ولد الدكتور منصور الجشي عام 1988م، في أسرة علمية ولأبوين شغوفين بالعلم. ظهر عليه الذكاء والنبوغ في أوائل عمره، وهو ما زال طالبًا بالمرحلة الابتدائية. تخرج من المرحلة الثانوية محققًا النسبة الكاملة في شهادة الثانوية العامة، والتحق بعدها بكلية الطب؛ لدراسة الطب البشري بجامعة الملك فيصل بالدمام. عمل كطبيب في قسم الطوارئ لمدة سنتين بمستشفى الدمام المركزي، ثم ابتعث عن طريق وزارة الصحة إلى مستشفى ميونخ الجامعي بألمانيا، لدراسة تخصص جراحة العظام والحوادث.
خلال الأيام الماضية، وضمن فريق طبي يتكون من سبعة أخصائيين في جراحة العظام بألمانيا، قام الدكتور منصور الجشي بإجراء عملية جراحية صعبة ومعقدة في فقرات الرقبة إلى مواطن إماراتي اسمه ب. ح.، وقد تكللّت العملية بالنجاح. حيث تم تصحيح ميلان في الفقرات العنقية من العمود الفقري بعد فشل عمليتين سابقتين، وكان المريض يعاني من آلام مزمنة في الرقبة مع ضعف في عضلات الذراع. كانت العملية الأولى هي استئصال الديسك والتثبيت الأمامي للفقرات C4-C5-C6، وقد أظهرت الصور التشخيصية والفحوصات اللاحقة فشل العملية وتطور الانحراف في الفقرات العنقية، مما أدى إلى آلام مستمرة والتهاب الجذور العصبية.
وبعد فشل الإجراءات التقليدية، بما في ذلك العلاج الطبيعي والأدوية المسكنة للألم وإبر الكورتيزون وغيرها، تم عمل عملية أخرى للتخفيف من الأعراض، والتي بدورها لم تنجح أيضًا. كان الفريق الطبي أمام خيارات صعبة، أما استئصال الفقرات العنقية واستبدالها بفقرات صناعية، أو عمل عملية تثبيت للعمود الفقري لمنع تفاقم الانحراف وبالتالي احتمالية حدوث مضاعفات كبيرة قد تصل إلى الشلل، وبعد التقييم الشامل للحالة وعمل العديد من الفحوصات تبين وجود انحراف بمقدار 25 درجة في الفقرات العنقية بالإضافة إلى تغيرات تعويضية في كامل العمود الفقري وبالتالي خلل في توازن الجسم، مما يجعل عملية التثبيت لوحدها او استئصال الفقرات ليست كافية لحل المشكلة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود تشوهات سابقة في العمود الفقري والتهاب في المفاصل وهشاشة العظام يزيد من تعقيد الإجراء. فكان الخيار الأمثل هو القطع الخلفي للفقرة المصابة مع تعديل الانحراف وتثبيت الفقرات، وهو نهج جراحي يعتبر غير تقليدي ويتطلب مهارة وخبرة عالية. ويستخدم هذا النهج عادة لمعالجة تشوهات العمود الفقري في الفقرات الصدرية أو القطنية.
يتمثل التحدي عملية تصحيح تجويف العنق التي تمت في الفقرة C5، أنه موقع شديد الحساسية والأهمية في العمود الفقري العنقي؛ مما يتطلب الحذر الشديد نظرًا للتأثير البالغ الذي يمكن أن تكون له الإجراءات الجراحية على الأعصاب المسؤولة عن التنفس والحركة العصبية في هذه المنطقة. ومن ثم يزداد خطر حدوث المضاعفات المحتملة بشكل كبير، حيث يتطلب ذلك مهارة جراحية عالية واستخدام تقنيات دقيقة لتجنب أي مضاعفات قد تنشأ عن العملية في هذا الموقع الحساس.
تم اتخاذ قرار مشترك، وخضع المريض للعملية تحت التخدير العام، كما تضمن النهج الجراحي مراقبة دقيقة للأعصاب طوال مدة العملية لضمان سلامة الحبل الشوكي. استغرقت العملية ١٠ ساعات، وتمكن الفريق الجراحي من تصحيح الانحراف واعادة الفقرات العنقية إلى وضعها الطبيعي، وقد تماثل المريض للشفاء وعاد إلى حياته الطبيعية بدون ألم، وإن نجاح العملية يعكس الكفاءة والمهارة الفائقة للطبيب في التعامل مع الحالات الطبية الأكثر تعقيدًا، ويمثل إنجازًا بارزًا في مجال الجراحة العظمية.
مصادر الصور:
- الصورة 1: rothmanortho.com
- الصورة 2: uoanj.com
زَادَ الله الدكتور منصور علمًا وتوفيقا ونفع به العباد والبلاد،
وكل الامتنان للأستاذ حسن الخاطر على الإيضاح السلِس لهذه المعلومة الطبية الدقيقة.
وفقه الله وسدد خُطاه
ماشاء الله تبارك الله. الله يوفقه ويسدد خطاه… رحم الله من رباه والى الامام
نفخر به وأمثاله وأتمنى أن يقدم تلك المهارات في وطنه.. يخدم الوطن الذي أوصله لما وصل إليه، وهذا حق وطني واجب على جميع المبتعثين.
به، و بأمثاله نفتخر و يفتخر الوطن، سدد الله خطاه، و نفع به.
كلنا فخر
زاده الله علماً ومهارة وكثر من أمثاله