Regular Blood Donations Have a Strange Hidden Benefit We Never Knew
(DAVID NIELD – بقلم: ديفيد نيلد)
ملخص المقال:
وجد باحثو جامعة ماكواري الاسترالية أن التبرع بالدم يقلل من المواد الكيميائية الغير قابلة للتحلل (الپيرفلوروألكيل والپوليفلوروألكيل) التي تسبح في مجرى الدم. وقد اختبروا 285 من رجال الإطفاء العاملين في خدمة ‘الإنقاذ من الحرائق في فيكتوريا’ في أستراليا الذين يتعرضون روتينيًا للپوليفلوروأكيل عن طريق رغوة مكافحة الحريق، حيث تبرعوا بالدم والبلازما على مدار 12 شهرا. وأظهرت النتائج الى انخفاض هذه المادة في دم المتبرعين.
( المقالة )
ليس من المبالغة القول إن التبرع بالدم يمكن أن ينقذ الأرواح. والآن، وجد الباحثون فائدة غريبة للمتبرع: يبدو أن الرحلات المنتظمة إلى بنك الدم تقلل من كمية بعض ‘المواد الكيميائية للأبد’ التي تسبح في مجرى الدم.
وفي حين أن العلماء ليسوا متأكدين من مدى خطورة هذه المواد المشبعة بالفلورألكيل (پيرفلوروألكيل perfluoroalkyl) والمواد متعددة الفلورألكيل (پوليفلوروألكيل polyfluoroalkyl)[١] المستخدمة على نطاق واسع، إلا أنه يشار إليها أحيانا على أنها مواد كيميائية للأبد لأنها تميل إلى عدم التحلل في الطبيعة.
وقد اختبر الباحثون 285 من رجال الإطفاء العاملين في خدمة ‘الإنقاذ من الحرائق في فيكتوريا’ في أستراليا، الذين تبرعوا بالدم والبلازما على مدار 12 شهرا. ويتعرض رجال الإطفاء بشكل روتيني للمواد متعددة الفلورألكيل عن طريق رغوة مكافحة الحرائق، وعادة ما يكون لديهم مستويات أعلى في دمائهم من عامة السكان.
ويقول طبيب أمراض الدم روبن غاسيوروفسكي، من جامعة ماكواري في أستراليا: “تظهر نتائج الدراسة أن كل من التبرع المنتظم بالدم أو البلازما أدى إلى انخفاض كبير في مستويات المواد متعددة الفلورألكيل في الدم، مقارنة بالمجموعة الضابطة”. ويضيف: “في حين أن كلا التدخلين فعالان في خفض مستويات المواد متعددة الفلورألكيل، كانت التبرعات بالبلازما أكثر فعالية وتتوافق مع انخفاض بنسبة 30 في المائة”.
إنها المرة الأولى التي يتم فيها العثور على طريقة للحد من المواد متعددة الفلورألكيل في الدم – وكل ذلك يرجع إلى عمل خيري يفيد المجتمع، بدلا من أي نوع من العلاجات الدوائية أو الإجراءات المعقدة التي يجب تنفيذها في المستشفيات.
وطوال مدة الدراسة، قدم 95 من رجال الإطفاء الدم كل 12 أسبوعا، وقدم 95 من رجال الإطفاء البلازما كل 6 أسابيع، ولم يقدم 95 من رجال الإطفاء أي تبرعات بالدم أو البلازما. وظلت مستويات المواد متعددة الفلورألكيل في المجموعة الأخيرة دون تغيير.
ويبدو أنه نظرا لأن المواد متعددة الفلورألكيل ترتبط ببروتينات المصل في الدم، فإن تقليل كمية مكون الدم هذا يمكن أن يقلل بمرور الوقت من مستويات المواد متعددة الفلورألكيل. ومع ذلك، إنها الأيام الأولى للبحث، وهناك حاجة إلى مزيد من التحليل حول مجموعات أكبر من الناس.
ويقول عالم البيئة مارك تايلور، من جامعة ماكواري: “في حين أن هذه الدراسة لم تدرس الآثار الصحية للمواد متعددة الفلورألكيل أو الفوائد السريرية لانخفاضه في رجال الإطفاء، فإن هذه الأسئلة المهمة تستحق المزيد من البحث لفهم النتائج الصحية بشكل أفضل من التعرض والعلاج”.
وليست المواد متعددة الفلورألكيل بأي حال من الأحوال مجرد مشكلة لرجال الإطفاء. ويمكن العثور عليها في كل شيء من الدهانات إلى المقالي، وقد تم ربطها مبدئيا بالمشاكل الصحية بما في ذلك السمنة والسكري وأنواع معينة من السرطان. ولا تتسرب هذه المواد الكيميائية إلى أجسامنا فحسب، بل تصل أيضا إلى بعض الأماكن النائية على وجه الأرض. وكما يوحي الإسم، ستكون هذه المواد موجودة لفترة طويلة جدا، لذلك نحن بحاجة إلى معرفة المزيد حول ما نتعامل معه.
وهذه النتائج الأولى واعدة، والخطوة التالية هي إجراء اختبارات على مجموعات أكثر تنوعا لمعرفة ما إذا كانت هناك فئات معينة من الأشخاص المعرضين للخطر الذين قد يستفيدون أكثر من عمليات التبرع بالبلازما والدم.
ويقول ميك تيسبوري، مساعد كبير مسؤولي الإطفاء في ‘الإنقاذ من الحرائق في فيكتوريا’: “غالبا ما يضع رجال الإطفاء صحة وسلامة الآخرين قبل صحتهم، لذلك من دواعي سروري أن نتائج هذا البحث يمكن استخدامها لتحسين صحة رجال الإطفاء الذين اكتسبوا مستويات عالية من المواد متعددة الفلورألكيل من خلال العمل المجتمعي الحيوي”.
ويضيف: “من المهم أيضا التعرف على رجال الإطفاء الذين تطوعوا بوقتهم للمشاركة في هذه الدراسة الهامة. لن تفيد النتائج مجتمع مكافحة الحرائق فحسب، بل الآخرين العاملين في القطاعات عالية الخطورة الذين يتعرضون للمواد الكيميائية متعددة الفلورألكيل”.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
الهوامش:
[١] تتكون من سلسلة من ذرات الكربون والفلور المرتبطة، ولكون رابطة الكربون والفلور من اقوى الروابط، فإنها لا تحلل في البيئة، ولا يمكن تقدير عمرها النصف بيئي (الوقت الذي يستغرقه اختفاء 50% من المادة الكيميائية).
جزاك الله خيرا على هذا المقال يا أبا جعفر. سعدتُ بقراءته.
Music to my ear!