كل جرم يدور حول جرم آخر في مدار دائري ، لاتختلف المسافة في البعد بينهما ، وإن الشذوذ قد يحدث.
ولكن حين يكون المدار غير تام الإستدارة فتختلف المسافة بينهما قربا وبعدا ، ولذا نشاهد القمر خلال حركته في كل شهر يقترب تارة ويبتعد أخرى من و عن الأرض.
حين وضع كويبر نيكوس نظريته لعدم مركزية الأرض ، وأنها مع بقية الكواكب تدور حول الشمس ، في مسارات دائرية ، لكن تايكو براهي لم يقتنع بذلك بسبب حركة كوكب المريخ التراجعية ، حتى وصلت النوبة ل يوهانسن كيبلر الذي قرر أن الكواكب تدور في مسارات بيضاوية وليست دائرية فتقترب من وتبتعد في دورانها حول الشمس.
تقترب الأرض وتبتعد عن الشمس كبقية الكواكب ، فتكون أبعد في فصل الصيف الفلكي لنصفها الشمالي وتقترب في فصل الشتاء ، والمسافة البعيدة والقريبة هي صغيرة نسبيا عن غيرها.
تقاس المسافات بين الكواكب بالوحدة الفلكية وهي تساوي 149.597.870,691 كم تقريبا ، وتختصر 150 مليون كم ، وحين تكون الأرض في الأوج الشمسي (أبعد مايكون عن الشمس) فتصل المسافة بينهما 152 مليون تقريبا ، وحين تقترب تقل حتى 147 مليون كم تقريبا ، وهذا يعني أن الفرق بين الأوج والحضيض نحو 5 مليون كم فقط ، وهذا لايعطي تأثيرا لسكان الأرض وقد لايلفت غير الفلكيين فلا هو الذي يغير طبيعة الطقس ولا سواه ، فالقرب يكون في الشتاء شمالا وهو الجو البارد ، والبعد صيفا والحرارة هي الحاضرة ، وسبب الفصول هو ميلان محور دوران الأرض عن مستوى دورانها حول الشمس وليس البعد والقرب من الشمس ، ولكن ذلك هو مايسبب إختلاف فترات الفصول طولا وقصرا ، ففصل الصيف هو الأطول وهو فصل الشتاء جنوبا وفصل الشتاء الأقصر وهو فصل الصيف جنوبا ، وطبقا لقانون كيبلر الذي ينص على أن: الجسم المداري يقطع الكوكب مساحات متساوية في وقت متساو. وهذا يعني أن الكوكب يتحرك أسرع قليلاً عندما يكون قريباً من الشمس ، ويتحرك أبطأ عندما يكون بعيداً عن الشمس.
متوسط سرعة الأرض حول الشمس حولي 30 كم في الثانية ، وتزيد في الحضيض نحو كم واحد تقريبا في الثانية ، وهذا يجعل سرعتها أكبر في فصل الشتاء الشمالي وبالتالي قصره مقابل فصل الصيف الأطول بنحو 5 أيام.
كما تكون الأرض في الأوج الشمسي (أبعد ماتكون عن الشمس) ، بعد الإنقلاب الصيفي (دخول فصل الصيف فلكيا) ، بنحو أسبوعين ، فكذلك تكون الأرض في الحضيض الشمسي (أقرب مايكون للشمس) بعد نحو أسبوعين من الإنقلاب الشتوي (دخول فصل الشتاء فلكيا) ، وتبين الحسابات الفلكية ، أن الحضيض كان في يوم الإنقلاب الشتوي عام 1246 م ، وأن الحضيض يتقدم يوما واحدا كل 58 سنة ، وبالتالي فالتوقع يقول أنه سيحدث مع العدال الربيعي سنة 6430 م.
كلمة الحضيض Perihelion و الأوج Aphelion ، مأخوذتان من قدماء الأغريق ، ف peri تعني القرب ، و apo البعد ، فيما helios تعني الشمس.
في الحضيض الشمسي تبدو الشمس أكبر ظاهريا ، وفي الأوج تبدو أصغر ( لاتنظر للشمس مباشرة بعينيك )
ستكون الأرض في الحضيض الشمسي ( أقرب مايكون للأرض ) ، الساعة 08:21 ص ( 05:21 بالتوقيت العالمي ) يوم الخميس 3 يناير ، والمسافة بينهما 147099760 كم (0.98 وحدة فلكية ).