China set to fetch first rocks from mysterious far side of the Moon
(بقلم: دينيس نورمايل – Dennis Normile)
البعثة الصينية (تشانج إي 6) المقرر إطلاقها في عام 2025م لإكتشاف أكبر وأقدم حفرة على سطح القمر…
هناك وادي عملاق في القطب الجنوبي للقمر يسمى أيتكين (SPA)، ويعتبر أكبر وأقدم حفرة على القمر ناتجة من إصطدام القمر بالأجرام الأخرى قبل بلايين السنين. يبلغ عرض هذه الحفرة في القطب الجنوبي للقمر أكثر من 2500 كيلومتر بعمق 8 كيلومترات، وهو كبير بما يكفي لوضع دولة الصين والهند بداخله وإخفاء جبال الهيمالايا أيضا.
والآن تخطط الصين للهبوط في هذا الوادي السحيق على سطح القمر والعودة بالصخور من هذا الوادي الى الأرض.
يتوقع العلماء أن هذا الوادي الذي يعتبر أكبر حفرة بركانية في النظام الشمسي ربما تكوَّن من خلال اصطدام وابل من الكويكبات التي ضربت القمر والأرض منذ مليارات السنين ، والحصول على عينات من صخور هذا الوادي يؤكد او ينفي هذه النظرية.
وقد أخذت البعثة الصينية (تشانج إي 6) على عاتقها هذه المهمة ، والجميع متحمس للحصول على عينات من صخور وادي أيتكين (SPA) والعودة بها الى الأرض. تقول عالمة جيولوجيا الكواكب كارولين فان دير بوجيرت من جامعة مونستر: “هناك قدر هائل من العلوم التي يمكن دراستها من هذه العينات القمرية”.
المركبة المدارية الصينية (تشانج إي 6) ستقوم بإسقاط مركبة صغيرة داخل الوادي السحيق بالقطب الجنوبي للقمر مهمتها الحفر في الصخر وجمع 2 كيلوجرام من التربة والصخور ، ومن ثم إعطاء الأوامر لوحدة الصعود لنقل العينات الى المركبة المدارية الأم للعودة بها الى الأرض ، وتستغرق هذه العملية كما خُطط لها 53 يوما.
ويتوقع العلماء المهتمين بأن تشارك الصين بهذه العينات المحافل العلمية في العالم كما فعلت سابقا مع بعض الصخور التي أتت بها من سطح القمر من خلال المركبة الفضائية التي أطلقتها مؤخرا (تشانج إي 5). ويأمل العلماء أن يتوصلوا الى إجابات حول توقيت نشأة وادي أيتكين في جنوب القمر.
هذه المعلومات إن وُجدت ستقطع الشك باليقين لكل ما يقوله العلماء ، مثل كينتارو تيرادا، عالم الكيمياء الكونية في جامعة أوساكا الذي يعتقد بأن الوادي قد تم نحته قبل 4.3 مليار سنة، بينما يعتقد آخرون أن الاصطدام حدث بعد ذلك بمئات الملايين من السنين، وهو جزء من “قصف ثقيل متأخر” افتراضي للنظام الشمسي الداخلي منذ حوالي 3.9 مليار سنة،
هذا القصف المتوقع الذي طال القمر والأرض معا ربما أضر كثيرا بقارات الأرض الوليدة حينها وعلى الحياة الناشئة عليها ، هذه التساؤلات وغيرها مثل ما الذي دفع عدد كبير من الكويكبات الكبيرة نحو النظام الشمسي الداخلي؟ وهل التحول المفاجئ في مدارات كوكب المشتري والكواكب العملاقة الأخرى هي السبب؟ وهل التحول المفاجئ حدث في وقت مبكر ، مثلا بعد عشرات الملايين من السنين من ولادة النظام الشمسي الذي يقدر قبل 4.56 مليار سنة؟.
تحديد عمر الصخور التي صهرها تكوين وادي أيتكين (SPA) يمكن أن يساعد في “تسوية مسألة ما إذا كان القمر والنظام الشمسي الداخلي قد تعرضا للقصف العنيف المتأخر أم لا”. لكن البعثة الصينية (تشانج إي 6) تحتاج إلى الحظ ، لأن معظم الصخور في مواقع أخذ العينات المتوقعة هي من البازلت، أي الحمم البركانية الناتجة عن الانفجارات البركانية المتلاحقة. ربما يساعد الحظ هذه البعثة ويتم العثور على جزء من الوشاح القمري، لكن “شياو لونغ” عالم الكواكب في جامعة الصين لعلوم الأرض يقول: بأن بيانات الاستشعار عن بعد تشير إلى أن “احتمال العثور على مادة الوشاح منخفض”،
العينات المتوقع إحضارها من وادي أيتكين (SPA) قد تساعد ايضا في فهم الاختلاف الكبير بين وجهي القمر. الجانب القريب (القطب الشمالي) الذي يتكون من تدفقات سلسة من الحمم البركانية تشبه البحر – ويقدر سمك قشرتها بـ 30 إلى 40 كيلومترًا. بينما الجانب البعيد (القطب الجنوبي) مليء بالحفر الاصطدامية وقشرته سميكة قد تصل الى 80 كم.
تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الإختلاف يعود إلى تكوين القمر من خلال اصطدام عملاق بالأرض، مما أدى إلى قذف قطع من الصخور المنصهرة إلى المدار ، في مواجهة الأرض شديدة الحرارة والتي لا تزال تتعافى من الاصطدام، ظل الجانب القريب من القمر حديث الولادة منصهرًا بينما برد الجانب البعيد وتبلور. يقول ميكي ناكاجيما، عالم الكواكب في جامعة روتشستر: إن معرفة متى تتبلور الصخور الموجودة على الجانب البعيد، ومقارنة التواريخ مع تلك الخاصة بالصخور القريبة “من شأنه أن يساعد في دعم أو رفض بعض المفاهيم”.
المركبة المدارية الصينية (تشانج إي 6) ستحمل معها أجهزة من فرنسا وإيطاليا والسويد وباكستان، وهذا يدل على أن الصين لا تمانع أن يكون برنامجها الفضائي برنامج دولي يخدم الجميع. إذ من المخطط ولمدة 48 ساعة، ستقوم أداة فرنسية مثبتة على مركبة الهبوط بدراسة أصل وديناميكيات الغلاف الخارجي للقمر.
العلاف الخارجي للقمر عبارة عن طبقة ناعمة من الغازات ، وأحد الأهداف لهذه المهمة الفرنسية هو تفسير الاختلافات الحادة في كثافة الغلاف الخارجي للقمر حسب الزمان والمكان. يقول بيير إيف ميسلين، عالم الكواكب في معهد أبحاث الفيزياء الفلكية وعلم الكواكب: “نحن لا نفهم حقًا سبب هذه الاختلافات”.
وفي نهاية المطاف إذا استطاعت المركبة المدارية الصينية (تشانج إي 6) من جلب عينات من صخور وادي أيتكين السحيق (SPA) من القطب الجنوبي للقمر فسيكون هذا بمثابة تتويج لست مهمات صينية ناجحة إلى القمر ، وإنجاز علمي تتفرد به الصين صاتعة المفاجئات.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.science.org/content/article/china-set-fetch-first-rocks-mysterious-far-side-moon