التواجد النسطوري في شرق الجزيرة العربية ما قبل عهد الاسلام

النساطرة “الموحدون المسيحيون” في شرق الجزيرة العربية ما قبل الإسلام – صادق علي القطري

حقبة ما قبل المسيحية:

عقيدة الخلود الرافدية هي العقيدة القائمة قبل ميلاد المسيح (علية السلام) في شرق الجزيرة العربية او ما يعرف “بحضارة دلمون”. وعقيدة الخلود الرافدية التي تم العثور عليها من النقوش الاثرية تعود الى وادي الرافدين “حضارة ما بين النهرين” التي ألّهَت الملوك وعبدت مختلف الآلهة من إنانا “عشتار” وأنكي وتموز، حيث حافظت شرق الجزيرة العربية “دلمون” على مكانتها الدينية من حيث أنّها موطن الإله أنكى والأرض المقدسة وجنة الجنان القديمة وموطن بيوت الآلهة.

لذلك كانت معابدها منتشرة في أغلب المواقع من جزيرة فيلكا ” الكويت حاليا” الى القطيف “مدافن جاوان” و “ثاج” و “جزيرتي تاروت ودارين” شرق المملكة العربية السعودية و “جزيرة البحرين” وأجزاء من قطر والامارات العربية، وارتبط اسمها بدلمون وبأسطورة جلجامش التاريخيّة، التي دونتها الواح السومريون والبابليون والتي بينت إنّه سكن دلمون للعثور على سر الخلود وحكمها في طورها الأول خلال الألف الرابع قبل الميلاد, وبالتالي كانت مكانة دلمون الدينية كبيرة حيث بنى أهل دلمون المعابد المقدسة ومئات الآلاف من المدافن على مختلف الأشكال والأحجام؛ مما يدل على إيمانهم بعقيدة الخلود، ويدل على ذلك تشييد المقابر الضخمة، ووجود مخلفات مادية وجنائزية في القبور، بالإضافة إلى اكتشاف بعض المعابد التي عثر فيها على أقداح مخروطية الشكل؛ مثل تلك التي عرفت في العراق في العصر السومري، ومن أهم هذه المعابد “معبد باربارا”.

جزيرة تاروت وعلاقتها بحضارة ما بين النهرين (السومرية والبابلية). العمل الفني: صادق علي القطري

وتضم جزيرة البحرين أكبر مقبرة تاريخية اكتشفت في العالم حتى الآن، والتي تُدعَى مقبرة عالي وهي عبارة عن تلال تتكون من 21 جزءًا منتشرة على امتداد يصل إلى 20 كيلومتر، وتضم تلال مدينة حمد، تلال مدافن الجنبية، تلال مدافن عالي الشرقي، وتلال مدافن عالي الغربي، ويصل عددها إلى 11,774 تلة، فيما تتواجد بينها تلال ملكية وكذلك مدافن جاوان والظهران وثاج في شرق المملكة العربية السعودية وغيرها في فيلكا في الكويت جزيرة أم النار في الامارات وكذلك بعض الاثار المكتشفة في قطر حديثا.

مدافن دلمون، المصدر صحيفة الأيام البحرينية
نقش نذري لأور نانشي، ملك لكش حيث تقول إحدى النقوش: «كانت القوارب من أرض دلمون (البعيدة) تحمل الخشب (بالنسبة له)»، وهو أقدم سجل مكتوب معروف عن دلمون والاستيراد البضائع في بلاد ما بين النهرين.
ختم من دلمون مع الصيادين والماعز، حوالي أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد.

النسطورية (Nestorianism) المذهب المسيحي الموحد:

النسطورية “Nestorianism” ، مذهب مسيحي يصنف بالنسبة للمذاهب المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية ومعظم الكنائس البروتستانتية ضمن الهرطقات والبدع, فبحسب المعتقد النسطورية “لا يوجد اتحاد بين الطبيعتين البشرية والإلهية في شخص يسوع المسيح”  بل هناك مجرد صلة بين إنسان والألوهية ، وبالتالي لا يجوز إطلاق اسم والدة الإله على السيدة مريم العذراء كما تفعل الكنائس المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية لأن مريم لم تلد إلها بل إنسانا فقط حلت عليه كلمة الله أثناء العماد وفارقته عند الصليب ، فيكون هذا المذهب بذلك موحدا ومخالفا للمسيحية التقليدية القائلة بوجود أقنوم الكلمة المتجسد الواحد ذو الطبيعتين الإلهية والبشرية.

 فالمذهب النسطوري الموحد يؤمن بالتالي:

  • يؤمن بفصل الطبيعة البشرية والطبيعة الإلهية
  • جادل بأن اللاهوت انضم إلى الإنسان
  • لم يدعوا مريم “والدة الله” (“والدة الإله”)
  • يؤمن بان يسوع “المسيح” ولد ولادة بشرية
  • كانت أفعاله وآلامه جزءًا من طبيعته البشرية
  • لا يمكن أن يكون الله طفلاً
  • لا يمكن أن تولد الطبيعة الإلهية لامرأة

والنسطورية تسمية أطلقت على مذهب تدين به الطائفة المسيحية الشرقية وتنسب إلى مؤسسها نسطوريوس أحد كبار رجال الدين في القرن الخامس وبطريرك القسطنطينية (428-431 م) الذي ولد في القرن الرابع الميلادي، في جرمانيا، سوريا (Euphratensis)، آسيا الصغرى (الآن ماراس، تركيا) وتوفي عام 451م في بانوبوليس، مصر والذي أدت وجهات نظره حول طبيعة وشخص المسيح إلى دعوة مجمع أفسس عام 431م والذي اعتبر النسطورية (Nestorianism)، إحدى البدع المسيحية الرئيسية. وتطور هذا المذهب إلى القول: إن للمسيح طبيعة بشرية مكتملة، وإن ألوهيته لا تنسحب على أمه مريم، ومن ثم لا يجوز تسمية العذراء «والدة الإله»، وإنما «والدة المسيح»؛ لأنها لم تلد إلهاً بل إنساناً، وهو الذي تألم ومات على الصليب حسب معتقدهم.

نسطوريوس (Nestorius) ولد لأبوين فارسيين حيث درس في أنطاكية (تركيا حاليا)، ربما كان تلميذ ثيودور ، أسقف (Mopsuestia). أصبح راهبًا في دير القديس يوبريوس القريب، وبعد أن رُسم كاهنًا، اكتسب شهرة كبيرة في الزهد والأرثوذكسية والبلاغة. بسبب هذه السمعة، تم ترشيح نسطوريوس من قبل الإمبراطور الروماني الشرقي ثيودوسيوس الثاني ليصبح أسقفًا للقسطنطينية في عام 428. كان ظهوره الأول عاصفًا، حيث بدأ على الفور في العمل على استئصال الهراطقة من كل نوع، وأظهر التساهل مع البيلاجيين فقط.

صورة تصويرية لنسطوريوس. مصدر الصورة: https://www.sanctorum.us/

نشأت أزمة عندما ألقى القسيس المحلي لنسطوريوس، أناستاسيوس، في 22 نوفمبر 428، خطبة اعترض فيها على لقب (Theotokos) (“حامل الله”) كما هو مطبق على مريم لأن المصطلح كان قيد الاستخدام لفترة طويلة. نسطوريوس، الذي كان قد أعرب بالفعل عن شكوكه حول هذا الموضوع، أيد أناستاسيوس وفي يوم عيد الميلاد بدأ سلسلة من الخطابات بحجة أن مريم ليست والدة الإله. حيث اعتبر نسطوريوس أن مصطلح والدة الإله كما هو مطبق على مريم يهدد إنسانية المسيح الكاملة، ما لم يكن مؤهلًا بعناية. بدا لكثير من الناس أن نسطوريوس نفسه كان ينكر ألوهية المسيح ويعتبره مجرد إنسان تبناه الله كإبن له. وفي الجدل الناتج، وجد خصوم نسطوريوس حليفًا في القديس كيرلس، أسقف الإسكندرية، الذي أدى تدخله إلى سلسلة من الأحداث التي أدت في النهاية إلى سقوط نسطوريوس.

وكان دافع كيرلس ذو شقين. كان يعتقد بصدق أن نسطوريوس يقوض نقاء الإيمان. ورفض نسطوريوس أن يصنف مريم على أنها والدة الإله بدا لكيرلس أنه ينكر وحدة الله الإنسان. بصفته أسقفًا للإسكندرية، كان كيرلس أيضًا حريصًا على التقليل من شأن منافس القسطنطينية، كما فعل سلفه المباشر، ثيوفيلوس، في حالة القديس يوحنا الذهبي الفم. وهكذا تم الجمع بين الاعتبارات اللاهوتية والسياسية.

ناشد كلا الجانبين البابا سلستين الأول، الذي كان قد شعر بالإهانة بالفعل بسبب عدم اللباقة التي مارسها نسطوريوس. ففي أغسطس 430م عقد سلستين مجمعًا كنسيًا في روما قرر أن علم المسيح الصحيح يتطلب استخدام مصطلح والدة الإله وطلب من نسطوريوس أن يتبرأ من أخطائه. فعندما أصدر كيرلس، الذي كان مخولًا بتنفيذ الحكم على نسطوريوس، وسلسلة من الحروم الاستفزازية لكي يشترك فيها أو يواجه الحرمان الكنسي، انتبه نسطوريوس وحلفاؤه، وأقنع الإمبراطور ثيودوسيوس بعقد مجلس عام للكنيسة. حيث كان نسطوريوس يأمل أن ينتج المجمع إدانة كيرلس وعندما اجتمع المجلس في أفسس عام 431م، وجد نسطوريوس نفسه يائسًا منهارًا من قبل كيرلس.

أدينت تعاليم نسطوريوس وعزل هو نفسه عن عرشه ثم تم حث ثيودوسيوس على المصادقة على هذه القرارات، وهبط نسطوريوس إلى ديره السابق بالقرب من أنطاكية. وبعد أن قضي هناك في المنفى لمدة أربع سنوات (431-435)، تم نقله إلى الواحة الكبرى (واحة الخارقة الحالية) في الصحراء الليبية في عام 436م ومن ثم تم نقله لاحقًا إلى بانوبوليس في صعيد مصر. وخلال منفاه، كتب كتاب هيراكليدس الدمشقي، والذي كان قصده أن يكون دفاعًا عن تعاليمه وتاريخًا لحياته. هي الرسالة الوحيدة من قلمه التي نجت، وتم اكتشافها عام 1895 بترجمة سريانية. توفي نسطوريوس في بانوبوليس حوالي 451م، احتجاجًا على أرثوذكسيته.

حقبة ما بعد ميلاد المسيح:

بتعقب تاريخ وجود الديانة النصرانية “المذهب النسطوري” في البحرين وشرق الجزيرة العربية من المصادر العربية القديمة التي كانت تسمى كتب الاخباريين المدونة جميعها باللغة العربية وكذلك المصادر السريالية التي وثقت تاريخ كنيسة الشرق او بيت قطريا “المذهب النسطوري” علما بان المصادر الاخبارية لا يمكن الاعتماد عليه لأنها كانت لا تبدي اهتماما بالطوائف غير المسلمة فهي كانت تشير فقط عبر تلميحات عابرة إلى وجود المسيحية في شرق الجزيرة العربية سواء كان في فترة قبل الإسلام أو أثناء الفتح الإسلامي، حيث لا تقدم إلا تفاصيل قليلة جداً عنها بينما المصادر السريالية التي وثقت تاريخ كنيسة الشرق، تعتبر [المصادر السريالية] هي الأكثر تفصيلاً ووثوقا في هذا الشأن (Beaucamp et Robin 1983).

المصادر العربية:

يشير عبد الرحيم مبارك في كتابه “قبيلة عبد القيس” نقلاً عن المحبر لابن حبيب ورسائل الجاحظ وابن حزم في جمهرة أنساب العرب وابن سعد في الطبقات حيث يقول: “إن المسيحية تغلغلت في منطقة البحرين وانتشرت بها وغلبت على قبائل قضاعة وطي ثم ظهرت في ربيعة فغلبت على تغلب وعبد القيس وبكر بن وائل. ويبدو أن انتشار المسيحية كان قوياً في أفراد عبد القيس فيذكر ابن حزم أن عبد القيس بأسرها اعتنقت هذه الديانة” (مبارك 1995، ص44 – 45).

ومما يستنتج من المراجع أن قبيلة عبد قيس كانت وثنية قبل انتشار المسيحية فقد كانت لهم معبودات مثل ذو اللبا والمحرق وكانت لهم طقوس خاصة يمارسونها أثناء العبادة (مبارك 1995، ص44), ولكن يبدو أنه بعد دخول المسيحية في أراضيها أعتنقها بنو عبد القيس جميعهم وأصبحت هي الديانة الرسمية.

وذكر الكاتب الدكتور جواد علي في كتابة “المسيحية في الجزيرة العربية قبل الإسلام” (في الفصل التاسع والسبعون “النصرانية بين الجاهليين” ص620) “اما العربية الشرقية (ويقصد شرق شبه الجزيرة العربية)، فقد دخلت اليها النصرانية من الشمال (أي من العراق) في الغالب, ولكن بعض الروم كانوا قد وجدوا سبيلهم اليها فدخلوها من البحر أيضا فعشعشت في مواضع منها مثل البحرين وقطر وهجر وبعض جزر الخليج (جزيرة سر بني ياس بالأمارات العربية المتحدة وجزيرة تاروت ودارين في شرق السعودية وجزيرة فيلكا في الكويت حاليا) وكانت غالبية نصارى هذه الاراضين على مذهب نسطور اخدين هذا المذهب من نصارى الحيرة (والحيرة تقع في إحدى مدن العراق الجنوبية وتحديدا في السهل الرسوبي لبلاد ما بين النهرين، شمال غرب بادية السماوة، حيث تبعد عن مدينة الكوفة مسافة 15 كيلومترا، ونحو 10 كيلومترات جنوب شرقي مدينة النجف) الذين كانوا على اتصال وثيق بهما كان حال رجال دينهم يسافرون الى هذه المنطقة للتبشير بها فزرعوا فيها بذور مذهبهم ونشروه بين من اقبل على النصرانية من العرب.

كذلك وفقا لروايات سعرد كان المطران داود من البصرة حاضر في مجلس سلوقية في عام حول 325م، كما تبين مصادر التاريخ الكنسي دخول المسيحية إلى شبه الجزيرة العربية من أحد السبعين رسول. وقد ذكر مؤرخون من أمثال روفينوس وهيرويزوس أن متى هو مبشر اليمن والحبشة، وبينتانوس الفيلسوف ترك الإسكندرية في القرن الثاني وتوجه نحو اليمن مبشرًا كما قال أوسابيوس، وربما ظلّت المسيحية خلال المرحلة الأولى في المناطق الساحلية متأثرة بمواكب التجارة البيزنطية، وقد أنقسم مسيحيون شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام بين النسطورية (Nestorianism) واليعقوبية ( Jacobite) الذين يعتقدون أن المسيح جوهر واحد، أقنوم واحد إلا أنه من جوهرين، وربما قالوا: طبيعة واحدة من طبيعتين، فجوهر الإله القديم، وجوهر الإنسان المحدث تركبا تركيبا، كما تركبت النفس والبدن، فصارا جوهرا واحدا أقنوما واحدا، وهو إنسان كله وإله كله.

المصادر السريالية:

المراجع التي كتبت بالسريالية وثقت تاريخ الكنيسة الشرقية وهي التي تعرف بالمراجع الأولية كأرشيف محاضر جلسات المجامع الكنسية ورسائل الجاثليق وغيرها (Bin Seray 1996).

ما ورد في تلك المراجع أن الديانة المسيحية “الكنيسة الشرقية” أول ما انتشرت في شرق الجزيرة العربية انتشرت في الجزر القريبة من شرق الجزيرة العربية وذلك في القرن الرابع الميلادي وقد عرفت أبرشيات هذه المناطق باسم «أبرشيات الجزر» ولم تصل المسيحية إلى البر الرئيسي سوى في وقت لاحق، فأقدم إشارة ورد فيها ذكر أسقف ينتمي إلى منطقة في شرق الجزيرة العربية توجد في محاضر جلسات المجمع الكنسي النسطوري (Nestorius) للعام 576م (Beaucamp et Robin 1983).

  • أول إشارة لوجود طائفة نصرانية في شرق الجزيرة العربية جاءت في كتاب «تاريخ أربيل» حيث ورد ذكر بيت قطرايا ضمن القائمة الخاصة بالمناطق التي تتمتع بوجود أساقفة وذلك في حدود العام 224م إلا أن هذا التاريخ ليس له قيمة بسبب أن كتاب تاريخ أربيل تم رفضه من قبل عدد من الثقات وقد اعتبر وثيقة زائفة، بين ما اعتبره البعض صحيحاً لكن دون أن يفندوا الانتقادات التي أثيرت حوله (بوتس 2003، ج2 ص1012 وهامش ص1013). ومصطلح بيت أو بيت قطراي أو قطرايا ظهر أول مرة في بداية القرن السابع الميلادي وهو يشير لمنطقة شرق الجزيرة العربية بما في ذلك الجزر القريبة منها (Beauchamp et Robin 1983)، ولهذا المصطلح دلالات أهمها وجود تنظيم معين وهذا التنظيم لم يكن موجوداً في بداية دخول الديانة المسيحية لهذه المنطقة لذلك نجد أنه كان يشار للكنائس التي انتشرت في الجزر القريبة من شرق الجزيرة العربية باسم “أبرشيات الجزر”.
  • كذلك جاء في كتاب (Ionae Vitae Sanctorum Columbani, Vedastis, Iohannis) للمؤلفين: جوناس وبرونو كروش والمحرر ويلهلم ليفيسون، أن راهباً عاصر الجاثليق برب عشمين (343م – 346م) اسمه جونه قد بنا ديراً على جزيرة تسمى “الجزيرة السوداء” وهذه الجزيرة تقع بين قطر وعمان (Bin Seray 1996). ولم يتم تحديد هذه الجزيرة بصورة قطعية ويعتقد أنها إحدى الجزر القريبة من جزيرة سر بني ياس التابعة لدولة الإمارات العربية (Carter 2008).
  • أشار “تاريخ سيرت” في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي إلى الأنشطة التي كان يقوم بها القديس أبديشو (عبد يشوع) في إحدى جزر اليمامة والبحرين والتي تسمى «رمث» حيث كان يعيش هناك حياة معتزلة ويقوم بتعميد الأهالي وقد قام ببناء دير على هذه الجزيرة، وكان أبديشيو تلميذاً لمار عبدا ويعرف أنه مؤسس للعديد من الأديرة في عهد الجاثليق توماس (363م – 371م) (بوتس 2003، ج2 ص1019).
  • ورد ذكر مشماهيج أي سماهيج بمعنى جزيرة المحرق وكذلك دارين وجزيرة تاروت في محاضر مجمع العام 410م، والذي يمكن استنتاجه من هذا المحضر أن ثمة دير بني في مشماهيج قبل العام 410م بينما بني دير آخر في دارين في جزيرة تاروت ربما في فترة زمنية قريبة من العام 410م.

بعد العام 410م لا يوجد ذكر لأي من كنائس بيث قطراي في مجامع كنيسة الشرق، وقد رجح البعض ذلك أن البحرين كانت تتبع دولة كندة سياسياً (بوتس 2003، ج2 ص1021). وفي فترة انفصال أبرشيات الجزر عن الكنيسة الرئيسية حدثت العديد من القلاقل في كنيسة الشرق والتي ألقت بظلالها على المنطقة.

فالمذهب النصراني الذي كان سائدا في منطقة شرق الجزيرة العربية (من جزيرة فيلكا شمالا مرورا بالقطيف وجزيرتي تاروت ودارين والجبيل وهجر ثم قطر وجزيرة سر بني ياس جنوبا) وهو المذهب النسطوري (Nestorius) والتي تشير اليه بعض الاثار المكتشفة في الخليج العربي والمبينة في الخريطة التالية:

مصدر الخريطة: https://catholic.net

هذه الخريطة تشير الى الأسماء التاريخية لهدة الأماكن النصرانية، مصدر الخريطة: https://catholic.net

صور بعض اثار الكنائس المكتشفة في الخليج العربي:

بقايا دير وكنيسة مسيحية نسطورية قديمة في جزيرة سري بني ياس في الإمارات العربية المتحدة، مصدر الصورة: https://oblatesosbbelmont.org
اثار وبقايا لكنيسة نسطورية اكتشفت في قطر، مصدر الصورة: https://eastofbyzantium.org

اّثار كنيسة نسطورية في الجبيل (شرق المملكة العربية السعودية). تعتبر الآثار المكتشفة غرب الجبيل عام 1986 والتي يعتقد أنها للمذهب النسطوري أحد أهم الدلائل على تواجد المسيحية في شرق الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، وقد عثر على بقايا تتكون من صحن للكنيسة و 3 هياكل يقال انها تابعة للمذهب النسطوري ومن المعروف أن هذا المذهب انتشر بشكل واسع في المنطقة خلال القرن الرابع الميلادي. مصدر الصورتين: https://www.albayan.ae

بقايا معمارية لكنيسة بمنطقة القصور في قلب جزيرة فيلكا، مصدر الصورة: https://www.puresoftwarecode.com

قوالب لخبز القربان المقدس في المسيحية، ضمن كنيسة وديراً للسريان الشرقيين في جزيرة فيلكا، مصدر الصورة: https://www.puresoftwarecode.com

قصر محمد بن عبد الوهاب الصيحاني والدي اكتشفت فيه كما يعتقد كنيسة شرقية نسطورية في ساحته وهي مازالت تحت البحث والدراسة من قبل هيئة الاثار، مصدر الصورة: https://ar.wikipedia.org/

اكتشاف أول دليل أثري لمجتمع مسيحي في سماهيج، مصدر الصورة: https://alwatannews.net/

المصادر:

  1. https://www.mosoah.com/people-and-society/history/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AF%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86/
  2. https://sotor.com/%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AF%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86/
  3. http://www.alwasatnews.com/news/510618.html
  4. https://www.academia.edu/173150/Christianity_in_the_Gulf_during_the_first_centuries_of_Islam
  5. https://courses.edx.org/asset-v1:NotreDameX+TH120.2x+3T2015+type@asset+block/ODL_TH1202x_M02_HoylandChapter9.pdf
  6. https://dorar.net/adyan/616/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9
  7. https://catholic.net/op/articles/2025/cat/1205/st-cyril-of-alexandria-.html
  8. https://nestorianchristianity.weebly.com/people.html
  9. https://www.puresoftwarecode.com/ChrisArabe4.htm
  10. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86
  11. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%B4%D8%A8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9#:~:text=%D9%88%D8%B5%D9%84%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B4%D8%A8%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9
  12. http://www.alwasatnews.com/news/510618.html
  13. https://www.facebook.com/QatifCivil/photos/a.428433383871470.89365.428250997223042/451737988207676
  14. https://www.albayan.ae/five-senses/heritage/2019-03-14-1.3510998
  15. https://www.albayan.ae/five-senses/heritage/2019-03-21-1.3516966
المهندس صادق علي القطري

5 comments

  1. على السيهاتي

    دائما تتحفنا بماهو قيم من التراث الجميل مهندس صادق
    دام عطائك ابو حسام
    🌹🌹🌹🌹🌹👋👋👋👋👋

    • دائما تتحفنا بتعليقاتك الجميلة يا بو حسين التي تشجعنا بالمزيد فلف شكر وتقدير لشخصكم

  2. علي الداوود أبو حسين

    جميل جدا … و نشكر الكاتب .. و أظن الموضوع يحتاج لدراسة عميقة من مختص في التاريخ و الآثار …

    • الف شكر على مرورك وتعليقك الجميل ولا شك اننا تحتاج الى مختصين لنبش الماضي واخراج ما يمكن اخراجه للاجيال القادمة
      وتعريفهم بتاريخهم الدفين.

  3. جميل جدا تشكر عليه يامهندس صادق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *