النشاط متاح 7/24 [24 ساعة يوميًا، 7 أيام في الأسبوع] – بقلم المهندس أمير الصالح

الكل منا بحب ان تكون الحياة من حوله جميلة وميسرة واموره سهلة الانجاز واعتقد الكثير ان الرقمنة هي الوسيلة الأنجع.

فكانت حياة الاغلب ارقام في أرقام واسماء مستخدمة لكل تطبيق مع كلمات مرور متعددة او موحدة. ومرت الايام والشهور والسنون وانغمس الكثير في عالم الرقمنة حتى اضحوا اجتماعيا أشباح تسمع باسمائهم ولا نراهم.

حوصرت حياتهم بالارقام في كل شي واخمدت انسانيتهم ومشاعرهم نحو كل شيء بما في ذلك محيطهم الأسري!! هذا المقال يسلط بعض الضرء على رقمنة الاوقات للإنسان.

مصدر الصورة: groovypost.com

دوام العمل: ٧ صباحا – ٤ مساء

علاقتك بالعمل علاقة قد تكون مبنية على اساس واحد او مجموعة منها:
١- ايجاد حلول لمشاكل تعمل عليها الشركة
٢- ابتكار منتجات وتطويرها وايجاد نمو
٣- شغف مهني
٤- خلق هوية شخصية بالانتماء لشركة كبرى او عالمية
٥- اعداد لمرحلة الاستقلال بعمل خاص بك
٦- قبض مال مقابل قضاء وقت
٧- اداء مهمات وحصد منافع
٨- تسويق وزيادة مبيعات لمنتجات
٩- استيفاء نسبة التوطين
١٠- تحديد عدد الساعات المطلوب عملها لتوفير الطعام (CPI) أو لاقتناء اجهزة أو امتلاك وحدة سكنية أو توفير مبلغ زواج أو شراء سيارة.

وكون الوقت سيمضي برضا الشخص او عدمه وبوجود الشخص على رأس العمل او بكونه عاطلا فانه من الذكاء احراز اكبر مردود منه. هنا تبرز اهمية استخدام ساعات نهار الانسان لصقل احترافه ومهاراته واعادة ولادة نفسه ماليا ومهنيا وهوية وفكر ومكانة اجتماعية.

فالأغلب من الموظفين في منطقة الشرق الاوسط يعملون من الساعة ٧ صباحا حتى الساعة ٤ مساء. وفي مواقع شتى من انحاء العالم الصناعي يذهب الاغلب من الموظفين الساعة ٩ صباحا وينصرفون لبيوتهم الساعة ٥ مساء وهو ما يصطلح عليه في الولايات الامريكية ب 9 – 5 . سواء كان دوامك ٧ صباحا حتى ٤ عصرا أو ٩ صباحا حتى ٥ مساء ، فان استخدامك لوقتك في مقر عملك سيكون من اجل:
١- تمويل نفسك
٢- زرع وحصاد وتامين لقمة عيشك
٣- تمويل احلامك المستقبلية
٤- تطوير مهاراتك
٥- احراز تامين صحي لك ولاسرتك
٦- احراز تدريب مهني مرموق
٧- تسجيل تدرج في مناصب قيادية

هل الولاء الوظيفي مازال قائما؟

بين متفائل ومتشائم باستمرار وجود الولاء الوظيفي انقل النص التالي:
قال احد رؤوساء الشركات بالقطاع الخاص: ” أنت لا تدين بولاء موظفك!! فعندما يحتاج العمل / الاستثمار إلى تغيير الاتجاه للشركة ، يمكن ترك اي موظف في اي لحظة” ، انتهى النقل. لك عزيزي القارئ ان تستخلص ما يناسبك من تلكم المقولة.
يبدو أن الولاء في سوق العمل قيمة عفا عليها الزمن في الاقتصاد الراسمالي البحت لا سيما في القطاعات الربحية. يجب على كلا الجانبين (الموظفين وأرباب العمل) أن يلعبوا لعبة خلق قيمة لأنفسهم سواء لجذب العروض لانفسهم او لجذب المهرة نحوهم. من المتيقن والاكيد أنه لا ينبغي لأي من الجانبين أن يفعل أي شيء غير أخلاقي لتسجيل ارباح او تفادي خسائر ، ولكن أصحاب العمل الرأسماليين حاليا يلعبون اللعبة بطريقة معينة ولصالحهم ، لذلك يتعين على الموظفين لعب اللعبة ذاتها أيضا وان يجيدوها.

إذا كنت موظفا يعمل بجد وكفاءة وتميز ولا تتم مكافأتك على جهودك بشكل واف لاسباب غير منطقية او لانحيازات تفضيلية تخدم اخرين ، يبدو أن خيار التنقل بين الوظائف استراتيجية فعالة لبعض الناس، لذا ابحث في مكان عمل آخر وجغرافيا اخرى فالرازق هو الله جل جلاله.

وعلى الباحث عن مكان عمل اخر الا يرى بعين واحدة ان العشب أكثر خضرة على الجانب الآخر للنهر. فلابد من النطر بكلا العينان ، فليس الجانب الاخر لكل الانهر اكثر اخضرارا بشكل دائم. لا بد من تحليل النطاق الكامل للمخاطر/المكافآت / بيئة العمل للبقاء مع شركتك الحالية مقابل الانتقال لمكان عمل جديد لان ذلك أمرا أساسيا لاتخاذ القرار.

تذكر الامور التالية في سوق العمل:

١- اذا كانت تكلفة وجودك بشركة راسمالية ما اكبر من ما تصنعه لهم من ارباح ، فانهم سيستغنون عن خدماتك في اي لحظة وبشكل خاطف جدا.

٢- اذا كانت شركة قطاع خاص تعمل مال اكثر عبر انهاء خدمات الموظف فستعمل على التخلص منه من دون ادنى تردد او تعاطف او شعور ولو خدمهم عقود.

٣- معظم الشركات في القطاع الخاص لن يخاطروا ماليا في الاسثمار بناء على قراراتك كموظف أبدًا. لذا كنت على استعداد للمخاطرة في بناء كرامتك المالية بناء على قراراتك انت فيما يتعلق بامورك ومستقبلك فاستثمر معرفتك وجرأتك في تطوير اعمالك الخاصة وفي هدوء تام.

٤- مهاراتك واتقانك لعمل مميز ما ، هو ما يضعك محل تنافس في استقطابك من عدة شركات وهذا هو بعد امان الله الامان المالي الذي قد تبحث عنه اذا كان اقصى حلمك في الحياة ان تكون موظف مرموق لدى الاخرين.

النشاط متاح ٢٤/٧

في بداية التسعينات، كنا نرى لافتة ” 7-Eleven “ وهي براند لسلسلة نشاط تجاري في قطاع بيع التجرئة (بقالة) بدأ من ولاية تكساس الامريكة وطاف بعض دول العالم. والسلسلة التجارية اطلقتها شركة يابانية من داخل امريكا.

في الآونة الأخيرة، تم استخدام علامة “24/7” تجاريًا على نطاق واسع للإشارة إلى أن الخدمة التجارية متاحة 24 ساعة يوميًا، 7 أيام في الأسبوع. إن تعزيز استخدام العالم الافتراضي للتجارة الإلكترونية ادى إلى زيادة المبيعات وعولمة الخدمة وجعلها متاحة على مدار اليوم ولكامل ايام الاسبوع دون توقف او كلل او ملل. وفي ظل انتشار استخدام الذكاء الصناعي اضحى الترويج التجاري للخدمات والبيع اكثر شراسة لزيادة معدل المبيعات.

مصدر الصورة: rhsmith.umd.edu

عش واقعك وتلمس وجودك الانساني

في ايامنا الحالية ، تنغمس معظم العائلات الشابة تمامًا في واجهة الشاشات والجوالات عبر الإنترنت ، لمدد زمنية مفرطة. وأعرب عدد ليس بالقليل من علماء الاجتماع عن قلقهم العميق إزاء تأثير العالم الافتراضي على ابناء الجيل الجديد بسبب الافراط على استخدامه للانترنت وانسلاخ بعضهم عن العالم الواقعي.

وقد صرح بعض علماء الاجتماع باحتمال انهيار او تفتت بعض العائلات عندما يصبح أطفالهم بالغين نتيجة لذلك الانفصال عن الواقع والانغماس في العالم الافتراضي.

علاوة على ذلك ، ومع انتشار توظيف الذكاء الاصطناعي (AI) في الترغيب باستهلاك المزيد من البيانات والمقاطع والصور ، تتم ملاحظة التلاعب باعدادات عقول ومفاهيم وقناعات الأطفال بشكل مقلق.

تم ترسخ عادات جديدة بطرق هادئة بين اوساط الجيل الصاعد المستخدم للانترنت مثل العزلة الذاتية والكسل والاستهلاك الزمني الطويل لشاشة الهاتف المحمول وتمزيق ثوب الحياء والعفة بسبب ترويج صور اباحية ….الخ. العادات المذكورة أدناه قد تلحق الضرر بدماغ الاشخاص المستهدفين:
1- كثرة التعلق بمشاهدة مقاطع الفيديو
2- عدم النوم بشكل كافي
3- عدم ممارسة أي نشاط بدني تقريباً، الكسل.
4- الانغماس العميق في الأخبار سواء السلبية أو السخيفة او التافهة أو المخادعة
5-طلب الجرعة الزائدة لشاشة الجوال/ الماك / اللاب توب
6- الرهاب الاجتماعي أو العزلة الاجتماعية
7- اعتماد تناول الوجبات السريعة كمصدر اساس للتغذية
8- الإكثار من تناول السكاكر والحلويات والبطاطس لاخماد صوت الجوع
9- قلة الحكمة والتهور في التصرفات والايمان باستخدام القوة المفرطة (العنف) لحل اي اختلاف مع الاخرين حتى الاخوان!!
10- الاستئناس بالاستماع إلى الصوت العالي الصاخب للموسيقى والهروب من الاستماع للقرآن الكريم والادعية
11- التسكع في الشوارع مع المهمشين او البلهاء او الفوضويين او المنحرفين.

ولمنع تلك العادات السيئة، في شرائح الاجيال الصاعدة من الفتيان والفتيات نحتاج من كل منا لا سيما الاباء والامهات إلى صنع علاقة جيدة ومتينه مع الابناء او اعادة الترميم للعلاقات البينية مع المحيط الانساني ان تصدعت حتى مع اعطاء تنازلات بسيطة من كبريا الوالدين او التغافل عن الهفوات والزلات البسيطة. الحفاظ على مكون العائلة اي عائلة يجب ان يكون على رأس الأولويات. وهذا يعني القيام بممارسات واقوال جميلة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ومنها:
– اظهار الاحترام والاحتواء
– الاطراء والتشجيع
– بناء الثقة وصيانتها
– التعبير الواضح بالمحبة كقول ” احبك “.

كما رأيت ، بدأ من العنوان للمقال وفي ثنايا المقال وخاتمة المقال ، التحول الرقمي ليس فقط في مجال الخدمات الرسمية والتجارية بل اضحى واقع ملموس ومفروض في مجال العلاقات والصداقات والاعمال والخدمات وله ما له وعليه ما عليه.

ونقول بصوت مسموع على الجميع الا ينسى انسانيته ولا ينسى حسن استثمار وقته والتودد لمن هم حوله لكي يعيش يومياته لما هو اعلى من الارقام الجافة الى الآدمية المليئة بالمشاعر الحسنة والسوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *