Kids with cats have more than double the risk of developing schizophrenia, researchers find
(بقلم: جستن جاكسون – Justin Jackson)
باحثون في مركز بارك (Park) للصحة العقلية في أستراليا أضافوا إلى مجموعة متنامية من القرائن على أن حيازة القطط في البيوت تعتبر عامل احتمال رئيس من عوامل الإصابة بمرض انفصام الشخصية (الفصام)(1) وقدروا هذا الإحتمال بما يصل إلى أكثر من الضعف.
في ورقة بحثية(2) بعنوان “حيازة القطط والاضطرابات المرتبطة بالفصام(3 – 8) والاضطرابات الشبيهة بالذهان(9): مراجعة منهجية وتحليل تلوي”، نشرت في بولتين الفصام (Schizophrenia Bulletin)، يفصِّل فريق البحث فيها العلاقات بين حيازة الصغار للقطط والتشخيص بالإصابة بالفصام في مرحلة متأخرة من الحياة.
أجرى الباحثون بحثًا مكثفًا شمل قواعد بيانات مختلفة وأدبيات رمادية(10) في الفترة من 1 يناير 1980 إلى 30 مايو 2023، غير متقيدين بالحدود الجغرافية أو بالاختلالات اللغوية. وأدرج الباحثون دراسات أفادت ببيانات أصلية original [بيانات خام / أولية(11)] عن حيازة القطط والنتائج المتعلقة بالفصام. ومن بين 1915 دراسة مدرجة، استُخدمت 17 دراسة من 11 دولة مختلفة.
قُرنت حيازة القطط بمستوى احتمال مرتفع للإصابة باضطرابات مرتبطة بالفصام. نسبة الأرجحية (OR) المجمعة غير المعدلة كانت 3.35 وكان التقدير المعدل 2.24، مما يشير إلى زيادة أكثر من الضعف في احتمالات الإصابة بالاضطرابات المرتبطة بالفصام بين جميع الأفراد المعرضين للقطط. [المترجم: نسبة الأرجحية (OR) يمثل احتمال حدوث نتيجة ما لو حدث تعرض مقارنة بما لو لم يكن هناك تعرض(12، 13)].
على الرغم من أن بعض الدراسات أفادت بأن التعرض للقطط في مرحلة الطفولة قد يقترن بمستوى احتمال مرتفع للإصابة بالاضطرابات المرتبطة بالفصام(3 – 8) والذهان(14)، إلا أن السن الدقيق (عمر الطفل) أو فترة التعرض الزمنية المحددة لم يُحدد بشكل واضح في جميع الدراسات التي تمت مراجعتها وتحليلها تحليلًا تلويًا.
أقادت إحدى الدراسات من فنلندا المدرجة في هذه المراجعة في البداية عن درجات أعلى في مقاييس اختلال الإدراك(15)، واضطراب الشخصية شبة الفصامي الآخرين(5)، وانعدام التلذذ الاجتماعي(16) لأولئك الذين تعرضوا للقطط [بحسب الدراسة، هذا التعرض يشمل الحيازة واللمس والعض(2)] وهم دون سن السابعة، على الرغم من أن الباحثين قصروا استنتاجهم على اختلال الإدراك(15).
وجدت دراسة أخرى من المملكة المتحدة تلازمًا بين التعرض للقطط أثناء مرحلة الطفولة (عند سن الرابعة وسن العاشرة) والاضطرابات الشبيهة بالذهان في سن الـ 13 [المترجم: تشير الاضطرابات الشبيهة بالذهان (PE) إلى أعراض ذهانية دون الحد الأدنى من إمكانية ملاحظتها، مثل الأفكار الشبيهة بالاضطراب الوهامي واختلال الإدراك، مما يؤدي إلى الشعور بالضيق والضرر الصحي(17)] عند بلوغ سن الثالثة عشر.
داء المقوسات(18 – 20)
طفيليات المقوسة الغوندية(21) (T. gondii) هي طفيليات أولية(18) داخل خلوي يسبب داء المقوسات(18 – 20)، وهي عدوى أصابت حوالي 25٪ من سكان العالم في إحدى الفترات.
ولهذا السبب توضع على أكياس فضلات القطط ملصقات تحذيرية للنساء الحوامل لتتجنب لمس براز القطط، حيث أن عدوى داء المقوسات هي السبب الرئيس لعمى الأطفال حديثي الولادة على مستوى العالم، بالإضافة إلى فقدان البصر لاحقًا والإعاقة العقلية والنوبات الصرعية.
يمكن أن يكون داء المقوسات سببًا معتبرًا للوفاة بين الذين يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة. يأخذ المصاب بالإيدز أو المرضى الذين يخضعون لزراعة الأعضاء أو الذين يخضعون لعلاج كيميائي مكثف دواءً يوميًا فقط للتغلب على آثار هذه الطفيليات.
قفرنت المقوسة الغوندية (T. gondii) سابقًا بجميع أنواع الاضطرابات العصبية(22) والتغيرات السلوكية للشخص(23)، بدءًا من مسألة الشعور بالذنب(24) وحتى السعي وراء الجدة (الشيء الجديد)(25) ونسبة حوادث السيارات المرتفعة. يمكن علاج بعض أعراض الفصام باستخدام الأدوية المضادة للأوالي(26)، مما يشير إلى أن عدوى طفيليات المقوسة الغوندية ربما كانت السبب الجذري لأعراض هذه الاضطرابات المذكورة آنفًا.
وجدت دراسة التحليل التلوي(27) لـ 38 دراسة نشرت في 2012 ، بعنوان “طفيليات المقوسة الغوندية (T. gondii) وعوامل الاحتمالات الأخرى قُرنت بالإصابة بمرض الفصام”، والتي نُشرت أيضًا في بولتين الفصام، أن مرضى الفصام هم أكثر احتمالًا بثلاث مرات تقريبًا لأن يكون لديهم أجسام مضادة لداء المقوسات في الدم، مما يشير إلى أن العدوى السابقة كانت أكثر انتشارًا بصحبة ألم.
من الاكتشافات المذهلة في تلك الدراسة، أثناء مقارنة عوامل احتمال الاصابة بالفصام، التناقض بين الاحتمال المرتبط بوجود أحد القرباء من الدرجة الأولى مصاب بالفصام والاحتمال المرتبط بأشكال وراثية معينة. علي الرغم من أن نمط الأمراض العائلية قد يفيد بتورط الجينات المشتركة في أفراد العائلة، إلَّا أنه يمكن أن يفيد أيضًا بعوامل غير وراثية مثل التعرض لعوامل معدية من البيئة المحيطة، مثل المواقع الملوثة بالمواد الخطرة والمعروفة على نطاق واسع بالملوثات أو القطط.
كما قُرن داء المقوسات بالعديد من أمراض الحياة الفطرية (wildlife)، حيث أن التغيرات السلوكية في حيوانات الحياة الفطرية غالبًا ما تؤدي إلى ضعف استراتيجياتها في البقاء على قيد الحياة. فالفئران، على سبيل المثال، لا تخاف من القطط بعد إصابتها بالعدوى.
لماذا القطط؟
ارتباط القطط بهذا المرض له علاقة بانجذاب طفيليات المقوسة الغوندية (T. gondii) للتكاثر فقط في القطط المنزلية (الأليفة). قد يكون هذا الإنجذاب مرتبطًا بغياب إنزيم 6-ديساتوراس (delta-6-desaturase) في أحشاء القطط،
على الرغم من أن أي حيوان ثديي يمكن أن يصاب بالطفيليات، فإن هذا الإنزيم الهضمي، دلتا-6-ديساتوراس، يمنع الطفيليات من الحصول على مستويات عالية كافية من حمض اللينوليك الذي تحتاجه الطفيليات للتكاثر.
بعكس جميع الثدييات الأخرى، القطط مليئة بحمض اللينوليك بسبب عدم إنتاجها لإنزيم داتا-6-ديساتوراس الذي من شأنه أن يحول حمض اللينوليك إلى حمض الأوليك. لذلك، تتكاثر هذه الطفيليات فقط في أحشاء القطط.
القطط تخرِّج بعد ذلك البويضات (بويضات الطفيليات الأولية) بالملايين مع الغائط، مما يؤدي إلى التصاقها بشعر (بفراء) القط ومخالبه التي يستخدمها لدفن غائطه وينشرها أينما تجول بمخالبه.
مع استكمال الطفيليات لدورة حياتها، فقد لا تؤثر في بقية بيولوجيا القطط. أما في البشر والحيوانات الأخرى، فقد يؤدي فشل هذه الطفيليات للتحول إلى الشكل التكاثري الكامل إلى السماح لهذه الطفيليات الدقيقة بالانتقال عبر الحاجز الدموي الدماغي(28)، حيث يحدث الخلل.
الإنزيم المفقود والحياة الاجتماعية المستقلة للقطط السائبة، والتي تستخدم صناديق الرمل المشتركة والحدائق العامة للتغوط، تجعل القطط تلامس الناقل الرئيس للعدوى (الممرض)29) [وهي الطفيليات الغوندية]. الناقل الثانوي للعدوى هو أي شيء ملامس للقط أو يلامسه بجسمة وبمخالبه، كطاولات المطبخ أو أي سطح مشت عليه القطة أو فركت جسمها به.
على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي قد ادعت أن المجتمع سينهار بدون قطط، فمن المهم لجميع أصحاب القطط ألا يسمحوا أبدًا لقططهم بالخروج خارج المنازل وذلك لمنع انتشار طفيليات المقوسة الغوندية (T. gondii).
والأهم من ذلك أن يعرف أولياء الأمور الذين لديهم قطط وكذلك الذين لا يملكون قططًا، الخطر الذي يمكن أن تشكله الطفيليات التي تنقلها القطط على الصحة العقلية لأطفالهم على الأمد الطويل.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/schizophrenia
2- https://academic.oup.com/schizophreniabulletin/advance-article-abstract/doi/10.1093/
3- “الاضطرابات التالية هي من ضمن الاضطرابات المرتبطة بالفصام: اضطراب الشخصية الفصامي(4) واضطراب الشخصية شبة الفصامي(5) والاضطراب الوهامي(6) والاضطراب الفصامي العاطفي(7) والاضطراب فصامي الشكل(8)” ، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://hopeway.org/programs/diagnoses/schizophrenia-spectrum-other-psychotic-disorders
4- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_الشخصية_الفصامي_النوع
5- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_الشخصية_شبه_الفصامي
6- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_وهامي
7- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_فصامي_عاطفي
8- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_فصامي_الشكل
9- https://ar.wikipedia.org/wiki/ذهان
10- الأدب الرمادي هو المواد والأبحاث التي تنتجها / تصدرها المنظمات خارج قنوات النشر والتوزيع التجارية والأكاديمية التقليدية. تشمل أنواع منشورات الأدب الرمادي الشائعة التقارير (السنوية والبحثية والتقنية والمشاريع وما إلى ذلك)، وأوراق العمل والوثائق الحكومية والأوراق البيضاء والتقييمات. وتشمل المنظمات التي تنتج الأدبيات الرمادية الإدارات والهيئات الحكومية والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والمراكز والإدارات الأكاديمية والشركات الخاصة والخبراء” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/أدبيات_رمادية
11- https://ar.wikipedia.org/wiki/بيانات_خام
12- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2938757/
13- اعتبار المتغايرات (covarients) [العوامل الأخرى المؤثرة في النتيجة غير الخاضعة للدراسة] كجزء لا يتجزأ من صحة (validity) الدراسات الرصدية التي تقيِّم التأثيرات السببية. من الشائع تعديل أكبر عدد ممكن من المتغيرات في الدراسات الرصدية على أمل الحد من مستوى التشويش(14) على النتيجة من هذه المتغيرات الأخرى. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0002870321000739
14- يُعرَّف عامل التشويش (أو عامل الإرباك) (confounding factor) بأنه متغيِّر خارجي (extraneous variable) يؤثر وجوده في صحة نتائج البحث؛ فلا يعكس العلاقة الفعلية ما بين المتغيرات المدروسة والمخرجات (outcome). ومن الضروري أن يكون عامل التشويش على ارتباط بكل من التعرُّض المدروس (exposure) (قد يكون تدخل دوائي أو غير ذلك) والنتيجة (outcome) (كالإصابة بمرض معين أو الموت)، وليس جزءً من العلاقة بين التعرّض والنتيجة” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://www.syr-res.com/article/21695.html
15- سمة اختلال الإدراك (perceptual aberrance): اختلال (تشويه) ادراك صورة الجسم هو أحد سمات النمط الفصامي لغير المصابين بالذهان. لهذه السمة مكونان: الأول يشمل التشويه في ادراك المنبهات ، منها رؤية الأشياء مسطحة لا عمق لها أو تبدو الأصوات عالية ومزعجة على غير المعتاد أو الأوان أكثر سطوعًا من المعتاد. والمكون الثاني هو تشوه صورة الجسم. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://assj.journals.ekb.eg/article_92676_6259dfc935f165e9f1db880374717095.pdf
16- “انعدام التلذذ هو مصطلح في علم النفس والطب النفسي يعرف بعدم القدرة على الإحساس بالمتعة عند مزاولة نشاطات عادةً ما تكون ممتعة. على سبيل المثال: التمارين والهوايات والنشاطات الجنسية والتواصل الاجتماعي” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/انعدام_التلذذ
17- https://academic.oup.com/schizbullopen/article/2/1/sgab028/6316570#
18- “داء المقوسات (toxoplasmosis)، إصابة بعدوى سببها طفيلي من الكائنات الأولية (Protozoa)(19) ينتقل من الحيوانات المصابة (مثل القطط) إلى البشر، وإذا التُقط من قِبل امرأة حامل يمكن أن يؤدي إلى ضرر بالغ بالجنين، حيث قد تتطور عنده حالة صغر الرأس في إطار داء المقوسات الخلقي(20). ينتشر عن طريق التلوث ببراز القطط المصابة به، وقد تكون الإصابة به عن طريق تلوث خضار ببراز القط أو الحيوان ثم يأكل الإنسان الخضار من دون غسيل كاف” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/داء_المقوسات
19- https://ar.wikipedia.org/wiki/أولي_(كائن)
20- https://ar.wikipedia.org/wiki/داء_المقوسات_الخلقي
21- https://ar.wikipedia.org/wiki/مقوسة_غوندية
22- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_عصبي
23- https://en.wikipedia.org/wiki/Behavior_change_(individual)
24- https://ar.wikipedia.org/wiki/شعور_بالذنب
25- “السعي وراء الجدة (novelty seeking) هو تفضيل ما هو جديد أو غير متوقع، والناس الذين يمتلكون هذه الصفة غالباً ما يكونون مندفعين وسريعي الملل، ولكن التجارب الجديدة تفرز دفقةً من المواد الكيميائية الباعثة على المتعة في أدمغتهم” ، مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:
https://nasainarabic.net/main/articles/view/why-danger-is-exciting-but-only-to-some-people
26- https://ar.wikipedia.org/wiki/مضادات_الأوالي
27-https://academic.oup.com/schizophreniabulletin/article/38/3/642/1867672
28- https://ar.wikipedia.org/wiki/حاجز_دموي_دماغي
29- https://ar.wikipedia.org/wiki/ناقل_(وبائيات)
المصدر الرئيس:
https://medicalxpress.com/news/2023-12-kids-cats-schizophrenia.html?utm_source