علوم القطيف مقالات علمية في شتى المجالات العلمية
The Scent of Hope: Innovative Treatment Restores Sense of Smell in Patients With Long COVID
(RADIOLOGICAL SOCIETY OF NORTH AMERICA – بواسطة: الجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية)
ملخص المقالة:
وجدت الأبحاث الحديثة أن ما يصل إلى 60% من مرضى كوفيد-19 طويل الأمد لم تعد حاسة الشم تعمل لديهم بشكل صحيح. وفي حين أن معظم المرضى يستعيدون حاسة الشم بمرور الوقت، الا أن الباحثين قد يتمكنون باستخدام إجراء تداخلي بحد أدنى موجه بالصور من استعادة حاسة الشم لدى المرضى، وفقًا لبحث تم تقديمه في الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية في شهر نوفمبر 2023.
( المقالة )
باستخدام إجراء تداخلي بحد أدنى موجه بالصور، قد يتمكن الباحثون من استعادة حاسة الشم لدى المرضى الذين عانوا من مرض كوفيد طويل الأمد، وفقًا لبحث تم تقديمه هذا الأسبوع (26 نوفمبر 2023) في الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية (RSNA).
فهم الباروسميا
الباروسميا، وهي حالة لم تعد فيها حاسة الشم تعمل بشكل صحيح، هي أحد الأعراض المعروفة لكوفيد-19. وقد وجدت الأبحاث الحديثة أن ما يصل إلى 60% من مرضى كوفيد-19 قد تأثروا. وفي حين أن معظم المرضى يستعيدون حاسة الشم بمرور الوقت، فإن بعض المرضى الذين يعانون من كوفيد طول الأمد يستمرون في المعاناة من هذه الأعراض لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد الإصابة، مما يؤثر سلبًا على شهيتهم للطعام ونوعية حياتهم بشكل عام.
“إن باروسميا ما بعد كوفيد أمر شائع ومعترف به بشكل متزايد”، كما قال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور آدم سي زوغا، طبيب وحاصل على ماجستير في إدارة الأعمال، وأستاذ الأشعة العضلية الهيكلية في كلية الطب بجامعة جيفرسون في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا. وتابع: “يمكن للمرضى أن يتطور لديهم نفور من الأطعمة والمشروبات التي كانوا يستمتعون بها”.
ويمكن أن تؤثر حاسة الشم المشوهة أيضًا على إدراك الشم، وقد يعاني بعض المرضى من الوهم، وهي حالة تجعل الناس يكتشفون روائح – كريهة أو لطيفة – ليست في بيئتهم.
العلاج المحتمل
لتقييم العلاج المحتمل للمرضى الذين يعانون من باروسميا طويل الأمد بعد كوفيد، نظر الباحثون في الفوائد المحتملة لإحصار العقدة النجمية الموجهة بالتصوير المقطعي المحوسب. والعقد النجمية هي أعصاب على جانبي الرقبة هي جزء من الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي ينظم العمليات اللاإرادية بما في ذلك معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس والهضم. وتقوم [هذه الأعصاب] بتوصيل إشارات معينة إلى الرأس والرقبة والذراعين وجزء من الجزء العلوي من الصدر.
“لقد فشلت العلاجات الأخرى حتى الآن. هذه الحقنة تعمل”. — البروفيسور آدم سي زوغا
وقد استخدم فريق البحث إحصار العقدة النجمية، والذي يتضمن حقن مخدر مباشرة في العقدة النجمية على جانب واحد من الرقبة لتحفيز الجهاز العصبي اللاإرادي المحلي. ويستغرق هذا الإجراء التداخلي بحد أدنى أقل من 10 دقائق، ولا يتطلب أي تخدير أو تسكين في الوريد. وتم استخدام إحصار العقدة النجمية بدرجات متفاوتة من النجاح لعلاج عدد من الحالات، بما في ذلك الصداع العنقودي، وألم الأطراف الوهمية، ومتلازمتا “رينود” و “منيير”، والذبحة الصدرية، وعدم انتظام ضربات القلب.
وقال الدكتور زوغا: “لقد تم الإبلاغ عن الباروسميا سابقًا على أنه اضطراب نادر يحدث بعد صدمة الدماغ، وجراحة الدماغ، والسكتة الدماغية، والمتلازمات الفيروسية، ومع بعض أورام الرأس والرقبة”. وتابع: “لم نكن واثقين تمامًا من أن الإجراء سينجح في علاج الباروسميا”.
الدراسة والنتائج
بالنسبة للدراسة، تمت إحالة 54 مريضًا من أخصائي الأذن والأنف والحنجرة بعد ستة أشهر على الأقل من باروسميا ما بعد كوفيد الذي كان مقاومًا للعلاجات الصيدلانية والموضعية.
وتم استخدام التوجيه المقطعي لوضع إبرة العمود الفقري عند قاعدة الرقبة لحقنها في العقدة النجمية. وأضاف الباحثون جرعة صغيرة من الكورتيكوستيرويد[1] إلى المخدر في المستحضر الدوائي، للاشتباه في أن كوفيد قد يسبب التهاب الأعصاب.
وقال الدكتور زوغا: “حصل المريض الأولي على نتيجة إيجابية هائلة، على الفور تقريبًا، مع استمرار التحسن إلى درجة زوال الأعراض بعد أربعة أسابيع”. وأضاف: “لقد فوجئنا ببعض النتائج، بما في ذلك الشفاء الوهمي بنسبة 100٪ تقريبًا لدى بعض المرضى، طوال فترة التجربة”.
وتم الحصول على متابعة لـ 37 مريضًا (65%)، مع 22 (59%) من الـ 37 الذين أبلغوا عن تحسن الأعراض بعد أسبوع واحد من الحقن. ومن بين هؤلاء الـ 22، أبلغ 18 (82٪) عن تحسن تدريجي ملحوظ لمدة شهر واحد بعد الإجراء. وبعد ثلاثة أشهر، كان هناك تحسن بنسبة 49% في الأعراض (تتراوح بين 10% إلى 100%) بين المرضى الـ 22.
وعاد ستة وعشرون مريضًا للحصول على حقنة ثانية تُعطى على الجانب الآخر (المقابل) من الرقبة بعد فترة ستة أسابيع على الأقل. وفي حين أن الحقنة الثانية لم تكن فعالة في المرضى الذين لم يستجيبوا للحقنة الأولى، فإن 86% من المرضى الذين أبلغوا عن بعض التحسن بعد الحقنة الأولى أفادوا بتحسن إضافي بعد الحقن المقابل. ولم يتم الإبلاغ عن أي مضاعفات أو أحداث سلبية.
وقال الدكتور زوغا: “لقد فشلت العلاجات الأخرى حتى الآن”. وتابع: “هذا الحقن يعمل”.
*تمت الترجمة بتصرف
المؤلفون المشاركون هم سارة كامل (طبيبة)، تي روهان، م أ موريارتي، يوهانس بي رودل (دكتوراه في الطب)، فيشال ديساي (طبيب)، وجيفري أ. بيلير (طبيب).
المصدر:
الهوامش:
[1] الكورتيكوستيرويدات هي فئة من الهرمونات الستيرويدية التي يتم إنتاجها في قشرة الغدة الكظرية للفقاريات، بالإضافة إلى نظائرها الاصطناعية من هذه الهرمونات (ويكيبيديا). يشار إلى الكورتيكوستيرويدات عادة باسم الستيرويدات، وهي نوع من الأدوية المضادة للالتهابات. يتم استخدامها عادةً لعلاج الأمراض الروماتيزمية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة أو التهاب الأوعية الدموية . تشمل الكورتيكوستيرويدات المحددة أدوية الكورتيزون والبريدنيزون (موقع كليفلاند كلينك). تُستخدم أدوية الكورتيكوستيرويد لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض التهاب الأمعاء والربو والحساسية والعديد من الحالات الأخرى. كما أنها تستخدم أيضًا لمنع رفض الأعضاء لدى متلقي عمليات زرع الأعضاء. يفعلون ذلك من خلال المساعدة في قمع جهاز المناعة. تعالج الكورتيكوستيرويدات أيضًا مرض أديسون (موقع مايو كلينك).