تدوين الأفكار بشكل عام سواء على الورق أو في ذاكرة الحاسوب له ثمرتان جميلتان
أولاهما: ما يتركه من آثار طيبة على العقل والنفس ، علاوة على أن التدوين يحفظ العلم ( كل علم ليس في القرطاس ضاع ). وفي ذلك يقول الإمام الشافعي:
العلم صيد والكتابة قيده … قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة … وتتركها بين الخلائق طالقة
من الناحية النفسية تدوين المشاعر ينفعك عقليا وجسديا ؛ فكتابة اليوميات تحرر مشاعرك المكبوتة وتجعلك أكثر استرخاء وهدوا ، وستجد نفسك أكثر قدرة على التكيف والسعادة. أستاذ علم النفس بجامعة تكساس (جيمس بين باكر) وهو مؤلف كتاب: [الانفتاح على الآخر هو القوة العلاجية للتعبير عن المشاعر – Opening Up: The Healing Power of Expressing Emotions].
يؤكد الكتاب عن التجارب المزعجة من شأنها أن تقوي جهازك المناعي وتجعل ضغط الدم لديك ينخفض.
في تقديري: إن على الإنسان أن يكتب كل ما يرد في ذهنه ، وأن يتعود البوح على الورق ويعبر عن مشاعره. الأديب الأمريكي (راي برادبري) – نشر 13 رواية وأكثر من 400 قصة قصيرة تحول بعضها الى أفلام في السينما الأمريكية مثل: (هيبة الرعد) ، يقول: يتحتم عليك أت تبقى ثملا بالكتابة حتى لا يدمرك الواقع.
ختاما: أتمنى على المهتمين بالشأن التربوي تفعيل دور المكتبة المدرسية وتدريب الطلاب على القراءة والبحث تدريبا مستمرا حتى يغدوا ذلك عادة يعتادونها وسلوكا يحرصون عليه.
*الدكتور منصور القطري استشاري الموارد البشرية وعضو الجمعية السعودية للإدارة. له العديد من الكتب منها: (صناعة الرؤية في التربية والمجتمع – رصيد الحكمة – فضل السكوت – تربية الحرية – التدريب على التفكير الإبداعي – الجواب الشافي).