المصدر: F. FALCHI ET AL/SCIENCE ADVANCES 2016

حتى البحر به تلوث ضوئي (هذه الخرائط الجديدة توضح مداه) – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Even the sea has light pollution. These new maps show its extent
(Carolyn Gramling – بقلم: كارولين غراملينغ)

ملخص المقالة:

يظهر الأطلس العالمي الأول للتلوث الضوئي في المحيطات تأثر مساحات شاسعة من البحر بالأضواء الاصطناعية من السواحل الحضرية ومنصات حفر آبار النفط والغاز والمجمعات البحرية ومحطات توليد الكهرباء بالرياح.  وتنفذ هذه الأضواء بعمق في العديد من المياه الساحلية، مما قد يغير سلوكيات المخلوقات التي تعيش هناك.

( المقالة )

قد تؤثر الأضواء الناتجة عن التنمية الساحلية والبحرية على الكائنات البحرية تحت السطح بكثير

تتألق منصات حفر آبار النفط والغاز البحرية ومزارع الرياح [مجموعة من توربينات الرياح لانتاج الكهرباء] في بحر الشمال بشكل مشرق على المياه، وكذلك توهج المدن الساحلية في المملكة المتحدة على سبيل المثال (الكتلة الأرضية على اليسار) والنرويج (أعلى اليمين). في أبريل، تكون مياه المنطقة صافية بما فيه الكفاية بحيث يمكن للضوء الاصطناعي أن يخترق من متر واحد (أزرق داكن) إلى عمق 30 مترا (أصفر). مصدر الصورة: جوشوا ستيفنز، تي جي. سميث وآخرون/إليمينتا: علم عصرالأنثروبوسين 2021.
يظهر الأطلس العالمي الأول للتلوث الضوئي في المحيطات أن مساحات شاسعة من البحر تقع في وهج الأضواء الاصطناعية للبشر في الليل. ومن السواحل الحضرية على طول الخليج إلى مجمعات النفط البحرية في بحر الشمال، فإن شفق البشر قوي بما يكفي لتنفذ بعمق في العديد من المياه الساحلية، مما قد يغير سلوكيات المخلوقات التي تعيش هناك، وفقا لما ذكره الباحثون في 13 ديسمبر 2021 في مجلة “إليمينتا[١]: علم عصر الأنثروبوسين[٢]” (Elementa:  Science of the Anthropocene). وتؤثر الاختلافات الإقليمية والموسمية – مثل تكاثر العوالق النباتية أو الرواسب من الأنهار – أيضا على العمق الذي يخترقه الضوء.

ومن المعروف أن الأضواء الاصطناعية تؤثر على سكان الأراضي، مثل تضخم أو تقلص بعض مجموعات الحشرات، أو عن طريق جعل من الصعب على العصافير محاربة فيروس غرب النيل (أخبار العلوم: 3/30/21؛ أخبار العلوم: 8/31/21؛ أخبار العلوم: 1/19/18). ولكن الأضواء الساطعة للمدن الساحلية ومنصات حفر النفط والهياكل البحرية الأخرى يمكن أن تخلق أيضا توهجا قويا في السماء فوق البحر.

تلوث المحيطات الضوئي في البحر الأحمر والخليج: الخليج (أعلى اليمين) ملوث بشكل كبير، بسبب التنمية البحرية الواسعة النطاق – وبدرجة أقل – مدنه الساحلية المكتظة بالسكان. يمتد التلوث الضوئي بالقرب من جدة، على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية، إلى عمق مياه البحر الأحمر (على اليسار). تتحد هذه التأثيرات لإرسال مستويات ذات أهمية أحيائية من الضوء تصل إلى 50 مترا في بعض أجزاء الماء. مصدر الصورة: جوشوا ستيفنز، تي جي. سميث وآخرون/ إليمينتا: علم عصر الأنثروبوسين 2021.

ولتقييم مكان هذا التوهج الأقوى، جمع عالم الكيمياء الجيولوجية الحيوية البحرية تيم سميث من مختبر بليموث البحري في إنجلترا وزملاؤه أطلسا عالميا لسطوع سماء الليل الاصطناعي الذي تم إنشاؤه في عام 2016 مع بيانات المحيطات والغلاف الجوي (أخبار العلوم: 6/10/16). وتشمل هذه البيانات قياسات الضوء الاصطناعي على متن السفن، وبيانات الأقمار الصناعية التي تم جمعها شهريا من عام 1998 إلى عام 2017 لتقدير انتشار العوالق النباتية والرواسب المبعثرة للضوء، والمحاكاة الحاسوبية لكيفية تحرك الأطوال الموجية المختلفة للضوء عبر الماء.

وليست كل الأنواع حساسة للضوء بنفس القدر؛ ولتقييم التأثير، ركز الفريق على مجدافيات الأرجل، المخلوقات الشبيهة بالروبيان في كل مكان والتي تعد جزءا أساسيا من العديد من الشبكات الغذائية للمحيطات. ومثل العوالق الحيوانية الصغيرة الأخرى، تستخدم مجدافيات الأرجل الشمس أو قمر الشتاء كإشارة للغطس بشكل جماعي في أعماق الظلام، بحثا عن الأمان من الحيوانات المفترسة السطحية (أخبار العلوم: 1/11/16؛ أخبار العلوم: 4/18/18).

وقد وجد الفريق أن ضوء البشر الليلي له أكبر تأثير في المتر العلوي من الماء. وهنا، يكون الضوء الاصطناعي مكثف بما يكفي لإحداث استجابة أحيائية عبر ما يقرب من مليوني كيلومتر مربع من المحيط، وهي مساحة المكسيك تقريبا. وعلى بعد (عمق) عشرين مترا، يتقلص إجمالي المنطقة المتضررة بأكثر من النصف إلى 840000 كيلومتر مربع.

*تمت الترجمة بتصرف

الاستشهادات:

تي جيه سميث وآخرون. A global atlas of artificial light at night under the sea. Elementa: Science of the Anthropocene. Published online December 13, 2021. Doi:10.1525/elementa.2021.00049.

الهوامش:

[١] مجلة علمية مفتوحة الوصول تنشر تقارير بحثية أصلية عن المعرفة الجديدة بالنظم الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للأرض؛ والتفاعلات بين النظم البشرية والطبيعية؛ والخطوات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من حدة التغير العالمي والتكيف معه. وتقدم تقارير عن التطورات الأساسية في البحوث المنظمة في مجالات المعرفة، وتبني مفهوم أن المعرفة الأساسية يمكن أن تعزز الحلول المستدامة للمجتمع. ويتم نشرها على أساس الوصول المفتوح والصالح العام – وهو متاح للعالم بحرية وعلى الفور. المصدر: https://online.ucpress.edu/elementa/pages/about#:~:text=An%20open%20access%20scientific%20journal,and%20adapt%20to%20global%20change

[٢] عصر الانثروبوسين هو العصر الجيولوجي الحالي، ويُنظر إليه على أنه الفترة التي كان النشاط البشري خلالها هو التأثير المهيمن على المناخ والبيئة.

المصدر:

https://www.sciencenews.org/article/light-pollution-sea-ocean-new-maps

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *