Game-changing obesity drugs go mainstream: what scientists are learning
(بقلم: ماريانا لنهارو – Mariana Lenharo)
[قدم له وراجعه غسان على بوخمسين، صيدلاني أول، مستشفى جونز هوبكنز]
مقدمة غسان علي بوخمسين
حسب الإحصاءات المتوقعة عالميًا، بحلول عام 2030 سيعاني نصف سكان العالم تقريباً من زيادة الوزن أو السمنة، من بينهم 250 مليون طفل بدين، وهذه تُعد كارثة صحية واجتماعية بكل المقاييس، يعاني في الوقت الراهن تقريبًا 2 مليار شخص من زيادة الوزن أو السمنة وسيتضاعف هذا العدد في غضون أقل من عقد تقريباً، نتيجةً للزيادة الصاروخية في عدد الذين يعانون من زيادة في الوزن والمصابين بالسمنة، حتى أضحت السمنة سمة العصر الحديث وداءً متفشياً في كل أنحاء العالم تقريباً.
تعتبر السمنة داءً مستشرياً في وقتنا الراهن، نتيجةً لعوامل عديدة ومتشعبة، أهمها نمط الحياة الخامل (sedentary life style) والمعتمد على الغذاء عالي السعرات الحرارية والمعلَّب (processed food) ومتدني القيمة الغذائية.
خيارات مكافحة ومعالجة السمنة عديدة ومتنوعة، أحد هذه العلاجات هو الخيار الدوائي، حيث برزت في السنوات الأخيرة مجموعة من أدوية الـ (GLP1)، والتي كانت ومازالت تستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني، هذا النوع من العلاج أعطت نتائج ممتازة في تخفيض الوزن بنسبة وصلت في بعض الأدوية إلى حوالي 20%.
هذه الأدوية سببت تغييراً في علاج السمنة في السنوات الأخيرة، وربما ستصبح الخيار الأول لبعض حالات السمنة المرضية الخفيفة، وهذا يعد تطوراً مهماً في مكافحة السمنة.
لكن من المهم جداً الأخذ في الاعتبار أن هذه الأدوية يجب أن تصرف وفق وصفة طبية من طبيب مختص، بعد الكشف على المريض ودراسة حالته المرضية بعناية، والتأكد من صلاحية الدواء لحالته وعدم وجود الموانع المرضية لاستخدامه.
ينبغي التنبيه على أن هناك ممارسة خاطئة يقع فيها البعض، وهي محاولة تجريب أنواع هذه العلاجات في تخفيض الوزن من دون استشارة طبية، نتيجة لنصيحة صديق او مشاهدة مقطع لأحد المشاهير في إحدى منصات التواصل الاجتماعي ينصح باستخدامها. ولا أجد ضرورة لإعادة التأكيد على خطورة مثل هذا التصرف على الصحة.
المقال المترجم الذي بين أيدينا، يسلط الضوء على هذه المجموعة الجديدة من أدوية التخسيس، ومحاولة الإجابة على سؤال مهم: هل هذه الأدوية نافعة للجميع على حد سواء؟ لقد حاولت الدراسة وضع فرضية مفادها تقسيم مرضى السمنة إلى فئات، منها فئتا الدماغ الجائع والأمعاء الجائعة، في محاولة تفسيرية لاختلاف النتائج بين المرضى.
ويبقى السؤال الآخر الأكثر أهمية بحاجة الى جواب: ما المدة التي ينبغي على المريض أن يستمر على العلاج؟
في الختام، الأدوية الجديدة لتخسيس الوزن سببت تغييراً ثورياً في مكافحة وعلاج السمنة، ولكن ينبغي الالتزام بالقاعدة الذهبية وهي: هذه الأدوية وصفية، ويجب تناولها بوصفة طبية من طبيب مختص،
( البحث المترجم )
تتناول الدراسة تحديد من من المرجح أن يستفيد أكثر من الجيل الجديد من أدوية التخسيس ويخسر وزنه.
أحدث جيل جديد من الأدوية ثورة في علاج السمنة(1) وأذهلت هذه الأدوية الباحثين بمدى فعاليتها potency (2) [مدى فاعليتها وهي كمية / تركيز الدواء المطلوبة لإحداث تأثير بدرجة معينة(1)] (3) . على سبيل المثال ، مكَّن عقار سيماغلوتايد (semaglutide) ثلث المشاركين في التجارب السريرية من التخلص من 20٪ على الأقل من وزن أجسامهم(4). وحقق عقار تيرزيباتيد (tirzepatide)، وهو دواء منافس لـ سيماغلوتايد، نتائج مماثلة في أكثر من نصف المشاركين في الدراسة(5).
على الرغم من نجاعتها(3) العالية ، فقد عرِف الباحثون أن هذه الأدوية ليست بالضرورة العلاج الأنجع لكل مَنْ يعاني من السمنة. “الكل يرغب في تجربتها ولكن لا يستفيد منها إلّا البعض” كما كان يقول أندريس أكوستا (Andres Acosta)، اخصائي السمنة في مستشفى مايو كلينيك (Mayo Clinic) في مدينة روتشستر في ولاية مينيسوتا. الآن بعد أن أصبح عقار سيماغلوتايد وعقار تيرزباتايد (tirzepatide) متوفرين في السوق من فترة زمانية، بدأت المستشفيات والعيادات الصحية في تحديد مَنْ مِنَ المرجح أن يستفيد أكثر منهما – والتعرف على الصعوبات المتوقعة من استخدامهما.
دماغ جائع أم أمعاء جائعة؟
تعمل الأدوية بمحاكاة عمل هرمون يسمى الببتايد (peptide) الشبيه بالغلوكاجون 1 (GLP-1) ، والمقترن بتنظيم الشهية. في عام 2021 ، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عقار سيماغلوتايد، تحت اسمه التجاري ويغوڤي (Wegovy) لعلاج السمنة. على الرغم من أن الادارة قد وافقت على عقار تيرزيباتيد (tirzepatide)، الذي يُسوق تحت اسمه التجاري ماونجارو (Mounjaro) في عام 2022 لعلاج مرض السكري من النوع الثاني فقط، إلا أنه غالبًا ما يوصف كدواء لتخسيس الوزن.
لاحظ الأخصائيون أن استجابة الناس للأدوية (الاستفادة منها) تعتمد على السبب الكامن وراء اصابتهم بالسمنة. دفعت هذه الملاحظات أكوستا وزملاءه إلى تطوير طريقة لملاءمة (شخصنة) الأدوية لكل مصاب بالسمنة بعينه(6).
صنف فريق البحث المصابين بالسمنة إلى أربعة فئات فرعية: الفئة الأولى هم الذين يحتاجون إلى تناول كميات أكثر من الطعام ليصلوا إلى حد الشبع (أطلق الباحثون على هذه الفئة فئة الدماغ الجائع) ؛ الفئة الثانية هم الذين يصلون إلى حد الشبع بوجبة متعارفة الكمية ، لكنهم يشعرون بالجوع بعد فترة قصيرة (أُطلق على هذه الفئة فئة الأمعاء الجائعة) ؛ والفئة الثالثة هم الذين يأكلون للتغلب على الشعور بالجوع (أُطلق عليها بفئة الجوع الانفعالي) ؛ والفئة الرابعة هم من يتميزون بعملية استقلاب (أيض) بطيئة نسبيًا (أطلق عليها فئة الاستقلاب البطيء).
يبدو أن الذين هم من فئة الأمعاء الجائعة، وهم الذين يشعرون بالجوع بين الوجبات الغذائية ، يستجيبون بشكل أفضل للدوائين الجديدين ، وفقًا للملاحظة السردية [المترجم: الملاحظة السردية هي توثيق دقيق لتسلسل ما جرى بالضبط من أحداث خلال التجربة باستخدام لغة وصفية(7)] التي أجراها أكوستا وفريقه. يقول أكوستا أن السبب في ذلك لم يكن واضحًا ، لكنه طرح فرضية وقال: “نعتقد أن لدى هؤلاء المصابين بالسمنة مستويات منخفضة من هرمونات الـ (GLP-1) ولهذا السبب يعانون من السمنة. وعندما تعطيهم ما يعوض نقص هذه الهرمونات ، وهي شبيهات هرمونات الـ (GLP-1) ، فإنهم يستجيبون لهذين الدوائين بشكل فعال جدًا”.
في مستشفى مايو كلينك (Mayo Clinic)، استخدم الممارسون الطبيون هذه المعايير لتوجيه العلاج بدواء قديم يشابه هرمونات الـ (GLP-1) يُسمى ليراغلوتايد (liraglutide). وجدت دراسة بقيادة أكوستا أنه بعد استخدام الليرلوتايد لمدة عام ، خسر المشاركون، الذين يعانون من السمنة من فئة الأمعاء الجائعة، ضعف وزن أولئك الذين يعانون من السمنة من عامة الناس(6).
شبعان
تقول بيفرلي تشانج (Beverly Tchang)، أخصائية الغدد الصماء في كلية وايل للطب في جامعة كورنيل (Weill Cornell Medicine) في مدينة نيويورك، كان فريق أكوستا هو أول فريق قسَّم السمنة إلى هذه الفئات. ملاحظاتها السردية(7) أدت بها إلى الموافقة على أن الذين لديهم نمط ظاهري(8) لفئة الأمعاء الجائعة يستجيبون بشكل جيد بعد تناول الأدوية الشبيهة بهرمونات الـ (GLP-1). المعطيات من مجموعات بحثية أخرى تدعم فرضية أكوستا(9). “نحن نعلم أن عقار سيماغلوتايد يبطئ عملية الهضم ويحسن بالفعل مقاييس الشبع” ، كما تقول بيفرلي.
بسبب نظام عملهم الأسبوعي المتغير وغير المنتظم ، فالذين لديهم جداول عمل غير منتظمة ونوبات عمل متغيرة بإمكانهم الاستفادة من الدوائين ايضًا، كما يشير بيميندا كاباندوغاما (Peminda Cabandugama), اخصائي الغدد الصماء في كليفلاند كلينك في أوهايو والمتحدث باسم جمعية السمنة. ويقول بالنسبة لبعض الأدوية الأخرى يجب تناولها في وقت معين من اليوم، و “ربما يكون ذلك صعبًا” على أولئك الذين لديهم جداول نوم غير منتظمة.
حمية مدى الحياة؟
يأمل الباحثون في معرفة ليس فقط من من المرجح أن يستفيد ولكن أيضًا طول الفترة التي يستمر فيها المصاب بتناول هذه الأدوية. أثبتت تجربة سريرية(10) أن المشاركين الذين توقفوا عن تناول عقار سيماغوليت استعادوا بعد 20 أسبوعًا معظم وزن أجسامهم الذي خسروه في البداية، في حين أن أولئك الذين بقوا يتناولون الدواء استمروا في فقدان الوزن. يقول أكوستا إن السمنة تُفهم حاليًا على أنها مرض مزمن ويوصى بهذه الأدوية على الأمد الطويل. “الآن ، هل نعرف ماذا يعني مصطلح الأمد الطويل؟ أعتقد أن لا أحد يعرف وآمل ألا يعني ذلك طوال الحياة. لكن ذلك يحتاج الى دراسات ينبغي اجراؤها”.
هناك تحدٍ آخر، وفقًا لـ تشانغ (Tchang) ، هذه الأدوية ناجعة جدًا لدرجة أن الممارسين بدأوا في مناقشة حد الوزن الأقصى الذي يجب انقاصه قبل أن يصل التخسيس الى حد الافراط.. وتقول إن فقدان الوزن يؤدي إلى انخفاض في كل من مستويات الدهون وكتلة العضلات. فقدان كتلة العضلات يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام والاضطرابات الأخرى – وهي نتيجة إشكالية بشكل خاص لكبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض قلبية وعائية سابقة. هذه الفئات السكانية معرضة لما يسمى بمفارقة السمنة، وهي علاقة تلازمبة بين فقدان الوزن وارتفاع معدل الوفيات.
بعد علاج هؤلاء المعرضين للخطر بالأدوية الجديدة ، تبدأ المستشفيات والعيادات الصحية باستهداف علاج المشكلات المتعلقة بالسمنة، مثل انقطاع النفس أثناء النوم(11)، ومرض الكبد الدهني(8)، ومرض السكري من النوع الثاني، لا السعي فقط إلى تخسيس الوزن بشكل ملحوظ. لتحقيق هذا التوازن، يستكشف الأخصائيون، ومن بينهم تشانغ (Tchang)، بشكل مضطرد ما إذا كان بإمكانهم وصف جرعات أقل من هذه الأدوية.
تقول تشانج: “نريد أن نجد امكانية نعالج فيه الشخص من أجل أن يتمتع بالصحة والوقاية من الأمراض وتحسين نوعية حياته”. “فالعلاج لا ينحصر بالضرورة في فقدان أكبر قدر من الوزن فحسب بل بالتوازن”.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- “تُعَرَّف السمنة (obesity) بأنها تلك الحالة الطبية التي تتراكم فيها الدهون الزائدة في الجسم إلى درجةٍ تتسبب في حدوث تبعات سلبيةٍ على الصحة، مؤديةً بذلك إلى انخفاض في متوسط العمر و/أو إلى مشكلات صحيةٍ متفاقمة. يستخدم مؤشر كتلة الجسم لتحديد من يعاني من فرط الوزن (بين 25 كغم في المتر المربع و30 كغم في المتر المربع) قبل أن يصل الى مرحلة السمنة (أكثر من 30 كغم في المتر المربع) السمنة تزيد من احتمالية الإصابة بالكثير من الأمراض المصاحبة للسمنة، وخاصةً أمراض القلب السكري من النوع الثاني وصعوبات التنفس أثناء النوم، وأنواع معينة من التهاب المفصل العظمي. مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/سمنة
2- https://www.nature.com/articles/d41586-022-04505-7
3- “الفاعلية (potency) هي التركيز (EC50) أو الجرعة (ED50) من الدواء المطلوبة لإحداث 50٪ من التأثير الأقصى لهذا الدواء. أما النجاعة (efficacy Emax) هي أقصى تأثير يمكن توقعه من هذا الدواء (أي عندما يتحقق هذا المستوى من التأثير ، فإن زيادة الجرعة لن تزيد من التأثير شيئًا)، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://derangedphysiology.com/main/cicm-primary-exam/required-reading/pharmacodynamics/Chapter%20415/potency-and-efficacy
4- https://www.nejm.org/doi/10.1056/NEJMoa2032183
5- https://www.nejm.org/doi/10.1056/NEJMoa2206038
6- https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/oby.23120
7- https://link.springer.com/referenceworkentry/10.1007/978-1-4419-1698-3_637#:~:text=An%20anecdotal%20observation%20is%20a,occurs%20during%20a%20given%20situation.
8- ” النمط الظاهري (phenotype) هو التكوين الظاهري الفيزيائي للكائن الحي. وهو عبارة عن مجموعة الخصائص أو السمات الظاهرية الفيزيائية الخاصة بالكائن الحي، مثل شكله ونموه وخصائصه الكيميائية الحيوية والفيزيولوجية وظواهره وسلوكياته، ونواتج سلوكياته وأي جزء مما يظهر من مبناه ووظيفته أو سلوكه” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/نمط_ظاهري
9- https://www.endocrine-abstracts.org/ea/0081/ea0081OC5.2
10- https://jamanetwork.com/journals/jama/fullarticle/2777886
11- https://ar.wikipedia.org/wiki/انقطاع_النفس_النومي
12- https://www.msdmanuals.com/ar/home/اضطرابات-الكبد-والمرارة/مظاهر-داء-الكبد/الكبد-الدُّهني
المصدر الرئيس:
https://www.nature.com/articles/d41586-023-01712-8