الإنسان والطبيعة [هل أحياها ام قتلها؟] – الدكتور عبدالجليل عبدالله الخليفه

لا نبالغ إذا قلنا أنّ الطبيعة هي أمّ الإنسان، فقد احتضنته في بداية وجوده فسكن أرضها وأكل ثمارها وشرب ماءها وأظلته سماؤها، منذ أن كان يصطاد الحيوانات حتى تعلّم الزراعة، ثم تطوّر فدخل عالم الصناعة وما زال ينعم بخيراتها الى وقتنا الحاضر.

والطبيعة ملك مشاع يشترك فيه جميع البشر، لذا يهمّك انت وأبناؤك وأحفادك أن تطمئن على سلامة الطبيعة واستدامتها.  فما حال الطبيعة اليوم؟ وهل هناك أخطار محدقة بها؟ ماذا فعل العالم لعلاجها؟ وما هي مسؤوليتك الفردية إزاء الطبيعة واستدامتها؟

لوحة فنية بريشة الفنان منير الحجي

ماهو رأس المال الطبيعي؟

هو الأراضي فيشمل التربة والمياه والتنوع البيولوجي والنظم البيئية وهو أساس جودة الحياة، لأنّه يحوّل الطاقة الشمسية عن طريق التمثيل الضوئي الى ثمار النباتات وهي مركبات الكربون العضوية.  وتتغير إنتاجية الأرض كمًا ونوعًا حسب الظروف البيئية وحسب استخدامها، لكن يلاحظ وجود انخفاض مستمر في إنتاجية الأراضي نتيجة التغير الطويل الأجل في القدرة الصحية والإنتاجية للأرض. باختصار، إنّ الأرض رأس مال النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.

هل قتل الإنسان الطبيعة أم أحياها؟

هل قتل الإنسان هذه الأم الرؤوم وترك نفسه يتيما، أم أنّه على العكس قد أحياها وعمرها؟ الحقيقة أنّ هذا سؤال مهم جدا، لذا سأذكر رأي الطرفين و سأترك لك الخيار في تبني رأي أحدهما.

الفريق الأوّل (يرى أنّ الإنسان أحيا الطبيعة):

لعب الإنسان دورا محوريا وبنّاء في إحياء الطبيعة، وأنّ الطبيعة ببحارها وجبالها وكهوفها وواحاتها ومياهها وأشجارها في وضعها العذري الأصلي جميلة وخلّابة لكنّها تحتاج الى عقل الإنسان وابداعه ليستفيد منها فيسخّرها بالعلم والعمل ليزيدها جمالا ويرفع انتاجيتها، ويورد هذا الفريق الأمثلة التالية على ابداع الإنسان:

  • بنى السدود وصنع البحيرات وشقّ الترع المائية وزرع مساحات واسعة من الأراضي الخصبة، وأختار أجود الثمار في أنسب المواسم،
  • طوّر تكنولوجيا الزراعة في البذور والأسمدة والحرث والزرع والري والحصاد والمبيدات الحشرية، فمثّلت نقلة نوعية في انتاج الطبيعة وجمالها،
  • حفر الأنفاق في الجبال لتقريب المسافات والتغلب على وعورة الطبيعة،
  • حفر القنوات البحرية كقناة السويس فربط القارات والمحيطات،
  • شيّد الجسور وبنى الفنادق في أعالي الجبال لتشرف على مناطق واسعة يستجم بها البشر،
  • زرع المسطحات الخضراء في وسط الصحراء، وحوّل البحار الهائجة الى شواطئ جميلة تزينها الفنادق الراقية والملاعب الجميلة،
  • استفاد من جمال الطبيعة في شرق الأرض وغربها، فمثلا، زيّن الاوربيون بيوتهم بورود كينيا، وأكل الأمريكان موز غواتيمالا وشبع الفرنسيون من عنب أفريقيا يوميا، وهكذا أصبح العالم قرية صغيرة يتشارك في جمالها الجميع.
لوحة فنية بريشة الفنان عبد الكريم الرامس 

الفريق الثاني (يرى أنّ الإنسان قتل الطبيعة):

لا يختلف هذا الفريق مع الفريق الأوّل في أهمية عقل الإنسان وابداعه في عمارة الأرض واستغلال خيراتها، لكنّه يزعم أنّ الإنسان قد أرتكب الكثير من الكوارث في حق الطبيعة وأّنه قد تأخّر كثيرا في وضع حد لهذه المأساة التي تهدد البشرية جمعاء، ويورد أمثلة صارخة على ذلك منها:

  • تآكل طبقة الأوزون والاحتباس الحراري فقد ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض بمقدار 1.1 درجة مئوية، مقارنةً بمتوسط درجات الحرارة ما قبل الثورة الصناعية، انظر الرسم البياني الملحق،
  • الجفاف الذي عصف بأوروبا ومناطق أخرى من العالم،
  • الكوارث الطبيعية مثل فيضانات باكستان واعصار كاترينا وتسونامي آسيا وغيرهم،
  • المجاعات التي تهدد بعض المناطق في العالم،
  • انعدام الأمن الغذائي نتيجة تناقص إنتاجية الأراضي وذلك بسبب نتيجة عدم كفاءة استخدام الأسمدة والري واختيار المحاصيل المناسبة في بعض المناطق، وتزايد الطلب على الغذاء وهدره نتيجة العولمة الاستهلاكية، والتنافس على استخدام الأراضي وحيازتها نتيجة التحضر والبناء العمراني والتصحر الذي أصاب بعض المناطق الزراعية، والتغير المناخي الذي يهدد بعض الأراضي الزراعية سابقا،
  • تناقص مساحة الغابات، فمثلًا بين عامي 2000 و2012 تم فقدان أكثر من مليوني كيلومتر مربع منها.

من المسؤول؟

يرى الفريق الثاني أن الإنسان تعامل مع الطبيعة بأنانية وقصر نظر وأنّ ما تعانيه الطبيعة الآن هو نتيجة تصرفات البشر خاصة في القرنين الأخيرين، وسنناقش فيما يلي تفاصيل ذلك:

  • قامت النظرة الرأسمالية على المصلحة الذاتية والحرية الفردية والتجارة الحرة كمصدر رئيسي للثروة، حيث تمّ في القرون الماضية تجاهل التكاليف البيئية والاجتماعية لتراكم رأس المال، وأصبح النظر الى الأرض كهدية مجانية من الطبيعة وتم استغلال المشاعات (الغابات والأنهار والسواحل والبحار)، فأزيلت الغابات وانهارت التربة في بعض المناطق مما أدى الى تسارع التدهور البيئي،
  • ركّزت النظرية الرأسمالية على العوائد قصيرة الأجل، مما يعني استنزاف الموارد الطبيعية كالمياه والطاقة بسرعة كبيرة على حساب الأجيال القادمة،
  • نتيجة التوسع الهائل في الصناعة، انتقل البشر من الأرياف الى المدن حيث نمت التجمعات الحضرية، وهذه التجمعات المدنية تحتاج الى استغلال عشرة أضعاف رقعتها الجغرافية للدعم والتوريد والتوزيع والخدمات مما أثّر سلبًا على الرقعة الزراعية،
  • نتيجة النمو الصناعي والاقتصادي في القرنين السابع عشر والثامن عشر، إزداد عدد سكان المدن وتحسّنت أوضاعهم المعيشية فإرتفع الطلب على الغذاء والوقود والمياه، لذا تم استخدام نظم زراعية جديدة كتناوب المحاصيل والميكنة فيما يسمى (الزراعة الصناعية) والتي تعنى بوفرة الإنتاج وخفض التكاليف، وأزداد تطبيق العلوم الزراعية في سبعينات القرن العشرين فيما سمي بالثورة الخضراء، فإزداد استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية وتضاعف الإنتاج الزراعي لكن مع آثار بيئية وخيمة،
  • تعرّض صغار المزارعين الذين كانوا يمثلون عصب الزراعة سابقا، الى منافسة شديدة من الشركات الزراعية الكبرى مما أدّى الى انسحابهم التدريجي من الزراعة والتحاقهم كعمال في المصانع،
  • حدث تغير كبير في القرن السادس عشر الميلادي وما بعده حيث تنامت القوى الأوربية ابتداء من الإمبراطورية الإسبانية والبرتغالية ثم الهولندية وبعدها البريطانية والفرنسية، حيث نظر الغربيون الى الموارد الطبيعية في البلدان المستعمرة كغنيمة يجب استغلالها بأسرع طريقة ممكنة، بغض النظر عن الآثار الكارثية التي تتركها على الطبيعة،
  • رأت الدول الاستعمارية أراضي بعض مستعمراتها مناسبة لإنتاج غلات خاصة، فمثلا جعلت أمريكا من غواتيمالا ودولا أخرى في أمريكا الجنوبية مزارع للموز، فإرتبط اقتصاد هذه الدول بسعر الموز فقط وأصبحت عرضة لهزات اقتصادية نتيجة انخفاض الطلب على الموز في الأسواق الدولية، وفعلت فرنسا مثل ذلك أيضا حيث جعلت مستعمراتها في شمال أفريقيا مزارع للعنب ليصل أسواقها بأرخص الأثمان،
  • الاستهلاك الرهيب الذي تم تشجيعه من قبل الثقافة الغربية سواء في اللباس او الغذاء او غيرهما، بهدف زيادة الأرباح، أدّى الى استنزاف الموارد الطبيعية وزيادة التلوث البيئي،
  • ثقافة المسطحات والملاعب الخضراء بدأت من بريطانيا ثم انتقلت منها الى أقطار العالم، وكأن البشر في سباق محموم الى استنزاف المياه خاصة في المناطق الصحراوية،
  • تستخدم بعض الشركات المياه الجوفية العذبة في تكسير الآبار او ضخ النفط وغسله او في مصانعها المتنوعة مما يسبب هدرا كارثيا للموارد المائية المحدودة،
  • درس علماء الاجتماع مواقع بعض المدن في العالم ولاحظوا وجود بعضها في أماكن غير مناسبة طبيعيا، فقد تكون في طريق الأنهار قرب مناطق الفياضات والأعاصير كمدينة نيو اورلينز بولاية لويزيانا وقد تكون على خطوط الفوالق والزلازل كمدينة سان فرانسسكو بولاية كاليفورنيا، وذكروا عدة أسباب لذلك قد يكون منها تشجيع الطبقة الرأسمالية لذلك حتى تستفيد من تجارتها في الأراضي والمشاريع العقارية قرب هذه المدن، نسأل الله ان يحفظ هذه المدن فلا تصاب بنكبات طبيعية مستقبلا.
مصدر الصورة: cbc.ca

هناك الكثير من الأمثلة الأخرى التي توضح جشع الغرب ونظرته قصيرة الأجل والتي استمرت قرونا طويلة في نفث الملايين من اطنان الكربون في الجو ومن تلويث مياه الأنهار والبحار والمحيطات، ولم تنتبه إلا متأخرة في أواسط القرن العشرين فبدأت في سنّ القوانين البيئية التي رفعت تكلفة الإنتاج.  وقد دفع ذلك التغيير الشركات الغربية الى نقل مصانعها من أمريكا وغرب أوروبا الى شرق آسيا وشرق أوروبا حيث تهرّبت من القوانين البيئية الصارمة وجنت بذلك الأرباح الطائلة على حساب البيئة.

ورغم أنّ الغرب تسبّب سابقا بالكارثة البيئية، لكن ذلك لا يعتبر مبررًا للهند او الصين للتهرب من تطبيق القوانين البيئية الصارمة، فهما حتى إن لم يشاركا في كارثة البيئة سابقا، فعليهما أن يشاركا بقوة وبحزم الآن في الحفاظ على الطبيعة.

الحلّ العالمي:

تحتاج الطبيعة الى سنّ قوانين صارمة يحترمها الجميع وهذه القوانين ذات تكلفة عالية فهل تقبل الدول الفقيرة تحملّ هذه التكاليف الباهظة رغم أنها لا ناقة لها ولا جمل في تلويث البيئة سابقا؟ وهل سيتحملّ الغرب دفع هذه التكاليف نيابة عن الدول الفقيرة او دول شرق آسيا وهو الذي لم يقدّم إلّا مساعدات طفيفة لسد رمق الدول الفقيرة؟ غير أنّ السؤال المهم هو أين ذهبت العقلانية التي أدّعت العقلية الغربية انها تمتلكها طيلة الأربعة القرون الماضية، ولماذا جعلت الطبيعة ضحية نزواتها المادية، وهل يمكننا الآن ان نثق بهذه العقلانية وقوانينها رغم هذا التاريخ الطويل في تلويث البيئة؟ وأنا هنا أستشهد بالطبيعة والتلوث البيئي كشاهدٍ حي على عجز الإنسان في أمورٍ كثيرةٍ جدًا عن سنّ قوانين تعارض مصالحه الشخصية.

أخيرًا وبعد جولات ماراثونية طويلة، تبنّت 197 دولة اتفاق المناخ الموقع في باريس في عام 2015 والذي دخل حيز التنفيذ أواخر عام 2016. وهذا الاتفاق محاولةٌ جادةٌ للوصول الى توافقٍ عالمي بخصوص إجراءات منع الاحتباس الحراري، بغض النظر عن صحة افتراضاته وفرص نجاحه.

المسؤولية الفردية:

ماهي مسؤوليتي كفرد في الحفاظ على الطبيعة، وهل أستطيع المشاركة في هذا الهدف الإنساني النبيل؟ قد تستغرب الجواب، فأنا أرى أنّ علاقة الإنسان مع نفسه ومع أخيه الإنسان حجر الأساس لحلّ معضلة الطبيعة والأخطار المحدقة بها. إنّ احترام الإنسان للطبيعة كملك مشترك بين الجميع بعيدًا عن الأنانية المفرطة وعدم تعديه على حقوق اخوانه ضرورة قصوى لترشيد استخدام المشاعات العامة. إن الثقافة المجتمعية هي التي زيّنت للإنسان استخدام المسطحات الخضراء وشجّعت الاستهلاك المفرط وحياة البذخ والترف على حساب الطبيعة. لذا نورد الملاحظات الآتية:

  • الحفاظ على الطبيعة مسؤولية فردية يجب أن يعيشها الإنسان في كل مكان وزمان، وهذه الثقافة يجب ان تشمل جميع جوانب حياته سواء في المسكن او الملبس او الغذاء او التنقل من مكان الى آخر. إنّ البذخ والترف في استنزاف الموارد خطرٌ كبيرٌ يجب أن نتوقاه جميعا، وهذا ما يتعارض مع هدف الشركات في زيادة الاستهلاك وجني الأرباح قصيرة المدى،
  • على المجتمع أن يتبنى ثقافة الحفاظ على الطبيعة فينبذ تلويث الطبيعة وهدر مواردها، حتى لو أدّى ذلك الى تغيير بعض أنماط الحياة اليومية والأعراف الاجتماعية كترشيد الولائم الكبيرة والحفاظ على النعمة وتقليل المسطحات الخضراء وعدم الإسراف في استخدام الموارد الناضبة وغيرها،
  • إنّ بناء الفرد كفاءته الشخصية العلمية والأخلاقية والإخلاص في الحفاظ على الطبيعة يحقق له بجدارة المصلحة الفردية والوطنية على الأمد الطويل، وهذا ما يجب أن يسعى له كلّ فرد مخلص. ولبيان أهمية ذلك، اقتطفت المثال التالي من كتاب (النفط بين الآمال والأطماع) للتذكير بأهمية الكفاءات في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثروات الناضبة:

مهندسو المكامن أمناء على الثروة الوطنية (من كتاب النفط بين الآمال والأطماع):

النفط والغاز ثروة ناضبة فاحتياطيات النفط والغاز محدودة، لذا يجب علينا أن ندير مكامن النفط والغاز بطريقة هندسية محكمة لنستفيد من آخر قطرة يمكن انتاجها وبأقل التكاليف:

إدارة المكامن تكون بإحدى الطريقتين التاليتين:

الطريقة الأولى:

تهدف إلى زيادة المردود الاقتصادي في الأمد القصير على حساب كمية الاحتياطي المتاح إنتاجه على الأمد البعيد. فمثلا، حين تتم زيادة الإنتاج بصورة سريعة ويحقن الماء داخل المكمن في نفس طبقة النفط ولا يتم معالجة المياه فإّن ذلك يزيد المردود الاقتصادي الحالي ولكنه يترك نتيجة لذلك كميات كبيرة من النفط المختلط بالماء الذي لا يمكن إنتاجه بسهولة في المستقبل فينخفض معامل الاستخلاص وتقل الاحتياطيات الممكن إنتاجها اقتصاديًا على الأمد الطويل.

للأسف قد تتبع بعض الشركات هذا الأسلوب خاصة إذا كان الهدف خفض التكاليف ورفع الأرباح غير عابئين بمستقبل المكمن على الأمد الطويل. هذه الطريقة تحقق رغبة الشركة في تحصيل الأرباح السريعة دون الأخذ بعين الاعتبار المصالح بعيدة الأمد فهي على حساب استدامة الطبيعة.

الطريقة الثانية:

تهدف إلى مراعاة الأمد الطويل فتتم موازنة الأهداف قصيرة الأمد مثل زيادة المردود الاقتصادي مع الأهداف بعيدة الأمد التي تتمثل في زيادة كميات الاحتياطي المتاح إنتاجه اقتصاديا، فمثلا يتم حقن الماء في طبقة المياه أسفل النفط في جوانب الحقل بدلا من حقنه في طبقة النفط وسط الحقل. وتحدد كمية الإنتاج السنوي بنسبة لا تتعدى 3% من كمية الاحتياطي فيكون عمر الحقل 30 عامًا أو أكثر بدلا من إنتاجه بنسبة 8% فيكون عمره عشر سنوات أو أقل، حيث إّن الإنتاج السريع لا يسمح لعوامل الطبيعة من جاذبية وغيرها بأداء مفعولها في إزاحة النفط بصورة فعّالة، وهذه الطريقة تتناسب مع هدفنا المذكور في الحفاظ على الموارد الطبيعية واستدامتها.

ليس من المبالغة القول أنّ مهندسي المكامن هم أمناء الصندوق في بنك الثروات الوطنية، فتحت أيديهم ثروة هي ملك الأجيال القادمة، لذا ينبغي الحفاظ عليها وتحمل المسؤولية الجادة في صيانتها ومراعاة الأمد الطويل في إدارتها دون المبالغة في زيادة المردود الاقتصادي القصير الأمد على حساب الأجيال القادمة. إنّ المخلصين أصحاب الكفاءات يستطيعون إدارة المكامن بطريقةٍ ناجحةٍ تحافظ على هذه الثروة الناضبة.

الخاتمة:

الطبيعة ملكٌ مشتركٌ مشاعٌ بين البشر جميعًا وعلينا كأفراد ومجتمعات أن نحافظ عليها فلا نهدر مواردها الطبيعية المحدودة وأن نتشارك في هندسة الثقافة الاجتماعية لنغير بعض الأعراف والأنماط الحياتية لتتناسب مع هذا الهدف النبيل، والحمد لله رب العالمين.

المراجع:

  1. توقعـات الأراضـي العالمية (الطبعة الأولى)، تقرير الأمم المتحدة
  2. كتاب (النفط بن الآمال والأطماع)، عبدالجليل عبدالله الخليفه
  3. دائرة الأنواء الجوية البريطانية

 

2 تعليقات

  1. عدنان الحاجي

    كَم تَشتَكي وَتَقولُ إِنَّكَ مُعدِمُ

    وَالأَرضُ مِلكُكَ وَالسَما وَالأَنجُمُ

    وَلَكَ الحُقولُ وَزَهرُها وَأَريجُها

    وَنَسيمُها وَالبُلبُلُ المُتَرَنِّمُ

    وَالماءُ حَولَكَ فَضَّةٌ رَقراقَةٌ

    وَالشَمسُ فَوقَكَ عَسجَدٌ يَتَضَرَّمُ

    وَالنورُ يَبني حَولَكَ في السُفوحِ وَفي الذُرى

    دوراً مُزَخرَفَةً وَحيناً يَهدِمُ

    احسنتم دكتور على هذا المقال الشامل الرائع والذي يضع النقاط ع الحروف وجاء في وقته حيث ينعقد مؤتمر الامم المتحدة للمناخ ، والله انا من جهة اي خيار اقول كما قيل في امور اخرى: لا افراط ولا تفريط لكن امر بين أمرين : يحتاج الناس الغذاء نعم،
    ويحتاجون استخدام التقنية لتعزيز وتحسين الانتاج نعم وكلها لها فوائد كما ان لها تبعات.
    وما يبشر بالخير ان المملكة العربية السعودية تعتزم عقد منتدى مبادرة السعودية الخضراء في شرم الشيخ بعد مؤتمر المناخ COP27 بين ١١ و ١٢ نوفمبر ٢٠٢٢
    https://www.greeninitiatives.gov.sa/ar-sa/sgi-forum
    https://www.arabnews.com/node/2184796/saudi-arabia

  2. أحمد الخميس

    شكراً لك دكتور عبد الجليل على هذه المقالة الضافية والرائعة، وأراني أنحاز للرأي الآخر الذي يشير بإصبع النقد إلى تعامل الإنسان الأناني مع الطبيعة وعدوانه عليها وتشويه جمالها واستنزاف مواردها بشكل متسارع ومتعسف سواءً بتلويث البحار والأنهار بالنفايات مروراً بردم البحار والشواطئ إلى التوسع العمراني على حساب الرقعة الزراعية، وقطع الأشجار لصناعة الأثاث كما يحصل في غابات الأمازون، ولا ننسى طمر النفايات النووية والمخلفات الكيماوية في الصحاري وقيعان البحار وكذلك طمر مخلفات وحطام الحروب من ذخائر ويورانيوم منضب في الصحاري مما انعكس سلباً على صحة الإنسان نفسه وعلى أمه الأرض التي أظنها قد هرمت وبان ضعفها وشحوبها وأصبحت في وضع لا تُحسد عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *