تعتبر حضارة دلمون من أقدم الحضارات المدنيّة المتقدمة في التاريخ القديم، فهي جزء من حضارة وادي الرافدين القديمة ثقافيًّا، وهي إحدى مدن الدّويلات الرّئيسة. حيث تعد دلمون أرض المعابد المقدسة وموطن إله الماء أنكي حسب الوثائق الرافدية القديمة، وهي الأرض التي جُلِب منها خشب بناء المعابد في سومر وآكاد،
وبحسب المادة الأثرية أظهرت المباني واللقى الفخارية والمعدنية والنقوش الكتابية والتصويرية المختلفة بأن دلمون هي مدينة “دويلة” ترتبط بالمدن السومرية والأكادية بشكل وثيق. أطُلِقَ عليها الكثير من الأسماء عبر الحقب التاريخيّة المختلفة، فهي “دلمون” عند أهل جنوب العراق أو السومريين و “نيدوك كي” عند الأكاديّون و “تايلوس” عند الفينيقيين والكنعانيين و “البحرين” عند الفرس و “أوال” عند العرب المسلمين. كذلك اطلق عليها اسم “ماكان وملوخا” من قبل ملوك سومر حسب أقدم الوثائق التاريخية فهي تعد من الحضارات السامية العربية القديمة.
بحسب الميثولوجيا العراقية القديمة كان في دلمون مجمع الآلهة الرافدية القديمة وبيت دلمون المعبد “معبد عشتار” وبيت الآلهة انانا “عشتار او عينانا” الذي يقع في جزيرة تاروت شرق المملكة العربية السعودية حاليا والذي يعتقد انه بني قبل مدينة اور الدينية في بلاد ما بين الرافدين.
وبحسب الأساطير المكتوبة في الالواح السومرية المكتشفة في بلاد الرافدين فإن بيوت الالهة قد بنيت في دلمون والتي لم يصلها الطوفان في نهاية العصر الجليدي الأخير في المنطقة قبل 8000 عام قبل الميلاد والذي غمر أجزاء كبيرة من الخليج العربي في تلك الفترة وهذا يعزز فرضية الزحف البشري باتجاه جنوب العراق وبلاد الشام لاحقًا.
كذلك تنتمي حضارة دلمون لحضارات ما بين النهرين او حضارات الشرق الأدنى كالحضارة البابلية والهلال الخصيب والأراميين والأشوريين من النواحي الثقافية والدينية أو الفكرية وتنتمي لغويا لعائلة اللغات السامية أحد أقدم لغات العالم، أما كتابيًا فهي من أهم مصادر النقوش المسمارية والتي اشتهرت بها معابد دلمون التي بنيت على شكل هرمي مدرج يسمى “زقورة” و “شبيهة” بنمط زقورة أوروك أو الوركاء في العراق، كما اشتُهرت بوجود المقبرة الملكية ومعبد باربار الموجود في البحرين حاليا كذلك يربط الكثير من علماء الآثار والمؤرّخين دلمون بجنة عدن، و يعتقدون أنها هي الأساس لأسطورة عدن.
والزقورة وجمعها الزقّورات تقع معظمها في بلاد ما بين النهرين وهي عبارة عن معابد مدرجة كانت تبنى في سوريا والعراق ثم إيران ومن أشهر الزقورات عالمياً هي “زقورة أور” في العراق قرب مدينة الناصرية المسماة حاليا “بمحافظة ذي قار” جنوب العراق، و “زقورة عقرقوف” قرب بغداد ولقد بنيت الزقّورات في عصر السومريين والاكاديين والبابليين والاشوريين في العراق وسوريا.
وحضارة دلمون ومنذ أيامها الأولى كانت حضارة منظمة ومتطورة وصلت إلى مراحل متقدمة في سلم الحضارة الإنسانية ولعبت دوراً ثقافياً واقتصادياً وحضارياً مؤثراً في المنطقة. هذا ما استنتجه الباحثون وعلماء الاثار من خلال ما تزخر به المتاحف الوطنية في منطقة الخليج العربي من مواد أثرية كثيرة جداً يمكن أن نستقرئ منها جوانب عديدة من حياة المجتمع الدلموني أفراداً وجماعات، كما لا يسعنا أن نغفل أيضاً العديد من المواقع الأثرية التي ترفدنا بالمزيد من اللقى الأثرية والتي تكشف جوانب أخرى من حياة المجتمع الدلموني.
فالاكتشافات الأثرية تعبر عن ماض وتاريخ أثري عريق، وعن حضارة متقدمة، تمتد جذورها إلى عصور ما قبل التاريخ، الأمر الذي يزيل كل الأفكار التي تشكك في عدم أهمية المنطقة من الناحية التاريخية والحضارية. وبذلك يجب الإشادة ببعثات التنقيب المحلية والعربية، وكذلك ما أسهمت به البعثات الأجنبية في الكشف عن جوانب حضارة هذه المنطقة، من خلال أعمال التنقيب التي قامت بها، ونشير بشكل خاص للجهود المتميزة للبعثة الدنماركية في المنطقة والتي بدأت أعمالها مع بداية العقد السادس من القرن العشرين، وتحديداً في عام 1953 ابتداء من دولة البحرين وثم الانتقال إلى جزيرة فيلكا في دولة الكويت وثم المناطق الشرقية من المملكة العربية السعودية (في المناطق المحايدة للخليج العربي).
وحضارة دلمون كان مركزها قبل خمسة آلاف سنة تقريبا في جزر البحرين وجزيرة تاروت في القطيف؛ هي جنة دلمون والسبب في هذه التسمية أنها كانت تحوي مقبرة دلمون. وقد مثلت مركزا استراتيجيا مهما؛ فهي حلقة الوصل بين بلدان الشرق، الأوسط والأدنى؛ حيث كانت في الشمال حضارة بلاد ما بين النهرين (العراق)، وفي الشرق حضارة ميلوخا في وادي السند (الهند)، وفي مصر حضارة الفراعنة.
[قلعة البحرين، أو قلعة البرتغال هي قلعة تقع في ضاحية السيف على شاطئ البحر في الجهة الشمالية من جزيرة البحرين وهو محصور ما بين قرية كرباباد من الشرق وقرية حلة عبد الصالح من الجنوب والغرب. وهذا الموقع كبير جداً إذ أنه يشكل في الواقع المركز الرئيسي لحضارة دلمون ويتمثل ذلك في هضبة القلعة حيث يحيط بها سور المدينة الضخم ويضم هذا الموقع قلعة البحرين ، القصر الإسلامي، المدن الدلمونية وميناء دلمون. وشكلت القلعة المبينة على تل واسع الموقع الرئيسي لبحوث وحفريات البعثة الأثرية الفرنسية، حلّت البعثة الفرنسية في القلعة محل البعثة الدانمركية التي اكتشفت الموقع في الخمسينات وكان يرأس البعثة الدانماركية بيدر فيليم جلوب وجيفري بيبي، وتؤكد هذه البحوث والحفريات أن هذه المنطقة السكنية الممتدة على مساحة 17.5 هكتار كانت مأهولة دون انقطاع خلال الفترة الواقعة بين 2300 قبل الميلاد إلى القرن الثامن عشر، وأنها كانت بدون شك العاصمة القديمة للبحرين، لقد شيّد ملوك هرمز حصن فارسي واسع في موقع القلعة على مرحلتين في القرن الرابع عشر والقرن الخامس عشر ومن ثم قام البرتغاليون بتحصين هذا الحصن وذلك ببناء استحكامات على زوايا الحصن، يزيد عمق طبقات الموقع عن ثمانية أمتار تراكمت على مرّ العصور في ثناياها عدة مدن بنيت فوق بعضها البعض. البعثة الفرنسية للموقع ومنهم الباحثة مونيك كوفران ركزت حتى نهاية 1988 على فترتين تاريخيتين قريبتين وهما الحقبة الإسلامية والحقبة البرتغالية فاهتمت بدراسة المباني الرئيسية الدفاعية كالحصن الصغير المطلّ على البحر الذي من الممكن أن يكون قد شيّد في عصر الساسنيد والذي رمّم في القرن الثالث عشر، ومنذ 1989 بدأ الفريق الفرنسي الثاني برئاسة بيير لومبار يهتم بمجمع عمراني كبير يمثل عصور دلمون القديمة (حوالي 2300 إلى 1800 قبل الميلاد) ودلمون المتوسطة (من منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد) ودلمون الحديث (النصف الأول من الألفية الأولى قبل الميلاد)، ومن أهم اكتشافات البعثة الفرنسية هو اكتشاف طبقات عصور دلمون الأوسط حيث وجدت في ثناياها الكثير من الألواح الطينية التي تعتبر الأرشيف الإداري الذي كتب باللغة المسمارية وهذا شاهد على احتلال كاسيد بابل للمدينة، تشكل هذه الألواح وما زالت أقدم أرشيف كاسيدي تم الكشف عنه في الشرق الأوسط كما تعكس طبيعة الكتابة المسمارية الساحلية].
وامتدت هذه الحضارة على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية من جزيرة تاروت شرقا الى ابقيق والاحساء غربا؛ ومن جنوب بلاد الرافدين “الكويت عند جزيرة فيلكا” شمالا، حتى حدود حضارة مجان في سلطنة عمان، وحضارة أم النار في إمارة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة جنوبا. وقد عرفت دلمون بهذا الاسم عبر التاريخ لأنها محاطة بالماء (مياه البحر) من كل ناحية.
تتميز شواطئ الخليج العربي الغربية بإمكانية قيام مستوطنات فيها لعدم وجود موانع بين الساحل واليابسة، وقد أتاحت هذه الخاصية قيام عدة مراكز منذ أقدم العصور، بحيث طورت قدراتها وإمكانياتها مستفيدة من البحر وشؤونه، ومنها مستوطنات ساحلية وأخرى على الجزر المتناثرة على مقربة من الساحل، حيث کشفت عنها التنقيبات في المنطقة المحصورة ما بين حدود الكويت شمالًا وساحل دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان جنوبًا، ويعود الكثير من هذه المستوطنات إلى العصر الحجري الحديث.
ولقد کشفت أعمال التنقيب والحفر الأثري بأن الإنسان في هذه المنطقة استغل وبشکل صحيح ما وفرته البيئة من إمكانيات الاستقرار، فالمستوطنات المكتشفة قرب السواحل کان قاطنوها يبنون بيوتهم بمادة قابلة للإندثار والتلف، وربما من سعف النخيل والتي تشبه ما يعرف اليوم بـالعرائش أو العرشان، ومارسوا مهنة رکوب البحر والغوص على اللؤلؤ وصيد الأسماك، أما أولئك الذين کانوا يقطنون قرب منابع المياه فقد مارسوا الزراعة مع بساطتها، کما أنهم اشتغلوا بالتجارة وبرعوا فيها فأنشئوا لها موانئ بحرية، أصبحت مرکزًا لتوزيع السلع التجارية بين جنوب بلاد الرافدين وحتى وادي السند على طول الخط التجاري البحري وكذلك الخطوط التجارية البرية التي تربط شرق الجزيرة العربية بشمالها وغربها وشمالها وجنوبها.
ومن أشهر تلك المراكز التجارية والتي ذكرت في الكثير من النصوص السومرية والأكادية خلال فترة منتصف الألف الثالث وحتى النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد، مركز حضارة دلمون ( Dilmun )، ويعتقد عدد کبير من الباحثين جازمين بأن المركزين الرئيسيين لها “جزر مملكة البحرين” والبر المقابل لها في شرق الجزيرة العربية “القطيف وجزرها” تاروت ودارين فهي في الواقع مراكز حضارة دلمون الرئيسية.
واختلف الباحثون وعلماء الاثار على ماهية هوية دلمون من حيث التأسيس لهذه الحضارة المتقدمة، فهناك الكثير من الفرضيات من حيث المبدأ ومن حيث التفسيرات والاثار المكتشفة سواء على طول الساحل الشرقي للجزيرة العربية وجزره، ابتداء من جزيرة فيلكا (الكويت) شمالا مرورا بجزر تاروت في الشرق السعودي وجزر البحرين ومن ثم جنوبا الى جزيرة ام النار في الامارات العربية.
[واختتم مقالي من مقتطفات واستنباطات من كتاب “البحث عن هوية دلمون” للباحث “حسین محمد حسین” في مقالات له جمعها عن “تاریخ دلمون” الجزء الأول والثاني وبعنوان “البحث عن ھویة دلمون” و “جذور هوية دلمون” وهي خلاصة وعصارة ما جمعة من أرشيف دلمون الذي هو أساساً لكتابة “تاریخ دلمون” وهي ما يقارب 400 دراسـة أساسية، وقرابـة 30 كتـاب وتقریـر و 10 رسـائل دكتـوراة وماجستير، ویضـاف إلـى ذلـك مئـات الدراسـات الثانوية المسـاندة لدراســة تـاریخ دلمـون. وكذلك ايضا الدراسـات المبكـرة والفرضيات التي تــم استبعادها في الدراسات اللاحقة وهي 43 دراسة؛ فـهذا “الباحث” يرجح فـي الدراسـات الحدیثـة التـي تناولـت تـاریخ دلمون أن ھناك “دولة دلمون” التي تكونت في نھایة الألـف الثالـث قبـل الميلاد وانتھـت قرابة منتصـف الألـف الثـاني قبـل الميلاد (127 – 123. pp, 2007 Hojlund.).
ومن الكتاب المشار اليه في (ص. 46) والتي نشرها في صحيفة الوسط بين تاريخ (2010 و 2013) يدكر الباحث “حسين محمد حسين” ما يلي:
“في مرحلة التأسيس اسم دلمون كان یتنقل فیرتبط في كـل حقبـة زمنية بـأرض معینـة؛ ھذه الحقيقة العلمية، التي سلم بھا الباحثون في تاریخ البحرین والخلیج العربـي، أدت إلـى بلورة فكرة أن دلمون، من المرجح، “أنھا تحدد بكونھـا إقلیمـا ً أو بـلاداً واسـعة” (التركـي 2008 ,ص 107.) تم ترجیح أن دلمون في الألف الرابع قبـل المـیلاد تشـمل جنـوب العراق وتمتد إلى شرق الجزیرة العربیة وربما تشـمل عمـان أيضا ً، وفـي الألـف الثالـث أصبح شرق الجزیرة العربية مركز دلمون، وفي الفترة الأكدیة المبكرة أصبحت البحرين مركز دلمون، ومع نھایة فترة سلالة أور الثالثـة كانـت دلمـون قـد امتـدت شـمالاً إلـى أن ضمت إلیھا جزیرة فیلكا، وخلال الفترة الكاشیة أصبحت فیلكا مركز دلمون؛ وهكذا فـإن دلمون ھي إقليم انتقل مركزه من مكان لآخر بحسب الحقبـة الزمنية والظـروف المواتية.
حتى وإن صحت ھذه النظرية، فإن وحدة الاسم لا تعنـي بالضـرورة وحـدة الثقافـة ووحدة الھویة؛ بمعنى أن الھویات الحضارية التي تأسست فـي المنـاطق الجغرافية التـي عرفت باسم “إقليم دلمون” تختلف عن بعضـھا الـبعض, ولكـل حضـارة بصـمة تمیزھـا عن الاخرى؛ ویعتبر الفخار بمثابة “البصمة الممیزة” لھویة الحضارة، وھو بمثابـة “البصـمة الجینیـة” التي تميز جماعة معینة؛ بقول ” بیبي “فـي كتابـه (البحـث عـن دلمـون) “لقـد أُطلـق علـى كسر الفخار اسم أبجدية عالم الآثار… فمنذ 6000 سنة قام البشر بحرق الفخار ومنذ ذلـك التاريخ وحتى الآن فان أيا من المجتمعات في العالم لم یقم بصنع الفخار على نحو صـنعه مجتمع آخر”. (بیبي 1985 :ص 104)
الخلاصة أن دلمون بناھا “الدلمونیون” وبدلاً من أن نعيد إنتاج الفرضيات القديمة علینا أن نواصل البحث في جذور الھویة الدلمونیة، ولا سبیل إلى ذلك إلا بإنشاء أرشـیف بجمع الدراسات المتخصصة حول دلمون، وحبذا أن بكون أرشیف رقمي متـاح للبـاحثین والمھتمین المحلیین؛ وذلك لتنشط حركة البحث في تاریخ البحرین القديم.”
وأيضا من نفس الكتاب “البحث عن هوية دلمون” (ص. 41-42) يدكر الباحث ان:
“دلمون بین اسم الأرض واسم الھویة استطاعت “دولـة دلمـون” التـي بـدأت بـالنمو والتطـور علـى أرض البحـرین أن تكون لھا ھویة حضارية وأن تنتقل ھذه الھویة لشرق الجزیرة العربیة، وجزیرة فیلكا فـي الكویت. إلا أن عدد مـن البـاحثین یعتبـر دلمـون فـي الفتـرة 2500 – 2200 ق. م.، ھـي شرق الجزیرة العربیة، وقد كان دانیال بوتس أول من أدعى أن دلمون نشأت منـذ عصـر الوركاء في شرق الجزیرة العربیة وقد كانت تمتد من منطقة أبقبق حتـى جزیـرة تـاروت وبعدھا أكملت الامتداد لتشمل الإحساء وجزر البحرین ولتصل أخیراً حتـى جزیـرة فیلكـا في الكویت (1983 Potts) ، ولا زال العدید من الباحثین یرجحون نظریة بوتس.
بنى بوتس نظريته على أساس أن ھناك تسلسل حضاري فـي شـرق الجزیـرة العربیة أقـدم مـن البحـرین. ففـي واقـع الأمـر، ھنـاك فترتـان للاستيطان القديم فـي شـرق الجزیرة العربیة الأولى ما بین 3300 ق. م. – 2400 ق.م والثانیة مـا بـین 2100 ق. م. – 1800 ق. م. (ص 467 – 1983 Piesinger) ، (وقد ارتبطت كل فترة بھویـات مختلفـة. ففي الفترة الأولى كان العامل المشترك الوحید بـین منـاطق شـرق الجزیـرة العربیـة ھـو الفخـار المسـتورد (ص 464 – 1983 Piesinger) ؛ بمعنـى أنـه لا توجـد ھویـة واحـدة متوحدة وواضحة في شرق الجزیرة العربیـة حتـى وإن افترضـنا صـحة ارتباطھـا باسـم دلمون].
نعم ھناك جماعات محلیة كونت لھا ھویـات محلیـة فـي شـرق الجزیـرة العربیـة، لكن لم یكن لھا ذلـك الوجـود الـذي یكـون ھویـة واحـدة متوحـدة ذات قـوة بحیـث تصـدر ھویتھا للخارج. وھذا لا یتعارض كون جزیرة تاروت ذات أھمیـة كبـرى بالنسـبة لطـرق التجارة القدیمة ولكن السؤال المطروح: ما ھـي ھویتھـا الحضـاریة؟ وھـل صـدرت تلـك الھویة للخارج؟ على عكس ذلك نلاحظ دولة دلمون التي تكونت على جزر البحرین ھي التي كونت لنفسـھا ھویـة واضـحة واسـتطاعت أن تنتشـر حیـث امتـدت لشـرق الجزیـرة العربیة وجزیرة فیلكا.
الخلاصة، أنه لا ینكر أحداً مـن البـاحثین أن ھنـاك ھویـة حضـاریة تكونـت علـى أرض البحـرین وشـكلت “دولـة” فـي الفتـرة 2200 – 1700 ق. م.، سـواء كانـت ھـذه الحضارة أو الدولة اسمها دلمـون أو أي أسـم آخـر؛ فالھویـة ذات حـدود زمانية ومكانیـة ومظاھر حضاریة وثقافیة واضحة؛ بینما اسم دلمون لیس بالضرورة مرتبط بالبحرين أو بھویـة حضـاریة معینـة، فھـو اسـم متنقـل ومتعـدد الاسـتعمالات، ولـو لـم یـرتبط بالھویـة الحضاریة التي نشأت في البحرین لبقي دون ھویة حضاریة. وعليه، یجـدر بنـا أن نتأمـل ونحن نبحث في تاریخنا القدیم، فھـل نبحـث عـن ھویتنـا الحضـاریة؟, أم أننـا نبحـث عـن ھویة حضاریة نربطھا باسم “دلمون”؟, في الواقع، كان الخیار الثاني ھـو المحفـز، علـى الأقل، للباحثین الأوائل الذین كانوا یبحثون عن دلمون ولیس عن “ھویة شعب دلمون”.
ألمصادر:
- https://www.ootlah.com/ar/blog/dilmun-civilization-the-ancient-civilization-of-the-gulf-ar.html
- https://mawdoo3.com/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1_%D8%B9%D9%86_%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9_%D8%AF%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86
- https://www.alayam.com/Article/economic-article/78433/Index.html
- https://www.marefa.org/%D8%AF%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86
- https://hadaarah.com/u/%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%83%D9%84-%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D9%87%D9%85%D9%83-%D9%88%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1
- https://hadaarah.com/u/%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%83%D9%84-%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D9%87%D9%85%D9%83-%D9%88%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1
- https://mqalaty.net/%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AF%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86/
- https://ngwa.onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/gwat.12214
- https://www.wikiwand.com/ar/%D8%AF%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86
- https://www.marefa.org/%D8%AF%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86
- https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86