المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تدق ناقوس الخطر ، وتعلن فشل الإنسان للتصدي للإختلال المناخي.
أمين عام الأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش أعلنها بكل صراحة قائلا: “أن قادة الدول العظمى يقولون شيئا ويفعلون خلاف ما يقولون – إنهم يكذبون”.
العالم يشاهد بأم عينه إرتفاع مستوى سطح البحر ، وإرتفاع حرارة المحيطات ، وإرتفاع تركيز الغازات الدفيئة ، وإرتفاع حموضة المحيطات ، تسارع فقدان الكتلة الجليدية في شمال وجنوب الكرة الأرضية ، ولا أحد يحرك ساكنا ، وكأن لنا بديل غير الأرض نلجأ اليه.
أمين عام الأمم المتحدة وفي تصريح متلفز يصرخ قائلا: نحن على موعد قريب من كارثة مناخية – ولقد حان الوقت لبدء التحول الى الطاقة المتجدة الآن وقبل فوات الأوان – الآن … الآن…. وإلا لا فائدة.
مؤكدا: أن التقنيات التي يملكها الإنسان الآن قادرة على إمتصاص 50% من الإنبعاثات الكربونية ، لكننا نحتاج الى قادة صادقين ومهتمين.
ويضيف: يجب إنهاء التلوث الناجم عن استخدام الوقود الإحفوري والإسراع الى التحول الى الطاقة المتجددة – الوقت ينفذ.
وفي تقريرها الأخير ترسم الأمم المتحدة خارطة طريق لإنقاذ العالم من خلال خمس خطوات ، ولخطورة الوضع وما سيواجه الحياة على الكرة الأرضية من تهديد قد يصعب إصلاحه تطلق على هذه الحلول مشروع السلام في القرن 21.
مشروع السلام الذي تتبناه الأمم المتحدة: ويشمل خمسة إجراءات حاسمة الأهمية لبدء التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة:
- يجب إيجاد تعاون وتحالف عالمي من جميع الحكومات والشركات والجامعات بلا قيود لتطوير تقنيات تخزين الطاقة وإزالة كل القيود مثل قيود الملكية الفردية لتحقيق الوصول الى تقنية نستطيع بها تخزين الطاقة الكهربائية المتجددة ، كتطوير بطاريات متطورة قادرة على تخزين الطاقة بنسب عالية ولمدد طويلة.
- تأمين إمدادات المكونات الحيوية والمواد الخام وكل ما يلزم من تقنيات الطاقة المتجددة في جميع بلدان العالم وليس حصرا على عدد قليل من البلدان.
- على حكومات دول العالم تسهيل الإجراءات وسرعة الحصول على التراخيص والموافقات على المشاريع التي تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتشجيع عدم الإعتماد على الوقود الإحفوري القاتل.
- يتعين على الحكومات أن تقلل دعم المشاريع التي تعتمد الوقود الأحفوري وتوجه الدعم لإنتاج الطاقة المتجددة. وإنهاء جميع عمليات تمويل المشاريع العالية الانبعاثات والعالية التلوث.
- يجب أن تزداد الاستثمارات الخاصة والعامة في الطاقة المتجددة عالميا الى ثلاثة أضعاف ما هي عليه الآن لتصل إلى 4 تريليونات دولار على الأقل سنويا.
ومصادر الطاقة المتجددة هي الطريق الوحيد لكفالة: (1) أمن الطاقة الحقيقي ، (2) وأسعار الطاقة المستقرة ، (3) وفرص العمل المستدامة.
ويوضح تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن حالة المناخ الصادر في 18 مايو 2022: أنه إذا عملنا معا، يمكن أن يكون التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة هو مشروع السلام في القرن الحادي والعشرين ، لكن هناك ثمة دور مهم منوط بكل بلد وبكل مدينة وبكل إنسان يقطن الأرض ، وبكل مؤسسة مالية وشركة ومنظمة من منظمات المجتمع المدني.
ولكن الأهم من ذلك كله أن الوقت قد حان لكي يتوقف القادة – في القطاعين العام والخاص على حد سواء – عن الحديث عن مصادر الطاقة المتجددة باعتبارها مشروعا بعيدا من مشاريع المستقبل. فبدون مصادر الطاقة المتجددة، لا يمكن أن يكون هناك مستقبل. لقد حان الوقت لبدء التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة قبل فوات الأوان.
على حسب آخر إحصائية هذا العام فإن 10% من كهرباء العالم فقط يتم إنتاجه من الطاقة النظيفة.
ربما لا ينقرض الإنسان عندما تستمر الإنبعاثات الكربونية بالإرتفاع سنويا لكن حياته ستكون وكأنه يعيش في الجحيم.
وإرتفاع منسوب المياه في العالم نتيجة إرتفاع الحرارة وذوبان الجليد في القطبين قد لا يُغرق القارات الشاسعة لكنه بكل تأكيد سيجعل كثير من المدن الساحلية تحت الماء وستختفي الكثير من الكائنات الحية التي نحتاجها في عملية التوازن البيئي.
وحتى نتعرف على أين تكمن المشكلة تقول السيدة فيونا سميث (رئيسة وكالة الإغاثة والتنمية المسيحية): تساهم أغنى 10% من الدول بنسبة تصل الى 45% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية ، بينما قارة إفريقيا والتي تحوي على 17% من سكان العالم مسؤولة عن 4% فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
الجميع يقر بأن إنبعاثات الكربون تزداد كل عام ، ولتقليل هذه الإنبعاثات الكربونية القاتلة نحتاج الى:
- زيادة الغطاء النباتي.
- تقنية متطورة لسحب ثاني أكسيد الكربون من الفضاء.
- الإعتماد على الطاقة المتجددة.
؛؛لكن السؤال الأهم: هل ما سنحصل عليه من طاقة من الشمس والرياح يكفي لسد إحتياجات العالم المتزايدة من الطاقة؟؛؛
للإجابة على هذا السؤال: نحن بكل تأكيد نحتاج لىتقنية متطورة لتخزين الطاقة من الشمس وحركة الرياح والى قوانين عالمية صارمة لتحقيق الهدف الأسمى ، وهذا ممكن إذا كان الهدف الأسمى شغلنا الشاغل ، والهدف الأسمى هو الوصول الى مرحلة هواء نظيف في كل أرجاء المعمورة ، وصحة أفضل لبني الإنسان وغذاء صحي متوفر للجميع …. فهل هذا وذاك بعيد المنال؟.
علينا جميعا أن نعيد النظر في كيف نتنقل ، وكيف نزرع ، وكيف نأكل ، وكيف نترك مخلفاتنا من البلاستيك وغيرها ، وكيف ننظر الى الأرض هل هي بيتنا الوحيد أم بيت أعدائنا. إنه هدف في متناول اليد إذا صدق قادة العالم ، وتعاون العلماء وتوحدت الأبحاث العلمية تجاه تحقيق الهدف الإنساني المنشود.
المصادر:
- https://www.un.org/sg/en/content/sg/statement/2022-05-18/secretary-generals-video-message-the-launch-of-the-world-meteorological-organization%E2%80%99s-state-of-the-global-climate-2021-report-scroll-down-for-languages
- https://www.youtube.com/watch?v=vBjabNusoKM&t=7s
- https://www.livescience.com/now-or-never-ipcc-report