Connectivity of language areas unique in the human brain
(جامعة رادباود – Radboud University)
توصل علماء الأعصاب إلي معرفة معمقة جديدة عن كيف نشأ وتطور دماغنا إلى دماغ مهيأ لاستخدام اللغة. مقارنةً مع دماغ الشمبانزي، تمدد نسق روابط بين مناطق اللغة في دماغنا أكثر مما كان يعتقد سابقًا. نشر باحثون من جامعة رادباود (Radboud) وجامعة أكسفورد النتائج التي توصلوا إليها في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) في 4 يوليو 2022(1).
“من النظرة الأولى، تبدو أدمغة البشر والشمبانزيات متشابهة إلى حد كبير. الاختلاف المحير بيننا وبينها هو أننا نحن البشر نتواصل باستخدام اللغة، في حين لا تستخدم الرئيسيات غير البشرية اللغة في التواصل بينها” ، كما تقول جوانا سايبووسكا (Joanna Sierpowska) المؤلفة الأولى للورقة.
إن معرفة ما من شأنه أن يجعل هذه القدرة الفريدة في الدماغ ممكنه كانت مصدر إلهام للباحثين لسنوات عديدة. بيد أنه، وحتى وقتننا الحاضر، فقد ركز الباحثون اهتمامهم بشكل أساس على قناة عصبية معينة تربط الفصوص الدماغية الجبهية(2) والصدغية(3)، تسمى هذه القناة بالحزمة المقوسة (arcuate fasciculus) ، والتي إلى جانب وجود اختلافات معتبرة بين الأنواع الحية [species(4)] ، فهي معروفة جيدًا أنها معنية بوظائف اللغة.
تقول سايبووسكا: “أردنا تحويل تركيزنا تجاه الاتصالية [النشاط المتزامن](5) بين منطقتين قشريتين تقعان في الفص الصدغي، وهما مهمتان بنفس القدر لقدرتنا على استخدام اللغة”.
تصوير المادة البيضاء
لدراسة الاختلاف بين دماغ الإنسان والشمبانزي، استخدم الباحثون مسحًا تصويريًا لـ 50 دماغًا بشريًا و 29 دماغًا شمبانزيًا، والتي صُورت بنفس الطريقة التي صورت بها أدمغة البشر، ولكن تحت التخدير المسيطر عليه جيدًا، كجزء من الفحوصات البيطرية الروتينية التي تُجرى عليها. وبالتحديد، استخدم الباحثون تقنية تسمى التصوير الموزون بمعامل الانتشار (DWI)(6)، والتي تصور المادة البيضاء، والمسارات العصبية التي تربط بين مناطق الدماغ.
باستخدام هذه الصور، استكشفوا اتصالية بين منطقتي دماغ لهما علاقة باللغة (المنطقة الوسطى الأمامية والخلفية من الفص الصدغي)، ومقارنتهما بتلك التي لأنواع أخرى غير بشرية. “في البشر، تعتبر هاتان المنطقتان مهمتين لتعلم اللغة واستخدامها وفهمها / استيعابها وتضم العديد من مسارات المادة البيضاء” ، حسبما قالت سايبووسكا. ومن المعروف أيضًا أن تلف منطقتي الدماغ هذه له عواقب ضارة على وظائف اللغة. ولكن، حتى الآن، ظلت مسألة ما إذا كان نمط روابطها / توصيلاتها فريدةً من نوعها لدى البشر دون إجابة”.
روابط جديدة في الدماغ البشري
وجد الباحثون أنه في حين أن اتصالية المناطق الصدغية الوسطى الخلفية في الشمبانزي محصورة بشكل أساس في الفص الصدغي، ظهر لدى البشر رابط جديد باتجاه الفص الجبهي والجداري مستخدمًا الحزمة المقوسة [عبارة عن مادة بيضاء] كوسيلة هيكلية.
في الواقع، تتضمن التغييرات التي حدثت لمنطقتي اللغة البشرية مجموعة من الامتدادات / التوسعات في الاتصالية داخل الفصين الصدغيين. “تشير نتائج دراستنا إلى أن الحزمة المقوسة بالتأكيد ليست المسبب الوحيد للتغييرات التطورية التي هيأت الدماغ ليكون لديه قدرة كاملة على استخدام اللغة، كما تقول المؤلفة الأولى المشاركة ڤيتوريا بياي (Vitoria Piai).
تقول بياي: “النتائج التي توصلنا إليها هيكلية صرفة، لذلك من الصعب أن نقول أي شيء يتعلق بوظائف الدماغ في هذا السياق”. “لكن حقيقة أن هذا النسق من الروابط فريد جدًا بالنسبة لنا كبشر يوحي بأنه قد يكون جانبًا مهمًا من تنظيم الدماغ الذي من شأنه أن يجعل هذه القدرة المميزة في الدماغ على استخدام اللغة ممكنة”.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://www.pnas.org/doi/full/10.1073/pnas.2118295119
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/فص_جبهي
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/فص_صدغي
4- النوع (Species) في علم الأحياء هو أحد وحدات التصنيف الحيوي الأساسية، وغالبا ما يُعَرَّف النوع على أنه مجموعة من الكائنات الحية القادرة على التزاوج والتناسل” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/نوع_(تصنيف)
5- ” الاتصالية تعني بشكل عام “الاتصالية الوظيفية” – وهي مقياس لدرجة النشاط المتزامن بين مناطق الدماغ المختلفة. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.spectrumnews.org/news/connectivity-theory-autism-explained/
المصدر الرئيس:
https://www.ru.nl/en/research/research-news/connectivity-of-language-areas-unique-in-the-human-brain