What Is The Best Time Of Day To Exercise? (Surprising Scientific Research)
(موقع تعزيز الصحة الإلكتروني – health power boost)
من عادات نمط العيش الأكثر فائدة من الناحية الصحية التي بمقدور المرء أن يتبناها هي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. ليس مستغربًا على الإطلاق لوعرفنا أن كلًا من منظمة الصحة العالمية والمجتمع الطبي والعلمي يوافقون على أنه قد ثبت من الناحية العلمية أن النشاط البدني المنتظم يساعد في الوقاية من الإصابة بالأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وحتى السرطان أو يحد منها على الأقل(1).
على الرغم من أن هذا الأمر يعتبر أمرًا معروفًا لدى الناس، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، هناك أكثر من 60 بالمائة من السكان الراشدين (20 سنة وما فوق) لا يقومون بالمقدار اليومي المطلوب من النشاط البدني حتى يتمكنوا من الحفاظ على لياقتهم وصحتهم البدنية(2).
في أي فترة من اليوم ينبغي أن تُمارَس التمارين الرياضية؟
قد تعتقد أن ممارسة التمارين الرياضة في الفترة الصباحية قبل الذهاب إلى المدرسة أو العمل أو الانشغال بأنشطة أخرى، هي أفضل فترة زمنية لممارسة النشاط البدني. بيد أن الدراسات الحديثة قد ركزت على فوائد ممارسة الرياضة في فترة العصر [بين الساعة الثالثة إلى الساعة السادسة، حسب التعريف] أو في الفترة المسائية [من السادسة مساءً الى وقت النوم، حسب التعريف] على فوائد ممارسة روتين التمارين في الصباح الباكر.
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة (Power of Strength and Conditioning Research(3)) ، ممارسة التمارين الرياضية في فترة آخر النهار تُعتبر أكثر فائدة من ممارستها في الفترة الصباحية. فقد ذكر الباحثان حمدي شتورو ونزار السويسي(3) بالتفصيل لماذا وكيف تفيد بشكل أقضل ممارسةُ النشاط البدني في فترتي ما بعد الظهر والمسائية أجسامَنا، حيث أخذ الباحثان في الاعتبار ساعة الجسم البيولوجية ودرجة حرارة أعضاء الجسم الداخلية [36.5 – 37.4درجة مئوية في الحالة الطبيعية] وحتى ضغط الدم.
ناقش الباحثان كيف أن درجة حرارة الجسم الداخلية ومستوى النشاط العضلي كانا عاليين في آخر النهار، مما أدى ذلك إلى نتائج أفضل بعد ممارسة التمارين الرياضة البدنية. في الواقع، أفاد الباحثان أيضًا أن النشاط العضلي كان أفضل في فترة ما بعد الظهر بغض النظر عن درجة حرارة الجسم الداخلية، حيث استخدم الخاضعون للتجربة عضلاتهم أكثر في فترة ما بعد الظهر مقارنة بالفترة الصباحية. يمكن أن يكون هذا بسبب أنشطة الحياة اليومية المعتادة (ADLs(4)) التي تُمارس في أول النهار [وهي الفترة الصباحية تقريبًا إلى ما بعد الظهيرة بساعة تقريبًا، بحسب التعريف] والتي يمكن أن تصلح كـ “إحماء” للتمرين الفعلي.
ذكرت الدراسة أيضًا كيف يلعب ضغط الدم دورًا في قرار فترة ممارسة التمرين، حيث ذكرت الدراسة أن هناك ارتفاعًا طبيعيًا في ضغط الدم في أول النهار، مما قد يساهم في حدوث أزمة قلبيية مفاجئة لو كان الشخص يمارس تمارين عالية الكثافة في الفترة الصباحية. إذا كان الشخص يعاني من مرض في القلب، فقد تكون ممارسة الرياضة في فترة ما بعد الظهر خيارًا أفضل له.
أنواع التمارين وفترة ممارستها خلال اليوم
كما ناقشت الدراسة نفسها أنواعًا مختلفة من التمارين وكيف أثرت فترة ممارستها خلال اليوم في نتائج الدراسة، وتحديداً التمارين الهوائية وتمارين المقاومة. [التمرين الهوائي هو تمرين بدني يستخدم الجسم فيه الأوكسجين لحرق جلوكوز الدم؛ والهوائية هنا تعني كل ما يتعلق باستنشاق الهواء والاستفادة من الأكسجين(5)].
تعتبر التمارين الهوائية تمارين ممتازة لتقوية القلب والأوعية الدموية ووظائف الدورة الدموية، حيث توصي جمعية القلب الأمريكية بممارسة تمارين القلب والأوعية الدموية لمدة 30 دقيقة من 5 إلى 7 أيام في الأسبوع للحفاظ على لياقة القلب(6). نشر حمدي ونزار دراسة تفيد بأنه بعد 6 أسابيع من التمارين، كل من المشاركين في الفترة الصباحية لمجموعة التمارين الصباحية وفي فترة ما بعد الظهر لمجموعة تمارين فترة ما بعد الظهر زادوا من العتبة اللاهوائية(7) الخاصة بهم. هذا يعني أنه سواء أكان الشخص يمارس الرياضة في الفترة الصباحية أو في فترة آخر النهار، سيستفيد من هذا النشاط بالتأكيد. بيد أن دراسة أخرى قام الباحثان بمراجعتها أثبتت أن الذين يمارسون الرياضة في الفترة المسائية كانوا قادرين على التكيف بشكل أفضل مع ممارسة الأنشطة البدنية المختلفة وكانوا قادرين على ممارسة الرياضة بشكل أكثر مقارنة بجموعة الفترة الصباحية – وهو أمر يجب أخذه في الاعتبار على المدى الطويل إذا رغب الشخص في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
ووجد الباحثان، من ناحية أخرى، أن تمارين المقاومة(8) لا تعتمد على فترة زمنية معينة من اليوم. فلو مارس شخص تمارين المقاومة في القترة الصباحية، فستكون الفوائد أفضل في هذه الفترة. وإذا مارسها في فترة ما بعد الظهر، فستكون الفوائد أفضل في فترة ما بعد الظهر. اقترح الباحثان أنه إذا كان الشخص يمارس هذه الرياضة لفعالية معينة، فإن توقيت الشخص لتمرين المقاومة مع الوقت الفعلي لهذه الفعالية (مثلًا، في حال السباق أو المباريات) سيكون هو الخيار الأفضل لممارسة ذلك التمرين.
هل ينبغي أن تصوم قبل التمرين؟
أفادت دراسة(9) نشرت في مجلة الجمعية الدولية للتغذية الرياضية (International Society of Sports Nutrition) أن الصيام قبل التمرين أو تناول وجبة منخفضة السعرات الحرارية قبله(10) ليس لها تأثير معتبر إذا تعلق الأمر بفقدان الوزن. شاركت في الدراسة عشرون امرأة وُزعن على مجموعتين – مجموعة مارست الرياضة بعد صيام الليلة السابقة على التمرين ومجموعة تناولت وجبة قبل التمرين. كلتا المجموعتين كانتا على نفس النظام الغذائي منخفض السعرات وخضعتا لنصائح غذائية للتأكد من بقائهما على هذا النظام الغذائي. على الرغم من أن المجموعتين تمكنتا من إنقاص الوزن بعد أربعة أسابيع من ممارسة التمارين، فإن الفرق بين المجموعتين لم يكن ذا دلالة إحصائية.
لوحظت النتائج نفسها في دراسة شملت نساء بدينات خضعن لـ 18 جلسة من التمرين عالي الكثافة (HIT) ووزعن أيضًا على مجموعتين؛ مجموعة صامت لليلة واحدة قبل التمرين؛ والمجموعة الثانية لم تصم. لم يكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية في فقدان الوزن في كلتا المجموعتين(11). تثبت هاتان الدراستان أن مدى فقدان الوزن يعتمد على نظام غذائي صحي منخفض السعرات الحرارية مقرونًا بتمارين رياضية منتظمة أكثر مما يعتمد على الصيام لوحده.
هل تؤثر ممارسة الرياضة في الفترة المسائية على النوم؟
أحد المخاوف بين الذين يمارسون الرياضة هو ما إذا كان النشاط البدني في وقت متأخر من فترة ما بعد الظهر أو في الفترة المسائية يمكن أن تفسد عليهم نومهم. وهذا يعتبر مصدر قلق وجيه وقد أثبتت الأبحاث كيف أن ممارسة الرياضة في فترة ما بعد الظهر أو الفترة المسائية يمكن أن تساعدهم في الواقع على النوم ولا تفسد نومهم.
أفادت مراجعة ممنهجة لدراسات نُشرت في عام 2017 أنه من بين 34 دراسة أدرجاها في مراجعتهما، ذكرت 29 دراسة منها أن التمارين ساعدت في تحسين جودة النوم(12). وفي دراسة شملت 11 شخصًا راشدًا سليمًا، فقد أثبتت النتائج أن التمارين القاسية(13) في وقت متأخر من الليل [أي بعد العاشرة ليلًا، بحسب التعريف] لا تفسد جودة النوم(14). من ناحية أخرى، فقد ذكر كبار السن (≥65 سنة) أن التمارين الهوائية منخفضة الكثافة في المساء حسنت من نوعية نومهم مقارنة بالتمارين الصباحية(15).
بشكل عام، ممارسة التمرين الرياضي يُعتبر شيئًا شخصيًا جدًا ويعتمد في النهاية على نمط حياة الشخص نفسه وما يناسبه. علي المرء أن يتذكر أن أفضل تمرين هو التمرين الذي يتمكن هو من ممارسته بانتظام؛ وإذا كانت ممارسة الرياضة في الفترة،الصباحية أفضل بالنسبة له، فلتكن. ولكن، العلم قد أفصح عن رأيه، فإذا كنت مهتمًا بفوائد يمكن أن توفرها لك التمارين الرياضية، فجرّب ممارسة التمارين الرياضية في فترة ما بعد الظهر أو في الفترة المسائية. لا تنسى أن تحافظ على نظام غذائي صحي إذا تهمك نفسك! أفضل النتائج تتحقق عندما تقوم بممارسة الرياضة بانتظام وتتناول غذاءً جيدًا.