زيادة تناول أوميغا 3 قد يحمي من فقدان السمع المرتبط بالعمر – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Increased Omega-3 Intake May Protect Against Age-Related Hearing Loss
(AMERICAN SOCIETY FOR NUTRITION – بواسطة الجمعية الأمريكية للتغذية)

ملخص المقالة:

أفادت دراسة جديدة، استخدمت بيانات من البنك الحيوي في بريطانيا، أن مستويات حمض أوميغا 3 في الدم كانت مرتبطة عكسياً بصعوبة السمع، حيث كان البالغون في منتصف العمر وكبار السن الذين لديهم مستويات أعلى من حمض أوميغا 3 أقل عرضة للإبلاغ عن مشكلات السمع المرتبطة بالعمر بنسبة 8-20٪ مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من الحمض.

( المقالة )

تربط دراسة حديثة بين المستويات الأعلى من أوميجا 3 (حمض الدوكوساهيكسانويك الدهني) مع انخفاض احتمالية الإبلاغ عن صعوبات السمع المرتبطة بالعمر، مما يعزز الأدلة المتزايدة على دور أوميغا 3 في الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.

أفاد الباحثون أن مستويات الدم من حمض أوميغا 3 الدهنية (حمض الدوكوساهيكسانويك) كانت مرتبطة عكسياً بصعوبة السمع في دراسة مستعرضة جديدة على أساس السكان. وكان البالغون في منتصف العمر وكبار السن الذين لديهم مستويات أعلى من حمض الدوكوساهيكسانويك أقل عرضة للإبلاغ عن مشكلات السمع المرتبطة بالعمر بنسبة 8-20٪ مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من حمض الدوكوساهيكسانويك.

“وُجد أن ارتفاع مستويات حمض الدوكوساهيكسانويك يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والضعف الإدراكي والوفاة. توسع دراستنا هذه النتائج لاقتراح دور حمض الدوكوساهيكسانويك في الحفاظ على الوظيفة السمعية والمساعدة في تقليل مخاطر فقدان السمع المرتبط بالعمر”، قال البروفيسور مايكل آي ماكبيرني، عالم كبير في معهد أبحاث الأحماض الدهنية وأستاذ مساعد غير متفرغ [يعمل بدوام جزئي] في قسم صحة الإنسان وعلوم التغذية في جامعة غويلف الكندية وكلية “فريدمان” لعلوم وسياسة التغذية في جامعة توفتس بمدينة بوسطن.

وسيقدم [قدم] البروفيسور ماكبيرني، زميل الجمعية الأمريكية للتغذية والجمعية الكندية للتغذية، النتائج في مؤتمر التغذية 2023  (NUTRITION 2023)، الاجتماع السنوي الرئيسي للجمعية الأمريكية للتغذية الذي عقد في الفترة من 22 إلى 25 يوليو في مدينة بوسطن.

وباستخدام بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، قام الباحثون بتحليل حالة السمع المبلغ عنها ذاتيًا ومستويات حمض الدوكوساهيكسانويك في الدم لأكثر من 100000 شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و 69 عامًا في المملكة المتحدة. وبعد حساب المتغيرات المربكة المحتملة، أظهرت النتائج أن الأشخاص في الخُمس الأعلى (خُمس المشاركين) من مستويات حمض الدوكوساهيكسانويك في الدم كانوا أقل احتمالية بنسبة 16٪ للإجابة بنعم على السؤال “هل لديك صعوبة في السمع” مقارنةً بأولئك الموجودين في الخُمس الأدنى من مستويات حمض الدوكوساهيكسانويك.

وبالمثل، فإن الأشخاص في أعلى خمس مستويات حمض الدوكوساهيكسانويك كانوا أقل احتمالا بنسبة 11٪ للإجابة بنعم على السؤال “هل تجد صعوبة في متابعة المحادثات عندما يكون هناك ضوضاء في الخلفية” مقارنة بالأشخاص في الخُمس الأدنى لمستويات حمض الدوكوساهيكسانويك.

وفي حين أن النتائج تظهر ارتباطًا كبيرًا بين مستويات حمض الدوكوساهيكسانويك والسمع، حذر البروفيسور ماكبرني من أن دراسة السكان المقطعية لا تقدم أدلة كافية لاستنتاج نهائي أن حمض الدوكوساهيكسانويك يحافظ على الوظيفة السمعية أو أن مستويات حمض الدوكوساهيكسانويك غير الكافية تساهم في فقدان السمع. ومع ذلك، تضيف النتائج إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أهمية أحماض أوميغا 3 الدهنية، بما في ذلك حمض الدوكوساهيكسانويك على وجه الخصوص، للحفاظ على الصحة والمساعدة في الحماية من التدهور المرتبط بالشيخوخة في مجموعة متنوعة من وظائف الجسم.

وقد تساعد أحماض أوميغا 3 في حماية صحة الخلايا في الأذن الداخلية أو تخفيف الاستجابات الالتهابية للضوضاء الصاخبة أو المواد الكيميائية أو العدوى. وأشارت الدراسات السابقة التي أجريت على كبار السن والحيوانات بالمثل إلى أن ارتفاع مستويات أوميغا 3 يرتبط عكسياً بفقدان السمع المرتبط بالعمر وقد يحمي منه.

وتتمتع أجسامنا بقدرة محدودة على إنتاج حمض الدوكوساهيكسانويك، لذا فإن كمية حمض الدوكوساهيكسانويك الموجودة في دمنا وأنسجتنا تعتمد إلى حد كبير على كمية أوميغا 3 التي نتناولها. ويمكن زيادة مستويات حمض الدوكوساهيكسانويك عن طريق تناول المأكولات البحرية بانتظام أو عن طريق تناول المكملات الغذائية.

وقال البروفيسور ماكبيرني: “هناك دليل قوي على أن ارتفاع مستويات أحماض أوميغا 3 الدهنية في الدم مفيد. تعتبر الأسماك الدهنية ومكملات أوميغا 3 مصادر غذائية جيدة. إذا اخترت استخدام مكمل غذائي، فقم بمقارنة المنتجات من خلال قراءة لوحة حقائق المكملات الخاصة بحمض إيكوسابنتاينويك^[2] (eicosapentaenoic (EPA)) + محتوى حمض الدوكوساهيكسانويك”.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 20٪ من الأشخاص – أكثر من 1.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم – يعانون من ضعف السمع، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد مع تقدم السكان في العمر في العقود القادمة. ويمكن أن يتراوح ضعف السمع من خفيف إلى عميق؛ إنه يؤثر على التواصل والتفاعلات الاجتماعية، والفرص التعليمية والوظيفية، والعديد من جوانب الحياة اليومية الأخرى.

وتساهم العوامل البيئية وكذلك الميول الوراثية والأدوية في فقدان السمع. وتشمل الطرق المؤكدة للحد من مخاطر فقدان السمع حماية الأذنين من الضوضاء الصاخبة باستخدام معدات الحماية والحصول على الرعاية الطبية المناسبة للعدوى.

وسيقدم [قدم] البروفيسور ماكبيرني هذا البحث في الساعة 8:09 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الاثنين 24 يوليو، خلال جلسة عرض العوامل المتعلقة بالتغذية في الشيخوخة والأمراض المزمنة في فندق شيراتون بوسطن، في ضاحية فيرفاكس بمدينة بوسطن.

علاقة مستويات أوميغا 3 في بلازما الدم وفقدان السمع الشائع في بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة

الخلفية: يعاني ما يقدر بنحو 1.57 مليار شخص على مستوى العالم من ضعف السمع (حوالي 20٪ من السكان). وقد ارتبط تناول كميات أكبر من الأسماك بفقدان السمع المرتبط بالعمر لدى البشر، وساعدت مكملات أحماض أوميغا 3 الدهنية على منع فقدان السمع لدى الفئران.

الأهداف: “لتقييم الارتباطات المقطعية بين أحماض أوميغا 3 الدهنية في البلازما، أي حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، وفقدان السمع المبلغ عنه ذاتيًا في البنك الحيوي في المملكة المتحدة الذي جمع البيانات من الاستبيانات والعينات البيولوجية والقياسات الفيزيائية على 502639 فردًا من 40 إلى 69 عامًا بين عامي 2007-2010”. فبين الأفراد الذين لديهم بيانات حمض الدوكوساهيكسانويك في البلازما (العدد = 117938)، كانت بيانات السمع متاحة لما بين 71368 و 115303 فردًا [57 ± 8ص (متوسط ± الانحراف المعياري (SD))؛ 54٪ إناث]، حسب النتيجة.

وقد تم قياس حمض الدوكوساهيكسانويك  كنسبة مئوية من إجمالي الأحماض الدهنية في البلازما بواسطة الرنين المغناطيسي النووي. وتشكل الإجابة بنعم على أي من الأسئلة التالية دليلاً على نوع من فقدان السمع: 1) هل لديك صعوبة في السمع. 2) هل تجد صعوبة في متابعة محادثة إذا كانت هناك ضوضاء في الخلفية، على سبيل المثال: تلفزيون، راديو، حفل عشاء، إلخ؛ و 3) هل تستخدم المعينات السمعية في معظم الأوقات؟ تم إنشاء نماذج الانحدار اللوجستي بواسطة خماسي حمض الدوكوساهيكسانويك المعدل حسب العمر والجنس ومتغيرات متعددة للتاريخ الديموغرافي والطبي.

وقد أفاد 38 بالمائة من 115303 مستجيبًا أنهم يعانون من صعوبة في السمع، وأفاد 26٪ من 113134 بمشاكل سمعية في الخلفية، واستخدم 5٪ من 71368 مشاركًا المعينات السمعية. والأشخاص الذين لديهم أعلى مستويات حمض الدوكوساهيكسانويك (الخُمس الأعلى) لديهم مخاطر أقل [نسبة الأرجحية؛ أو (95% فاصلة ثقة confidence interval)] من ضعف السمع بالنسبة لأولئك في المجموعة الأدنى (الشريحة الخمسية السفلية): صعوبة السمع، 0.89 (0.85 ، 0.94)؛ صعوبة في السمع مع ضوضاء الخلفية، 0.92 (0.88 ، 0.96)؛ واستخدام المعينات السمعية، 0.80 (0.71 ، 0.90) في نماذج الانحدار اللوجستي متعدد المتغيرات المعدلة بالكامل.

وكان الأفراد في الخمس الأعلى من حمض الدوكوساهيكسانويك أقل عرضة للإبلاغ عن مشكلات السمع بنسبة 8 إلى 20٪ (مقابل الخُمس الأدنى). ويجب استكشاف مجموعات أخرى لتأكيد الارتباط العكسي لبلازما حمض الدوكوساهيكسانويك مع فقدان السمع الحادثة، ويجب اختبار تأثيرات زيادة تناول حمض الدوكوساهيكسانويك على مقاييس السمع في تجارب عشوائية تحدد الآليات السببية المحتملة.

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر:

https://scitechdaily.com/increased-omega-3-intake-may-protect-against-age-related-hearing-loss/

الهوامش:

[1] حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA): أحماض أوميغا 3 الدهنية توجد في الأسماك الدهنية في المياه الباردة، مثل السلمون. يوجد أيضًا في مكملات زيت السمك، جنبًا إلى جنب مع حمض إيكوسابنتاينويك  (eicosapentaenoic acid (EPA)). تأتي المصادر النباتية لـ حمض الدوكوساهيكسانويك من الأعشاب البحرية. أحماض أوميغا 3 الدهنية مفيدة للقلب، ويحتاج الجسم إلى حمض الدوكوساهيكسانويك لدماغ سليم. الصيغة الكيميائية للحمض: C₂₂H₃₂O₂. المصدر: ويكيبيديا.

[2] حمض الإيكوسابنتاينويك هو حمض دهني غير مشبع له الصيغة الكيميائية C₂₀H₃₀O₂، مع وجود خمس روابط مضاعفة، تكون إحداها على الكربون رقم 3 من الطرف الميثيلي للسلسلة، ولذلك فهو من أحماض أوميغا 3. يحتوي لحم سمك السلمون على نسب مرتفعة من حمض الإيكوسابنتاينويك. يوجد حمض الإيكوسابنتاينويك طبيعياً في لحم وزيت عدد من أنواع الأسماك، مثل القد والرنطة والإسقمري والسلمون. ويكيبيديا.