علوم القطيف مقالات علمية في شتى المجالات العلمية
Are Summers Getting Longer, or Are the Seasons Shifting?
(موقع الآن للتقنية والإبداع الإلكتروني)
خلال أشهر الشتاء في العام الماضي (2022) وفي أمريكا الشمالية كانت درجات الحرارة أعلى من المتوسط ، فهل الصيف يطول؟ أم أن أوقات الفصول الأربعة تتغير؟ وهل مستقبلا ستكون درجة الحرارة في الشتاء مرتفعة؟
في دراسة حديثة نُشرت في موقع معهد الأبحاث الجيوفيزيائية(1) ، حول الفصول الأربعة في نصف الكرة الشمالي بين عامي 1952 و 2011. ووجدوا أدلة تشير إلى أن مدة الفصول الأربعة قد تغير بسبب الاحتباس الحراري – وكذلك درجات الحرارة.
دعونا نلقي نظرة على بعض أهم الاستنتاجات من هذا البحث وكيف يمكن لهذه التغييرات أن تؤثر على مستقبل الحياة على الأرض:
الإستنتاج الأول: الفصول الأربعة ليست متساوية في الأشهر
قبل أن يعبث الإنسان بالبيئة كانت الفصول الأربعة متساوية المدة فالربيع والصيف والخريف والشتاء يستمر كل منها ثلاثة أشهر. الآن تغير الوضع ولم تعد الفصول الأربعة متساوية ، والدراسة تقول أن فترة مدة الصيف بين 1952 و 2011 إزداد بينما قلت مدة فترة الربيع والخريف والشتاء. وتشير الأبحاث إلى أن الفصول الأربعة ستستمر في الزيادة والنقصان أكثر وأكثر بمرور الوقت.
الصيف يبدأ مبكرا
لاحظ العلماء أن الصيف يبدأ مبكرًا في كل عام مقارنة مع السنة التي قبلها. وأنه خلال كل 10 سنوات من 1952 إلى 2011 ، بدأ فصل الصيف قبل 1.6 يوم واستمر 4.2 يومًا أطول من العشر سنوات التي سبقتها. ومنذ الخمسينيات من القرن الماضي وحده ، زاد طول الصيف في نصف الكرة الشمالي من 78 إلى 95 يومًا. كما زادت موجات الحرارة في الصيف بشكل ملحوظ.
الشتاء والربيع والخريف أقصر
من الدراسة لاحظ الباحثون أن فصول الشتاء والربيع والخريف أصبحت أقصر. وفي نفس الفترة الزمنية بين عامي 1952 و 2011 ، انخفض موسم الربيع من 124 إلى 115 يومًا ، وانخفض الخريف من 87 إلى 82 يومًا وانكمش الشتاء من 76 إلى 73 يومًا.
درجات الحرارة تزداد أيضا
إلى جانب توقيت الفصول ، الدراسة تؤكد أن درجات الحرارة الموسمية تغيرت: فقد أصبح الصيف أطول وأكثر سخونة ، والشتاء أصبح أقصر وأكثر دفئًا. ففي شمال أمريكا الشمالية ، ارتفعت درجات الحرارة في الشتاء بمعدل يزيد عن 0.4 درجة مئوية كل 10 سنوات. وأصبحت مواسم الربيع والخريف الأقصر والأكثر دفئًا هي الوضع الطبيعي الجديد.
الإستنتاج الثاني: الوضع سيزداد سوءا مستقبلا
التغيرات في أوقات الفصول الأربعة ستظل تتفاقم في المستقبل. وبحلول نهاية هذا القرن ، قد يبدأ الربيع والصيف قبل شهر تقريبًا ، بينما قد يبدأ الخريف والشتاء بعد حوالي نصف شهر. ويتوقع الباحثون أنه بحلول عام 2100 ، قد يستمر الصيف ستة أشهر في نصف الكرة الشمالي ، والشتاء لا يتعدى شهرين.
هل ستؤثر هذه التغييرات على البشرية؟ نعم ، يتوقع العلماء أن الصيف الطويل يزعج مواسم الزراعة ويربك إيقاع تزهير النباتات ، ويؤثر على الهجرات المبكرة للطيور ، وقد يعطل هذا بنية ووظيفة المجتمعات البيئية ، ناهيك عن الموجات الحرارية وحرائق الغابات.
كما أن الشتاء القصير والأكثر دفئًا قد لا يوفر ما تحتاجه البراعم من سكون وبرودة وهذا يعيق نمو النباتات ويؤثر على كميات المحاصيل وجودتها.
الإستنتاج الثالث: التغييرات في أوقات الفصول الأربعة على وجه الأرض تحمل مخاطر على صحة الإنسان
صيف طويل وحرارة مرتفعة على سطح كوكب الأرض يعني إمتداد موسم النمو وزيادة حبوب اللقاح المسببة للحساسية للإنسان وإطالة فترتها ، كما سينتشر البعوض الحامل للفيروسات مما يؤدي الى تفشي الأمراض.
ومع صيف طويل وحرارة مرتفعة سيواحه الإنسان الذي يعمل في الهواء الطلق او في أماكن غير مكيفة إجهادًا حراريًا لا يتحمله. بالإضافة وكما هو معلوم ترتبط درجات الحرارة المرتفعة بارتفاع معدل انتشار مشكلات الصحة العقلية.
الخلاصة: الفصول الأربعة تتغير بسبب تغير المناخ المتسارع من قبل الإنسان وعبثه بالبيئة ، والنتائج كارثية علي حياتنا جميعا ، لكن لا يزال هناك أمل نستطيع الإرتكاز عليه: فالوعي العام بأهمية الحفاظ على البيئة ، واهتمام المنظمات البيئية في جميع أنحاء العالم ، وقدرة الإنسان على تطوير تقنيات متقدمة لمكافحة تغير المناخ ، قد تغير المعادلة. وفي نهاية المطاف الأمر متروك لنا جميعا للقيام بدور فعال للمساعدة والحفاظ على بيتنا الأرض – وبين هذا وذاك ،،،، قد لا يحتاج الواحد منا لشراء معطف للشتاء القادم.
تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://now.northropgrumman.com/are-summers-getting-longer-or-are-the-seasons-shifting/
(1) رابط مصدر الدراسة العلمية: https://agupubs.onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1029/2020GL091753