مصدر الصورة: رقم (4)

الثقافات العالمية الرئيسية (14) – علي الجشي

“ثقافة آسيا الوسطى”
التعريف الحديث لآسيا الوسطى
[أطباق الطعام – أسباب عزلة وسط آسيا]

الطعام

جودة الطبخ وأطباق الطعام من أكثر الأشياء التي تشجع على زيارة الأماكن المختلفة من العالم لأنها من المعالم التي تكشف الثقافة العميقة للمجتمع وتعكس مستواه الحضاري والاقتصادي والرقي الشخصي. كل شخص لديه اشياء يبحث عنها لاستكشاف أسرار مجتمعات العالم وبلدان جديدة، ولا يمكن إنكار الشغف بالكشف عن أكثر تجارب الطعام روعة في البلدان المختلفة من العالم.

مصدر الصورة: رقم (4)

ولطعام آسيا الوسطى حلاوته وذوقه ومتعته وأنواعه المحلية الخاصة. فأغلب طعام آسيا يعتمد على مكونات لحم الضأن والخبز والطماطم والشاي، وهذا يدل على البساطة. في جميع أنحاء منغوليا، البدو يعيشون على الأرض مما يعني أنهم يأكلون أي ماشية يرعونها، وعادة ما تكون الخيول والأغنام وكذلك منتجات الحليب والألبان (مثل الزبادي والجبن). وأيضًا، أي شيء يمكن أن ينمو في الأرض الجافة وهو عمومًا خضروات جذرية مثل البطاطس والجزر والبصل والقمح الذي يصنعون منه الخبز.

الأغذية الأساسية

هناك مالا يقل عن سبعة أغذية أساسية في آسيا الوسطى وهي الأطعمة الأكثر شعبية في هذه المناطق:

1– الشاشليك

الشاشليك عبارة عن لحوم كاملة أو في بعض الأحيان مزيج من قطع اللحم وقطع من الدهون والخضروات مثل الفلفل الحلو والبصل والطماطم. تشوى في أسياخ على شواية تسمى المنغال (المنقلة)، ويكون اللحم المشوي عادة من لحم الضأن. في هذه الأيام يتم صنعه أيضًا من الدجاج أو لحم البقر.

2- البلوف

البلوف طبق وطني مصدره أوزبكستان وهو المفضل لدى السكان المحليين، وهي وجبة رخيصة، مشبعة ولذيذة. يتكون البلوف من أرز بقطع اللحم والجزر المقلي والفلفل وحبة كراوية ، وتكون كلها مطبوخة في دهون لحم الضأن مما يعطيها نكهة مشهية. يوجد البلوف بكثرة في الأسواق المحلية في بخارى، أوزبكستان. كما يضاف الزبيب الى البلوف احيانًا.

طبق البلوف

3- المانتي

المانتي عبرة عن زلابية دائرية محشية بالبصل ولحم الضأن المفروم ودهنه. يقدم المانتي بمفرده أو أحيانًا مع الزبادي وصلصة الطماطم.

طبق المانتي

4-السامسا

السامسا عجينة مخبوزة صغيرة الحجم وتكون مليئة بقطع لحم الضأن والبصل. أفضل شيء في السامسا هو رؤية طريقة طهيها. يتم صفع السمسا داخل أفران التندور المؤقتة وتقشيرها بمجرد أن تصبح ذهبية اللون. هذه الوجبة خفيفة ورخيصة وتوجد في كل مكان تقريبًا.

السامسا

5- النان (الخبز)

الخبز (أو النان) هو ملك أي وجبة في آسيا الوسطى، ولن تستلذ بتناول وجبة بدونها. الخبز هو أساس طعام آسيا الوسطى، والسكان المحليون لا يستسيغون تناول وجباتهم بدون نان. طعام آسيا الوسطى بدون خبز، لا يكون طعام مطبخهم.

خبز آسيا الوسطى (النان)

6- البورشت

البورشت هو حساء شهي يحظى بشعبية كبيرة في دول آسيا الوسطى وكذلك في روسيا، وغالبًا ما يكون مع مرق اللحم، ويحتوي دائمًا على الخضار النشوية الثقيلة مثل البطاطس والجزر والشمندر، وهي الخضار التي تمنحه اللون المألوف. يقدم البورشت مع قشدة حامضة، والخبز الداكن.

7- الأجمان

الأجمان عجين مصنوع من الدقيق والبيض والماء والملح ويقطع بسكين حادة لتشكيل شرائح معكرونة. تُسلق شرائح المعكرونة في ماء مملح ثم تُصفى ثم تُغطى بصلصة خاصة محضرة من لحم الضأن والبطاطس والجزر والفلفل والبصل والطماطم. تقلى هذه المكونات مع القليل من الماء وتطهى حتى تصبح جاهزة. هذا الطبق صحي بمكوناته النباتية، ويكون له طعم لذيذ جدًا إذا تم تقديمه مع قطع من لحم الضأن الطري الطازج.

طبق الأجمان

عزلة وسط آسيا

يمكن للمسافرين اليوم الى آسيا الوسطى زيارة أسواقها والمساومة كما لو كانوا مشترين في العصور القديمة. كما يمكن للزائرين مشاهدة نفس المشاهد البرية التي وصفها ماركو بولو (Marco Polo). إذا قمت بزيارة آسيا الوسطى، فيمكنك تجربة ما قد يكون عليه الأمر بشكل مباشر مثل التجول في سمرقند كما كنت تعيش قصة ألف ليلة وليلة.

وضع التدهور البطيء لمكانة طريق الحرير، وغياب التغييرات الجذرية قبل تَكَّون الاتحاد السوفيتي، المنطقة في شكل كبسولة زمنية غيبتها عن العالم.

يعتقد أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية ساهمت في عزل وسط آسيا عن العالم ردحًا من الزمن، حتى شحت المعلومات عنها وصار لا يسمع عنها إلا نادرًا:

السبب الأول: انضواء آسيا الوسطى تحت مظلة الاتحاد السوفياتي والتعتيم الاعلامي أثناء الحرب الباردة.

كجزء من الاتحاد السوفيتي حتى عام 1991، كانت المنطقة مغلقة بشكل عام أمام السياحة الجماعية. كانت كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وراء الستار الحديدي ضمن الدول السوفيتية.

ورغم أن آسيا الوسطى تحظى بشعبية بين متسلقي جبال الألب والمستكشفين الروس، وتتميز بأعلى قمم الجبال في الاتحاد السوفيتي، وكانت إيسيك كول، البحيرة الجبلية الضخمة في قيرغيزستان، وجهة شهيرة لقضاء العطلات على الشاطئ بين المواطنين السوفييت. إلا إن السياح الأجانب لم يسمعوا الكثير عن المنطقة بسبب موقعها بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي. كما لم يكن هناك الكثير من السياح الجريئين الذين يستكشفون ويكتبون عن آسيا الوسطى.

السبب الثاني: الدول المستقلة الجديدة منذ عام 1991.

بسبب الغموض النسبي لآسيا الوسطى في كثير من أنحاء العالم، لم تكن دول ما بعد الاتحاد السوفيتي الشابة مستعدة للسياحة بمجرد حصولها على الاستقلال. لا تزال آسيا الوسطى غير معروفة على نطاق واسع كوجهة سياحية. على مدى السنوات العشر الماضية، عمل السكان المحليون في المنطقة بجد لإنشاء مسارات سفر جذابة وتحسين الخدمة للسائحين لتكون المنطقة وجهة سفر للسياح. ويُقال إن آسيا الوسطى جوهرة مخفية لم يتم التعرف عليها بعد.

السبب الثالث: تراجع طريق الحرير.

هناك سبب آخر مهم جعل آسيا الوسطى تستغرق وقتًا طويلاً للظهور على الساحة العالمية: تراجع طريق الحرير. عبر تاريخها، لم تكن آسيا الوسطى كيانًا سياسيًا منفردًا بحدود محددة. بدلاً من ذلك، كانت المنطقة مفترق طرق لثقافات مختلفة، وموطنًا للبدو الرحل الذين ولِدوا للإنتقال من مكان إلى آخر.

كان طريق الحرير طريقًا تجاريًا مكّن البدو من نقل البضائع والأفكار عبر المنطقة من خلال منظومة مترابطة من الطرق. في ذلك الحين كانت التجارة ممكنة حيث استقر الناس في المدن على طول الطريق وأقاموا بازارات مع عدد لا يحصى من السلع للتبادل بين البائعين والمشترين.

عبرت العديد من الطرق الرئيسية لطريق الحرير – والعديد من الروابط البينية – عن إقليم آسيا الوسطى. مع العصر الذهبي لطريق الحرير، ازدهرت المنطقة حتى القرن السادس عشر. بعد ذلك، تم إنشاء طرق تجارية بديلة – طرق بحرية أسرع من أوروبا إلى الهند والصين. أصبحت المنطقة غير مستقرة لأن العديد من إمبراطوريات طريق الحرير لم تعد موجودة، وصعدت الممالك القائمة على العشائر وسقطت واستمر الوضع حتى القرن العشرين.

سيتم الحديث عن “ثقافة آسيا الوسطى” [الدول الخمس -كازاخستان (ج1)] في المقال القادم “الثقافات العالمية الرئيسية (15)”،،،،،،

المصادر:

  1. https://kalpak-travel.com/blog/what-is-central-asia/
  2. https://www.abc-clio.com/products/B2388C/
  3. https://study.com/academy/lesson/cultural-patterns-of-russia-central-asia.html
  4. https://www.veryhungrynomads.com/what-is-central-asian-food/
المهندس علي الجشي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *