنية الفريدة من نوعها. 2. توثيق هذه القطع وربطها بثقافة المجتمع وهويته. 3. توفير المعرفة والمعلومات عن كل ما هو معروض. 4. إبراز دور المتاحف في تعزيز الوعي والتقارب بين الثقافات. 5. تشجيع الإبداع والإبتكار.

متحف السويكت للأحجار الكريمة
[أول متحف متخصص للأحجار الكريمة في المنطقة]

برغم صغر مساحة “متحف السويكت للأحجار الكريمة” ، الا أنه يحتوي على ستة أقسام:

[القسم الأول]

{عن صاحب المتحف: المؤلفات – الشهادات – المقالات}

[القسم الثاني]

{المشاريع والأبحاث في مجال الذهب}

[القسم الثالث]

{الأحجار الكريمة الطبيعية}

[القسم الرابع]

{الفن على الأحجار الكريمة – تحف ومجسمات}

[القسم الخامس]

{البحريات والقواقع} 

[القسم السادس]

{الأجهزة المساعدة للتعرف على الأحجار الكريمة ـ “العدسة” العين المكبرة – جهاز كشف الألماس – شهادات ومقاييس الألماس – المجهر}

ختاما: بكل تأكيد هذا الجهد الذي قام به “الأستاذ أحمد السويكت” مشكورا سيلقى صداه الإيجابي من المجتمع ومن أصحاب المتاحف الشخصية بالإهتمام أكثر بالمقتنيات مهما كان نوعها وسيدفع المهتمين بالإرتقاء بالمتاحف ، بطريقة العرض وما يصاحبها من معلومة وتاريخ ، ونأمل في القريب العاجل أن تحظى مدن مملكتنا الحبيبة على أعداد من المتاحف تحت سقف مساحات واسعة تتناسب مع عمق وتنوع تاريخ هذه المدن وحضارة شبه جزيرة العرب الموغلة في القدم.