“ثقافة آسيا الوسطى”
التاريخ العميق لأسيا الوسطى
[الخوارزميون]
الخوارزميون (Chorasmians)
الخوارزميون هم سكان خوارزميا (Chorasmia) القديمة، وهي مقاطعة من بلاد فارس القديمة على نهر أوكسوس وتمتد غربًا إلى بحر قزوين، أو كما يسمى بحر الخزر ناحية خوارزم.
الآثار وتاريخ ما قبل الإسلام
عصور ما قبل التاريخ:
في مطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد (the 3rd millennium B.C.E.)، ازدهرت ثقافة كلنتيمينار (Kel’teminar) وذلك في العصر الحجري الحديث في واحة الخوارزميين (Chorasmian).
العصر الحجري الحديث (Neolithic)، يُطلق عليه أيضًا العصر الحجري الجديد، هو المرحلة الأخيرة من التطور الثقافي أو التطور التكنولوجي بين البشر في عصور ما قبل التاريخ.
جاء العصر الحجري الحديث بعد العصر الحجري القديم، أو عصر الأدوات الحجرية المتكسرة، وسبق العصر البرونزي، أو الفترة المبكرة للأدوات المعدنية.
تم تحديد بقايا من العصر البرونزي، والتي شملت:
- السسيورجن (Suyargan) في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد؛
- والطازابقياب (Tazabag’yab) في منتصف وأواخر الألفية الثانية قبل الميلاد؛
- والأميراباد (Amirabad) في القرنين العاشر والثامن قبل الميلاد.
ويظهر الإثنان الأخيران (الطازابقياب والأميراباد) روابط مع ثقافات الإطار الخشبي (the Timber Frame) والأندرونوفو (Andronovo) في السهوب الأوروبية الواقعة في الشمال الغربي، وكلمة السهوب تعني “السهول الواسعة الخالية من الأشجار”.
يُرجع تاريخ مستوطنة كيوساي (Kuyusaĭ) في دلتا أوكسوس (Oxus) إلى القرنين الثاني عشر والحادي عشر قبل الميلاد، وذلك بناءً على وجود ما يسمى برأس السهم “السكيثي” (“Scythian”) (ساكا).
جادل بعض العلماء بأن السكيثيين الإيرانيين ينحدرون من هذه الشعوب الأوربية الشمالية الغربية، وأن “خواريزما ” كانت إحدى الساحات المبكرة لظهورهم كشعب متميز. إلى جانب الفخار المصبوب المحلي، تم العثور أيضًا على عدد كبير من الأواني المصنوعة على عجلات، والتي تم إحضارها بوضوح من منطقة جنوب تركمانيا وربما أيضًا من شمال شرق إيران.
تشير الاكتشافات في كورغان (kurgans) القريبة إلى أن تواصل السكان مع جيرانهم الجنوبيين لم يكن سلمي، حيث احتوت المدافن، جنبًا إلى جنب مع الكيوسايين (Kuyusaĭ) والأواني الجنوبية، على أشياء كثيرة مميزة لحشود الجنود من الخيالة شملت مجموعات من الأسهم، و ضفائر وسروج للخيول، وأشياء مزينة على “النمط الحيواني”.
من المحتمل ايضًا أن يكون لنطاق الواردات الجنوبية دور في تحديد منطقة غزو الخورازميين الساكاس (Chorasmian Sakas) ؛ والصراع بين الساكاس والميديين (Medes) من أجل الاستحواد على بارثيا (Parthia).
كانت الإمبراطورية البارثية، المعروفة أيضًا باسم إمبراطورية الأرسايد، قوة سياسية وثقافية إيرانية كبرى في إيران القديمة من 247 قبل الميلاد إلى 224 بعد الميلاد. ربط سترابو (Strabo)، وهو عالم جغرافيًا وفيلسوف ومؤرخ يوناني (64 أو 63 ق.م – ج .24 م) عاش في آسيا الصغرى خلال الفترة الانتقالية للجمهورية الرومانية إلى الإمبراطورية الرومانية، ما بين الخوارزميين والماسجتاي (Massagetae) الذين هم عبارة عن اتحاد قبلي بدوي إيراني شرقي قديم، سكنوا سهوب آسيا الوسطى، شمال شرق بحر قزوين في تركمانستان الحديثة، غرب أوزبكستان، وجنوب كازاخستان.
تُبين الخريطة التالية نظام الطرق التجارية الرومانية-البارثية، بين القرنين الأول والثالث الميلاديين، كما تُظهِر طرق التجارة البحرية الرئيسية باللون الأزرق، بينما تظهر طرق التجارة البرية الرئيسية باللون البرتقالي.
خلال هذه الفترة، كانت الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البارثية القوتين العظميين في المنطقة ولعب نظام التجارة الروماني البارثي، في ذلك الوقت، دورًا رئيسيًا في الجغرافيا السياسية.
الفترات المتوسطة والأخمينية
جغرافيا أفيستان
تشير مجموعة من المراجع الجغرافية في أفستا (المجموعة الأولية للنصوص الدينية الزرادشتية) الى أن جغرافيا أفيستان تقتصر على مناطق الهضبة الإيرانية الشرقية حتى الحدود الهندية الإيرانية. وكان من الشائع بين الإيرانيين الهنود، مع وضعهم التاريخي والجغرافي الملموس أثناء هجرتهم واستقرارهم في أماكن مختلفة، تحديد مفاهيم أو سمات علم الكون التقليدي مثل الجبال والبحيرات والأنهار وما إلى ذلك.
هناك خلاف حول موقع إيران فيو. وصفها البعض بأنها أرض أسطورية بحتة. في موسوعة إيرانيكا، حول موضوع منطقة أفستا الجغرافية، يُقال إنه من المستحيل تحديد المنطقة الجغرافية بناءً على بيانات أفيستا (Avesta)، لأنه على الرغم من أن نصوص أفيستان (Avestan) توفر توضيح مفيد، إلا أن مقارنتها بالنقوش الإيرانية القديمة تشير الى أمورِ أخرى قد تكون أقرب الى المزيج من الأسطورة والتاريخ مع ميلٍ أكثر نحو الأسطورية.
مملكة خوارزميا
تأسست مملكة خوارزميا في حوالي بداية القرن السادس قبل الميلاد. كان التطور الاجتماعي والاقتصادي السريع للبلاد يرجع، إلى حد كبير، إلى الرغبة في محاكاة وسائل الراحة للحضارة العليا التي لوحظت في الدول الزراعية المجاورة.
تم ذكر اسم خوارزيما (Chorasmia) لأول مرة في الأفستا ونقش بيسوتون (Bīsotn) لداريوس الأول (Darius I) وذلك في عام 521-486 قبل الميلاد. والأفستا (Avesta) هي المجموعة الأساسية للنصوص الدينية للزرادشتية المؤلفة بلغة أفيستان. تنقسم نصوص الأفستا إلى عدة فئات مختلفة، مرتبة حسب اللهجة أو حسب الاستخدام. (وبيسوتون هو الاسم الحديث لجرف يرتفع على الجانب الشمالي من درب القوافل القديم والطريق العسكري الرئيسي من بابل وبغداد فوق جبال زاغروس إلى حمدان).
من الممكن أيضًا أن يكون الاورثو كوربنتس (Orthocorybants)، الذين ربطهم العالم هيرودوت (Herodotus) بالميديين في المرزبانية العاشرة (tenth satrapy)، وجزءًا من السكيثيين (Scythians) في آسيا الوسطى. كان الساترابس (Satraps) حكامًا لمقاطعات ميديان القديمة (ancient Median) والإمبراطوريات الأخمينية (Achaemenid) وفي العديد من خلفائهم، مثل الإمبراطورية الساسانية والإمبراطوريات الهلنستية (Hellenistic). خدم المرزبان (satrap) كنائب للملك، على الرغم من الاستقلالية كبيرة.
هناك رواية تقول: أن الخوارزميون حكموا منطقة وادي نهر أكيس (Akes river valley) قبل أن تخضع لسيطرة الفرس. وذكر بعض العلماء أن هناك فترة وجيزة حكم فيها الخوارزميون السديان (Chorasmian Scythian) منطقة جنوب شرق قزوين. ويقع نهر أكيس (AKES – باليونانية Akēs)، في آسيا الوسطى، وكان يروى، من خلال خمس قنوات منفصلة، الحقول التابعة إلى عدة قبائل شملت:
- الهيركان (Hyrcanians)،
- والبارثيين (Parthians)،
- والسرانجيون (Sarangians)،
- والثامانيون (Thamaneans)،
- والخوارزميون (Chorasmian).
ويقال إنه عندما غزا الفرس هذه القبائل، تم إنشاء بوابات سد تم فتحها لتوزيع المياه على الحقول فقط بناءً على طلب شخصي للملك ومقابل مبالغ مرتفعة.
هذه القصة، جنبًا إلى جنب مع ما ذكره المؤرخ هيكاتوس لميليتس (Atheneus Fragmente I) من أن الخوارزميين الذين كانوا يعيشون “جهة شروق الشمس” من بارثيا (Parthians)، أدت إلى فرضية وجود لمملكة قوية تسمى تقليديًا خواريزما (Chorasmia) الكبرى في عصور ما قبل الأخمينية (Achaemenid).
قد تكون نفس الروايات قد ولدت نظريات مفادها أن الخوارازميين (Chorasmian) من الجنوب قد أعيد توطينهم في نهر اوكسوس (Oxus) السفلي فقط في الفترة الأخمينية. وربما دل اكتشاف ثقافة السكيثية (Scythians) المبكرة في واحة خوارزم (Chorasmia) وإثبات صلاتها الجنوبية، على ضرورة تفادي وجود فرضيات معقدة حول خوازم (Chorasmia) الكبرى.
ملامح ثقافة خوارزميا
الملامح البارزة للثقافة “القديمة” لخوارزميا، في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، برزت في حفر القنوات الكبيرة الأولى التي بلغ طولها 10-15 كم؛ وإدخال البناء بالطوب اللبن، واستخدام عجلة الخزاف. وعلى الرغم من خصوصيات الأواني الخورازمية “الأسطوانية المخروطية”، هناك روابط واضحة مع التجمعات من جنوب تركمانيا وأوائل باكتريا، والتي كانت تتطور منذ العصر البرونزي.
ولا يمكن استبعاد هجرة بعض الحرفيين وحتى المزارعين من تلك المناطق إلى خوارزميا، خاصة وأن الزراعة المروية المكثفة إلى حد ما، جنبًا إلى جنب مع تربية الماشية، أصبحت متجذرة بقوة في سهول اللوس الخصبة في “مصر وسط آسيا”.
وفقًا للأساطير اليونانية، فإن كوربنتس (Korybantes أو Corybantes ، وأيضًا Corybants) كانوا الراقصين المسلحين والمتوجين الذين عبدوا الآلهة الفريجية سايبيل (the Phrygian goddess Cybele) بقرع الطبول والرقص. ويطلق عليهم أيضًا اسم كوربانتس (the Kurbantes) في فريجيا (Phrygia).
الديانة الزرادشتية
هناك اتفاق عام على أن موطن الديانة الزرادشتية (Zoroastrian) يقع في خوازميا (Chorasmia)، حيث ظهرت هذه الديانة في “ایرانویج” أو “ايريانيم فيجح” (Airyanəm Vaēǰah) التي يعتقد بأنها موطن الإيرانيين الأوائل وقد ورد ذكرها في الزرادشتية كواحدة من “ستة عشر أرضًا مثالية” لأهورا مازدا. يُعتقد أن موقعها الفعلي هو أريانا.
في البداية، كانت النار المقدسة في خوارزميا (Chorasmia) وتم نقلها لاحقًا إلى فارس أو كابولستان (Kābolestān). تعتبر “ايريانيم فيجح” من البلدان الباردة حيث تمر بشهرين فقط في الصيف. وهكذا انعكست حقائق المناخ الخورازمي في التقاليد الزرادشتية اللاحقة، رغم أنها تواجدت لاحقًا في اماكن تمر بسبعة أشهر في الصيف وخمسة أشهر شتاء.
لغة أفيستان
لغة أفيستان، وتعرف أيضًا تاريخيًا بلغة زند (Zend)، اللغة الإيرانية الشرقية للأفيستا، وهو الكتاب المقدس للزرادشتية. تقع الأفيستانية (Avestan) في مرحلتين، الأقدم هي طبقة (Gāthās) ، والتي تعكس مرحلة لغوية (يرجع تاريخها إلى حوالي 600 قبل الميلاد) قريبة من تلك الموجودة في (Vedic Sanskrit) في الهند.
الجزء الأكبر من الأفيستا (Avesta) مكتوب في شكل لغوي أحدث ويظهر تبسيطًا وتنوعًا تدريجيًا في الأشكال النحوية. عندما تم إصلاح قانون الأفيستا (القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادي) ، كانت الأفيستان لغة ميتة معروفة للكهنة فقط. وربما توقف استخدامها كلغة منطوقة دارجة في حوالي 400 قبل الميلاد، لكن الكلمات المقدسة تم تناقلها من خلال التقاليد الشفوية. تمت كتابة أفستان في نص مطور من الكتابة البهلوية المتأخرة، والتي هي بدورها مشتقة من الآرامية.
وتتكون اللغة الأفيستانية من لغتين وهما: الأفيستان القديمة (Old Avestan) والأفيستان الأحدث (Younger Avestan). وتُعرف هذه اللغات فقط من خلال استخدامها كلغة من كتاب الزرادشتية المقدس، والتي اشتقوا منها اسمهم. وتعرف قواميس أكسفورد الإنجليزية (Oxford’s English dictionaries)، الأفيستان (Avestan) بأنها أسم للغة تتعلق بالأفيستا أو باللغة الإيرانية القديمة التي كتبت بها وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسنسكريتية الفيديكية (Vedic Sanskrit).
واللغة الفيدية السنسكريتية أو “سانسکریت ودایی” هي لغة قديمة لمجموعة فرعية من الهندو آرية تعود الى عائلة اللغات الهندو أوروبية. تم توثيقها في الفيدا والأدبيات، ذات الصلة، التي تم تجميعها خلال الفترة من منتصف الألفية الثانية إلى منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد، وتم حفظها شفويا قبل ظهور الكتابة بعدة قرون واستخدمها السكان الأصليون في الهند ونيبال وباكستان وأفغانستان.
لفت والتر برونو هينينج (Walter Bruno Henning) الانتباه إلى عدد من التطابقات بين لغة الأفستا والمواد اللغوية المسجلة في خوارزميا (Chorasmia) في العصور الوسطى. وهينينج هو باحث ألماني في الأدب واللغات الإيرانية الوسطى، وخاصة المجموعة التي بينتها رحلات تورفان (Turfan expeditions) الاستكشافية في أوائل القرن العشرين، بين عامي 1902 و1914.
السكيثيون (Scythians)
يُعتقد أن السكيثيين كانوا من أصل إيراني (مجموعة إثنية لغوية هندو أوروبية)؛ وكانوا يتحدثون لغة من الفرع السكيثي للغات الإيرانية، ويمارسون طقوس متنوعة من الديانة الإيرانية. وهم من بين الشعوب الأولى التي أتقنت حرب الخيالة، حل السكيثيون محل السيميريين كقوة مهيمنة على سهوب بونتيك في القرن الثامن قبل الميلاد.
خلال هذا الوقت، أتوا هم والأشخاص المرتبطون بهم للسيطرة على السهوب الأوراسية بأكملها من جبال الكاربات في الغرب إلى هضبة أوردوس في الشرق، مما خلق ما يسمى بأول إمبراطورية بدوية في آسيا الوسطى. كان مقرهم فيما يعرف اليوم بأوكرانيا وجنوب روسيا، أطلقوا على أنفسهم اسم (Scoloti) (اليونانية القديمة: Σκώλοτοι Skṓlotoi) وكانوا تحت قيادة أرستقراطية محاربة من البدو تُعرف باسم السكيثيين الملكيين.
في القرن السابع قبل الميلاد، عبر السكيثيون منطقة القوقاز وغزوا بشكل متكرر الشرق الأوسط جنبًا إلى جنب مع السيميريين (Cimmerians)، ولعبوا دورًا مهمًا في التطورات السياسية في المنطقة. في حوالي 650-630 قبل الميلاد، سيطر السكيثيون لفترة وجيزة على الميديين (Medes) في الهضبة الإيرانية الغربية، ووسعوا قوتهم إلى حدود مصر.
بعد فقدان السيطرة على الميديين، استمروا في التدخل في شؤون الشرق الأوسط، ولعبوا دورًا رائدًا في تدمير الإمبراطورية الآشورية (Assyrian) وفي نهب نينوى (Nineveh) عام 612 قبل الميلاد. بعد ذلك انخرط السكيثيون في صراعات متكررة مع الإمبراطورية الأخمينية (Achaemenid)، وعانوا من هزيمة كبرى ضد مقدونيا (Macedonia) وفي القرن الرابع قبل الميلاد غزاهم السارماتيين (Macedonia) تدريجيًا، وهم شعب إيراني مرتبط بهم يعيش في الشرق منهم.
في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، استولى ميثريدس السادس (Mithridates VI) على عاصمتهم في سكيثيان نيابوليس (Scythian Neapolis) في شبه جزيرة القرم ودمجت أراضيهم في مملكة البوسفور. بحلول هذا الوقت كانوا إلى حد كبير هيلينيين (Hellenized). وبحلول القرن الثالث الميلادي، سيطر السارماتيين وآخر بقايا السكيثيين، بحلول القرن الثالث الميلادي ، سيطر الآلانز (Alans) على السارماتيين وآخر بقايا السكيثيين. بحلول أوائل العصور الوسطى، تم استيعاب السكيثيين والسارماتيين إلى حد كبير من قبل السلاف الأوائل. وكان للسكيثيين دور فعال في التولد العرقي للأوسيتيين (Ossetians)، الذين يُعتقد أنهم ينحدرون من الآلانز.
لعب السكيثيون دورًا مهمًا في طريق الحرير، وهي شبكة تجارية واسعة تربط اليونان وبلاد فارس والهند والصين، وربما ساهمت في ازدهار تلك الحضارات. قام عمال المعادن المستقرون بصنع أشياء زخرفية محمولة للسكيثيين، مما شكل تاريخًا لأعمال المعادن السكيثية. بقيت هذه الأشياء بشكل أساسي فقط في المعادن، وحفظت الفن السكيثيني المميز.
نجا اسم السكيثيين في منطقة السكيثيا. استمر المؤلفون الأوائل في استخدام مصطلح “محشوش”، مطبقينه على العديد من المجموعات التي لا علاقة لها بالسكيثيين الأصليين، مثل الهون (Huns) ، والقوط (Goths) ، والشعوب التركية (Turkic peoples)، والآفار (Avars)، والخزار (Khazars) ، وغيرهم من البدو الرحل الذين لم يتم تسميتهم. تسمى الدراسة العلمية للسكيثيين علم السكيثولوجيا.
الداهاي (Dahae) شبه الرحل
الداهي (معروفين أيضًا باسم “Daae” أو “Dahas” أو “Dahaeans”) (اللاتينية: Dahae ؛ الفارسية: داهان داهان ؛ اليونانية القديمة: “Δάοι” ، “Δάαι” ، “Δαι” ، “Δάσαι Dáoi” ، “Dáai” ، “Dai” ، “Dasai” ؛ السنسكريتية: Dasa ؛ الصينية: 大 益 Dayi) كانوا شعبًا إيراني من آسيا الوسطى القديمة. عاش الداهي الذين كونوا اتحاد كونفدرالي من ثلاث قبائل هي – بارني (Parni، وزانثي (Xanthii)، وبيسوري (Pissuri) – في منطقة تضم الآن الكثير من تركمانستان الحديثة. وبالتالي عُرفت المنطقة بالفارسية بإسم دهستان.
تعتبر قبيلة بارني (Parni)، وتسمى أيضًا ابارني (Aparni)، واحدة من ثلاث قبائل بدوية أو شبه بدوية في اتحاد الداهاي الذين عاشوا شرق بحر قزوين؛ وأسس افرادها الإمبراطورية الفارثية (Parthian empire).
بين عامي 334 و 330 قبل الميلاد، أكمل الإسكندر غزو الإمبراطورية الأخمينية بأكملها. كان حرق الإسكندر للقصر الملكي في برسيبوليس عام 330 يرمز إلى انتهاء النظام القديم وإدخال الحضارة اليونانية إلى غرب آسيا. استقر الجنود اليونانيون والمقدونيون بأعداد كبيرة في بلاد ما بين النهرين وإيران. شجع الإسكندر الزواج المختلط وعزز الثقافة اليونانية، لكنه احتفظ أيضًا بجزء كبير من الهيكل الإداري الأخميني ودمج عناصر شرقية في المؤسسات السياسية الييونانية.
كان ارساسز الأول (Arsaces I) الذي أسس الإمبراطورية البارثية أول حاكم للبارثيين، إذ حكم في الفترة من 250 قبل الميلاد إلى 211 قبل الميلاد، وكان حاكمًا تحت حكم ديودوت (Diodotus)، ملك الإغريق البكتريين (the Bactrian Greeks)، لكنه ثار وهرب غربًا ليؤسس حكمه الخاص. وأصبحت عائلته، التي تُعرف باسم سلالة أرسايد (Arsacid)، ويُطلق على ملوكها البارثيين اسم ارساسز (Arsaces)، الحاكمة في بارني وفي بارثيا.
في إيران القديمة بدأت بارني، وهي قبيلة عضو في كونفدرالية داهاي، نضالها ضد السلوقيين من عام 247 قبل الميلاد، وهو العام الذي يؤرخ فيه البارثيون تاريخهم. وهذا لا يعني بالضرورة أن ارساسز (Arsaces) توج ملكًا في هذا العام.
بعد وفاة الإسكندر الأكبر (323 قبل الميلاد)، تحركت بارني، على ما يبدو، جنوبًا إلى منطقة بارثيا وربما شرقًا إلى باكتريا (Bactria)، ويبدو أنهم تبنوا لغة البرثيين (Parthians) الأصليين وتم استيعابهم في السكان المستقرين.
الكونفدرالية الآسيوية
بعد أن ورث أبيه، وهو من محظية يونانية، حكم ملك بارثيا فوقولوزس الأول (Vologeses I) أبن فونونيس الثاني (Vonones II) الفترة ما بين 51 م الى حين وفاته في العام 80 م.
أعطى فوقولوزس مملكة ميدا اتروباتيني (Media Atropatene) لأخيه باكروروس (Pacorus)، وأعطى أرمينيا المحتلة لأخيه الآخر تيريدايتز (Tiridates). وقد أدت سيطرة البارثيين على أرمينيا إلى حرب طويلة مع الرومان استمرت تسعة اعوام (54-63 م).
بعد 37 لقاء مع ممثل روما على جسر في وسط نهر الفرات تم في النهاية التوصل إلى اتفاق سلام يحافظ على الوضع الذي كان قائمًا في أرمينيا ويعترف بالسيادة البارثية عليها. بموجب هذا الاتفاق، تم الاعتراف بـتيريدايتز كملك تابع للرومان في أرمينيا. الا أن قوة فوقولوزس تم اضعافها بسبب هجوم قبائل البدو الرحل من الداهاي (Dahae) والساكاس (Śakas)، ومتمردي الهيركان (Hyrcanians)، وغزو رجال قبائل آلاني (Alani) في ميدا (Media) وأرمينيا (Armenia)، واغتصاب ابنه فاردانيس الثاني (Vardanes II).
تميز عهد فوقولوزس أيضا برد فعل حازم ضد الهيلينية (Hellenism). قام فوقولوزس ببناء مدينة بالقرب من اكتيزيفون (Ctesiphon) بهدف جذب سكان وتجارة مدينة سليوسيا (Seleucia) اليونانية على نهر دجلة إلى المدينة الجديدة.
سيتم الحديث عن [الشخصية اليابانية (1)] في المقال القادم “الثقافات العالمية الرئيسية (24)”،،،،،،
المصادر:
- https://iranicaonline.org/articles/chorasmia-i
- https://allthatsinteresting.com/neolithic-diet
- https://www.britannica.com/event/Neolithic
- https://www.worldhistory.org/image/11763/map-of-roman–parthian-trade-routes/
- https://www.merriam-webster.com/dictionary/Chorasmian
- https://iranicaonline.org/articles/chorasmia-i
- https://dbpedia.org/page/Airyanem_Vaejah
- https://www.utoronto.ca/news/u-t-offer-courses-ancient-persian-languages
- https://iranicaonline.org/articles/akes-greek-akes-a-river-in-central-asia
- https://www.britannica.com/topic/Avestan-language
- https://en.wikipedia.org/wiki/Dahae
- https://en.wikipedia.org/wiki/Dahae#/media/File:Confedera%C5%A3ia.Dahae.jpg
- https://www.livius.org/articles/people/chorasmia/