These six foods may become more popular as the planet warms
(بقلم: آنا جيبس – Anna Gibbs)
{أطعمة تتميز بالمرونة والاستدامة وكثافة العناصر الغذائية قد تكون حلا لمواجهة إرتفاع درجة حرارة الأرض}
لا مفر من أن إرتفاع درجة حرارة كوكب الأرض سيغير ما نأكله في المستقبل ، نحن الآن نعتمد على 13 محصول لنوفير 80% من الطاقة التي نستهلكها في جميع دول العالم ، ونصف مجموع هذه الطاقة التي يحتاجها الإنسان تأتي من القمح والذرة والرز (العيش) ، وقد تتأثر هذه المحاصيل الثلاثة المهمة بشكل كبير مع أدنى إرتفاع لدرجة الحرارة.
ولإرتفاع درجة حرارة الأرض تبعات كثيرة أهمها الجفاف وقلة الأمطار وهبوب موجات الحرارة والفيضانات المفاجئة وغيرها ، وجميعها تؤثر سلبا على نمو المحاصيل الزراعية. يقول “فيستو مساوي” المدير التنفيذي لشركة غذاء المستقبل الماليزية: على الإنسان أن يخطط للمستقبل من الآن ويسعى الى توسيع سلة الطعام.
؛؛وما دام الإنسان يعبث في تلويث البيئة ويتجاهل أهمية التقليل من الإنبعاثات الحرارية فالوضع في غاية الخطورة ، فبدلا من أن نفكر بماذا نأكل؟ سننتقل الى حالة كيف نزرع ما نأكل؟؛؛
وعلى الإنسان في ظل هذا الوضع أن يجد الحلول المناسبة لزراعة محاصيل تكون أكثر مقاومة للمناخ من القمح والذرة والرز ، وهنا تأتي أهمية الإستفادة من الأغذية المهندسة وراثيا في المختبر ودراسة المحاصيل التي لا نعرف عنها الكثير في محاولة لإطعام العدد المتزايد من السكان في العالم ، والعالم كما نراه وللأسف يتغير مناخيا ويزداد تلوثا بشكل غير مسبوق.
لكن هناك معادلة أخرى ينبغي الإنتباه لها وهي أن أي غذاء جديد يضاف الى سلة طعام الإنسان يجب أن يكون جيدا ومذاقه طيبا وسعره مناسبا ، وإلا إختلت المعادلة ولا نفع في هذا الطعام البديل.
اليكم ستة أطعمة يمكن أن تحتل مكانا في سلة الأطعمة للإنسان وتضاف الى قائمة الطعام وقد تنتشر في الأسواق وعلى رفوف البقالات قريبا:
1. الدخن
يعتبر الدخن مصدرا للكربوهيدرات والبروتين وأهم المعادن مثل البوتاسيوم والفوسفور والمغنيسيوم ، ويمكن استخدام حبوب الدخن كما القمح على شكل معكرونة او كرقائق البطاطس. وقد أعلنت الأمم المتحدة بأن عام 2023 هي السنة الدولية للدخن ، (وقد نالت الكينوا نفس التكريم في عام 2013 من الأمم المتحدة، وارتفعت مبيعات الكينوا في حينها بشكل كبير).
وتنتشر زراعة الدخن في أجزاء من آسيا وأفريقيا. وإذا ما تمت مقارنة الدخن مع القمح والذرة والأرز ، فإن الدخن يمتلك قدرة على التكيف مع المناخ ؛ وكما أنه يحتاج إلى القليل من الماء ويستطيع أن ينمو في البيئات الأكثر دفئًا وجفافًا. ويعد الدخن واحد من الحبوب القديمة والتي تتميز بأنها مستدامة ومرنة.
2. فستق بامبارا
سمي بهذا الأسم نسبة لقبائل البامبارا المتواجدة في مالي والسنعال بأفريقيا، وفستق بامبارا من البقوليات لكنه يشبه الفول السوداني ، وهو غني بالبروتين والألياف والمعادن (البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد) ، ويتم تناوله محمص أو مسلوق. ويمكن وصفه بأنه دقيق خال من الغلوتين أو حليب خالي من منتجات الألبان.
وفستق بامبارا بديل قوي لحليب اللوز وحليب الصويا ، وشجرته تتحمل الجفاف وتتواجد بكثرة في جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا. وتستطيع نبتة فستق بامبارا أن تنموا بشكل جيد في التربة الفقيرة بالمغذيات وبدون الحاجة الى أسمدة كيماوية لآنه يتميز بخاصية تحويل النيتروجين الموجود في الغلاف الجوي إلى أمونيا من البكتيريا الموجودة على أوراقه والجذور.
3. بلح البحر
يعد بلح البحر مصدرا لللبروتين وأوميغا 3 وفيتامين ب 12 والمعادن (مثل الحديد والمنغنيز والزنك) ، ويمكن استخدامه في أطباق المعكرونة والشوربة.
ووفقًا لتقرير صدر عام 2020 من مجلة (Nature) ، يذكر أن بلح البحر قد يصبح يومًا ما عاديًا في قائمة غذاء العائلة. وقد يشكل بلح البحر وذوات الصدفتين الأخرى ، بما في ذلك المحار والبطلينوس والأسقلوب ، حوالي 40 في المائة من المأكولات البحرية بحلول عام 2050.
وتعتبر مزارع بلح البحر وذوات الصدفتين الأخرى قابلة للتوسع بدون تكاليف إضافية فهي لا تحتاج إلى الري أو التسميد ، وهذا يجعل من الأسعار منخفضة. ومن مزايا صدف البحر أنه “شديد التحمل” و “مغذي للغاية”. لكن هناك جانب سلبي وهو أن: الكائنات المكونة للصدفة مهددة بإرتفاع مستويات الكربون الذي يزيد من حموضة المحيطات. وقد يكون عشب البحر قادرًا على المساعدة اذا كان قريبا.
4. عشب البحر
عشب البحر مصدر للفيتامينات والمعادن (يود ، كالسيوم ، حديد) ولمضادات الأكسدة ، ويستخدم في السلطات والعصائر والصلصة والمخللات والمعكرونة ورقائق البطاطس. كما يدخل عشب البحر في صناعة معجون الأسنان والشامبو والوقود الحيوي.
نبات عشب البحر لديه بعض الحيل الرائعة الصديقة للبيئة فعن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون أثناء عملية التمثيل الضوئي ، يمكن أن يقلل عشب البحر من حموضة محيطه المائي. كما يقوم عشب البحر أيضًا بحبس الكربون ، تماما مثل ما تفعل الأشجار تحت الماء.
والمزارعون عادة يقومون بزراعة عشب البحر وذوات الصدفتين معًا في المزارع المائية بحيث يمكن للمخلوقات المقشرة الاستفادة من المياه الأقل حمضية. وهذا يعني أن نمو وتناول المزيد من عشب البحر يمكن أن يكون مفيدًا للبيئة. ويستهلك الناس في آسيا عشب البحر والأعشاب البحرية الأخرى على نطاق واسع لآلاف السنين ، إلا أنه لا يزال مذاقه غير مستساغ في مناطق عديدة في العالم.
5. موز الحبشة
موز الحبشة أو موز أثيوبيا، نبات عشبي معمر من فصيلة الموزيات ضخم الجذع. ويعتبر موز الحبشة مصدر للكربوهيدرات والكالسيوم والبوتاسيوم والزنك ، ويستخدم كطعام على شكل عصيدة أو خبز ، كما يستخدم في صناعة الحبال والألواح ومواد البناء.
ولأن هذه الشجرة المزروعة في أثيوبيا تشبه شجرة الموز يُطلق عليها أحيانا “الموز الكاذب” ، وهي شجرة مقاومة للجفاف. ويطلق عليه أيضا “الشجرة ضد الجوع” بالرغم أن ثمرتها غير صالحة للأكل ، لكن سيقانها النشوية يمكن حصادها في أي وقت من السنة ، مما يجعلها محصولًا غذائيًا موثوقًا به خلال فترات الجفاف.
ويشير تقرير 2021 من خلال رسائل أبحاث البيئة إلى أنه يمكن توسيع نطاق زراعة موز الحبشة إلى أجزاء أخرى من إفريقيا ، وربما الى مناطق أخرى في العالم ، لكن الأمر يحتاج للمعالجة والمعرفة.
6. نبات الكاسافا
نبات الكاسافا وبسمى أيضا “المنيهوت” وينمو في المناطق الإستوائية وخاصة في أمريكا الجنوبية ، وهو مصدر للكربوهيدرات والبوتاسيوم وفيتامين سي ، ويؤكل جذره بعد نقعه وطبخه أو كدقيق بعد سحقه.
والكاسافا خضروات جذرية نشوية تتحمل التقلبات المناخية وتتميز بالاستدامة. تنمو الكسافا الآن في أكثر من 100 دولة ، ويمكنها تحمل درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية كما أنها تتحمل الملح والجفاف. ومن مميزات هذه النبتة أيضا أنها تعزز مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ومن تحمل النبات للإجهاد ويمكن أن يؤدي هذا التحمل إلى إنتاجية أعلى. يمكن أن تحتوي الكاسافا الخام على مستويات سامة من السيانيد ، ولكن يمكن إزالة المادة الكيميائية عن طريق تقشير الجذر ونقعه وطهيه.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.sciencenews.org/article/food-climate-future-nutrit