خمتاخم

ملامح الشخصية القطيفية في نشأة الأندية الرياضية [من النور وبور سعيد إلى الترجي] – بقلم علي الجشي

نشأة الحركة الرياضية

بدأت الحركة الرياضية في القطيف مع ممارسة مجموعات من الشباب هواية كرة القدم التي انطلقت من انكلترا البريطانية لتعم الكرة الأرضية وتصبحُ لعبة عالمية. تمحورًا حول هذه اللعبة الساحرة تأسست عدة أندية رياضية في القطيف تم تسجيل عدد منها في سجلات رعاية الشباب وبقي الكثير منها كأندية حواري يتمتع باللعب فيها شبان وصبيان الحارات.

في القطيف المركز سجل ناديان عريقان، هما نادي البدر ومنافسه نادي النسور، حضورهما في النسيج الاجتماعي الجميل لتاريخ القطيف الحديث. ولا بد أن كان لهذين الناديين، ولغيرهما من الأندية التي نشأت في المنطقة تبعًا للتغيَّر الذي طرأ على مجتمعنا وعلى العالم، دورًا اجتماعيًا مهمًا، لا يمكن إغفاله، في قولبة الطابع الاجتماعي للشبيبة خاصة ولعموم افراد المجتمع بشكل عام.

البدر والنسور نشأّ نتيجة اندماج عدد من الأندية في اوقات مختلفة واكبت ظهور هواية لعبة كرة القدم ليصبحا ناديين رياضيين أساسيين في منتصف القرن العشرين المنصرم. مع مرور الزمن، تبوتقت كل هذه الأندية في نادي الترجي الحالي بالقطيف.

يُذكر أن أول ظهور عُرِف للعبة كرة القدم في العالم يعودُ إلى منتصف القرن التاسع عشر في انكلترا البريطانية، ويعتبر نادي شيفيلد لكرة القدم (Sheffield Football Club)‏ أولَ نادٍ إنجليزي لكرة القدم حيثُ تأسّس في تاريخ 24 أكتوبر 1857م، وقد أعُترِف به رسمياً من قبل الفيفا بأنه أقدم نادي كرة قدم في العالم.

أما أقدم نادٍ في العالم العربي فهو نادي شباب قسنطينة في الجزائر ويعود تأسيسه إلى 1898م يليه نادي بور فؤاد الرياضي المصري لكرة القدم الذي أُسس في 1902م. وأول نادٍ أُسِس في المملكة العربية السعودية هو نادي الإتحاد بجدة وذلك في عام 1948م كما جاء في قائمة أندية كرة القدم في السعودية. هذه القائمة أرخت لتاريخ الترجي إبتداء من 1981م، والحقيقة إن هذا التاريخ يتعلق بمسمى نادي الترجي وليس لأصل نشأته وتأسيسه في عام 1956م حيث تغير أسمه عدة مرات لأسباب عديدة منها الاندماجات وتغيير المسميات.

من حينها نمت اللعبة وتطورت في العديد من الجوانب، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا إلا إن أسس الرياضة لا زالت كما هي. ومع صعود كرة القدم في منتصف خمسينيات وستينيات القرن التاسع عشر في إنجلترا، ظهرت عدة فرق في ذلك الوقت التي شرعت في المنافسة على المستوى الاحترافي.

نشأة الأندية الرياضية في القطيف

المعروف إن أول نادي رياضي في القطيف كان نادي النور ، وقد تأسس في عام 1956م وترأسه حينذاك المرحوم منصور اخوان الذي كان، كما هو متداول، أول جامعي في القطيف حيث حصل على شهادة البكـالوريوس من جامعة بغداد وعاد للقطيف في عام ١٩٥٣م.  وكان نائب رئيس النادي حينها المرحوم عبد الله بن علي الغانم (أبو خالد) خلفه الأستاذ عبد الرؤوف السنان الذي اصبح لاحقًا رئيسًا للنادي. وكانت اللعبة الرئيسية وربما الوحيدة حينئذ هي كرة القدم. في ذلك الوقت لم يقتصر منسوبي نادي النور ولا الأندية التي تأسست بعد ذلك على اهل القطيف بلا كان منتسبوها ولاعبوها وجمهورها من مناطق وبلدان وفئات متعددة. قبل نادي النور كان اهل القطيف يمارسون لعبة كرة القدم في نادي الفتح بالظهران.

بعد سنة تقريبًا من تأسيس نادي النور تأسس نادٍ ثانٍ في القطيف سُمي نادي بورسعيد وكانت نواته مجموعة من الشباب اللذين كانوا يمارسون هواية لعبة كرة القدم، وربما سُمي هذا النادي بهذا الاسم ربما تيمنًا بدحر العدوان الثلاثي في عام 1956م، الذي تفاعل معه العرب بما فيهم المجتمع القطيفي، الذي هو بتكوينه وطبعه مجتمعًا سريع التأثر بمجريات الأحداث والمتغيرات من حوله.

بعد فترة وجيزة انشقت مجموعة من نادي النور ولم تتمكن من تكوين نادٍ مستقل فما لبِثت أن انضمت الى نادي بور سعيد تحت مسمى جديدٍ للنادي وهو نادي التآلف. تغير اسم نادي التآلف بعد ذلك الى نادي النسور صاحب الإنجازات الرياضية الكبيرة. وفي نهاية الستينات من القرن الميلادي المنصرم ولأسباب تنظيمية لمسميات الأندية تغير أسم نادي النسور الى نادي الشاطئ الذي استمر في المحافظة على تألق فريقه والحفاظ على زخم إنجازاته الرياضية. كما تغير في نفس الوقت مسمى نادي النسر بسيهات إلى نادي الخليج.

وقبل تغيير إسم نادي التآلف الى نادي النسور، بفترة طويلة، كان إسم نادي النور قد تغير ايضًا الى نادي البدر بعد انضمام نادي الشباب بعنك إليه.

في الوقت نفسه كان في القطيف ناديان ناشئان احدهما بمسمى الشباب والآخر يسمى السلام.  ضم نادي الشباب كما هو أسمه مجموعة من الشباب الذين مارسوا هواية لعبة القدم بشغف واستأجروا لهم مبنى في حي الدوبج على الطريق المؤدي الى التوبي حيث تم توفير تلفزيون لترفيه جمهور النادي ومشجعيه ومرتاديه وذلك قبل أن تدخل خدمة شركة الكهرباء إلى القطيف. كان فريق الشباب متميزًا وقويًا في ادائه وكان نادي السلام هو المنافس له بقوة وتحدي، ربما لقربهما الجغرافي. إتخد نادي السلام مقرًا له في مبنى يقع في الزاوية الجنوبية الغربية لمياس. بعد انضمام أغلب نادي الشباب إلى نادي البدر تم تسجيل نادي السلام في سجل رعاية الشباب تحت مسمى نادي الخط.

لاحقًا تم ضم نادي الخط الرياضي بالقطيف الى نادي البدر، حيث كان النادي الرياضي الثالث المسجل رسميًا في رعاية الشباب التي قررت حله وضمه الى نادي البدر الذي استمر في المحافظة على مسماه مع تغيير الوان شعاره من الأزرق والأبيض إلى الأزرق والأصفر.

مصدر الصورة: شبكة رحيمة (rahimhnet) 

وكان في دارين نادي قوي منافس لناديي البدر والنسور وهو نادي الجزيرة. كما أن نادي الصفا بصفوى ونادي النسر بسيهات الذي سمي لاحقًا نادي الخليج من اقوى الأندية في المنطقة. وقد تم تأسيس نادي المنار بتاروت ولكنه لم يستمر طويلًا وتعثر بعد فترة الا انه عاد للظهور لاحقٍا بمسمى نادي الهدى.

الأهمية الاجتماعية للأندية

ربما يكون المفهوم الواضح عن الأندية، الشهرة بالرياضة. لكن مهمة الأندية الرياضية تتعدى الشق الرياضي لتشمل الثقافة والاجتماع بالعنوان الأوسع لكليهما. ولذلك تُعنون مهمات الأندية الرياضية بأنها رياضية-ثقافية-اجتماعية، وهي وإن حاولت الوفاء لهذا النهج الجامع للمتطلبات الثلاثة، الا أن الطابع الغالب عليها دائمًا ما يكون الطابع الرياضي، الذي بدوره يكسب النادي صفته الاجتماعية، ويساعد في بث الثقافة ونشر الوعي.

فالنادي في الأساس مكان للقاء ابناء المجتمع، من جميع فئاته، الكبار والشباب والصغار، والمتعلمون والمثقفون والأميون (فيما مضى من الزمن)، وموظفون الحكومة، بمختلف دوائرها، والشركات، بمختلف صنوفها واحجامها، وكذلك التجار ورجال الأعمال والعمال والكادحون والعاطلون والبسطاء والمتنفذون والمتواضعون وغيرهم. هذا الخليط الاجتماعي وفرَ بيئة اجتماعية صحية في أغلب جوانبها فالنادي متنفس ومكان لمخالطة ابنائه بعضهم ببعض ولتعزيز الألفة بينهم لكسب الاصحاب وتكوين الصداقات وصقل الشخصية ومعرفة احوال المجتمع والاهتمام بأموره ومساعدة افراده وتوفير رقابة للشباب والعناية بهم لحفظهم من العبث والتهور او الانحرافات المحتملة التي قد يتعرضون لها. كما أن الأندية تساعد في انفتاح مكونات مجتمعات البلاد عل بعضها، بطولها وعرضها، نتيجة للتلاقي والتجمع والتنافس في الملاعب الرياضية.

الألعاب الرياضية تجذب الناس إلى مقر النادي والى الملاعب، وإذا كانت أعداد اللاعبين في كل لعبة محدودًا، فإن مشجعي اللعبة عددهم غير محدود، وبالتالي يكون النادي مكان للقاءات جمهور المشجعين وتجمعاتهم وتداخلهم ببعضهم ومساعدتهم في كسب الثقافة العملية التطبيقية من بعضهم البعض، ولقد كان في أندية القطيف الكثير من المثقفين والمتعلمين وأصحاب الخبرات ورواد العمل المهني والاجتماعي والتجاري والوظيفي وكانت أجواء النادي أسرية بكل ما تعني الكلمة من معنى، وهذا الوضع يساعد في تحقيق رؤية النادي ومهمته وأهدافه الثقافية الاجتماعية لخدمة المجتمع ورقيه.

من الناحية الثقافية احتوت الأندية عل مكتبات مُصغرة أشبه بالمكتبات البيتية ولكن مرتاديها كانوا قلة، ربما لأن الغالبية من الناس في المجتمع لا يحبون القراءة، وقد يكون ذلك لأنهم لا يتناغمون مع مسوغاتها أو لأية اسباب لا يتسع المجال لذكرها. إلا إن هذا بأي حال من الأحوال لا يقلل من أهمية النادي الثقافية، فالثقافة لا تُكسب بالقراءة والتعليم فقط ولكن ايضًا تُكسب بالخبرة والتجارب العملية في الحياة وهذا ما يوفره النادي لكون مقره جاذب لتجمع الناس فيعطيهم الفرص السانحة المواتية لزيادة وعيهم وتوسيع ثقافتهم.

التنافس بين الناديين

إستمر التنافس بين الناديين، نادي البدر ونادي الشاطئ بنفس الوتيرة التاريخية الشديدة التي بدأت بين النور والتآلف. ولم تكن هذه المنافسة إيجابية دائمًا في مناخها عملًا بالمقولة الرياضية “تواضع عند النصر وابتسم عند الهزيمة”، بل كانت تخرج باستمرار عن نطاق السيطرة والتنافس العقلاني وتؤدي الى احداث لاقت مقت المجتمع لها بسبب ما يحدث فيه من مضاربات واصابات ومقاطعات بين الأصدقاء والأرحام.

تقليديًا، كان بين الناديين الرئيسيين في القطيف أي نادي النسور (لاحقًا الشاطئ) ونادي البدر تنافسًا شديدا. في الواقع كان هذا التنافس تنافس فكري وثقافي نتيجة لاختلاف التوجهات في قبول الأحداث وما يجري من تطورات شهدها في ذللك الوقت العالم بشكل عام والعالم العربي حينها بشكل خاص وكنتيجة لتأثير الاقطاب العالمية بعد الحرب العالمية الثانية واحتدام الصراع بين الشرق والغرب حينها وتأثير استعمار بعض الدول الغربية على اغلب الدول العربية وكذلك بروز التيارات الحداثية والتي كانت تنسب نفسها الى التقدمية أو تسعى إليها.

وفي هذا الوقت بدأ انتشار التعليم وروجان الصحافة وبث محطات الراديو من اذاعات مختلفة والتي كانت تبث برامج موجهة تتباين ثقافتها مع اهواء الناس ومع الثقافات الموروثة للمجتمع حينها، كما بدأ ظهور الكُتاب وبروز الشعراء الذين وظفوا امكانياتهم لتغيير نشدوه وراموا به تطوير المجتمع والذي ربما لم يأتي في نهاية المطاف بالنتائج المرجوة، فما كل ما يتمنى المرء يدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

ونتيجة لانتقال الاختلافات في الفكر والتوجهات الى الملاعب الرياضية والجمهور، اصبح هناك تنافس شرس بين الناديين وحماسًا ربما يكون ايجابيًا في تطوير الالعاب الرياضية والحظوة بالفوز في المباريات الرياضية لكن هذا التنافس والحماس لم يكن مريحًا لتحقيق انسجام المجتمع.

بدأً من مباريات كرة القدم، فلا تكاد تنتهي مباراة من المباريات إلا ويحدث بعدها مضاربات شرسة بين مريدي الفريقين تؤدي الى شق الرؤوس وتكسير الأيدي والأرجل. وبينما يتصارع الشارع بالمضاربات، يتصارع المتواجهون بالشعارات، وربما اختفى خصام الكبار واصبحوا اصدقاء وبقي خصام الصغار. انه الخصام الذي يشغل الانسان عن اهداف سامية هو أولى بتحقيقها. وبينما كان لنادي النسور حظه الأوفر في الفوز في مباريات كرة القدم كان لجمهور نادي البدر الغلبة في مضاربات الميدان والشارع.

ورغم هذا، فلو خُليت خُربت، فاللطيف في الأمر إن كثيرًا من الأخوة الذين يسكنون في بيت واحد كانوا منقسمين بين الناديين في علاقاتهم، فهي متباينة خارجة ومنسجمة داخله. كما أن هناك الكثير من الأصدقاء القريبين من بعضهم حد الأخوة منقسمين بين الناديين. فهم يذهبون لمشاهدة مباراة بين الناديين سويةَ وينفصلون عند الدخول ليشجع كلٌ منهما ناديه المفضل ‏ويخرجون من الملعب ليلتقوا ثانيةً ويعيشون صداقتهم على احسن ما يرام.

هذا لا يعني ان ليس هناك من يبدأ المشاكسات والمناوشات والمضاربات التي كثرت الى حد سخط المجتمع عليها وسببت عداوات ولو آنية بين الأقارب مما حدا بالكثير من مؤيدي ومحبي الناديين إلى المطالبة بدمج نادي البدر ونادي الشاطئ في نادي واحد. الا أن المعارضة لمشروع الدمج كانت شديدة من قبل متشددين تعصبًا لناديهم.

في الواقع هذه العصبية فيها نوعًا من الايجابية اذ كانت تخلق تنافسًا بين الفريقين يطور من ادائهما الرياضي ويحسن من سلوك جماهيرهم اجتماعيًا. المنافسة كانت تعطي دافعًا للناديين لتحقيق نتائج افضل والتزام جماهيري اقوى وأوسع.

التمايز بين الناديين

كان هناك تمايز بين الناديين ولكل نادي طابعه العام والخاص في هوايات وميول ونمط مريديه من حيث الكثرة الغالبة وإلا فإن جميع اطياف المجتمع والوانه موجودة في الناديين إلا أن شخصية النادي تتشكل من النمط الاجتماعي للغالبية العظمى من مريديه فتأخذ طابعه لتكون صورته العامة فبينما كانا مريدي نادي البدر يميلون للحياة الكادحة الخشنة وتجمع البسطاء، كان مريدي نادي النسور يميلون إلى حياة تكون فيها مظاهر الرفاهية أكثر وضوحًا والنرجسية اكثر بروزا. وحسب هذا التصنيف العام، كان لكل نادي جاذبيته لأطياف مختلفة من الجمهور، تناسب ميولها الفطري والفكري.

دمج الناديين

في نهاية المطاف تم دمج الناديين، الشاطئ والبدر في نادي واحد تحت مسمى الترجي بشعار ذي ثلاثة الوان الأحمر والأصفر والأزرق بعدما كان الأحمر والأزرق شعار لنادي الشاطئ والأصفر والأزرق شعارًا لنادي البدر.

فريق نادي الترجي (من موقع نادي الترجي الإلكتروني)

ولما للمنافسة من ايجابيات وسلبيات، كانت إيجابيتها في وضع حد للمهاترات التي تحدث بين افراد المجتمع الواحد، ولكن سلبيتها كانت في اطفاء وهج الحماس الذي كان يبثُ روحَ المبادرة والتفاني لتحقيق الإنجازات الرياضية الكبيرة واستقطاب أعدادً أكبر من المجتمع التي ربما لم تجد هواها في مكان واحد.

دمج الناديين جمع الطاقات لكنه اصاب النادي الوحيد الجديد، أي نادي الترجي، بفتور افقد الجمهور حماسه إليه حيثُ خسر ذاك الزخم الجماهيري المتوقد التواق لدعم مكانة ناديه وإيقاظ التنافس اللامتناهي لعمل الأفضل وتحقيق النتائج الأمثل. فيما مضى وفي ظل وجود الناديين كان هناك حرص مستمر من قبل الجماهير لإبقاء المنافسة متوقدة فكل فريق يريد أن يثبت ذاته بانتمائه الى جماعة يرى فيهم ميوله.

المنشئآت

كان مقر نادي البدر يقع في الطرف الجنوبي الأقصى من باب الشمال في الدور الثاني من مبنى مستأجر مكون من دورين ويحتوي الدور الأول (الأرضي) على دكاكين تجارية. اما نادي الشاطئ فكان يقع في الطرف الشمالي من باب الشمال وهو مبنى مكون من دورين.  كان في الطابق الأرضي قاعة كبيرة للترفيه فيها طاولات تنس وطاولات بلياردو وطاولات كرة قدم طاولة مما شجع الشباب والأولاد على ارتياد مقر النادي لقضاء وقت فراغهم وخاصة في ايام العطل المدرسية وكان النادي يوفر مكان للقاء ابناء المجتمع وتعارفهم وتكوين صداقات مما يؤدي الى توثيق عرى التواصل بين ابناء المجتمع. اما الطابق العلوي من مقر نادي الشاطئ فكان مخصص لغرف الادارة.

ملاعب الناديين، البدر والنسور وكذلك نادي الخط حينها، لكرة القدم تقع في الطرف الجنوبي من عنك المحادي للمصرف الزراعي الذي يعرف بالسد الفاصل بين عنك وسيهات وكانت هذه الملاعب تستخدم للتمارين وبعض المباريات الودية وربما الرسمية والتي كانت تقام ايضًا على ملعب يعقوب الخبر وملعب وزارة المعارف بالدمام.

بالإضافة إلى كرة القدم كان في نادي البدر مرافق ترفيهية كطاولات كرة تنس الطاولة وبليارد ومكتبة فيها بعض الكتب للمطالعة بهدف نشر الوعي والثقافة ولكن لم يكن لها رواد كثر. لاحقا قام نادي البدر بإنشاء ملعب مزدوج لكرة السلة وكرة الطائرة على قطعة صغيرة من الأرض تقع خلف النادي وقد قام بالعمل على بناء هذه المُنشئة مريدي ومشجعي النادي بأنفسهم دون الاستعانة بأي عمال بأجر. تم تسوية الأرض وصبها بالخرسانة، التي كانت تخلط في الموقع من قبل المتطوعين فلم يكن هناك في ذلك الوقت معامل للخرسانة الجاهزة، وتم تسوير الموقع بالشينكو وعمل بوابة بسيطة للدخول. فنادي البدر كان دائمًا سباقًا في المبادرات التي تتطلب تعاون الأفراد. كما أن نادي الشاطئ قام لاحقًا بعمل ملاعب للسلة والطائرة واليد في منطقة مياس وكانت هذه الملاعب اكبر وأوسع من ملاعب نادي البدر مما جعلها مميزة لإقامة مباريات رسمية لأندية المنطقة.

أندية محافظة القطيف الحالية

اليوم، اصبح في القطيف أندية كثيرة ولها بعض الانجازات الرياضية الكبيرة الا إنها تبقى قاصرة عن عكس قوة وامكانيات المجتمع القطيفي في هذا المجال. فمن أصل 155 ناديًا في المملكة العربية السعودية تحفل محافظة القطيف بثلاثة عشر نادياً (8.5%)، هي الصفا بصفوى، السلام بالعوامية، مضر بالقديح، الترجي بالقطيف، الهدى بتاروت، النور بسنابس، الجزيرة بدارين، الخليج بسيهات، الساحل بعنك، الهداية بالجش، المحيط بالجارودية، الخويلدية بالخويلدية، والابتسام بأم الحمام. ولابد من الإشادة بالإنجازات الكبيرة التي تحققها هذه الأندية في مختلف الألعاب الرياضية ونتمنى أن تكون كرة القدم من الألعاب التي تنال تحقيق نتائج تنافسية.

إيضاحات

استقى هذا المقال المعلومات المتعلقة بنشأة الأندية في القطيف ووضعها الاجتماعي من شخصيات لصيقة بمسيرة الأندية الرياضية بالقطيف وتطورها، ومنهم:

  • عبد الكريم عبد الله الخليفة، من منتسبي نادي البدر ومن الأعمدة الداعمين له والمؤثرين في جمهوره. أخوه حسن خليفة من منتسبي التآلف ثم النسور وأصبح أحد رؤسائه وله مكانة بارزة فيه.
  • علي بن عبد الباقي ابو السعود، من منتسبي نادي البدر ومن أعمدة الداعمين له. لوالده المرحوم عبد الباقي باعٌ كبير في تطوير الرياضة بالقطيف بدعمه المادي والمعنوي اللا محدود لنادي النور ورعاية اللاعبين (المحترفين) الذين كان يجلبهم للعب في النادي حيث كان يؤمن لهم السكن ويكرمهم بالمال وتوفير المعيشة. ولما كانت القطيف حينها مكانًا طيبًا للعيش رغبوا الإقامة فيها ورفضوا مغادرتها إلى اماكن أُخرى.
  • عبد النبي منصور الزاير، من افضل لاعبي كرة القدم في المنطقة، بدأ باللعب شبلًا في نادي النور ليصبح لاعب أساسي مبدع في نادي البدر رغم صغر سنه. لعب عبد النبي في منتخب المنطقة الشرقية للشباب حينها مع زميله عبد الرحمن القصاب (شمروخ) الذي انتقل من نادي النور إلى نادي النسور ولعب لاحقًا مع نادي الهلال بالرياض. كما برع عبد النبي في عدة ألعاب ككرة السلة وكرة اليد وكرة الطائرة.
  • شفيق عبد الرسول الجشي من منتسبي نادي النسور وكان نائب رئيس نادي الشاطئ قبل انضمامه مع نادي البدر ليصبحا نادي الترجي. ترأس والده نادي النسور لفترة طويلة وكان من اكبر الداعمين للنادي.
  • السيد محمد المويلغي. من الشباب الذين أسسوا نادي بور سعيد مع رفقاه: عبد الغني الجشي وعبد الرسول الخنيزي والسيد محمد بن علوي العوامي وعبد الرؤوف عبد الجبار وعبد الإله البريكي وعبد الغفور الجشي. وغيرهم.
  • السيد حسين المروحن. لاعب أساسي من الجيل الثاني في نادي البدر ولعب لنادي النسور في بعض مباريات الأشبال الودية.
  • عبد الرسول الغريافي، مؤرخ وباحث في التاريخ ومهتم بتفاصيل تراث القطيف الثقافي. واكب في صغره مسيرة ناديي الشباب والسلام بالقطيف والتحولات التي طرأت عليهما. رافق عبد الرسول عمه حسن الغريافي المشهور بالجرياح، وهو لاعب كرة قدم متميز في نادي الشباب المذكور، في حضور المباريات التي كانت تقام في ذلك الوقت. ومازال عبد الرسول يتذكر اسماء لاعبين متميزين كانوا في نادي الشباب ومنهم المرحوم علي القفاص وعبد الله عاشور (الصاروخ) ومحمد الموسى المعروف بأبو عيون. كما يتذكر عبد الرسول تفاصيل الأحداث التي كانت تجري بعد المباريات وترديد الأهازيج مثل “أمانة عليك أمانة…يا جزائر وبور سعيد” والتي ربما كانت انعكاسًا لما يجري في العالم العربي حينها.

المصادر:

  1. (https://anamusafer.com)
  2. https://www.marefa.org

 

2 تعليقات

  1. عبدالجبار العباس

    واقعا لقد ابدعت ابا حسن في هذه المقاله الارشيفية الرياضيه عن الرياضه الكروية في منطقه القطيف..

    استطيع القول ان مقالتك هذه تعتبر مصدر أرشيفي ثري للباحثين عن نشائه الاندية الرياضية في القطيف.

    دم سالما أبو حسن.

  2. أنور باقر الخنيزي

    ماشاءالله عليك اخ علي، أخذتنا في رحلة عبر الزمن. ما أحلاها من أيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *