Europe’s dry soils seen from space
(وكالة الفضاء الأوروبية – European Space Agency)
يؤكد يرنامج حماية الأرض من خلال القمر الصناعي (SMOS) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية أن هطول الأمطار على جميع أنحاء أوروبا بدأ يقل شيئا فشيئا من بداية عام 2012م. وخلال العشر سنوات الماضية هذه كانت اوروبا الغربية تعاني من نقص حاد في المياه ، هذا النقص المتراكم سنويا جعل وزارات المياه في إسبانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة في قلق مستمر.
نقص كميات المياه الذي تأتي بها الأمطار يهدد بنقص المحاصيل الزراعية ، وبالتالي إرتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص مياه الشرب ، ويمتد هذا التأثير حتى على الصناعة في أوروبا من خلال إنخفاض منسوب المياه في الأنهار والذي يعني تجفيف طرق الشحن لكثير من الصناعات على ضفاف الأنهار.
شهد هذا الخريف (من عام 2022م) طقسًا جافًا بشكل ملحوظ ، مما أدى إلى تعطيل الملاحة في نهر الراين ونهر الألب ، وتسبب أيضا في اندلاع الحرائق في غابات جبال بافاريا الواسعة في المانيا. فكما أن قلة الأمطار تساعد على جفاف التربة فهي تساعد أيضا على زيادة ملوحة البحار مما يهدد دورة حياة بعض الأسماك.
تم إطلاق القمر الصناعي التابع الى وكالة الفضاء الأوروبية (SMOS) في عام 2009 ، وكانت مهمته مراقبة إشعاع الميكروويف المنبعث من الأرض لحساب كمية الرطوبة الموجودة في الطبقة السطحية للتربة ، حتى عمق حوالي 5سم.
تظهر البيانات القادمة من القمر الصناعي (SMOS) الفرق في رطوبة التربة الأوروبية بين فبراير 2011 و 2012. ويتجلى انخفاض محتوى الماء في التربة بشكل خاص في إسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة. وهذه المعلومات التي يرصدها القمر الصناعي مهمة من أجل فهم أفضل لدورة المياه وعمليات التبادل بين سطح الأرض والغلاف الجوي.
ومن خلال جمع البيانات من هذا القمر الصناعي وغيره وخاصة تلك التي تعنى بالغطاء النباتي ودرجة حرارة سطح الأرض ، تم رسم خرائط رطوبة التربة بدقة عالية. وهذا يساعد على تقييم محتوى الماء في التربة وبالتالي الى حسن إدارة زراعتها وتحديد المحصول المناسب. كما أن هذه الخرائط تساعد على تحديد المناطق التي يمكن أن تتعرض لخطر إندلاع الحرائق في أوقات الجفاف الشديد من خلال الجمع بين معرفة بيانات الأقمار الصناعية من رطوبة التربة الى التنبؤات بدرجة حرارة الهواء وشدة الرياح.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر: