?Why are so many of us over-sensitive
(بقلم: ايما يانغ – by Emma Young)
عندما تبدو ومضة ضوئية بسيطة وكأنها ضوء ساطع يؤذي عينيك، وعندما تكون الأصوات العادية مؤذية لأذنيك، تصبح حياتك مقلقة ومؤلمة. ولكن، ما اكتشفته إيما يونغ (Emma Young)، قد يكون شيئًا إيجابياً للشخص المفرط الحساسية.
عندما كان جاك كراڤن (Jack Craven) في السادسة من عمره بدأ يكشف لأمه عن رغبته في الموت. قالت أمه لوري كراڤين (Lori Craven) انها لا تعرف طفلًا في سنه يفكر بهذا التفكير. هل تستطيع ان تتصور ان يكون لك طفل يصرح بهذه الأمنية؟
عندما أصبح سن جاك 12 سنة كان يعاني من اضطراب التكامل الحسي(1) (SPD)، والذي يعد تشخيصًا جدليًا. بعض الأطباء يقولون انه غير موجود في الواقع. على الرغم من أن أولئك الذين يقرون بوجوده قدّروا أن الأضطرابات الحسية تؤثر فيما بين 5 و 16 في المائة من الناس. وبالنسبة لبعض الناس، فهذا يعني أن لديهم حساسية مفرطة للأضواء أو الأصوات، بل هناك آخرون ممن يعتبرون التربيتة (اللمسة) اللطيفة أو القبلة الخفيفة وكأنها صنفرة تمزق جلودهم، وهناك أطفال يبكون و لا ينامون إلا إذا أُمسك بهم بشكل محكم أو في وضع مستقيم [بحيث تكون ظهورهم قي وضع مستقيم جلوسًا أو قيامًا]. هذه الحالة قد تجعل ما يعتبره العديد منا من المسلمات كحياة “طبيعية” شيئاً مستحيلًا من الناحية العملية.
وكطفل دارج [في الثانية من العمر]، كان جاك لا بتحمل أن يكون في أي مكان فيه أصوات مرتفعة: “يصرخ بشدة إذا ما كان المكان صاخباً”، كما تتذكر أمه. “في الواقع، كان يصرخ كثيراً”. و في المدرسة “كأنه غزال في وجه مصابيح سيارة” [المترجم: هذه استعارة تعبر عن الخوف] . جاك صبي ذكي، ولكن ما يجري في المحيط [من أصوات وأضواء وغيرهما] كان يفوق تحمله، بحيث لم يستطع أن يقوم بأداء وظائفه اليومية بشكل جيد. وقالت أمه انه عندما يرجع الى البيت كان يقول أن زملاءه من الأطفال ينبزونه بالـ “غبي”. مما اضطرها إلى أن تعلمه بنفسها في البيت وفي كل يوم، أخذة في الاعتبار حساسيته المفرطة في كل ما تفعله.
وعلى الرغم من هذه الصعوبات، إلا أن بعض مدرسي وأولياء أمور الأطفال يعانون من اضطراب التكامل الحسي يتحدثون عن ايجابيات عنهم. فضلًا عن كونهم أكثر حساسية بدنيًا، إلَّا أنهم أيضا أكثر حساسية تجاه مشاعر الآخرين. وهو ما حير الباحثين. هل يمكن لاضطراب التكامل الحسي ان يفسر الاختلاف بين شخصيات الناس الذين قد نظن انهم مجرد مفرطو “حساسية”؟ هل يمكن أن يكون الناس الذين يسجلون الدرجة القصوى من حدة اضطراب التكامل الحسي على طيف الحساسية أن تكون ميزة من الناحية التطورية؟
راشيل شنايدر (Schneider) حين شُخصت باضطراب التكامل الحسي في عام 2010 كانت تبلغ 27 سنة. وهذا يعني بالنسبة لها أنها شديدة الحساسية بشكل خاص للأضواء والأصوات. كما أنها تعاني أيضًا من حاسة أقل شهرة تسمى استقبال الحس العميق(2)، وهي الحاسة المعنية بمعرفة مواقع أطراف الجسم في الفضاء. لهذا السبب، تعتقد أنها تستمتع بالمعانقة لآنها تحسسها بوجود ضغط على جسمها.
في عيادتها الاستشارية ، كانت تعالج الأطفال الذين يعانون من مجموعة من الصعوبات المتعلقة بالدماغ. “وما أدركته هو أن العائلات تراجعها في العيادة، وتود أن تتحدث عن نوبات الصرع أو الصداع التي يعاني منها أطفالهم أو مشكلات اللغة (النطق) في حالة الأطفال المصابين بالتوحد ، على سبيل المثال” كما تقول.
ما يردن التحدث عنه في العيادة هو المعاناة التي يواجهنها دقيقة بدقيقة ويوم بيوم مع أطفالهن والتي كانت صعبة جداً وفوق تحملهن، بحيث لا يتمكنّ حتى من وضع أطفالهن تحت رشاش الاستحمام لغسل رؤوسهم إذ لا يسمحون لهن بلمس شعورهم، كذلك لا يسمح الطفل لأمه إلباسه قميصه وإلاّ سيصرخ قائلًا لها أيتها القاتلة الدموية، مثلًا. ومن تلك المشكلات التي يعانين منها الأمهات هي أنهن لا يستطعن تشغيل خلاطات الفواكه في المطبخ وإلاّ سيضطر اطفالهن إلى تغطية آذانهم هاربين خارج البيت.
في الستينات من القرن الماضي ، جين إيريس (Jean Ayres) أخصائية العلاج المهني وعلم النفس التربوي والتي كانت تعمل في كاليفورنيا شخصت لأول مرة اضطراب التكامل الحسي كما دعته حينئذ شيئًا مميزًا.
بالنسبة للذين يقبلون باضطراب التكامل الحسي كاضطراب، ما كان مشتركًا بين هؤلاء المرضى هو أنه في حين ان الحواس الخمس تعمل بشكل طبيعي، إلاّ ان أدمغة هؤلاء المرضى لا تستجيب عادة للمدخلات الحسية التي ترسلها هذه الحواس الى الدماغ. بعض الناس الذين يعانون من اضطراب التكامل الحسي تكون استجابتهم أضعف من الاستجابة الطبيعية(3) (لذا لديهم رغبة جامحة لاستثارة واحدة أو أكثر من الحواس)، بينما يعاني الكثير من الأطفال من “الإفراط في الاستجابة” لمدخلات واحدة أو اثنتين من الحواس، أو أكثر.
لوسي جين ميلر (Lucy Jane Miller) كانت احدى طالبات ايرنز (Ayres) وعملتا معًا على ابحاث في اضطراب التكامل الحسي لاكثر من 30 عامًا وهي الان برفسور في طب الاطفال في جامعة روكي ماونتين (Rocky Mountain) للمهن الصحية في كلورادو والمؤسِسة لمؤسسة اضطراب التكامل الحسي. فقد صممت مقياساً لتشخيص الاضطراب وقامت بتنسيق أبحاث في العلاج وعملت كلما في وسعها في التوعية بأن اضطراب التكامل الحسي موجود.
قالت انها وضعت جداول تقييم للتشخيص، والبحث في العلاجات المنسقة وفعلت كل ما في وسعها لبث الوعي بوجود اضطراب التكامل الحسي. ولكن الاقرار بوجود هذا الاضطراب الذي طالما حاربت من أجل إدراجه كاضطراب في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) أو الذي يسمى أحيانا “بالكتاب المقدس” عند الأطباء النفسيين وباحثي علم النفس – لا زال محيرًا لها.
المحاضرة التي القتها ميلر في 2008 في جامعة ولاية كالفورنيا في مدينة ديڤيس في معهد البحوث الطبية في الاضطرابات العصبية النمائية تناولت فيه مشكلات المعالجة الحسية استرعت اهتمام إليسا ماركو (Elysa Marco) من جامعة ولاية كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، ساعدت ميلر إليسا في توفير الاعتماد المالي الذي تحتاجه لبدء بحثها في التكامل الحسي والتي ساعدت نتائجه بعض المصابين بهذا الاضطراب.
التجارب الأولى، التي نشرت نتائجها(4) في عام 2013 ، استخدمت التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لدراسة أدمغة الأطفال المصابين باضطراب التكامل الحسي وأدمغة مجموعة ضابطة من أطفال لا يعانون من أي اضطراب. وأظهرت النتائج اختلافات قابلة للقياس في هيكلية الدماغ، بشكل أساس، في مناطق الجانب الخلفي من الدماغ التي تربط بين المناطق المعنية بمعالجة المدخلات البصرية والسمعية واللمسية. (تم نشر ورقة المتابعة الأكبر(5) التي تدعم هذه النتائج في عام 2016).
الورقة الثانية(6) التي نشرت في عام 2014 ، قارنت الأطفال المصابين باضطراب التكامل الحسي بالمصابين بالتوحد، بسبب وجود تداخل بين الاضطرابين. ووفقاً لبعض التقديرات، فإن ما يصل إلى 90% من المصابين بالتوحد يعانون من مشكلات في المعالجة الحسية ، لكن ماركو أرادت التأكد من أن اضطراب التكامل الحسي يمكن أن يحدث أيضاً في غير المصابين بالتوحد.
على الرغم من أن هناك بعض أوجه التشابه، وجدت ماركو أيضًا اختلافات كبيرة: لدى الأطفال المصابين باضطراب التكامل الحسي مادة بيضاء أقل حجمًا – “المادة البضاء تتكون من خلايا دبقية ومحاور عصبية(7)” تربط مناطق الدماغ ببعضها – في بعض المناطق المرتبطة بالحواس ، على الرغم من أن الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من خلل في دارات الدماغ الضرورية لمعالجة المشاعر التي تبدو على وجوه الناس والتفاعل معها، والتي لا يتمكن الأطفال المصابون باضطراب التكامل الحسي من معالجتها والتفاعل معها أو ، كما تقول شنايدر: “في الدراسة الأولى أثبتنا فكرة أن اضطراب التكامل الحسي موجود، والآن، “هنا نجد أن اضطراب التكامل الحسي، مقارنة بالتوحد، يبدو أنه مختلف عنه في الدماغ!”.
تعتبر هذه الدراسات حاسمة بالنسبة لشنايدر لأنها تقدم لها دليلاً على أن اضطراب التكامل الحسي هو اضطراب عصبي. طوال حياتها كانت تقول أنها تعاني من أعراض هذا الاضطراب. بالرغم من أنها فتاة حميمية وودودة واجتماعية، ولكنها كانت تنزوي عن الذهاب مع العائلة في رحلات التنزه عندما كانت طفلة، ووجدت صعوبة في الالتحاق بالمدرسة لأن التجمعات كالحفلات كانت تفوق تحملها الحسي ، ولديها ما تصفه بـ “الإنطفاء / الانغلاق (shutdowns) [نوبة صراخ] وذلك لعدم مقدرتها على تحمل ما يحدث لها” في الشارع الذي شُخصت حينها أنها تعاني من نوبات هلع، واضطرت إلى الانتظار حتى بلغت السابعة والعشرين من عمرها حين سمعت عن اضطراب التكامل الحسي – فقط لتعرف أن هذا الاضطراب لم يكن حينها مفهومًا بشكل جيد أو مقبولًا على نطاق واسع في المجتمع الطبي. ثم نشرت دراسات تصوير الدماغ. “ولأول مرة في كل حياتي ، علمت أن هناك دليلاً على أنني مختلفة عن الناس”.
ومع ذلك، كانت هناك مقاومة لفكرة وجود اضطراب التكامل الحسي. وفي عام 2012 ، أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بيانًا قالت فيه: “من غير الواضح ما إذا كان الأطفال الذين يعانون من مشكلات حسية لديهم اضطراب فعلي مرتبط بالمسارات الحسية في الدماغ ، أو ما إذا كانت هذه المشكلات ناجمة عن اضطراب نماء أساسي”. كاضطراب التوحد ونقص الانتباه وفرط الحركة واضطراب القلق. حتى بعد أن نُشرت أبحاث ماركو الرائدة ، استمر توخي الحذر من قبل العديد من أطباء الأطفال في تقبل نتائج هذه الأبحاث.
توماس بويس (Thomas Boyce)، برفسور طب الأطفال في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، يقول إنه متردد في قبول هذه النتائج ولكن ليس رافضًا لها: “أعتقد أن هناك شيئًا لا شك فيه” ، كما يقول. “وقد يكون ذلك هو اضطراب في المعالجة الحسية… أعتقد أننا حتى لم نفهم هذا الاضطراب بما يكفي”.
اضطرابات التكامل الحسي ليست غير شائعة في مرحلة الطفولة. وجدت دراسة استقصائية على مجموعة من أولياء الأمور في الولايات المتحدة أن 16 في المائة من الأطفال مصابين “بفرط الحساسية” ضد شكل من أشكال التحفيز الحسي [ضد مدخلات الحواس من المحيط(8)] ، في حين وجدت دراسة استقصائية آخرى استناداً إلى أجوبة أولياء الأمور أن ما لا يقل عن 5 في المائة من الأطفال في سن المدرسة مستوفون لمعايير اضطراب التكامل الحسي . كما تبين ماركو: “لو أخذت طفلك إلى مهرجان ألعاب نارية وسد آذنيه عن سماع المفرقعات إلَّا أنه استطاع أن يصبر حتى نهاية المهرجان، وحين رجع إلى البيت عاد إلى طبيعته [لم يسد أذنيه] وكل شيء كان على ما يرام … فكل ما عليك هو ان تشتري له سدادة آذنين لمثل هذه المناسبات”.
“ولكن لو لم تتمكن من اصطحابه إلى أي مكان يعج بأصوات مفرقعات، أو في كل مرة تقوم فيها بتنظيف المنزل بالمكنسة الكهربائية، يبدأ بالصراخ ويستمر لساعات متواصلة، أو حين تُلبسه حفاضات يصرخ ويخدش بشرته، فاعرف أن طفلك يعاني من اضطراب التكامل الحسي”.
تزودنا حواسنا بمعلومات عن محيطنا وعن الناس من حولنا. نحن نتبادل مع بعضنا بعض باستمرار بعض الاشارات البصرية والسمعية الأخرى عن حالتنا الانفعالية وذلك من خلال تعابير وجوهنا ونبرة أصواتنا ووضعية أجسامنا. أدمغتنا تلتقط هذه المعلومات على الفور وبشكل لا شعوري (لا واعي). في إحدى التجارب، وجدت تانيا سينغر (Tania Singer)، مديرة معهد ماكس بلانك للعلوم المعرفية والدماغية البشرية في لايبزيغ (Leipzig) الألمانية، ورائدة في مجال العلوم العصبية الاجتماعية، أن حوالي ربع المتطوعين الذين شاركوا في التجربة حصلت لهم طفرة في مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول فقط حين شاهدوا أشخاصًا آخرين يمرون بتجربة مرهقة. وهذه الظاهرة تسمى “عدوى المشاعر” [انتقال المشاعر بين الأشخاص](9) في اللاوعي.
ولو كانت حاستا البصر والسمع تزوداننا بمعلومات عن خوف أو غضب يعتري شخصاً آخر ، على سبيل المثال ، فإن ذلك لا يبدو وكأنه قفزة كبيرة في الاستنتاج للاعتقاد أن كل الذين لديهم اضطراب التكامل الحسي، أمثال جاك ، ستصلهم تلك المعلومات ويتفاعلون معها بقوة أشد. تقول راشيل شنايدر: “عندما يدخل أحد الأشخاص الغرفة، أعرف فورًا ما يعاني منه، وكيف يكون شعوري تجاهه”.
يُعتقد أن عدوى المشاعر(9) هي الأساس التي يُبنى عليها التقمص الوجداني(10) – التقمص الوحداني هو معرفة ما يشعر به الآخرون ومشاركتهم مشاعرهم. هناك بحث يوحي بوجود علاقة بين الاثنين: لقد وجدت سنغر أن الأكثر عرضة لعدوى المشاعر هم من يحرزون أيضًا على نتائج أعلى في استبيانات التقمص الوجداني.
لم تدرس سينغر الناس الذين يعانون من اضطراب التكامل الحسي. لكن إليسا ماركو تقبل فكرة أن الأطفال والراشدين ممن يعانون من اضطراب التكامل الحسي المفرط يقعون في أقصى طرف من تدرج طيف الحساسية ضد المدخلات من المحيط العام [من الصوت والضوء] والناس الآخرين.
اسأل شخصاً غير متخصص في علم النفس عن سمات شخص “حساس”، فقد يجيبك بانه شخص يتأذى بسهولة من السخرية أو يبكي من مشاهد حزينة (أو أحيانًا سعيدة) في فلم من الأفلام، أو يفضل أن يذهب بصحبة صديق أو كتاب شعر الى حفلة. علماء النفس لا يعرِّفون العبارة بنفس الأسلوب (على الرغم من أن البكاء لمشاهدة مشاهد حزينة في أحد الأفلام ، والاستمتاع بالشعر وتجنب حضور الحفلات يمكن أن يدخل تحت هذه الأعراض تمامًا).
في مقهى في تيبورون ، وهي بلدة هادئة في مقاطعة مارين ، على الجانب الآخر من خليج سان فرانسيسكو ، تشرح باحثة علم النفس إيلين آرون (Elaine Aron) ماذا يعني لها الشخص “الحساس”. وتقول: “أهم جانب هو أنه يعالج المعلومات بشكل أكثر عمقاً ودقة”. “الأشياء التي يلاحظها الناس عن بعضهم هي عبارة عن سلوكيات سطحية، كالشعور بالضيق بسبب الضجيج الصاخب أو البكاء بسهولة أو لا يرغبون في أن يتسرعوا في اتخاذ قرار، ولكن تحت ذلك هناك عمق معالجة لهذه الاشياء (التفاعل مع هذه الاشياء)”.
لقد كانت أرون رائدة في الدراسة العلمية “للشخص المفرط الحساسية” (HSP) ، الذي تعتقد أنه نوع شخصية مميزة – يدعمها ما صاغته بـ “المعالجة الحسية للحساسية” (sensory processing sensitivity) – والتي تُعرف ليس فقط في البشر بل في 100 نوع مختلف من الحيوانات. الأمر ليس مثل الانطواء (حوالي 30 في المائة من الذين درستهم هم منفتحون (منبسطو / منفتحو النفس extravert). لكن الذين هم شديدو الحساسية عمومًا يقاربون المواقف، بما في ذلك التفاعلات الاجتماعية، بحذر شديد ولا يندفعون في اتخاذ القرار بل”يتوقفون ويتأملون” ويلاحظون كثيراٌ ما يجري في المحيط ، ويمكنهم توظيف هذه المعلومات لمساعدتهم على البقاء أحياء، وفي أفضل الأحوال، على الترعرع والازدهار.
قائمتها المؤلفة من 27 سؤالًا تستخدمها لتشخيص ما اذا يستوفي شخص معايير هذا التصنيف.
وبناءً على نتائج بحثها ونتائج بحوث الآخرين ، تعتقد أن حوالي 20٪ من الناس هم ممن يستوفون معيار التشخيص بالحساسية العالية / المفرطة (HSPs) ، وأنه ضمن هذه المجموعة هناك طيف متنوع من الحساسية – لكن البقية لا تقع ضمن هذه المجموعة. وتزعم بأن معظمنا ليس “حساسًا” بتلك البساطة،
تعتقد “آرون” و “بويس” أن هناك فائدة تطورية لوجود أصناف للاضطرابات النفسية المختلفة في المجتمع، بما فيهم المجموعة عالية الحساسية (HSPs). أولئك الذين يولون انتباهًا وثيقًا بما يجري في محيطهم – يلاحظون أكثر ويستفيدون أكثر – سيكونون أفضل في بعض الظروف والحالات، في حين أن الأصناف الجسورة المغامرة ، التي تبحث عن الإثارة ستكون أكثر نجاحا في بيئات آخرى.
وبمجرد تشخيص حالة المريض، فإن الخطوة التالية هي العلاج – وليس لإزالة الحساسية ، بالنظر إلى فوائدها المحتملة، ولكن لجعل التعايش مع الحالة أقل وطئة من ناحية الصدمة النفسية في الوقت الحالي ، يُستخدم العلاج المهني في كثير من الأحيان لتصميم برامج محددة بحسب الأعراض. تقول شنايدر، على سبيل المثال القيام بـ “بتمارين الصدر (الدفع باليدين)” على الجدار يساعد على تهدئة المصاب بهذا الاضطراب.
وقد تشمل العلاجات أيضًا أدوية القلق أو تلك المستخدمة في اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ، ولكن قد تكون هناك خيارات أخرى في المستقبل. تعمل ماركو مع زملائها على تصميم لعبة كمبيوتر تسمى (Evo)، وهي مصممة للمساعدة في توجيه الانتباه. كما أن حوالي 40 في المائة من الأطفال المصابين باضطراب التكامل الحسي يستوفون أيضًا معايير التشخيص باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وإذا كنت تستطيع استخدام لعبة إيفو (Evo) لتحسين انتباه شخص(11) لأحد المثيرات فسيكون بمقدورك أن تحسن قدرتهم على معالجة المدخلات الحسية بشكل أدق.
كما تبحث ماركو في جينات المصابين باضطراب التكامل الحسي ومدى تشابهها مع التوحد ونقص الانتباه وفرط الحركة. على الرغم من أن جميع هذه العلامات التشخيصية متميزة ، فإنها تنطبق على مجموعات من الأعراض التي غالباً ما تكون متداخلة.
من السهل أن ترى كيف يمكن للطفل الذي لا يستطيع التركيز في المدرسة نظرًا لأن اضطراب التكامل الحسي يعني أن المريض يركز على صوت المروحة في الصف الدراسي أو أن صوت صرير قلم جاره قد يُصنف على أن لديه اضطراب نقص الانتباه ؛ أو كيف يرغب الطفل ان يتحرك باستمرار ، لأنه يتوق الى مثيرات حسية عن مواضع اعضاء جسده في الفضاء حوله، يمكن أن يُصنف هذا على أنه مفرط النشاط؛ أو كيف أن الطفل الذي لا يستطيع معالجة معلومات مرئية عن وجه من وجوه الناس بشكل صحيح قد يجد صعوبة في فهم ما يفكر به الآخرون ويشخص على أنه مصاب بالتوحد.
تقول ماركو: “هناك تداخل في الجينات بين جميع هذه الاضطرابات الدماغية”. “العلامات هي ببساطة أوصاف سلوكية”.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_التكامل_الحسي
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/استقبال_الحس_العميق
3- “غالبًا ما يكون الذين لا يستجيبون للمنبهات / للمثيرات الحسية (under-responsive) هادئين وخاملين، ويتجاهلون أو لا يستجيبون للمنبهات ذات الشدة المعتادة في محيطهم الحسي. قد يبدون منسحبين [لا يرغبون في التواصل مع الآخرين]، أو يصعب عليهم التفاعل معهم، أو ليس لهم همٌ إلَّا أنفسهم لأنهم لا يحسون بالمدخلات التي تأتي عن طريق الحواس من البيئة المحيطة. قد يؤدي عدم استجابتهم لمدخلات اللمس لأجسامهم والضغط العميق عليها إلى ضعف الوعي بالجسم. قد لا يحس هؤلاء الأطفال بالأشياء الساخنة أو بالباردة جدًا أو قد لا يشعرون بالألم الناتجة من الصدمات أو السقوط أو الجروح أو الخدوش” ، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://sensoryhealth.org/basic/subtypes-of-spd
4- https://www.ucsf.edu/news/2013/07/107316/breakthrough-study-reveals-biological-basis-sensory-processing-disorders-kids
5- https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fnana.2015.00169/full
6- https://www.ucsf.edu/news/2014/07/116196/kids-autism-sensory-processing-disorders-show-brain-wiring-differences
7- https://ar.wikipedia.org/wiki/المادة_البيضاء
8- https://ar.wikipedia.org/wiki/منبه_(علم_وظائف_الأعضاء)
9- https://ar.wikipedia.org/wiki/عدوى_المشاعر
10- https://ar.wikipedia.org/wiki/تقمص_وجداني
11- https://www.kqed.org/futureofyou/366169/this-video-game-helped-some-kids-overcome-attention-problems
المصدر الرئيس: