مجال من الأبحاث العلمية يثير الجدل ، ويفتح حقل علمي جديد يُطلق عليه “الإنعاش الآلي” أو “الروبوتان الميتة” أو “استنهاض الجثث” وهو استخدام جثث المخلوقات وتحويلها الى روبوتات.
بهذا النوع من الأبحاث العلمية ، هل تجاوز الإنسان الأخلاق وتناسى القيم؟ وهل هذا من التمثيل بالجثث الذي تنهى عنه الأديان؟ هل نحن على موعد جديد من الإفساد والخراب والعبث؟ وهل البحث العلمي يبرر هذه التجاوزات؟ وهل جثث بني آدم بمنأى عن هكذا أبحاث؟
أسئلة على الأديان السماوية والقوانين المدنية والأخلاق الإنسانية الإجابة عليها….
تحت عنوان “العلماء يحولون العناكب الميتة الى روبوتات” ، كتب الدكتور إيسى ستول معتمدا على ورقة علمية بحثية بعنوان: “جثث الكائنات الحية مشغلات جاهزة لبناء روبوتات” لخمسة من الباحثين تتقدمهم الباحثة تي فاي ياب (Te Faye Yap) طالبة الدكتوراه في مجال الهندسة الميكانيكية بحامعة رايس الأمريكية.
Scientists turned dead spiders into robots
(بقلم: د. عيسى ستول من جامعة رايس بأمريكا – Asa Stahl)
إستخدم الباحثون العناكب الميتة في إمساك الأشياء..
في هذا النوع من المجال العلمي الجديد تم استخدام جثث العناكب وتحويلها الى مقابض تتحكم في الأشياء. وتم حقن سوائل في ظهر العناكب الميتة وتثبيت الإبر على ظهور الجثث ودفع السوائل داخل الجثث والتحكم بكمية السوائل سحبا وحقنا ، مما جعل أرجل العناكب تنفتح وتنغلق.
وكان الشروع بداية بهذه التجارب نتيجة لطرح سؤال بسيط وهو: لماذا تنكمش العنكبوت وتلتف على نفسها عندما تموت؟
وكان الجواب: العناكب كالآلات الهيدروليكية ، يتحكمون في أطرافهم عن طريق ضخ الدم فيها فتتمدد ، وعندما تموت العناكب تفقد قدرتها على ضخ الدم فتنكمش أرجلها وتلتف سيقانها.
ومن هذا الجواب أراد الباحثون الإستفادة من هذه الفكرة بعد موت العناكب.
في البداية حاول فريق البحث وضع جثث العناكب في غلاية على أمل أن تتمكن الحرارة والرطوبة من التحكم بأطراف العناكب وجعلها تتمدد ، لكن هذه الطريقة باءت بالفشل. ولكن عندما بدأ الباحثون بضخ سائل في جثة إحدى العناكب مباشرة وجدوا أنه بإمكانهم التحكم في قبضة أرجل العنكبوت ، واستطاعوا سحب بعض اسلاك الدارة الكهربائية في المختبر ، واستطاعوا أيضا إلتقاط العناكب الميتة الأخرى …. ولكنهم لاحظوا أنه بعد مئات المحاولات المشجعة تهرأ جسد العنكبوت وبدأ بالجفاف والتآكل تدريجيا.
لذا مستقبلا سيقوم الباحثون بتغطية العناكب الميتة بمادة عازلة تمنع تسرب السائل الذي يتم حقنه في محاولة لمنع تآكل أجساد العناكب ، لكن الخطوة الأهم من منع تآكل جسد العناكب هي القدرة على التحكم بأرجل العنكبوت كل على حدة ، وبالتالي فهْم كيفية حركة العناكب مما يؤدي بطبيعة الحال الى التمكن من تصميم روبوتات قادرة ومتمكنة على ضوء هذا الفهم.
يقول “رشيد بشير” المهندس البيولوجي بجامعة الينوي الأمريكية: ما قام به الباحثون رائع ومثير للغاية ، وأضتف معلقا: بلا شك ستتعرض جثث العناكب للتمزق وستتحلل أجسامها ولن تستطيع العمل باستمرار كما الروبوت الآلي الصلب.
ويبقى السؤال هل جثث العناكب ستقدم دروسا للمهندسين؟ ، يقول رشيد بشير : نعم هناك الكثير ليتعلمه الإنسان من علم الأحياء ومن الطبيعة.
التلاعب بجثث العناكب عمل قبيح ، فهل الباحثون في هذا المجال مجانين؟ ، تقول قائدة البحث “تي فاي ياب”: لا أحد يهتم أو يتحدث عن الأخلاق في هذا المجال من البحث العلمي ، استنهاض العناكب الميتة وإنعاشها وسيلة لغاية علمية قد ترقى بالإنسانية.
العلماء بحاجة الى معرفة أخلاقيات هذا النوع الجديد من الهندسة الحيوية قبل أن يواصلوا البحث والى أي مدى سيذهبون؟ العناكب فقط أم غيرها من المخلوقات!!!!
شاهد كيف يلتقط الروبوت المصنوع من عنكبوت ميت ، جثة عنكبوتا آخر ، بفعل ضخ وسحب سائل في جسد العنكبوت الروبوت من خلال حقنة مثبتة على ظهره …
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.sciencenews.org/article/dead-wolf-spiders-robots-necrobots
مصدر ورقة البحث العلمية: https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/advs.202201174