What It Means When You’re Feeling Emotionally Numb
[البحث منشور في حولية الطب النفسي العام- Ann Gen Psychiatry(30)]
(قدم لهذه الترجمة: البرفسور رضي حسن المبيوق، علم النفس السلوكي، جامعة شمال أيوا)
مقدمة البرفسور رضي حسن المبيوق
تساعد العواطف والمشاعر الإنسان على التأقلم والتجاوب مع بيئته ومحيطه. من شأن التأقلم السليم أن يؤدي الى مشاعر سعادة وبهجة، والعكس صحيح. وكلما اشتدت واحتدت درجة الضغوط النفسية، لجأ الإنسان إلى استخدام وسائل دفاع نفسية للحفاظ على تماسكه وتوازنه الداخلي. وسائل الدفاع النفسي كثيرة وكلنا نستخدم بعضها او معظمها عند الحاجة. لكن الاستخدام المفرط لهذه الوسائل، كالجحود او النكران، يُعتبر أمرًا غير صحي. النكران نوع من الكذب على النفس لأن فيه عدم الإقرار بوجود أي مشكلة ، لذلك يعمد إلى إخفاء اي مشاعر سلبية او مؤلمة ناتجة عن ضغوط او صدمات نفسية. وكلما استمر الواحد إمعانًا في عملية النكران، كلما كبرت المعاناة الداخلية وزادت الحاجة الى استهلاك طاقة أكبر لإخفاء تلك المعاناة. وهذه الحقيقة تنطبق على سائر وسائل الدفاع النفسية التي ساهمت الآنسة آنا فرويد (Anna Freud)، كريمة سيغموند فرويد، في اكتشافها.
المقال الثري والمهم الذي عكف على ترجمته الأستاذ عدنان أحمد الحاجي صاغ عبارات المقال بسلاسة بحيث يسهل فهم الحالة النفسية الصعبة التي يدور حولها موضوع المقال: الخدر العاطفي او الموت العاطفي (المؤقت) . هنا نتحدث عن وسيلة دفاع نفسية تبدو وكأنها تجلب نوعًا من الراحة النفسية ولكنها مصيدة تؤدي بالمرء الى شعور المصاب بالفراغ العاطفي (حيث يصبح المصاب مفرغًا من العواطف)، ويفقد قدرته على الاستجابة للمثيرات / المنبهات الطبيعية من حوله، كما يفقد الرغبة في الأشياء التي كان في السابق يستمتع بها. ولذلك أُطلق على هذه الحالة “الخدر العاطفي”، حيث يصبح من يعاني منها مشابهًا لحالة المُخدَر جسديًا الذي لا يعي ولا يتفاعل مع من او ما حوله.
لقد أسهب المقال في ذكر مسببات وأعراض حالة الخدر العاطفي الكثيرة، وفي مقدمتها الضغوط والصدمات النفسية القاسية، كما تناول طرقًا وحلولًا للتحرر والتعافي من حالة الخدر العاطفي والعودة إلى الحالة الطبيعية بشكل تدريجي.
هناك نوافذ أمل تفتحها التوصيات العملية في ذيل المقال وكلها ترتكز على فكرة واحدة وهي عدم الإنقياد لحالة الخدر العاطفي حتى لا يقع المرء في شباك حبالها المعقدة، وحينئذ تختفي مشاعر البهجة والسعادة من حياته. وإذا، لا سمح الله، لم يستطع مقاومة إغراء هذه الحالة النفسية الغريبة ووقع في حبالها على حين غرة، فليعلم إن هناك نورًا في نهاية النفق فلا ييأس. تمنياتي للقراء بقراءة متأنية لهذا المقال المفيد.
( الموضوع المترجم )
ربما تكون قد لاحظت عبارة “الشعور بالخدر العاطفي” في قائمة الأعراض الشائعة لاضطرابات الصحة العقلية المختلفة. ولكن ماذا تعني تلك العبارة فعلًا؟
الشعور بالخدر العاطفي داخليًا يختلف من شخص لآخر. بشكل عام، يصفه الناس بأنه شعور المرء بالفراغ النفسي / العاطفي(1) أو باللامبالاة [عدم الاحساس بالسعادة أو بالحزن والشعور بالملل وبعدم وحود هدف في الحياة(2)] ، ولا يهتم بأي شيء – حتى بالأشياء التي كان معتادًا أن يهتم بها كثيرًا سابقًا.
كلنا لنا فترات نشعر فيها إلى حد ما بأننا مشغولون بأمور الحياة ومتحمسون للمستقبل. ولكن إذا وجدت نفسك تشعر بالخدر العاطفي يومًا بعد آخر، ولأسابيع متتالية، وبدأ ذلك يؤثر في حياتك وعلاقاتك الاجتماعبة اليومية، فقد تكون أمارة على وجود حالة صحية عقلية كامنة.
ما هو تبلد المشاعر(3)؟
“أنا لا اشعر بأي شيء. ماذا جرى لي؟” هذا غالبًا ما يصف الناس ما يبدو عليه الحال في مراحل معينة من الاكتئاب أو الوهن (وهو عبارة عن حالة فتور في القوة)(4). يمكن أن تشمل هذه الحالة الشعور بالخدر العاطفي أيضًا التالي:
- استجابة عاطفية محدودة أو ضعيفة لما يجري من أحداث .
- تقلص القدرة على الاستجابة والتفاعل مع مشاعر الآخرين
- الشعور بالانفصال عن الناس، مما يؤدي إلى اللامبالاة والوحدة والعزلة
- / الاغتراب عن الواقع(5)، كما لو كان الشخص مسيرًا لا مخيرًا
- النسيان وصعوبة التركيز
- الشعور بالإعياء
- الشعور باليأس
- الشعور بالخزي(6) من غياب المشاعر(7).
- القيام بإيذاء النفس أو بسلوكيات محفوفة بالمخاطر في محاولة للشعور بأي شيء
- الإفراط في تناول المسكرات أو المخدرات في محاولة لتجنب الاحساس بالمشاعر.
ما هو سبب الشعور بالخدر؟
ماذا يعني عندما يشعر المرء بالخدر؟ عادة ما ينشأ الشعور بالخدر العاطفي كاستجابة وقائية لاإرادية للمشاعر السلبية [المترجم: المشاعر السلبية هي الشعور بالحزن، بالغضب، بالوحدة، بالحسد، بالخوف(8)]، سواء أكان ذلك بسبب القلق أو التوتر أو الصدمة. يعتبره الخبراء شكلاً من أشكال الانفصال / الاغتراب عن الواقع، وهي عملية تسمح لنا بوقاية أنفسنا لا إراديًا من الألم النفسي(9).
لكن عدم السماح لعواطفنا يمنعنا من معالجة وعلاج سبب تلك المشاعر. علاوة على ذلك ، فإن إبعاد المشاعر السلبية يمكن أن يصعب الشعور بأي شيء على الإطلاق – سواء أكان ذلك شعورًا بالحب أو بالسعادة أو بالدهشة أو حتى بالاهتمام. بمرور الوقت، يمكن أن يؤثر الانفصال العاطفي [ومنه الخدر العاطفي(10)] في إحساسنا بالهوية، والعلاقات مع الآخرين، وحتى رفاهيتنا الجسدية(11). [المترجم: الرفاهية (wellbeing) هي حالة كون المرء مرتاحًا وسليمًا من الأمراض وسعيدًا].
؛؛”لا يمكننا تخدير المشاعر بشكل انتقائي. إذا خدّرنا ما هو سلبي، فإننا بذلك نخدر ما هو ايجابي. إذا تخلصنا من الألم وعدم الراحة، فنحن، افتراضًا، نتخلص من الفرح والحب والانتماء والعواطف الأخرى التي تعطي معنىً لحياتنا.” برينيه براون (Brené Brown)، برفسورة باحثة في جامعة هيوستن ومؤلفة كتاب “مواهب عدم الكمال: دليلك إلى حياة مليئة بالحماس (The Gifts of Imperfection: Your Guide to a Wholehearted Life”(12))؛؛
المشاعر وتطورها والاستجابة للضغط النفسي
يعتقد الخبراء أن المشاعر تطورت لمساعدتنا على التكيف مع بيئتنا(13). من منظور تطوري، المشاعر الإيجابية تحثنا على البحث عن تجارب وممارسات مفيدة للبقاء على قيد الحياة، مثل المشاعر المتأتية من التواصل مع الآخرين والحميمية الجنسية. أما المشاعر السلبية فتدفعنا إلى تجنب أو الهروب من مواقف وأوضاع تعرضنا للخطر.
مشاعرنا مخلوقة لكي تتقلب وتتباين كجزء من جهاز الاستجابة للضغط النفسي. ينبغي أن نشعر بهيجان مفاجئ في المشاعر عندما نحتاج لنتصرف تصرفًا ما وأن نكون قادرين على تهدئة تلك المشاعر عندما تنتهي وتمر حالة الخطر بسلام. تنشأ المشكلات عندما نفقد المرونة المشاعرية للاستجابة لظروف اللحظة. [المترجم: المرونة المشاعرية (EF) هي القدرة على تنظيم المشاعر بمرونة وبما يتناسب مع السياق، والتعافي من الاستجابة المشاعرية الأولية حين يتغير السياق، وبالتالي يكون هناك أفضل تكيف ممكن مع البيئة دائمة التغير(14)] . كل من التفاعل المتصاعد والمشاعر المتبلدة (برود المشاعر) مقترنان بعدد من اضطرابات الصحة العقلية، بما فيها القلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.
قد يكون الخدر العاطفي أيضًا أمارة على مرض انفصام الشخصية أو اضطراب تبدد الشخصية / الاغتراب عن الواقع أو اضطراب الهوية الانفصامية. قد يتسبب الاستعداد الوراثي وتاريخ الحياة الشخصية في ظهور اضطرابات مثل هذه كجزء من استجابة الفرد للضغط النفسي والصدمة النفسية.
كيف يمكن أن يؤدي الضغط النفسي والصدمة النفسية إلى الشعور بالخدر العاطفي
تطور جهاز الاستجابة للضغط النفسي في الجسم(15) لوقايتنا من الممارسات التي تمثل خطرًا على حياتنا. عندما يقوم هذا الجهاز بوظائفه بشكل جيد، فإنه يفرز موجة من الهرمونات والاستجابات الفسيولوجية التي تساعدنا على تجاوز المواقف الصعبة ثم يتراجع بمجرد أن يُحسم الوضع. لكن الضغط النفسي المزمن أو الغامر(16) يمكن أن يستحوذ على هذا الجهاز ويؤدي إلى حالة من الانهيار (بما في ذلك الخدر العاطفي). هذه الحالة يمكن أن تصدر عن أحداث معينة، مثل المواعيد الأكاديمية النهائية [كموعد تسجيل المواد وموعد اسقاط المادة من الجدول الدراسي ومواعيد الاختبارات] ، أو نهاية علاقة حميمية / زوجية ، أو الاصابة بمرض خطير أو ما يمكن أن ينجم عن ضغوط نفسية دائمة التحيز / الاجحاف [كالغيرة والحسد] أو العنف المجتمعي أو انعدام الأمن المالي.
يمكن أن تؤدي الصدمة النفسية الحادة(17)، مثل حادث سيارة أو اعتداء / اغتصاب أو حدوث كارثة طبيعية ، إلى ضغط نفسي شديد. تصبح الصدمة النفسية هذه مشكلة عندما يستمر المنعكس الوقائي اللاّإرادي لفترة طويلة بعد انتهاء الحدث. لذلك الشعور بالخدر العاطفي قد يكون أحد أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD).
قُرنت الصدمة النفسية في مرحلة الطفولة(18) أيضًا بأشكال الانفصال العاطفي(10) العالقة في مرحلة الشيخوخة، بما في ذلك الخدر العاطفي. نظرًا لأن الأطفال ليس لديهم أي طريقة أخرى لحماية أنفسهم، فإن الجسد والعقل يخدران المشاعر لا إراديًا لتجنب الألم والخوف. علاوة على ذلك، إذا عرف الطفل من خلال التجربة أن تعبيره عن المشاعر سيؤدي إلى غضب مقدم الرعاية له [والديه، مثلًا] ، فقد يصاب بالخوف من المشاعر بشكل عام [المترجم: أي يحاول أن يتجنب الشعور بأي مشاعر سواء أكانت طيبة أو سيئة كما لو أنه قد تعب من التعرض لها بشكل متكرر(19)]. يُطلق على هذا أحيانًا اسم “رهاب المشاعر (Affect Phobia)”. الإهمال العاطفي، عندما تُتجاهل احتياجات الطفل العاطفية أو تُرفض مشاعره(20)] أو لا تُقدر، قد تكون ضارة بنفس النسبة.
أسباب أخرى للخدر العاطفي
الحزن: فقدان أحد الأحبة يمكن أن يسبب حزنًا شديدًا – أو للمفارقة، يسبب شعورًا بالخدر. مرة أخرى، الشعور بالخدر العاطفي يمكن فهمه على أنه آلية دفاع غريزية ضد المشاعر الغامرة والمهمة لإبقائك متيقظًا وحذرًا.
الأعراض الجانبية للأدوية: يمكن أن تسبب بعض الأدوية المضادة للاكتئاب خدرًا عاطفيًا، وخاصة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية(21) ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية – إبنفرين(22). أبلغ عن التبلد العاطفي ما يقرب من نصف مرضى الاكتئاب(23) الذين يتناولون مضادات الاكتئاب وهي سبب شائع لقرارهم بالتوقف عن تناولها.
تعاطي المخدرات: يتفق معظم الخبراء الآن على أن الصدمة النفسية أو الحزن الذي لم يحسم يكمن وراء معظم حالات تعاطي المخدرات. يلجأ الناس إلى المواد لتستحوذ على مشاعرهم أو كطريقة لعدم الشعور بأي شيء على الإطلاق. يمكن أن يتفاقم الخدر العاطفي المرتبط بتجارب وممارسات الحياة الصادمة نفسيًا بسبب تلف خلايا الدماغ الناجم عن التعاطي المفرط للمخدرات والكحوليات أو تعاطيهما لفترة طويلة.
كيف يمكنك التعافي من الخدر العاطفي
لحسن الحظ، فإن العقل والجسم البشري مرنان، خاصة عند الشباب. ونزعتنا الطبيعية هي أن نعبر بكل مشاعرنا وعواطفنا. هناك أساليب لفتح نفسك تدريجيًا للمشاركة بمشاعرك الايجابية والسلبية. دعم أخصائي الصحة العقلية أمر أساس. قد يساعد العمل مع طبيب في العلاج أو برنامج العلاج الشباب على فهم سبب حاجتهم لحماية أنفسهم من الخدر العاطفي، والبدء في معالجة تلك المشكلات الكامنة وراءه.
فيما يلي بعض النصائح للبدء في العودة نحو الاحساس بمشاعرك [التعافي من الخدر] ، في حين تبقى مستمرًا في حماية صحتك العامة ورفاهيتك:
اكتشف عالم المشاعر بخطوات صغيرة.
إذا كان جهاز الاستجابة للضغط النفسي لديك يعمل بجد لحمايتك من كثافة مشاعرك، فستحتاج إلى البدء في استكشاف مشاعرك مرة أخرى برفق. قد تكون الموسيقى والكتب والأفلام طريقة جيدة للشعور بالمشاعر بشكل غير مباشر بينما تعمل على مواجهة مشاعرك. استكشف كلمات مختلفة تعبر عن المشاعر (هنا نصائح مفيدة من البرفسورة برين بروان (Brené Brown) من جامعة هيوستن )(24) وتدرب على تطبيقها على تلك المشاعر الناجمة من الفن. اهتم بالأحاسيس التي تفرزها تلك المشاعر غير المباشرة في جسمك – مما يسهل عليك التعرف عليها عندما تواجهها في حياتك.
إعطِ أولوية للنوم والتغذية والتمارين الرياضية
من السهل أن تواجه الصعوبات عندما يكون لدى جهاز الاستجابة للضغط النفسي لديك كل ما يحتاجه ليقوم بوظائفه بشكل مناسب. الاحتياجات الجسدية غير الملباة تستنفد مرونتك النفسية على الصمود وتجعل المشكلات العادية وكأنها أمور فوق الطاقة. الاهتمام بالركائز الثلاث [النوم والتغذية الصحية والتمارين الرياضية(25)] للصحة العقلية إلى جعل جهاز المشاعر أقل عرضة للبقاء عالقًا في دورة الضغط النفسي بسبب الخدر العاطفي.
اسع إلى تواصل حضوري وتفاعل مباشر.
اقضِ وقتًا مع الذين يسمحون لك بأن تكوِّن علاقات حقيقية معهم وكاشفة عن مشاعرك الحقيقية وعن نقاط ضعفك(26). تعلم أن تتعرف على ما تسميه برين براون “اخفاقات في التقمص الوجداني(27، 28)“.
اسعَ لتجد من يدعمك في العثور على الأسباب الجذرية للشعور بالخدر العاطفي
يصعب الوصول إلى الأسباب الكامنة وراء الخدر العاطفي بمفرده. حين تصل فيه إلى نقطة الشعور بالخدر العاطفي ، يحاول جهاز الاستجابة للضغط النفسي لديك جاهدًا منعك من مواجهة مشاعرك لفترة. قد يساعدك اختصاصي الصحة النفسية المدرب على الرعاية بالصدمات النفسية على الكشف بأمان عما يحفز لديك الخدر العاطفي، ويتولى معالجة الصدمة النفسية أو الضغط النفسي الأساس الذي أدى إلى اصابتك بالخدر العاطفي.
الأفكار الرئيسة المستخلصة
الخدر العاطفي هو عادةً عبارة عن استجابة وقائية لا إرادية للإحساس بالمشاعر السلبية، سواء أكان ذلك بسبب القلق أو الضغط النفسي أو الصدمة النفسية.
الصدمات النفسية المزمنة والحادة يمكن أن تثير ضغطًا نفسيًا تستحوذ على جهاز الاستجابة للضغط النفسي لديك وتؤدي إلى حالة من الانهيار، بما في ذلك الخدر العاطفي.
حجب المشاعر السلبية قد يصعِّب من الشعور بأي شيء على الإطلاق، بما في ذلك المشاعر السلبية، ويمكن أن يجعل التعافي منها صعبًا إن لم يكن مستحيلًا.
البشر مرنون نفسيًا: نزعتنا الطبيعية هي التحرك نحو التعبير عن كل مشاعرنا بشكل تام. هناك طرق يمكننا من خلالها دعم عملية إيقاظ مشاعرنا.
علاج الصحة العقلية يمكن أن يساعد الشباب على فهم سبب شعورهم بالخدر العاطفي ومعالجة الأسباب الجذرية التي حفزت آلية الحماية الذاتية هذه(29).
أسئلة يتكرر طرحها عن الخدر العاطفي
ما هو شعور من لا يشعر بأي شيء؟
بشكل عام، يصف الناس الخدر العاطفي بأنه الشعور بالفراغ أو باللامبالاة [عدم الاحساس بالسعادة أو بالحزن والشعور بالملل وبعدم وحود هدف في الحياة(2)] وعدم الاهتمام بأي شيء، والشعور بالانفصال عن الذات (تبدد الشخصية / الاغتراب عن الواقع) وعمن حول المصاب من الناس.
ما سبب الشعور بالخدر؟
عادة ما ينجم الشعور بالخدر العاطفي كاستجابة وقائية لاإرادية عن الاحساس بالمشاعر السلبية، سواء أكان ذلك بسبب القلق أو الضغط النفسي أو الصدمة النفسية. يعتبره الخبراء شكلاً من أشكال الانفصال العاطفي(10)، وهي عملية تسمح لنا بحماية أنفسنا لا إراديًا من الألم النفسي(9).
ماذا يعني عندما يكون الشخص يعاني من الخدر العاطفي؟
الشعور بالخدر العاطفي يقترن بعدد من اضطرابات الصحة العقلية، بما فيها القلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب. الخدر العاطفي قد يكون أيضًا أمارة على مرض انفصام الشخصية أو اضطراب تبدد الشخصية / الاغتراب عن الواقع أو اضطراب الهوية الانفصامية.
كيف تتعامل مع الخدر؟
يمكن أن يساعد العلاج أو أي شكل آخر من أشكال علاج الصحة العقلية الشباب على فهم سبب حاجتهم إلى حماية أنفسهم عن الاصابة بالخدر العاطفي، والبدء في علاج الضغط النفسي أو الصدمة النفسية أو أي اضطرابات نفسية أخرى مسببة لهذا الخدر العاطفي.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- “الفراغ النفسي هي حالة إنسانية يتخللها شعور بالملل المعمم والاغتراب الاجتماعي (الشعور بالعزلة) واللامبالاة. مشاعر الفراغ هذه غالباً ما يصاحبها حالات اكتئاب جزئي، واكتئاب، وشعور بالوحدة، وانعدام التلذذ (عدم الاخساس بالمتعة)، اليأس، أو غيرها من الاضطرابات النفسية / العاطفية، بما في ذلك اضطراب الشخصية الانعزالية، اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة واضطراب الشخصية الحدية. الإحساس بالفراغ هو أيضا جزء من عملية الحزن الطبيعية، وينجم ذلك عن الانفصال أو وفاة أحد أفراد الأسرة أو تغييرات هامة أخرى. ولكن، المعاني الخاصة ب«الفراغ» تختلف مع السياق الخاص والتقاليد الدينية أو الثقافية. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/فراغ_عاطفي
2- https://www.verywellmind.com/why-do-i-feel-dead-inside-5210393
3- “تبلد المشاعر (emotional blunting) أو نقص إظهار المشاعر هي حالة من انخفاض أو نقص التفاعل العاطفي عند الفرد. وتظهر كإخفاق في التعبير عن المشاعر إما لفظيًا أو غير لفظي، وخصوصًا عند الحديث عن الأمور التي من المتوقع عادة أن تدخل فيها العواطف. وفي هذه الحالة تندر التعابير الجسدية على الوجه أو الصوت. قد يكون تبلد المشاعر أحد أعراض التوحد، والفصام، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب تبدد الشخصية، واضطراب الشخصية الانعزالية أو تلف الدماغ. كما أنه قد يأتي أيضًا كعرض جانبي لبعض الأدوية (مثل مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب). ينبغي التمييز بين تبلد المشاعر واللامبالاة التي تشير صراحة إلى عدم وجود عاطفة، في حين تبلد المشاعر تشير إلى عدم وجود التعبير العاطفي بغض النظر عما إذا كانت العاطفة متبلدة أم لا” ، مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/تبلد_المشاعر
4- “الشعور بالوهن (languishing) حالة يكون فيها المرء خاليًا من المشاعر الإيجابية تجاه الحياة ، ولا يقوم بوظائفه بشكل جيد سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية، وليس مصابًا بالاكتئاب. باختصار، من يشعر بالوهن ليس مريضًا عقليًا ولا يتمتع بصحة نفسية”. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://www.newportinstitute.com/resources/mental-health/languishing-young-adults/
5- “اضطراب تبدد الشخصية هو اضطراب عقلي يشعر فيه الشخص باستمرار أو بشكل متكرر بمشاعر تبدد الشخصية أو الاغتراب عن الواقع. يوصف تبدد الشخصية بالشعور بالانفصال عن الواقع أو الذات. قد يبلغ الأفراد عن شعورهم كما لو كانوا أنفسهم يراقبون أفكارهم أو أجسادهم من الخارج، وغالبًا ما يبلغون عن شعورهم بفقدان السيطرة على أفكارهم أو أفعالهم. يوصف الاغتراب عن الواقع بأنه انفصال المرء عن محيطه. قد يبلغ من يعاني من الاغتراب عن الواقع عن إدراكهم للعالم من حولهم على أنه ضبابي، أو يشبه الحلم / سريالي، أو مشوه بصريًا” ، مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_تبدد_الشخصية
6- “الشعور بالخزي shame” هو الشعور بالخزي كحالة أو موقف. فهذا الشعور بالخزي قد يحدث نتيجة للمرور بتجربة أثارت الخزي أو، بصفة أعم، في أي من مواقف التي تُشعر بالإحراج أو العار أو الهوان أو التقصير أو الذل أو الكدر” ، مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/خزي
7- https://ar.wikipedia.org/wiki/شعور
8- https://kidshealth.org/en/teens/stressful-feelings.html
9- https://ar.wikipedia.org/wiki/ألم_نفسي
10- “يستخدم الانفصال العاطفي (emotional detachment) لوصف ما يعتبر في كثير من الأحيان «تخدر العاطفي» أو «البرود العاطفي»، أي المفارقة، وتبدد الشخصية في شكله المزمن. هذا النوع من الخدر العاطفي هو انقطاع أو انفصال عن العاطفة، وغالبا ما يستخدم كمهارة للتكيف/البقاء على قيد الحياة خلال أحداث الطفولة الصادمة مثل سوء المعاملة أو الإهمال الشديد. ومع مرور الوقت ومع الكثير من الاستخدام، يمكن أن يصبح طبيعة ثانية عند التعامل مع الضغوطات يوما بعد يوم” ، مقتبس من تص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/انفصال_عاطفي
11- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7767737/pdf/main.pdf
12- https://brenebrown.com/book/the-gifts-of-imperfection/
13- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/28950968/
14- https://link.springer.com/article/10.1007/s11031-018-9748-5
15- https://www.health.harvard.edu/staying-healthy/understanding-the-stress-response
16- https://www.newportinstitute.com/resources/mental-health/effects-stress-college-students/
17- https://www.newportinstitute.com/resources/mental-health/big-t-little-t-trauma/
18- https://www.newportinstitute.com/resources/treatment/childhood-trauma/
19- https://phobia.fandom.com/wiki/Animotophobia
20- https://drjamielong.com/validation-5-things-not-to-say/
21- https://ar.wikipedia.org/wiki/مثبطات_استرداد_السيروتونين_الانتقائية
22- https://ar.wikipedia.org/wiki/مثبطات_استرداد_السيروتونين-نورإبنفرين
23- https://www.proquest.com/docview/2651994060?parentSessionId=8k7eWNTvyA0pXyWOeCJGETYX0SLijB59wTzTGxlofhA%3D&pq-origsite=summon
24- https://brenebrown.com/resources/atlas-of-the-heart-list-of-emotions/
25- https://www.newportinstitute.com/resources/mental-health/pillars-of-mental-health/
26- https://www.newportinstitute.com/resources/mental-health/authentic-connections/
27- https://medium.com/the-ascent/brené-browns-6-empathy-misses-why-they-re-important-54540d5a4f36
28- https://ar.wikipedia.org/wiki/تقمص_وجداني
29- “الآليات الدفاعية أو الوسائل الدفاعية أو الدفاعات النفسية هي استراتيجيات نفسية يستخدمها العقل الباطن لحماية الفرد من التوتر الناجم عن الأفكار أو المشاعر المرفوضة وتسعى هذه الاستراتيجيات إلي إيجاد حلول وسط للمشكلات الشخصية، وتُمثل هذه الاستراتجيات الطرق البسيطة للعقل الباطن في مسايرة التوتر، وتساعد الشخص على إيجاد حلول أكثر قبولا من الناحية الاجتماعية، كما تفيد هذه الدفاعات في حماية الذات من الخطر” ، https://ar.wikipedia.org/wiki/حيلة_دفاعية
30- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/35379283/
المصدر الرئيس:
https://www.newportinstitute.com/resources/mental-health/feeling-emotionally-numb/