Australian report cites ‘datafication’ of childhood
(بقلم: بيتر جراد – Peter Grad , Tech)
لحماية خصوصية الأسرة في المنزل، قد نبني أسوار ونزرع شجيرات ونعلق ستائر ونركب كاميرات مراقبة. ولكن وفقًا لتقرير حديث صادر عن جامعة ديكن (Deakin) في أستراليا ، فإن أحد أهم التهديدات التي تتعرض لها خصوصية الأسرة داخل منازلنا يلوح في الأفق.
يقول باحثون من جامعة ديكن إن الشعبية المتزايدة للتقنيات الذكية في المنازل تجعل منها مصدرًا ثريًا للمعلومات لمطوري التطبيقات ومبتكري وصانعي الأجهزة الرقمية.
تمتلئ المنازل بشكل متزايد بأجهزة رقمية مثل المكانس الكهربائية الروبوتية وأجهزة التلفزيون الذكية والثلاجات المتصلة بالإنترنت ، والتي باتصالها مع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تنتج بيانات / معلومات كافية لإعطاء صورة مفصلة بنحو ملفت عن حياة أفراد الأسرة.
“يمكن استنتاج معلومات منها بسهولة تامة عمن في داخل المنزل وعما في داخل المنزل ، والداخل في المنزل والخارج منه عندما تغادر متوجهًا إلى مقر عملك. وبالتالي يمكن الاستفادة من هذه المعلومات لتتبع أنماط حياة الأسرة وجمعها ثم تحليلها” ، تقول الباحثة لوسي بانغرازيو (Lucy Pangrazio).
؛؛ما يدعو الى القلق بشكل خاص للباحثين هو الكشف عن البيانات الشخصية في البيوت التي فيها أطفال بعمر 8 سنوات أو أقل؛؛
فيما يعرف باسم “تحويل ما يتعلق بحياة الطفل إلى بيانات رقمية وذلك بمشاركتها على الانترنت أو على التطبيقات المتعددة أو عبر الأجهزة المنزلية والألعاب من حيث يدري أولياء الأمور أو من حيث لا يدرون(1، 2)، قال بانغرازيو (Pangrazio) وزميلته الباحثة جين ماڤوا (Jane Mavoa) إن العائلات تتجه بشكل متزايد إلى استخدام التكنولوجيا “لتنظيم ومشاركة وتوثيق” أنشطتها اليومية التي يمكن لبرامج التطبيقات الرقمية تتبعها وتحليلها وبالتالي الاستفادة منها من قبل الشركات.
استشهد الباحثان بالتطبيقات التي تجمع معلومات عن حالات الحمل والرضاعة الطبيعية وعادات نوم الرضع ورغبات / تفضيلات الأطعمة.
“قد تجمع هذه التطبيقات والأجهزة المتصلة بشركة سيلزفورس(3) (SalesForce) معلومات يمكنها التعرف على الأفراد ، مما يعني أن ألعاب الأطفال والأجهزة الذكية أصبحت الآن مرادفة لـ” مراقبة سجلات البيانات (dataveillance) [المترجم مراقبة أنشطة الشخص من خلال دراسة سجلات البيانات الناتجة من تصرفاته وأفعاله ، مثل عمليات الشراء باستخدام بطاقات الائتمان ومكالمات الهاتف المحمول واستخدام الإنترنت(4)] والأتجرة / التعامل التجاري(5) (commercialization)” ، كما يقول الباحثان.
ومن المثير للقلق أيضًا حقيقة أن أجهزة مثل جهاز مراقبة الأطفال “أوليت Owlet” ، وهو جورب استشعار رقمي يمكن استخدامه كجورب للأطفال لرصد وتتبع معدل ضربات القلب ومستويات الأكسجين عند الطفل، يمكن أن تجعل فكرة التربية الجيدة، مثل هذه الرصد والمراقبة الرقمية للطفل، فكرة طبيعية [يمكن تقبلها] ، وفقًا للتقرير. (ومن الجدير ذكره أن هذا الجهاز لم يحصل على ترخيص من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للبيع في الولايات المتحدة حتى الآن).
على الرغم من أن الدراسة أجريت على 504 أسرة أسترالية ، إلا أن الباحثين يقولان إن هذه الظاهرة هي “ظاهرة عالمية”.
قال الباحثان إن هناك أكثر من سبعة أجهزة متصلة بالإنترنت تستفيد من الروتين اليومي في منازل هذه الأسر. ما يقرب من مائة في المائة من الأسر لديها هواتف ذكية ، وأكثر من نصفها لديها كمبيوتر محمول أو تلفزيون ذكي أو وحدة تحكم عن بعد في ألعاب الأطفال.
في العام الماضي، وجدت دراسة أن أكثر من ثلثي ألف تطبيق (>666) من تطبيقات الآيفون (iPhone) التي تُعد من أكثر التطبيقات شعبية التي يستخدمها الأطفال تسترجع المعلومات الشخصية التي تُباع لشركات إعلانية. ما يقرب من 80 بالمائة من تطبيقات الأندرويد (Android) الشائعة بين الأطفال تُشارك مع (تُباع لـ) المعلنين ، وفقًا لشركة بيكساليت (Pixalate) لبرامج الاحتيال والامتثال (compliance software) [برامج الامتثال تساعد الشركات على الامتثال للمتطلبات الرقابية والقانونية والصناعية والسياسات التنظيمية والمعايير البيئية والصحية والمعايير الاستهلاكية(6)].
التقرير، الذي نُشر في مجلة (Media International Australia) ، استشهد بدراسة نشرت عام 2020 وجدت أن ما يقرب من ثلاثة أرباع 46 تطبيقًا تُعد من أكثر تطبيقات الرقابة التربوية (المنزلية) شيوعًا في متجر قوقل بلي (Google Play) شاركت البيانات مع أطراف ثالثة غير مذكورة في نشرة سياساتها الخصوصية(7).
في خضم المعركة لحماية خصوصية الأطفال، تبدو الأرقام قاتمة…
أفاد الباحثون أنه “ببلوغه سن الـ 13 عامًا ، فقد قُدر أن شركات الإعلان قد جمعت أكثر من 72 مليون نقطة بيانات [معلومة] عن الطفل”.
وخلص الباحثان إلى أنه من الأهمية أن تستكشف قضايا الخصوصية بشكل أكثر للتأكيد على أن “تكون حماية الحقوق الرقمية للأطفال وعائلاتهم في مقدمة اهتمامات الابتكارات التكنولوجية المنزلية”.