منشأ المجتمعات البشرية وتعقيداتها – ترجمة عدنان أحمد الحاجي
The origins of human society are more complex than we thought (بقلم: ڤيڤيك في ڤينكاتارامان، أستاذ مساعد في الأنثروبولوجيا والآثار، جامعة كالغاري، كندا – Vivek V. Venkataraman)
حسب العديد من الروايات الشعبية عن عصور ما قبل التاريخ البشري، فقد انبثقت الحضارة بشكل متدرج لكن باضطراد. بدأ أسلافنا كصيادين وجامعين (يلتقطون الثمار) في العصر الحجري القديم بالعيش في مجموعات صغيرة وبدوية قائمة على مبدأ المساواة. وبعد ذلك، اكتشفوا الزراعة ودجنوا الحيوانات ليأكلوا لحمها وليركبوها ويستخدموها في منافع أخرى.
وسرعان ما تقدموا إلى مجتمعات مركبة (معقدة) وكانت بدايات دولة الأمة (دولة القومية nation state(1)) الحديثة. أصبحت التسلسلات الهرمية الاجتماعية أكثر تعقيدًا، مما أدى إلى وضعنا الحالي [حالة الأمور – هي تلك المجموعة من الظروف التي تسري على المجتمع أو المجموعة في وقت معين(2)].
كتب المؤرخ يوفال نوح هراري في كتابه الانسان العاقل: تاريخ مختصر للجنس البشري Sapiens(3): “نحن عالقون جدًا ولا مهرب لنا من الأقفاص المؤسساتية التي صنعناها لأنفسنا بأنفسنا”.
كتاب جديد – بداية كل شيء(4) لباحث الأنثروبولوجيا الراحل ديفيد غريبر (David Graeber) وباحث الآثار ديفيد وينغرو (David Wengrow) – يطعن في هذه الرواية. فبدلاً من كون المجمعات البشرية القديمة بدوًا رحلًا صيادين وجامعين، فقد جادل المؤلفان بأن المجتمعات البشرية خلال العصر الحجري القديم كانت، في الواقع، مجتمعات متنوعة تمامًا.
وفي الزمن الحالي، تهدد المستويات المرتفعة لعدم المساواة والنظم السياسية المستقطبة(5) وتغير المناخ وجودنا بحد ذاته. نحن بحاجة إلى منظور تاريخي أعمق عن نوع العالم السياسي(6) الذي نتشكل منه، وما هي توجهاته الممكنة اليوم.
المرونة الاجتماعية
شيد صيادو العصر الجليدي في سيبيريا مبانٍ دائرية كبيرة من عظام الماموث(7). في گوبكلي تپه [Göbekli Tepe(8)] ، وهو موقع يعود تاريخه إلى ما قبل تسعة آلاف سنة في تركيا، قام الصيادون وجامعو الثمار بتشييد صروح وشواهد صخرية(9) والتي قد تكون “أول مكان مقدس بناه الإنسان في العالم”(10).
في أوكرانيا، المدن التي تبلغ من العمر أربعة آلاف سنة(11) لا تُقدم إلَّا القليل من الأدلة على التسلسل الهرمي أو السيطرة المركزية. وفي العصر الحديث، يتأرجح الصيادون – الجامعون بين التسلسل الهرمي والمساواة، بناءً على الموسم(12).
بالنسبة إلى غريبر ووينغرو ، هذه الأمثلة تدل على أهمية المرونة الاجتماعية (المرونة النفسية(13)) غير المحدودة تقريبًا للبشر، مما يقوض تقييم ايڤال هراري (Harari) السوداوي عن إمكانية التغيير الاجتماعي في العالم الحديث.
بصفتي باحثًا في الأنثروبولوجيا التطورية ومتخصصًا في تاريخ جماعات الصيد والجمع، أعتقد أن كلا الروايتين أخطأتا الهدف فيما يتعلق بمسار البشر في عصور ما قبل التاريخ. لمعرفة السبب، من المهم أن نعرف كيف يفكر باحثو الأنثروبولوجيا الحاليين في المجموعات البدوية القائمة على مبدأ المساواة في مسار التطور الاجتماعي(14).
التطور الاجتماعي البشري
في القرن التاسع عشر ، صنف علماء الأنثروبولوجيا مثل لويس هنري (Lewis Henry Morgan) التطور الاجتماعي البشري إلى ثلاث مراحل: التوحش والهمجية والحضارة(15). وهذه التصنيفات تقابل الصيد والجمع والزراعة والحياة الحضرية، على التوالي. هذه “النماذج المرحلية” المزعومة تنظر بشكل خاطئ إلى التطور الاجتماعي على أنه مسيرة ثابتة من التقدم نحو الحياة المتحضرة. [المترجم:النموذج المرحلي هو تسلسل متعاقب من الأحداث، السابق علة للتالي منها(16)].
العلماء لا يأخذون النماذج المرحلية على محمل الجد اليوم. هناك القليل من الارتباط الفكري بين النماذج المرحلية والمقاربات التطورية الحديثة تجاه دراسة جماعة الصيادين.
وضع علماء الأنثروبولوجيا نموذجًا للجماعة البدوية القائمة على المساواة والمعتقدين بها أثناء مؤتمر عقد في 1966 بعنوان الرجل الصياد (Man the Hunter). وفقًا لهذا النموذج، عاش البشر، قبل الزراعة، في مجموعات بدوية معزولة تضم كل محموعة حوالي 25 شخصًا يعيشون بالكامل على صيد الحيوانات وجمع الثمار(17).
أدى البحث منذ انعقاد مؤتمر الرجل الصياد (Man the Hunter) إلى تصحيح فهمنا لجماعات الصيادين الجامعين.
الصيادون الجامعون قبل التاريخ
أحد الافتراضات تمثلت في أن الجماعات الصغيرة تتكون من أفراد ليس بينهم رابطة نسب(18). في الواقع، تتكون مجتمعات هذه الجماعات في الغالب من أفراد غير مرتبطين نسبيًا. وقد عرف باحثو الأنثروبولوجيا حاليًا أن جماعات الصيد والجمع ليست كيانات اجتماعية مغلقة. ولكن، تحتفظ بروابط اجتماعية واسعة عبر المكان والزمان ويشكلون أحيانًا مجموعات كبيرة(19).
الصيادون الجامعون متنوعون بشكل كبير في العصر الحديث(20)، وكانوا كذلك في الماضي أيضًا(21). يساعد هذا التنوع علماء الأنثروبولوجيا على فهم كيف تؤثر البيئة في التعابير الاجتماعية في المجتمعات البشرية.
خذ في الاعتبار جماعة البدو الرحل القائمين على مبدأ المساواة الذين يعيشون على الصيد وجمع الثمار مثل قبائل كونغ! (!Kung) في صحراء كالاهاري(21) أو قبائل الـ هادزا في تنزانيا(23). كون المرء بدويًا يعني أنه يصعب عليه تخزين الطعام أو مراكمة الكثير من الثروة المادية، مما يجعل العلاقات الاجتماعية قائمةً على مبدأ المساواة نسبيًا. أعضاء المجموعة يتمتعون بسلطة اتخاذ قرار متساوية ولا يملك أحدهم سلطة على الآخر.
من ناحية أخرى، يبدو أن لدى المجتمعات المستقرة مستويات من عدم المساواة الاجتماعية أكثر بروزًا وتركت وراءها أدلة مادية مثل النصب التذكارية والسلع الفاخرة ومراسم دفن متمايزة(24).
عندما لا تكون هذه العلامات (الشواهد) موجودة، يمكن لعلماء الأنثروبولوجيا أن يستنتجوا بشكل موثوق(25) أن البشر كانوا يعيشون حياة قائمة على المساواة بشكل أكثر من الناحية السياسية (26). [المترجم: السياسة (politics) هي الطريقة التي يتخذ بها الأشخاص الذين يعيشون في مجموعات قراراتهم. تدور السياسة حول عقد اتفاقيات بين الناس حتى يتمكنوا من العيش معًا في مجموعات، كالقبائل أو المدن أو الدول (27)].
سياسات العصر الحجري القديم
أصبحت المجتمعات البشرية بشكل عام أكبر وأكثر تعقيدًا(25) بمرور الزمن. تشير الروايات الشعبية عادةً إلى أن الزراعة كانت نقطة الانطلاق نحو “الحضارة” وعدم المساواة. لكن التحول إلى الزراعة لم يكن حدثًا مفردًا أو أحداث متعاقبة بسيطة، السابق منها سببًا للتالي. بل، هناك العديد من المسارات التي أدت في النهابة إلى التعقيد الاجتماعي وعدم المساواة.
يذكر كتاب ‘بداية كل شيء’، كما تذكر أيضًا الدراسات المستعرضة في التطور الثقافي والأنثروبولوجيا التطورية، إلى أن المجتمعات المعقدة الموبؤة بعدم المساواة التي أضفي عليها الطابع المؤسساتي ظهرت قبل بداية الزراعة بزمن طويل، وربما يعود تاريخها إلى العصر الحجري الأوسط (من 50 ألف إلى 280 ألف سنة مضت). هذا احتمال محير. لكن هناك سبب مثير الشك.
التعقيد الاجتماعي على السواحل
ظهر التعقيد الاجتماعي(28، 29) بين الذين يعيشون في مناطق غنية بالموارد مثل جنوب فرنسا والساحل الشمالي الغربي للمحيط الهادئ للولايات المتحدة وكندا.
الساحل الشمالي الغربي للمحيط الهادئ غني جدًا حيث أسماك السلمون تنتقل على طوله بحرية، والسكان الأصليون(30) تمكنوا من الاعتماد على الفواكه والخضروات أثناء عيشهم حياة مستقرة، وحتى ظهور التسلسلات الهرمية الاجتماعية المعقدة التي تعتمد على يد العبيد العاملة (العمل بالسخرة(31)).
وبالمثل، يمكن أن تكون المجتمعات المعقدة قد نشأت في العصر الحجري القديم على طول مجاري الأنهار الغنية أو على السواحل البحرية – المغمورة في هذا الزمن بالتغيرات التي حدثت في مستوى سطح البحر – بمواردها البحرية الوفيرة. ولكن لا يوجد دليل لا لبس فيه على المستوطنات البشرية المستقرة حيث كانت تستخدم الموارد البحرية في العصر الحجري الوسيط.
الصيد الجماعي
الصيد الجماعي هو طريق آخر تجاه التعقيد الاجتماعي. في أمريكا الشمالية، تعاون الصيادون في اصطياد الظباء الأمريكية شائكة القرون والأغنام والأيائل والوعول. في “مصائد المعدة لمطاردة وقتل الجوامبس”، ساق الصيادون القدامى من السكان الأصليين قطيع جواميس البيسون على سفحي الجبل بالمئات. من المحتمل أن هذا العمل الفذ قد تطلب عدة مئات من الرجال الذين استخدموها في الغذاء أيضًا.
لكن هذه الأمثلة تمثل أحداثًا موسمية لم تؤد إلى حياة مستقرة دائمة. مطاردة وصيدالجواميس تحدث في الخريف، وربما كان التوفيق للصيد نادرًا. عاش هؤلاء السكان معظم العام في مجموعات متفرقة.
أصول الحياة القائمة على مبدأ المساواة
من الناحية الهيكلية (التشريحية)، لقد كان الإنسان الحديث موجودًا منذ ما يقرب من 300 ألف سنة. هناك القليل من الأدلة على وجود قرائن على أنماط حياة مستقرة قائمة على عدم المساواة أُضفي عليها الطابع المؤسساتي تعود إلى أكثر من 30 ألف إلى 40 ألف سنة مضت.
يبقى هناك دليل قوي على أن البشر عاشوا بالفعل في مجموعات بدوية قائمة على مبدأ المساواة لفترة طويلة من ذلك الزمن. مما يدعم الأدلة المستقاة من الآثار هناك، تشير الدراسات الجينية إلى أن أحجام السكان في العصر الحجري القديم كانت صغيرة جدًا. وربما كان مناخ العصر الحجري القديم متغيرًا جدًا بحيث لا يسمح بحياة مستقرة طويلة، ولذلك كانت الحياة لصالح الترحال بحثًا عن الماء والكلأ.
هذا لا يعني أن حياة البشر قائمة على مبدأ المساواة بطبيعتهم. كما نحن في الوقت الحاضر، واجه أسلافنا سياسات معقدة وأفرادًا مستبدين. الحياة الاجتماعية القائمة على مبدأ المساواة يجب الحفاظ عليها وذلك ببذل الجهود الفاعلة والمنسقة.
من هذه الأصول ، ظهرت مجموعة متنوعة مذهلة من المجتمعات البشرية. سياستنا اليوم تعكس شريحة صغيرة وغير عادية من هذا التنوع . ما قبل التاريخ يبين لنا أن المرونة السياسية البشرية أكبر بكثير مما نتخيله.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/دولة_قومية
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/حالة_الأمور_(علم_اجتماع)
3- “كتاب العاقل: تاريخ مختصر للجنس البشري (Sapiens: A Brief History of Humankind) هو من تأليف يوڤال نوح هراري يتناول تاريخ النشوء البشري من وجهة نظر أنثروبولوجية تعتمد على مفاهيم علم النشوء والتطور البشري. نُشر في أوّل طبعة بالعبرية عام 2011، وترجم إلى نحو 45 لغة عالمية. ذكر هراري في مقدمة كتابه أنه تأثر بأعمال جارد دايموند وبخاصة كتاب “سلاح، بكتريا وفولاذ”، الذي جعله يسأل عن مسائل معقدة وكبيرة ومن ثم استعان بالعلوم للإجابة عنها. يعرض الكتاب مراحل تاريخ البشرية منذ تطور الانسان البدائي القديم في العصر الحجري وحتى هذا الزمن. كما يضيف في نهاية الكتاب تصوراته عما قد تؤول إليه البشرية في القادم من الزمان. فرضيته الأساسية هي أن سبب سيطرة الانسان العاقل (هومو سابينس) للعالم من بين كل الكائنات الأخرى هو أنه الحيوان الوحيد القادر على التعاون مع عدد كبير من أقرانه بشكل مرن بسبب مقدرته الفريدة على الايمان بأفكار من وحي مخيلتهم، مثل الآلهة والدول والمال والحقوق. وبالتالي، فإنه يشير إلى أن كل المعتقدات الإنسانية التضافرية مثل السياسة والدين وشبكات التجارة العالمية والمؤسسات القانونية هي أفكار تعتمد على الخيال، كما يشير إلى وجود أدلة على أن ”الانسان العاقل” قام بإبادة الأنواع الأخرى من البشر الأوائل، مثل النياندرتال” ، مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/العاقل:_تاريخ_مختصر_للجنس_البشري
4- https://en.wikipedia.org/wiki/The_Dawn_of_Everything
5- https://www.pewresearch.org/politics/2014/06/12/political-polarization-in-the-american-public/
6- “السياسة العالمية هي الضوابط التي تحكم العلاقات بين المدن والدول والشركات الدولية والمنظمات غير الحكومية والحكومية الدولية بصفتها جهات فاعلة على المستوى العالمي” ، مقتبس مع بعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/السياسة_العالمية
7- https://www.smithsonianmag.com/science-nature/60-mammoths-house-russia-180974426/
8- ” گوبكلي تپه [Göbekli Tepe]، وتعني “الربوة المكرَّشة” وهي حرم مقدس من العصر الحجري الحديث مُقام على أعلى ربوة في موقع جبلي جنوب شرق الأناضول . وهي أقدم مبنىً ديني بناه البشر من حوالي 12 ألف سنة خلت، فقد شُيدت قبل بداية الاستقرار الحضاري للبشر من قبل الصيادين والجامعين، وتوجد على أعلى قمة لسلسلة مرتفعات على بعد 15 كم جنوب شرق الرها / اورفا في ذروة الهلال الخصيب (جنوب تركيا حالياً). ومنذ اكتشاف علماء الآثار الأتراك والألمان هذا الموقع في 1994، فقد أشعل اكتشاف هذا الموقع مع موقع نڤالي چوري المجاور ثورة في فهم العصر الحجري الاوراسي” K مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://www.marefa.org/گوبكلي_تپه
9- “الجَنْدَلُ أو الجَيْحَل و مغليطيا أو ميغاليث أو آثار الصخرية هي صخور أو حجارة ضخمة شُكلت ووضعت على هيئة صروح وأوابد حجرية شهيرة خلفتها الثقافات القديمة، كشواهد حجرية في عدة بلدان. ففي أعقاب آخر عصر جليدي أصبح المناخ في أوروبا دافئا. وأصبح إنسان العصر الحجري ليس بحاجة للترحال حيث وجد كل شيء يحتاجه قرب مسكنه. فبعدما كان صيادا رحالا استقر في موطنه ليزرع أرضه ويربي حيواناته. وكون مجتمعات تغيرت فيها طريقة حياته ومعيشته وعلاقاته. فشعر إنسان العصر الحجري بحاجته لإقامة صروح فوق قبور أمواته في العصر الحجري الحديث. فمن أهم الآثار الحجرية الضخمة في هذا العصر دوائر الحجر. وصروح ستونهنج الحجرية بإنجلترا. والأهراماتكالهرم الأكبربالجيزة والمكون من 2,3 مليون حجرة ضخمة، والمسلات التي قد تزن المسلة الواحدة 400 طن، وقد أقامها قدماء المصريين. ففي كل أنحاء العالم وجدت صروح مقامة من الحجارة الضخمة للبناء. ففي منطقة بعلبكبلبنان يوجد التريليتون الذي يتكون من 3 ألواح حجرية تزن الواحدة 1000 طن. وفي موقع ستونهنج بإنجلترا توجد صفوف دائرية من الحجارة قد يصل وزن الواحدة منها 40 طنًا. ومواقع هذه الصروح الحجرية تدل على أهمية الأماكن التي أقيمت فيها في الأزمنة الغابرة، والتقنية التي استخدمت لجلبها من المحاجر وإعدادها للبنيان حسب القواعد المرعية” K مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/جندل_(آثار)
10- https://globalheritagefund.org/2017/11/03/gobekli-tepe-discovering-worlds-oldest-religious-site/
11- https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fdigh.2019.00010/full
12- https://www.jstor.org/stable/2844522?origin=crossref
13- “المرونة النفسية (psychological resilience) هي قدرة الشخص علي التأقلم مع مصاعب الحياة في ظل ظروف اجتماعية صعبة، ومحن قاسية، متمثلة في مشكلات عائلية أو عاطفية أو أزمات صحية أو متاعب مهنية أو اقتصادية. تتمثل هذه المرونة في قدرة المرء علي تجاوز هذه المعاناة والاحتفاظ الفعال بحالته النفسية بصورة جيدة. المرونة النفسية ليست قوة خارقة أو نادرة، ففي الواقع توجد المرونة النفسية في الأشخاص العاديين، كما أن أي شخص يمكنه اكتسابها وتنميتها، ولذا يجب النظر إلى المرونة النفسية على أنها عملية نضج وليست صفة، فهي عملية فردية يسعي من خلالها الفرد لمعرفة ذاته وقدراته المتميزة. هناك سوء فهم شائع عن المرونة النفسية وهو أن ذوي المرونة النفسية لا يعانون من المشاعر السلبية، ويحافظون على تفائلهم مهما اختلفت المواقف، إلا أن الحقيقة أن ذوي المرونة النفسية استطاعوا مع الوقت أن يكتسبوا أسلوبًا للتأقلم مكنهم من تجاوز الأزمة بصورة فعالة، أو بعبارة أخرى فإن ذوي المرونة النفسية هم أناس لديهم منظور أو توجه متفائل وإيجابي، ولكنهم بمرور الوقت وبالمثابرة يمكنهم موازنة مشاعرهم السلبية بأخرى إيجابية” K مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/مرونة_(علم_نفس)
14- :التطور الاجتماعي (social evolution) يتضمن مفهوم التطور، في الأصل، فكرة أن المجتمعات تمر بمراحل محددة؛ وذلك عند انتقالها من النمط البسيط إلى نمط أكثر تعقيداً. فلقد تطور المجتمع البشري، في البداية، من الأسرة، إلى العشيرة، ثم القبيلة، فالقرية، فالمدينة، فالمجتمع القومي. كما تشير فكرة التطور، في أغلب الأحيان، إلى ما يماثل نمو الكائن الحي وتطوُّر المجتمع الإنساني، سواء في البناء أو الوظيفة. ويشتمل بصفة خاصة على فكرة أن التخصص المتزايد للوظائف، أمر يصاحب التطور المتزايد للبناء. غير أنه اتسع، فيما بعد، ليشمل عملية التغير التدريجي، الذي يحدث في كل المجتمعات، عندما تتغير وظائف نُظُم معينة، أو يُعاد تحديد الأدوار فيها. وقد باكرت إلى هذا المصطلح كتابات توماس هوبز، الذي صوَّر التنظيم الاجتماعي للمجتمعات المتوحشة، على أنه يماثل تنظيم الأسلاف الأوائل للمجتمعات الغربية المتقدمة. لكن فكرة التطور الاجتماعي، قد استُعيرت مباشرة من نظريات التطور البيولوجي، وذلك بمماثلة المجتمع والكائن الحي بالنمو: الاجتماعي والعضوي. وقد عرّف هربرت سبنسر التطور بأنه تحدّر سلالي معدل على نحو معين. إن كان مفهوم التطور قد اعتمد اعتماداً أساسياً على افتراض أن كل المجتمعات تمر بمراحل محددة وثابتة في مسلك يتدرج من أبطأ الأشكال إلى أعقدها؛ فإنه يمتد ليشمل عملية التغير التدريجي، التي تقع في كل المجتمعات، وذلك مثل التطور، الذي يصيب منظمات التغيير في المجتمع، أو أدوار الأشخاص، التي يُعاد تحديدها. أيْ أن التطور هو النمو البطيء، المتدرج، الذي يؤدي إلى تحولات منظمة، ومتلاحقة، تمر بمراحل مختلفة، تقترن كلٌ منها بسابقتها. كما يدل هذا المفهوم على الطريقة، التي تتغير بها الأشياء أو المجتمعات أو النُظُم الاجتماعية أو الكائنات الحية، من حالة إلى حالة أخرى، ببطء وبالتدريج. وهو مفهوم محايد، لا ينطوي، بالضرورة، على عامل التقدمية أو التفاؤل بالمستقبل” K مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/تطور_اجتماعي
15- https://www.britannica.com/topic/three-age-system
16- https://www.igi-global.com/dictionary/stage-model/28105
17- https://www.routledge.com/Man-the-Hunter/Lee-DeVore/p/book/9780202330327
18- https://www.science.org/doi/10.1126/science.1199071
19- https://linkinghub.elsevier.com/retrieve/pii/S004724841830157X
20- https://www.cambridge.org/core/books/lifeways-of-huntergatherers/119FA31DAC04B7A4787D1C6B0248AFEE
21- https://www.sciencedirect.com/book/9780125647502/prehistoric-hunters-gatherers?via=ihub=
22- https://www.britannica.com/topic/Kung
23- https://ar.wikipedia.org/wiki/هادزا
24- https://link.springer.com/article/10.1007/s10539-010-9196-4
25- https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2352250X19301174?via%3Dihub
26- https://www.pnas.org/doi/full/10.1073/pnas.1708800115
27- https://simple.wikipedia.org/wiki/Politics
28- “في علم الاجتماع، التعقيد الاجتماعي هو إطار مفاهيمي يستخدم في تحليل المجتمع. التعريفات المعاصرة للتعقيد(28) في العلوم فيما يتعلق بنظرية الأنظمة [وهي دراسة متعددة التخصصات للأنطمة الطبيعية والصناعية]، حيث تكون للظاهرة قيد الدراسة جوانب كثيرة والعديد من الترتيبات الممكنة للعلاقات بين تلك الجوانب. في الوقت نفسه، ما يُعتبر معقدًا وما يعتبر بسيطًا هي أمور نسبية وقد يتغير مع مرور الزمن. الاستخدام المعاصر لمصطلح “التعقيد” في مجال علم الاجتماع بشكل خاص يرجع إلى نظريات المجتمع كنظام تكيفي معقد. ولكن التعقيد الاجتماعي وخصائصه الناشئة هي موضوعات محورية متكررة الحدوث خلال التطور التاريخي للفكر الاجتماعي ودراسة التغيير الاجتماعي” ، مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://en.wikipedia.org/wiki/Social_complexity
29- “التعقيد (complexity) عكس التبسيط والبساطة . تعريف التعقيد والتعقد ليس سهلًا فهو معقد بحد ذاته. تتعامل الكثير من الفروع العلمية الحديثة مع الظواهر العلمية بتعقيداتها دون أي إجراءات تبسيطية”. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/تعقد
30- https://www.jstor.org/stable/2156012
31- https://www.ucpress.edu/book/9780520206168/aboriginal-slavery-on-the-northwest-coast-of-north-america
المصدر الرئيس: https://theconversation.com/the-origins-of-human-society-are-more-complex-than-we-thought-179137