السمك إيدام مستدام: في قصة جميلة ذات دلالة معبرة عن خيرات مياه البحر على ساحل القطيف، يقول نسيم: كنت على وشك الخروج من منزلي ذات يوم متجهًا إلى عملي في الصباح الباكر، وكنت قد ارتديت أفضل ما يناسبني من ثياب تليق بموظف جديد مثلي في دائرة مرموقة. وعندما تخطت رجلي اليمنى عتبة الباب وأنا مشتاق للذهاب لعملي الجديد، نادتني أم باسم، وكنت للتو حديث الزواج، لتخبرني أن لا إيدام لنا لغذاء ذلك اليوم. فما كان مني الا أن رجعت وبدلت ملابسي وارديت إزاري وحملت السالية فوق كتفي واتجهت إلى ساحل البحر القريب منا، وما هي الا برهة من زمن حتى عدت بالسالية وهي مليئة بأصناف مختلفة من الأسماك الطرية اخذت منها أم باسم ما يكفيها ووزعت الباقي على الجيران. والسالية هي شبكة دائرية بها أثقال موزعة حول طرفها ويتم رميها يدويًا لتنتشر على مساحة من المياه فتغوص لتصيد السمك.
السمك المشوي مقابل مرقة اللحم: بينما كانت زوان تعد طبق العشاء لزوجها التاجر في سطح بيتهم الذي يتكون من اربع طبقات شمت رائحة شواء السمك الذي تعده جارتها مدان لوجبة عشاء زوجها في برستجهم المجاور فلم تقاوم تأثير تلك الرائحة الشهية، فما كان منهما الا وأن اتفقتا على تبادل وجبتي عشاءهما، فأخذت زوان السمك في مقابل اللحم.
ولما جلس زوج مدان على السفرة ليتناول سمكه فوجئ بطبق مرقة اللحم وكان جواب مدان إنه رزق من الله. في تلك الأيام كان أكل السمك غير مرغوب فيه كوجبة متكررة عند الميسورين اللذين كانوا يفضلون اللحم والفراخ المكلفة نسبيًا مقارنة بالسمك. وفي هذه القصة بيان لجمال حميمية النسيج الاجتماعي المترابط بمختلف مكوناته بغض النظر عن وضعه الطبقي والاقتصادي. والبرستج (جمعه برستجات) هو نوع من البيوت المطور من نظام العشيش حيث تكون لها قاعدة تبنى من الحجارة والجص بارتفاع 80سم تقريبًا عن مستوى الأرض ليثبت عليها جريد النخل ويغلق من جميع الجهات بسقف مائل(6).
طرفة وفكاهة: سنورين ما يقعدوا على سفرة. اجتمعت مجموعة من الأصدقاء حول مائدة من السمك المشوي وبدأوا يأكلون سمك العريضي الشهي، والتي في اكل رأسها لذة خاصة، حيث يستمتع الكثير برؤوس السمك الذي يحوي لحم رخو وسمين بين عظامه مما يكسبها لذة. وكان أحد المشاركين على هذه المائدة من هواة اكل رؤوس الأسماك فأعد لذلك إناءً وضعه خلف ظهره وصار يجمع فيه رؤوس الأسماك التي يأكلها ليتفرغ لها بعد أن يفرغ من اكل السمك ليأكلها براحته وحتى لا يشغله اكلها عن اكل السمك. إلا إن صاحبه الجالس بجواره كان هو الآخر مغرمًا أيضًا بأكل رؤوس الأسماك، ففطن له وصار من باب الطرفة يتناول الرؤوس التي يجمعها صاحبه الواحد تلو الآخر، ولم يترك له رأسًا واحدا يستمتع بكسكسته. ولما رأى جامع الرؤوس ما حدث، أُسقط في يده، فتمثل بالمثل الشعبي قائلًا “سنورين ما يقعدوا على سفرة”، فضحك من في المجلس وصارت القصة نادرة تُذكر. ويستخدم اهل القطيف كلمة “سنور” وجمعها “سنانير” للإشارة للقطط.
وفي نادرة أُخرى: ذهبت مجموعة في نزهة صيد جماعية على الساحل، وما إن وصولوا إلى المكان حتى اعلن مهران، وكان اكثرهم خبرة ودراية ومهارة بالصيد، عن رغبته بالصيد بمفرده وإنه لن يكون شريكًا مع الجماعة. فاعتزل عنهم بشبكته ليستمتع بصيده في المياه الهادئة الدافئة. وفي ضوء ليلة مقمرة تنير سماء صافية، انهمكت المجموعة تنشر شباكها واستمروا في الصيد وهم يضحكون ويمرحون مسرورون بكثرة الأسماك ووفرة الصيد، إلا إنهم كلما سألوا صاحبهم مهران عن صيده أجاب إنه لم يوفق لأي شيء من الصيد وإن حظه “كدقيقٍ يوم ريح بعثروه”.
وبعد أن فرغوا من الصيد وعادوا إلى الشاطئ، قررت الجماعة عمل عشاء ببعض من اسماك صيدهم، وبدأوا يعملون على تجهيزه. إلا إن فكرة خطرت على اثنين منهم لعمل مقلب في صاحبهم مهران بمصادرة ما صاده من سمك ليعملوا به العشاء دون اخباره بذلك. سمر الجميع وتناولوا عشاء من السمك الطازج الطيب، وكان صاحبهم يندب حظه لعدم تمكنه من الصيد، ويمتدح قدرة الشباب على الصيد، ويبارك صيدهم للسمك اللذيذ، ويشكرهم على اشراكه في عشاء الجماعة، ويتمنى إنه لم ينفصل عنهم حتى يكون له نصيب من صيدهم.
ومع بزوغ الفجر عادوا إلى منازلهم، ومهران فرح بكمية الأسماك الكثيرة التي اصطادها لوحده فصارت من نصيبه، وطلب من ابنته افراغ البراد من السمك الذي اصطاده ووضعه في الثلاجة بينما ذهب هو للاستحمام. وعندما خرج من الحمام اخبرته ابنته أنه لا اسماك في براد الصيد وإنه لا يوجد سوى ماء وقطع من الثلج. فلم يكن من الصعب عليه تخمين ما حدث وأن الجماعة قد سلبوا صيده وعملوا به العشاء، ولكنه كتم غيظه ولم يخبر أحد، ولم يفاتح الجماعة بما حدث لعدة أيام حتى استدرجوه للكلام عندما سألوه عن صيده من الأسماك وكشفوا المقلب الذي عملوه في صاحبهم.
في صبحية ليلة الزفاف: يوزع السمك. من العادات في حارات الصيادين بالقطيف أن يقوم أهل العريس صبيحة ليلة الزفاف بتوزيع السمك مع شيء من عشب الخضار والريحان على أهل الحارة. فإذا كان الوقت شتاء، يتم توزيع “الحلى” أي السمك المجفف. والجود من الموجود. فنوع الطعام الذي يقدمه الناس في المناسبات، يعتمد على ما هو متاح في بيئتهم. ولذلك نرى البعض يقدم الديك الرومي في يوم الشكر ويجعلون اليقطين أيقونة الهالوين. ومنهم من يذبح الأغنام أو الفراخ أو البط أو الحمام. فلو لم يكونوا مقدرين لقيمة الأطعمة التي تنتجها بيئتهم، لما اتخذوها كرموز وشعائر للإكرام في الطقوس والمناسبات العزيزة على نفوسهم. إلا إن تأثير المجتمعات على بعضها تكون حسب قوة كل منها وتقبل الآخر لعاداتها والدعاية التي تعمل لأجلها.
بنت الصياد والبدحة العجيبة: عاشت بنت الصياد اليتيمة مع زوجة ابيها، التي خلفت والدتها، وجعلتها خادمة مستضعفة في البيت تطبخ وتنفخ وتغسل الأواني والملابس. وفي حين كانت تعامل ابنتها بدلال بالغ، كانت تستمرئ القسوة في معاملة اختها اليتيمة وتعاملها معاملة سيئة في محضر الأب الذي كان يخشى شراسة وصلف وغطرسة زوجته العنيفة، ولم يكن له بشخصيته الضعيفة وحالته المادية البسيطة حول ولا قوة يستطيع بها تغيير السلوك المقيت لامرأته التي جلبت له الهم والكرب والغم تألمًا لمعاناة ابنته المسكينة.
وفي مناسبة عامة، دُعي الناس إلى حفل زواج نجل حاكم المدينة، حيث شاركت فيه كافة الرعية فرحًا بهذه المناسبة العظيمة ماعدا ابنة الصياد اليتيمة. اخذت الخالة ابنتها إلى الحفل بعد أن البستها اجمل ثيابها وأثمن حللها، وتركت اختها اليتيمة في البيت لتقوم بمهام الخدمة الموكلة إليها. وبينما كانت البنت غارقة في حزنها تنظر الى الأسماك التي اصطادها والدها، شاهدت سمكة تتعفرت في شبكة الصيد، فجاءت إليها وحملتها في يدها، وبدأت تخاطبها قائلة: إنني اشعر بألمك وأتحسس معاناتك لإنك اصبحت حبيسة مثلي عندما وقعتِ في شباك صيد ابي مثلما صرت أنا سجينة في بيتي عند خالتي التي حرمتني حياة طفولتي واستعبدتني وجعلتني خادمة لها ولأختي آكل فضل طعامهم والبس العتيق من ثيابهم، وقد منعتني هذه الليلة من حضور فرح ابن حاكم المدينة فغدوت حزينة لوحدتي وحرماني وفقد أمي لكني فرحت عندما رأيتك يا بدحتي الجميلة.
نطقت البدحة قائلة: لقد رأيتك وشاهدت فيك حزنك لكني توسمت فيك نباهة وذكاء وخفة دم وجمال، وأنا اريد أن اساعدك واكون لك عونا، فخذيني الى الشاطئ وارجعيني الى مياه البحر كي اتمكن من ذلك، على ان تكون بيننا كلمة سر للتواصل عندما تأتي الى البحر فتقولي “ابديحتي وني‑وني، هديني واغنيش”، وسألبي لك طلبك في الحال.
وما كادت ابنة الصياد تهم بالرجوع إلى البيت مسرعةً خوفًا من تأخرها عن عملها ونيل عقاب زوجة ابيها، حتى دفعتها قوة في داخلها، واستدارت إلى البحر مناديةً “ابديحتي وني‑وني، هديني واغنيش”، وما أن انهت كلماتها حتى خرجت لها حورية من البحر لها جناحان وطارت بها الى غدير ماء لتستحم، ونظفتها وغمرتها بعطر الورد والياسمين والبستها ازهى الثياب وأجمل الحلل وأثمن الديباج فغدت في صورة حورية انسية تشعُ حسن وجمال، وذهبت بها الى حفل زواج ابن حاكم المدينة دون أن يشعر بدخولها أحد وصارت ترقب الحفل حت التقت عينه بعين اختها التي عرفتها وقالت لأمها: إن اختي في الحفل إلا إن امها زجرتها وقالت هذه ابنت سلطان من السلاطين المدعوين الى الحفل ورغم اصرار البنت، لم تصدقها امها، امرأة الصياد، وقالت انظري كل من الحفل ينظر إليها حتى انشغلوا عن الحفل! فهل من الممكن أن تكون هذه اختك التعيسة؟ وقبل انتهاء الحفل وتفرق المحتفلين، خطفت حورية البحر ابنة الصياد ومرت بها عن الغدير واسترجعت ما البستها من ثياب وما وشحتها به من حلل وذهب وارجعت عليها ثيابها البالية، وأعادتها إلى بيتها بعد أن طلبت منها أن تذهب إلى التنور وتمردغ جسمها ووجهها بالسنون حتى تنطلي القصة على خالتها التي لم يخلو تفكيرها من بعض الشك بأن من كانت في الحفل هي ابنة زوجها.
لكن القصة لم تنتهي عند هذا الحد. فأثناء العودة سقطت في الغدير فردة خلخال ذهبية كانت قد لبستها ابنة الصياد. وفي صبح اليوم التالي جاء النجل الثاني لحاكم المدينة بحصانه الى الغدير ليسقيه. لكن الحصان امتنع عن الشرب رغم محاولة نجل الحاكم إجباره على ذلك وكما يقال “يمكنك إحضار الحصان إلى الماء، لكن لا يمكنك إجباره على الشرب”. حينها نزل نجل الحاكم الى الغدير ووجد طبقة الخلخال، وما أن رفعها من الماء حتى بدأ الحصان بالشرب على عادته. أخذ نجل الحاكم فردة الخلخال الى أمه وطلب منها البحث عن صاحبته الذي فصل بقياس ساقها. وبعد بحث مكثف اهتدوا الى بنت الصياد، صاحبة الخلخال فتزوجها ابن الملك.
هذه القصة الأسطورية تدل على العلاقة المترابطة بين المجتمع القطيفي وعالم السمك. فلا يخفى من حيثيات هذه القصة الظريفة، ما يخفيه فكر مجتمع البحارة عن علاقته بالسمك وتسطير القصص عن دورها في خدمة الإنسان وتحقيق امانيه كما فعلت سمكة البدح الصغيرة التي جعلت بنت الصياد المسكينة أميرة محبوبة.
ففي البحر الكثير من الرمزية للحياة التي يبحر فيها الإنسان، فالحياة تعطي الكثير الجيد كما يعطي البحر الصيد الوفير، ولكن فيها من المشاكل المتنوعة للإنسان ما يواجه البحار في البحر، مشاكل ظاهرة وباطنة، مما يحتم التحدي ويستوجِب الكفاح والنضال المستمر، ولا يمكن التغلُب على هذه المشاكل والتحديات أو تحاشيها مالم يُخاض غمارها ومواجهتها بالتخطيط السليم والعمل الجاد وتبديد ضغوطها بالصبر والتحمل مما يعطي المرء شعور بالقوة والبطولة والقدرة على تحقيق النصر رغم التعرض للألم والخسارة.
وكما في المثل الحاث على الدأب في العمل “اللي يبغى السح لا يقول أح”. هكذا هو البحر كما هي الحياة يحتاجا إلى اتقان فنون استيعابهما والأبداع في التعامل معهما بامتلاك مواهب لاكتساب مهارات المهن المطلوبة التي تمكن الإنسان في أي مكان من السيطرة والنجاح بشكل مستمر، لأن الحياة متغيرة ومتجددة ومعرضة للمخاطر والهجوم المضاد كما هو حال البحر.
قد تصطاد سمكة وما أن تهم بسحبها حتى تأتي سمكة أكبر أخرى فتقضمها وتمزقها وتجعلها طعامًا لها، وهنا يتعلم البحار الصراع في البحر وضرورة اليقظة للانتصار والتصميم لتحقيق الهدف الذي خرج من أجله واستحضار محفزات القوة لتخطي المعوقات والرغبة في تحقيق الحلم بالأمل، فمهنة الصيد تحتاج إلى الصبر واللطف وسرعة رد الفعل في آن واحد.
وفي البحر ما في الحياة من متناقضات، جميلٌ في منظره عنيفًا بإعصاره، وبالتالي يتعلم البحار من مهنته التواضع. فمهما بلغت قوته ودهائه ومهاراته يجب أن يحترم قوة البحر والتواضع أمام هيمنته. وهكذا هي شخصية البحار تكتسب صفاتها الموضوعية من كون الحياة صراع مستمر للتعايش مع متطلباتها بنبل مما يستلزم الثقة في الله والنفس وشكر النعم، والتحلي بالشجاعة والصبر والتفاؤل والتضحية والعمل بذكاء لكسب الرزق ومواجهة ضغوط الحياة. وعادة ما يكون لهواة صيد الأسماك صفات جميلة كالصبر وسعة الصدر، ويمتازون بدماثة الأخلاق والفكاهة والطرفة والنكتة الخفيفة والتعامل مع الكبار والصغار بمرح.
وتختلف مسميات الأسماك بين منطقة وأخرى وربما يكون لنفس السمكة اسمين مختلفين أو أكثر وربما يكون لها اسم دلع وربما يتغنج باسمها فيطلق على ما هو جميل او ماهر فيقال رشيق كحيسون أو يسبح كالسمكة، وكثيرًا ما تسمع البائعين يرددون كلمات مثل: يلمع، ويضوي وشوف هالحلاوة، وذهب يلمع، والحق إن ثروة الأسماك ذهب حقيقي فهي تأتي بالمال، والمال هو الذهب.
تسعير الأسماك: تخضع سوق السمك لمبدأ العرض والطلب. وتتحدد اسعار الأسماك حسب رغبة الناس فيها اعتمادًا على نوعها أو موسمها أو جودتها أو وفرتها أو طراوتها أو حجمها فلكل نوع من السمك حجم معين يسهم في تحديد جودته.
يدلل الجزاف على السمك بعرضه في الحراج للبيع بالمزايدة مقابل عمولة متفق عليها يأخذها من الصيادين أو الموردين. والجزاف هو الذي يمتهن شراء السمك من الصيادين لبيعه بالجملة لأصحاب المحلات في سوق السمك او عرضه بالحراج لبيعه لحساب الصيادين مقابل عمولة معينة.
ويضمن الجزاف حقوق الصيادين ببيعه الأسماك على بائعي المفرق دينًا يستوفيه منهم بعد بيعهم ما اشتروه من أسماك، وقد يشتري الأسماك المتنوعة من الصيادين كتاجر، ويقوم بتصنيفها وتقدير قيمتها وبيعها على اصحاب محلات بيع المفرق في سوق السمك.
فسوق السمك تتكون من قسمين: الحراج للبيع بالجملة وسوق البيع بالمفرق على المستهلكين اليوميين، سواء اكانوا افراد أو شركات. وقد يفضل البعض الشراء من الحراج مباشرة بدافع الرغبة في التجربة أو حين تتوافر كميات كبيرة من الأسماك والربيان في مواسم الصيد الجيدة، ولكن هذه الطريقة في الغالب غير عملية، فالشراء من الحراج يحتاج إلى خبرة ومعرفة ومهارة ومعايشة مستمرة في السوق، إضافةً إلى إن السماك يقوم عادة بتقطيع السمك وتسفيطه اي نزع قشوره حسب الطلب وهذا عمل فيه عبئ على من يشتري من سوق الحراج للاستهلاك البيتي.
كما إن الجزافين يولوا اهتمامهم بالسماكين الذين يعرفونهم ويتعاملون معهم يوميًا مما يجعل لهم المفاضلة في البيع من حيث النوع والجودة والسعر مقارنة بمن يزور السوق زيارات خاطفة ويشتري كمية محدودة من انواع معينة. وكثيرًا ما تكون المنافسة بين المشترين في الحراج قوية خاصة من الذين يشترونه لتمويل المطاعم الذين يرفعون سعر الطلب على السمك لقيمة عالية يصعب على السماكين مجاراتها، لأن السماك الذي يبيع بالمفرق في السوق يتعامل مع زبائن لهم ميزانية محددة ويشترون السمك لإطعام عائلاتهم، وبالتالي يمتنعون عن الشراء بأسعار لا يقبلها زبائنه، بينما لا يكون ارتفاع السعر مانعًا للذين يشترون الأسماك لغرض تموين مطاعم الأسماك المعروفة بارتفاع اسعارها.
ويتميز الجزافون بامتلاك الخبرة في شئون البحر وخصائص السمك وحياة السماكين وطباعهم، وربما تكون هذه الخبرة مكتسبة أو متوارثة جيل بعد جيل، وهم معروفون بأمانتهم ووعيهم وحسن تعاملهم مع الصيادين من جهة ومع بائعي المفرق والمستهلكين من جهة أخرى فيأخذون في حسابهم مصالح جميع الأطراف كما يكونون على دراية بسلوكيات تعامل الصيادين وبائعي المفرق ونشاطهم في السوق، وهم يتوخون توزيع الإنتاج ليستفيد منه الجميع.
وعادة ما يتعامل الصيادون وموردي الأسماك مع جزاف معين يستمرون معه لمدة طويلة ويكون من النادر ابداله بجزاف آخر. كما اتصف الجزافون بحسن الخلق وكرم الضيافة بتوفير السكن والطعام لمن يأتون بالأسماك من مناطق بعيدة وللضعفاء ممن يعملون بالسوق أو قريبين منها. ويعمل مع الجزاف عدد من الموظفين ككتبة ومحاسبين، وعمال منهم الحمال والوزان وهما مهنتان تحتاجا إلى جلد وقوة بدنية، فظروف السوق خاصة في الشتاء تكون قاسية.
اسماء الأسماك: في هذه الأيام يجهل البعض اسماء الكثير من الاسماك المحلية بسبب بعدهم عن السوق واختلاف طريقة التسويق التي، وبعكس البسطات، تعتمد على البقالات والسوبر ماركت التي تعرض القليل من أصناف الأسماك وبطريقة جاهزة تخفي شكل السمكة ومعالمها.
الأصل اللغوي، الأسماك صيغة جمع مفردها: سمكة. وتجمع سمكة في عدة صيغ منها سِمَاك، وسُموكٌ، وأَسماكٌ. وأسماك هي الأكثر شيوعًا، ولكن استخدام “الأسماك” يتم على نطاق أوسع، فهي تشمل أسماك متعددة من نفس النوع أو من أنواع مختلفة. وفي الخليج العربي تنطق سِمِچ و سِمَچ. وتشير كلمة “سمك” إلى الأسماك كغذاء، فهي تعني الغذاء أو النعمة (7).
من خلال فترات عمله القصيرة في السوق، استطاع استاذ التاريخ ميرزا الضامن تدوين أسماء 350 نوعا من الأسماك بمعرفة النواخذة والصيادين، الذين يأتون السوق من الجبيل، والقطيف، وعُمان، وتاروت، وقد صنّف الأسماك في السوق إلى أربعة أصناف وهي: الأسماك الساحلية (السكّار) ، والأسماك الكبيرة (القصب) التي لا بد وأن تقطّع للأكل، والأسماك الصغيرة التي لا تقطّع (الحث)، والأسماك التي لا تؤكل (الحرام) مثل اللخمة والحمسة وغيرهما ويصل عددها إلى 50 سمكة. وأورد تقرير بريطاني وفي قائمة ب 337 نوعاً أنواع الأسماك المعروفة في منطقة الخليج العربي(8). وهناك من السمك ما يكون متوفر في السوق بشكل شبه مستمر ومن ذلك:
- بالول (فرخ هامور)
- بدح
- بغل الهامور
- بنت الطير (أم صليبي)
- بنت النّوخذه
- بياح
- بياض
- جمجام
- جنم
- جواف
- حامر/حومر/حمرة
- حاقول
- حمام
- حمام عربي
- حيسون
- خباط (فرخ الكنعد)
- خضرة
- خوفع (طبق لزق)
- دويلمي (فرخ القد)
- ربيب
- زبيدي
- زمرور
- شحدود (شعري)
- شخل
- شعري
- شعم (فرخ عريضي)
- شقر
- شماهي
- سبيطي
- سلطان ابراهيم
- سلس
- سمان
- سكن
- سولي (شعري)
- سنور (ناجل)
- سويد صافي
- صنيفي
- صويفي
- عندق
- عريضي
- فسكر
- قد
- قرقفان
- قن
- كنعد
- لحلاح
- مجوى
- مزيزي
- ميد
- نعيمي
- نقرور
- هامور
- وحر
مصادر:
(1) https://www.alamssar.com/305936#
(2) https://www.labroots.com/trending/neuroscience/7856/eating-fish-children-smarter#
(3) https://channelfish.com/blog/does-eating-fish-make-you-smarter/
(4) https://aawsat.com/home/article/3148096
(5) https://catchfish.afkar2u.com/2011/07/
(6) https://bahrainanthropology.blogspot.com/2015/11/blog-post_27.html
(8) https://www.albayan.ae/five-senses/heritage/2019-01-03-1.3449721
(9) https://wam.ae/ar/details/1395239287733
(10) https://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=8617
(11) https://www.google.com/search?q=jolly+meaning&rlz
(12) https://www.alqabas.com/article/5706627
(13) https://almashhad.com/article/459217420284850-entertainment/976416887751511