اختراق علمي أثبت أن البشر كانوا يمشون بالفعل على رجلين قبل 7 ملايين سنة – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

Breakthrough shows humans were already standing on their own two feet 7 million years ago
(بقلم: جان رينو بواسيري مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي CNRS ، باحث في علم الأحفوريات، جامعة بواتييه وزملائه*)

مقدمة عادل عبد الله البشراوي،  باحث في الانسان القديم

هذه الدراسة تمثل الأسلوب التحقيقي الذي يتبعه العلماء إجمالًا في دراسة الظواهر العلمية للخلوص إلى نتائج تعكس حالة التحرر من الإلتزام المسبق بغايات معينة تُستثمر للسعي لإثباتها. أو على الأقل، هكذا نظن!

أمامنا دراسة على بقايا عُثر عليها في جمهورية تشاد الإفريقية قبل عقدين من الزمان وتحديدًا في عام 2002. وهي لكائن أعطي اسم ساهيلونثربوس (Sahelanthropus) (انسان الساحل التشادي)، وقد طرح على أنه السلف الأبعد الذي انطلق معه المسار التطوري للبشر.  وبسبب عمر البقايا البالغ حوالي 7 مليون سنة، ولأسباب اعتبارية أخرى، اعتبره بعض الباليوأنثروبولوجيين (علماء الانثروبولوجيا القديمة)  تارةً على أنه أول  أجناس هذا المسار بعد تفرعه عن مسار القردة العليا (APES). بحيث يكون الساهيلونثربوس، كما أسلفنا، أول أجناس المسار المؤدي إلى البشر، بينما يؤدي المسار الآخر إلى عائلة (PAN) (شمبانزي وبونوبو). وتارة أخرى يعتبره البعض الآخر سلفًا مشتركًا لكل من البشر ولعائلة (PAN). والنقاش الدائر منصب منذ اكتشاف البقايا قبل عقدين على حقيقة ما إذا كانت البقايا تعود لكائن يعتمد وسيلة تنقل (Locomotion) قائمة على المشي على القوائم الخلفية (bipedalism) أم على أربع قوائم (quadrupedalism). وكما يبدو، فإن هؤلاء العلماء يرون في اعتماد خاصية التنقل على القوائم الخلفية محصورة في إثبات علاقة الكائن صاحب هذه البقايا عينها بالبشر.

رغم عدم اقتناعي الكامل بهذه التلازمية المقترحة، إلا أن العلاقة ما بين اعتماد خاصية التنقل والوصول إلى الحالة البشرية موجودة وإن بطرق غير مباشرة.

لتبيين أسباب عدم اقتناعي بالتلازمية، أقول بأن وسيلة التنقل الذي يعتمدها الكائن – وأي كائن – هي بين الأنشطة التي يعتمدها في التعامل مع ظروف بيئته، والتي تتماشى مع متطلبات عيشه التي تفرض عليه ممارسات توفر له أعلى فرص البقاء أمام تحديات المنافسة في السلسلة الغذائية والأمن من الإفتراس.  ثم أن خاصية التنقل يحددها الإستعداد الفيسيولوجي التشريحي للكائن بدرجة أولى.

خاصية التنقل ابتداءً ليس لها أي علاقة بتفوق مستويات الوعي والإدراك. خصوصًا ونحن نرى في الحياة الفطرية نماذج لأجناس حيوانية مختلفة تعتمد خاصية المشي على القوائم الخلفية (bipedalism). فحيوان الكنغر، على سبيل المثال، يتميز باعتماده هذه الخاصية. هذا وهو حيوان ثديي ينتمي إلى الجرابيات (Marsupials)، وهي ثدييات بعيدة الصلة عن الثدييات المشيمية (Placentals) التي ينتمي لها البشر، حيث يتم تقدير زمن الإنفصال بين العائلتين بما يفوق الـ 120 مليون سنة.

وكذلك فالخاصية تعتمدها الطيور كافة، بل هي خاصية تنقل موجودة في الحياة الفطرية منذ زمن هيمنة الديناصورات التي اعتمدتها أنواع كثيرة منها، وذلك رضوخًا لظروف أنشطتها اليومية التي توفر لها فرصًا أعلى للبقاء تمامًا كما ذكرنا سابقًا، ولذلك نقول بأن الخاصية ليس لها علاقة مباشرة بتطور في الوعي أو الإدراك.

رغم ذلك فأنا لا أنفي أن ينتج عن اعتماد الكائن لهذه الخاصية فوائد من قبيل تحرير اليدين ليكون لها وظائف حيوية أخرى، وهو ما تبلور لاحقًا في السلالات البشرية، وواقعًا، حتى تلك التي ما قبل بشرية كعائلة لوسي (Luci) أو (Australopithecus afarensis) (انسان الساحل التشادي)، على شكل قدرات في صنع الأدوات الحجرية وتسخير المحيط الحيوي وتذليل مروحة واسعة من العقبات. ولكنها فوائد جاءت لاحقا نتيجة لاعتماد خاصية المشي على القوائم الخلفية، ولم تتزامن مع بروز بوادر تطور في حجم الدماغ أو الجهاز العصبي.  فحجم الدماغ ظل يراوح حول الـ 250cc حتى في عائلة الـ (Ardipithecus) (قرد الأرض) التي ظهرت بعد الساهيلونثروبوس (انسان الساحل التشادي) بقرابة المليوني سنة.

الجدل حول الطبيعة التي يعتمدها الساهيلونثروبوس (انسان الساحل التشادي) في التنقل ناتج عن حالة البقايا التي لم تتوفر لها ظروف حفظ جيدة، فوجودها في صحراء مقفرة تسبب في تلف كبير في أجزائها، وخصوصًا في تلك النقاط التي تسهل على الدارسين التعرف على أجزاء الإرتباط.  فعظمة الفخذ مهترئة من الطرفين، وهذا لا يساعد في التعرف على كيفية ارتباط العظمة بالحوض، ولا بشكل الركبة.

وهي بيانات لازمة للتعرف على كيفية توزيع وزن الجسم التي تختلف بين حالتي حركة الكائن إن كان يمشي على اثنتين أم أربع. وكذلك فقد واجه العلماء صعوبات في التعرف على كيفية تثبيت الجمجمة على فقرات الرقبة، فليس معلومًا إن كانت الجمجمة مثبتة عموديًا كما هو في البشر، حتى يمكن التعرف على ما إذا ما كان الكائن يمشي على اثنتين، أم أن تثبيتها كان مائلًا كما هو الحال في الشمبانزي، على سبيل المثال، فيبنى على أنه يمشي على أربع.

جدير بالذكر قرأتُ دراسة نشرت قبل سنتين فقط (2020) رجحت أن تثبيت الجمجمة كان مائلا، ولذلك تم استبعاد خاصية المشي على القوائم الخلفية، ولكن وكما يبدو عبر هذه الورقة الجديدة، فإن ذلك الإستنتاج لم يكن دقيقًا. والملفت أني اعتمدت على تلك الورقة المنشورة في  2020 في نقاش طرحتُه قبل سنة، واستشهدتُ بها في معرض حديثي عن جذور تطور البشر وموقعية الساهيلونثربوس ضمن هذا المسار.

مايهمنا في كل ما ذكر هو أن محورية الساهيلونثروبوس في دراسة المسار التطوري للبشر ثابتة سواء أكان يعتمد خاصية المشي على قائمتيه الخلفيتين أم على أربع، وسواء أكان واقعًا ضمن المسار التطوري البشري بعد تفرعه عن عائلة (PAN) أم قبله.  بل وحتى وإن اتخذ مسارًا موازيًا، كأن يكون ضمن تفرع عائلة الـ (Gorillini) الشاملة لنوعي الغوريلا المعروفة اليوم.

لأن بقايا هذا الكائن من شأنها فتح نافذة واسعة لنا على أنساق التطور الفيسيولوجي للرئيسيات العليا في أواخر فترة المايوسين التي شهدت تغيرات كبرى في الطبوغرافيا والمناخ،  ففيها تم اكتمال تشكل الصدع الإفريقي العظيم الذي تسبب في شق البحر الأحمر وفصل القرن الإفريقي عن باقي أراضي القارة، وهو ما حوّل أراضيه إلى سفانا بعد أن كانت تسودها الغابات المطرية التي تميز أراضي وسط القارة.

وهو الحدث التكتوني الهائل الذي استغلته شريحة واسعة من الباليوأنثروبولوجيون (علماء الانثروبولوجيا القديمة) لصياغة ما يسمى بفرضية الصدع الإفريقي العظيم (Great African rift valley hypothesis) والتي يستغلونها في شرح تطور البشر من حيث ما يدعونه في أن الصدع كان المتسبب في دفع أسلاف البشر للوقوف على قوائمها الخلفية، ولكن هذا حديث نرجؤه ليوم آخر.

( الدراسة المترجمة )

دراسة الأنواع (الأحيائية)(1) المعاصرة أصدرت حكمًا لا لبس فيه على مكانة البشرية في العالم الحي: جنبًا إلى جنب تمامًا مع الشمبانزي وقرود البونوبو(2).  ومع ذلك، هذا لا يخبرنا كثيرًا عن أشباه البشر الأوائل(3)، أو بيولوجياتهم أو انتشارهم الجغرافي.  لهذا، علينا أن نعتمد بشكل أساس على مورفولوجيا الأحافير النادرة، بالنظر إلى أن معلومات المحتوى الوراثي (الجينوم)(4) القديم (paleogenetics) لم تحفظ إلّا فقط في الفترات الأخيرة – وحتى مع ذلك، في مناخات باردة نوعًا ما.

منذ ستينيات القرن الماضي والتعرف على العمر المبكر جدًا للبشرناويات(5) – بما في ذلك لوسي (Luci) الشهيرة [المترجم: “لوسي” هو اسم أعطي لأحد أكثر أحافير أسلاف البشر شهرة(6)] وتعود إلى 3.18 مليون سنة مضت، والتي اكتشفت عام 1974 في إثيوبيا – تُعتبر قدرة المشي على وجلين خطوة حاسمة في التطور البشري(7).  في الواقع، تعتبر ميزة أساسية حددت النقلة من أللَّابشر إلى بشر قبل فترة طويلة من اكتسابنا زيادة كبيرة في حجم أدمغتنا.

كان هناك الكثير من الترقب لدراستنا(8)، التي نُشرت في 24 أغسطس 2022 في دورية نتشر (Nature)، في الهيكل العظمي لـ أناسي الساحل التشادي(9)، وهم الممثلون المعروفون لأقدم أشباه البشر.

إذن ، هل كان أسلافنا البعيدون يمشون على قدمين (القوائم الخلفية) أم لا – أي هل كانوا بشرًا أم لم يكونوا؟ في الواقع، يقارب طرح السؤال بهذه المصطلحات الاستدلال الدائري (أي الدور المنطقي(10)).  نظرًا لأننا لم نكتشف بعد آخر سلف مشترك بيننا وبين الشمبانزي، فإننا لا نعرف الحالة الأولية لطبيعة الحركة لدى البشر – سواء أكانت على رجلين أم غير ذلك.

هل كان أوائل أشباه البشر يمشون على رجلين (القوائم الخلفية)؟

حتى وقتنا الحاضر، أقدم البيانات المتاحة لنا كانت عبارة عن عظام أطراف أورونين (Orrorin) (من أشباه البشر) في كينيا والذين يعودون إلى 6 مليون سنة مضت(11) وقرود الأرض (ardipithecus) والتي تعود الى الفترة من 5.8 – 4.2 مليون سنة مضت في إثيوبيا(12)، والتي مارست نوعًا مختلفًا من المشي على قدمين عن الأنواع الحديثة.

اتضح أن المشي على قدمين ليس سمة ثابتة للبشرية وله تاريخه الخاص في تاريخنا.  لذا فإن السؤال الصحيح هو:  هل كان أشباه البشر الأوائل يمشون على قدمين، وإذا كانوا كذلك، فإلى أي مدى وكيف؟ هذا هو السؤال الذي سعى فريقنا الفرنسي التشادي للإجابة عليه وذلك بدراسة الأحافير القديمة جدًا (حوالي 7 ملايين سنة مضت) لـ أناسي الساحل التشادي(9).

الصورة: قحف جمجمة انسان الساحل التشادي الذي اطلق عليه اسم تومائي.

استُنتج وجود انسان الساحل التشادي(9) في البداية في عام 2002(13) من جمجمة مشوهة ولكنها محفوظة جيدًا (تُعرف باسم تومائي “Toumaï”) وبعض عينات أخرى تتعلق بالجمجمة والأسنان اكتشفتها البعثة الأنثروبولوجيا القديمة الفرنسية التشادية (أسسها وأشرف عليها ميشيل برونيت) في طوروس – مينالا (Toros-Menalla) في صحراء جراب في تشاد (14).  تستند الدراسة في المقام الأول على مورفولوجيا الأسنان والوجه وقحف الدماغ التي قورنت مع أحدث الأحافير البشرية.

تشتمل عظام الأطراف الموصوفة في ورقتنا المنشورة على جزء من عظم الفخذ الأيسر وعظمتي الزند الأيمن والأيسر (مع عظمة الكعبرة، وعظمة الزند هي إحدى عظمتين في الساعد تشكلان المرفق / الكوع). هذه العظام عُثر عليها في نفس المنطقة ونفس السنة التي عثر فيها على الجمجمة، ولكنها عُرِّفت لاحقًا في عام 2004.

وهي تنتمي على الأرجح إلى نفس النوع الأحيائي(1) الذي تنتمي إليه الجمجمة، حيث تم التعرف على واحد من الرئيسات الكبيرة فقط من بين ما يقرب من 13800 عينة أحفورية تمثل حوالي 100 من الفقاريات المختلفة في 400 منطقة محلية في طوروس مينالا (Toros-Menalla). ولكن من غير المعروف ما إذا كان الفخذ والزند والجمجمة تنتمي إلى نفس الفرد، حيث تم العثور على ثلاثة أفراد مختلفة على الأقل في الموقع.

عدد من العوامل أدت إلى إبطاء بحثنا، الذي بدأ في عام 2004. على سبيل المثال، طُلب منا إعطاء الأولوية للبحث الميداني لبقايا ما بعد الجمجمة الأخرى، حينما كنا نحاول جاهدين تحليل شظايا المواد. في النهاية أعدنا إطلاق المشروع في عام 2017 وانتهينا منه بعد خمس سنوات.

الصورة: نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد لعظام الأطراف الثلاثة لـ TM 266 تُنسب إلى انسان الساحل التشادي (Sahelanthropus tchadensis) (على يسار الصورة، المنظر الخلفي والأوسط لعظم الفخذ ؛ وعلى يمين الصورة ، المنظر الأمامي والجانبي لعظمي الزندين.

دُرست حالة العظام من كل ناحية وزاوية

بالنظر إلى ضعف حالة حفظ هذه العظام الطويلة (عظم الفخذ، على سبيل المثال، كلا نهايتيه مفقودتان) ، التحليلات السريعة لا يمكن أن تقدم لنا تفسيرات موثوقة.  لذلك قمنا بدراستها من جميع النواحي والزوايا، سواء من حيث التشكل الخارجي أو بنيوياتها الداخلية.

لتقليل عدم اليقين، استخدمنا مجموعة واسعة من الأساليب التحليلية، بما في ذلك الرصد والملاحظة المباشرة والقياسات البيولوجية، وتحليل الصور ثلاثية الأبعاد، وتحليل الشكل (القياسات المورفومترية morphometrics(15)) والمؤشرات الميكانيكية الحيوية. قمنا بمقارنة المواد التشادية بالعينات الحالية والعينات الأحفورية، مستخدمين 23 معيارًا.

لا يمكننا، بشكل منفصل، استخدام أي من هذه المقارنات لاقتراح تفسير لا لبس فيه للمادة – في الواقع، لا توجد سمات “سحرية” في الانثروبولوجيا القديمة، وستكون جميع هذه الاقتراحات خاضعة للنقاش ضمن المجتمع العلمي.

ومع ذلك، فإن هذه السمات مجتمعة أدت إلى تفسير واحد لهذه الأحافير هو الأكثر قربًا من أي فرضية أخرى بديلة.  لذلك يشير هذا المزيج إلى أن أناسي الساحل التشادي كانوا يمارسون المشي المعتاد على رجلين – أي كوسيلة منتظمة للحركة والتنقل.  في هذه الحالة، ربما استخدم المشي على رجلين للحركة على الأرض وكذلك للتسلق على الأشجار.  في الحالة الأخيرة، كان على الأرجح مصحوبًا بالمشي على أربع أرجل مصحوبًا بالإمساك بأغصان الأشجار، بعكس المشي على أربع أرجل الذي يمارسه الغوريلا والشمبانزي، والمعروفة باسم “المشي على مفاصل أربع أرجل” ، حيث الوزن مسند على مفاصل عظام أصابع اليد أو القدم (السلامي)(16).

الصورة: العلاقات النسبية بين البشر والغوريلا والشمبانزي. أصبح المشي على رجلين وسيلة للتنقل داخل فرع الجنس البشري متدرجًا من مزيج من المشي على رجلين وتسلق الأشجار ، كما وثق من انسان الساحل التشادي.

تتوافق النتائج مع ما لوحظ في حالتي الـ أورونين [Orrorin(11)] وإنسان الساحل التشادي (Ardipithecus)، ولها عدة آثار مترتبة.  أولاً، تعزز النتائج مفهوم الشكل القديم جدًا للمشي على رجلين في التاريخ البشري الذي كان موجودًا بالتزامن مع أنماط أخرى من الحركة [المترجم: كالمشي على مفاصل أربع أرجل]. وبالتالي لم يكن هناك ظهور “مفاجئ” لخاصية فريدة من نوعها للبشرية منذ البداية، ولكن كان هناك انتقال / تحول طويل وبطيء يمتد على فترة استغرقت ملايين السنوات.

وهكذا حدثت هذه المرحلة من التطور البشري بطرق شائعة جدًا عبر تاريخ الحياة والأرض، وهي تذكرنا بأن جنسنا البشري ليس سوى جزء من التنوع البيولوجي.  يجب أن تقودنا هذه المعطيات وحدها إلى إعادة التفكير في موقفنا تجاه العالم الحي والمعايير التي تحكم ملاءمة كوكب الأرض لنا.

ثانيًا ، خصائص انسان الساحل التشادي (Sahelanthropus) والـ أورونين (Orrorin) وقرود الأرض (Ardipithecus) تشير إلى أن السلف الذي نتشارك فيه مع الشمبانزي لم يكن شبيهًا بالشمبانزي ولم يكن يمشي حصريًا على رجلين كما نمشي نحن البشر.  بخلاف الفرضية القائلة بأن الشمبانزي والبونوبو احتفظوا بمورفولوجيا أسلافهما(17)، فمن المرجح أن يكون جمعهم بين التسلق و “المشي على أربع” قد تطور بشكل جيد بعد ذلك.

أخيرًا، إذا كان إنسان الساحل التشادي (Sahelanthropus tchadensis) شاهدًا على التنوع البشري من بين شهود آخرين، فهو، حتى يومنا هذا، النوع الأحيائي الوحيد المعروف الذي اعتاد أن يمشي على رجلين في ذلك العصر.  بالنظر إلى السجل الأحفوري الكامل والمتنوع نوعًا ما لأفريقيا وأوراسيا في نهاية العصر الميوسيني (العصر الميوسيني هو العصر الممتد من حوالي 23 مليون سنة إلي حوالي 5 مليون سنة) ، فإن اكتساب القدرة على المشي على رجلين من قبل فرع الجنس البشري في القارة الأفريقية يظل الفرضية الوحيدة الموثقة جيدًا حتى الآن.

في هذه المرحلة، يبدو أن المشي على رجلين هو جزء من ذخيرة القدرات الحركية المنتهزة للفرص – من حيث المرونة والقدرة على الاستفادة من بيئات مختلفة – تتوافق جيدًا مع البيئة القديمة المتنوعة لـ طوروس مينالا كما حاكاها الجيولوجيون وعلماء الأحفوريات النباتية القديمة(18) وعلماء الأحفوريات الجيولوجية القديمة ضمن فريقنا الاستكشافي.

*المشاركون في هذا البحث:

  1. جان رينو بواسيري مدير الأبحاث في CNRS، باحث في علم الأحفوريات، جامعة بواتييه
  2. بعثة أندوسا ليكيوس الفرنسية التشادية لعلم الإنسان القديم ، جامعة نجامينا (تشاد)
  3. كلاريس نيكولنانغ دجيتوناكو مدرس وباحث في علم الأحفوريات،، جامعة نجامينا (تشاد)
  4. فرانك جاي باحث في علم الأحفوريات البشرية، جامعة بواتييه
  5. غيوم دافر محاضر في علم الإنسان القديم ، جامعة بواتييه
  6. لوران بالاس ، باحث في علم الأحفوريات، جامعة كيوتو
  7. ماكاي حسن تايسو باحث في علم الأحفوريات، جامعة نجامينا (تشاد)
  8. باتريك فيجنود، بروفسور في علم الأحفوريات،، جامعة بواتييه
مصادر من داخل وخارج النص:
1- “النوع (species) في علم الأحياء هو أحد وحدات التصنيف الحيوي الأساسية، وهو مرتبة تصنيفية أساسية في علم التصنيف. غالبا ما يُعَرَّف النوع على أنه مجموعة من الكائنات الحية القادرة على التزاوج فيما بينها وإنتاج نسل خصب.  ومع أن هذا التعريف كافٍ في الكثير من الحالات، إلا أنَّ هنالك صعوبة في تعريف مفهوم النوع، وهذا ما يُعْرَف بمشكلة النوع. فغالبا ما تستخدم تدابير أخرى مختلفة لتعريفه، مثل تشابه الدنا، أو المورفولوجيا، أو الخانة البيئية (ecological niche)” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/نوع_(تصنيف)
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/بونوبو
3- https://theconversation.com/when-humans-split-from-the-apes-55104
4- https://ar.wikipedia.org/wiki/مجموع_مورثي
5- https://ar.wikipedia.org/wiki/قرد_جنوبي
6- https://www.nature.com/scitable/knowledge/library/lucy-a-marvelous-specimen-135716086/
7- https://www.hominides.com/html/dossiers/bipedalism.php
8- https://www.nature.com/articles/s41586-022-04901-z
9- https://www.medecinesciences.org/fr/articles/medsci/full_html/2006/04/medsci2006223p250/medsci2006223p250.html
10- https://ar.wikipedia.org/wiki/استدلال_دائري
11- https://ar.wikipedia.org/wiki/أورورين_توجيني
12- https://ar.wikipedia.org/wiki/قرد_الأرض
13- https://www.nature.com/articles/nature00879
14- https://ar.wikipedia.org/wiki/صحراء_جراب
15- https://en.wikipedia.org/wiki/Morphometrics
16- https://ar.wikipedia.org/wiki/سلامى_(تشريح)
17- https://www.nature.com/articles/d41586-022-02226-5

المصدر الرئيس:
https://theconversation.com/breakthrough-shows-humans-were-already-standing-on-their-own-two-feet-7-million-years-ago-189256

الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *