يـُعتقد أن الجندر هو سمة ثابته:
نولد ذكوراً أو إناثاً ونبقى كذلك ونحن نكبر من أطفال صغار الى كبار.
يتضح أن المفاهيم البدائية للأطفال الصغار عن الجندر هو شيء مرن. في بحثي (١) وجدت أن الأطفال لا يبدأون بملاحظة وتبني سلوكيات نمطية بين الجنسين ( كتفضيل الألوان كالوردي أو الأزرق ) حتى عمر سنتين أو ثلاث. وبعد قليل من السنوات سيكون مفهومهم عن الجندر جامداً جداً وعلى الرغم من أنه سيصبح مرتخ اكثر في منتصف الطفولة سيواجه الكبار مشكلة في الرجوع الى الوراء والتفكير عن الجندر كشيء مرن ولذلك كيف يتأتى للاطفال أن يفهموا الجندر ومتى يبدأون في التفكير فيه كسمة ثابتة؟
ما هو الجندر؟
غالباً ما نميل الى التفكير بالجندر على أنه الاختلافات البايلوجية بين الرجال والنساء. صحيح أن الطريق الى تطور الجندر يبدأ من إنعقاد الحمل . كل خلية في جسمنا لها ٤٦ كروموسوما. الحيوان المنوي من الأب والبويضة من الام لكل منهما ٢٣ كروموسوماً. عند إنعقاد الحمل الكروموسومات للحيوان المنوي والبويضة تتماثل الى ٢٢ زوجاً متطابقاً والكرموسوم الثالث والعشرون هو المحدد للجنس . كرموسومات ال XX ستكون أنثى و كرموسومات XY ستكون ذكر. ولكن ليس دائماً تكون هذه الحالة. الجندر هو في الحقيقة ما يُعبر عنه – شكلنا، وتصرفنا وشعورنا. في حين ان الجندر هو مكتوب في الكرموسومات أو تمليه بايلوجيتنا والمعروفة بالخصائص الوراثية.
إنه تفاعل بين الجينات والبيئة التي تحدد الجندر. الإتصال الجنسي ليس بالضرورة يؤدي الى جندر بالضبط (٢) والبيئة تلعب دوراً في تحديد الجندر لكل شخص، ربما ليس هذا مفاجئاً ان الجنس لأنواع كثيرة من الحيوانات يحدد بالكامل بالظروف البيئية وليس ببيلوجياتها. مثلاً، هناك حيوانات ليس لديها كروموسومات جنسية بتاتاً وبعض أنواع الأسماك في الريف المرجاني يمكن أن تستبدل الجندر لو احتاجت مجموعتها السمكية الى ذلك. التماسيح والسحالي ليس لها كرموسومات جنسية كذلك. جنسها يحدد بحرارة عشها خلال الحضانة.
صحيح أنه في أكثر الأوقات جنس وجندر الشخص متامثلان جداً لكن ليس بالضروري يجب أن يكون الأمر كذلك. ومؤخراً الخطوط بين الجنس والجندر أصبحت أكثر ضبابية، كلما أصبح الناس مرتاحين أكثر في وصفهم أنهم مغايرو الهوية الجنسية أو بجندر لا يتساوق مع جنسهم. في الحقيقة بعض الجندر ليس ثنائياً ويوجد كطيف من الذكورة والأنوثة.
مفاهيم الجندر المبكرة لدى الاطفال
ولذلك ينتج أن الجندر هو أكثر حالة مرنة مما يظن الناس. وبشكل مفاجيء كأطفال نبتدأ بتفكير أكثر مرونة عن الجندر مما ننتهي اليه قبل سن الخامسة، الاطفال لا يبدو أنهم يفكرون ان الجندر له ثباتاً البتة. طالب ما قبل المدرسة ربما يسأل معلمته الأنثى ما اذا كان ذكراً او أنثى او ولداً صغيراً يتمنى ان يكون أُما بعد أن يكبر.
الأبحاث تؤكد هذه المرونة في مفاهيم الجندر (٤)
تطور الهوية الجندرية
أبحاث أخرى أشارت الى أن مفهوم الأطفال للجندر. يتطور تدريجياً ما بين سن الثالثة والخامسة بعد الخامسة معظم الأطفال يعتقدون أن التغيرات الخارجية في الملابس وتسريحة الشعر لا يتضمنا تغيراً في الجندر، بعد ان يبدأ الاطفال في التفكير بالجندر كسمة ثابتة فانهم ايضاً يبدأون في تضمينه في هويتهم، في ذلك العمر سيُصبِح عندهم دافع للإنسجام مع أفراد مجموعتهم ويبحثون عن معلومات متعلقة بالجندر مصرين على التمسك بتصنيفهم الجندري. مثلاً الأطفال ما بين الثالثة والخامسة يفضلون اللعب مع أفراد من جندرهم ويفضلون أن يلتزموا بالألعاب المصنفة جندرياً وكذلك النشاطات، وحينما يكونون ما بين السابعة والعاشرة يصبح الأطفال أكثر راحة في الحفاظ على سلوكهم الذي إما أن يكون ذكورياً أو أنثوياً مثلاً اللعب بالشاحنات للأولاد والدمى للبنات.
مصادر من داخل النص:
١-https://www.childstudycenter-rutgers.com/
٢-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK222297/
٤-http://www.feministvoices.com/sandra-bem/
٥-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/m/pubmed/17650129/
المصدر الرئيسي: