يدور القمر حول الأرض في مدار إهليجي بيضاوي وليس كامل الإستدارة كما هو حال كواكب المجموعة الشمسية ومنها الأرض في دورانها حول الشمس ، ويسمى بالقطع الناقص ، وهو مشابه لقطع إسطوانة دائرية بمنشار بشكل مائل.
وعليه فتكون الأرض ثابتة في نقطة من ذلك المدار ، فيما يقترب القمر منها ويعرف ذلك بالحضيض ، ويبتعد عنها ويعرف بالأوج وهي نقاط أيضا متغيرة وليست ثابتة.
حين يقترب القمر وهو بدر ، أو حتى في طور الإقتران ( القمر الجديد ) ، يعرف ذلك بالقمر الفائق أو العملاق supermoons رغم شهرة الإسم للبدر الذي يمكن رصده خلال القمر الجديد.
هذا المصطلح ليس علميا فلكيا ، ولكن صاغه المنجم ريتشارد نوللي عام 1979 م ، وقرر فيه أن إقتراب البدر أو القمر الجديد بنحو 90% من متوسط مسافته من الأرض فهو قمر عملاق ، ولذلك فكل بدر يكون بعد المركز (مركز البدر) عن مركز الأرض 361,740 كم أو أقل وتأتي متزامنة أو قريبة من طور البدر خلال نحو يوم فهو كذلك.
في عام 2019 ، لدينا ثلاثة بدور تدخل في هذا التصنيف أحدها في يناير الماضي وآخرها الذي يتزامن مع الإعتدال الربيعي الشهر القادم ، وأقربها هذا الشهر في 19 فيراير وهو بدر شهر جمادى الآخرة ، وهو أقربها إذ ستكون مسافته 356,846 كم.
حين يكون القمر بدرا ، وهو أقرب مايكون للأرض ، يبدو ظاهريا أكبر حجما بين 12.5 إلى 14.1 من قمر الأوج وهو البدر الأبعد مايكون عن الأرض ، وأكبر بنحو 6 إلى 7 % من البدر المتوسط بين الحضيض والأوج ، كما يكون أسطع بنحو 30 % من بدر الأوج ، وبنحو 16 % من البدر المتوسط.
وللعلم فمتوسط الفرق في المسافة بين قمر الأوج وقمر الحضيض نحو 10 % ، ولذلك فالحجم (حجم القمر) والإضاءة تتوقف على المسافة.
سيكون إكتمال القمر هذا الشهر يوم الثلاثاء 19 فبراير ، الساعة 06:53 م بالتوقيت المحلي ( 03:56 بالتوقيت العالمي ). بعد وصول القمر أدنى مسافة والتي ستكون الساعة 12:02 م ، بأقل من 7 ساعات فقط ، ولذلك هو أكبر بدر خلال عام 2019 ظاهريا.
والجدير بالذكر ، إن أكبر بدر خلال القرن 21 سيكون في 6 ديسمبر 2052 ، بمسافة 356،425 كم.
وذلك فمراقبة شروق القمر وكذلك غروبه سيبدو أكبر من المعتاد ، بل أكبر حتى من وجوده في كبد السماء وخاصة حين يصل أقصى إرتفاع من نفس الليلة.
بطبيعة الحال لن يلفت القمر النظر بمراقبته في فضاء مفتوح كصحراء أو بحر ، بل من بين أشجار أو مباني وهي الطريقة المفضلة لتصوير ومراقبة القمر العملاق.
يبلغ المد ذروته ويسمى بالأعظمي عند ولادة القمر الجديد حين تجتمع قوة جذب القمر والشمس ، وكذلك حين يكون القمر بدرا ، ولذلك حين يكون في الحضيض يزداد المد قليلا ، ولا تأثير من أي نوع لهذه الظاهرة.
وفي الثقافة والموروث الشعبي الفلكي الغربي ، والذي يسمي بدر كل شهر بإسم ذو دلالة موسمية ، فبدر فبراير ، ولأنه الشهر الأبرد نسبيا في بعض المناطق يسميه السكان الأصليين في أمريكا الشمالية وكذلك في أوروبا بالقمر الثلجي ، وكذلك بقمر العاصفة ، وآخرون بقمر الجوع حيث تقل وفرة المحاصيل بسبب الثلوج.
ويذكر أنه في كل 19 سنة هناك فبراير واحد بدون بدر وكان آخرها فبراير 2018.
سيكون عمر القمر في طور البدر ، 14 يوما و18 ساعة و48 دقيقة ، في برج الأسد ، وفي منزلة الجبهة والتي يسطع فيها نجم قلب الأسد أسطع نجومه.