مواضيع سيكولوجية: (4) الوحدة – ترجمة علي الجشي

Loneliness
(موقع علم النفس اليوم الإلكتروني – Psychology Today)

سبعة مواضيع سيكولوجية سيتم ترجمتها من موقع علم النفس اليوم وهي: التعلق – القلق – الخوف – الوحدة – الغيرة – الاعتمادية – تنمية الطفل ، وسيتم نشرها تباعا. موقع علم النفس اليوم موقع الكتروني يهتم بأحدث ما في عالم علم النفس من البحث السلوكي إلى التوجيه العملي لكل ما يتعلق بالعلاقات بين الناس والصحة العقلية والإدمان وغيرها.

(4) الشعور بالوحدة والتغلب عليها

الوحدة‑العزلة الاجتماعية

على الرغم من أن حاجتنا للتواصل فطرية، يشعر الكثير منا بالوحدة في كثير من الأحيان.

الوحدة هي حالة الضيق أو الانزعاج التي تنتج عندما يدرك المرء فجوة بين رغبات المرء في التواصل الاجتماعي والتجارب الفعلية له. حتى بعض الأشخاص المحاطين بالآخرين على مدار اليوم – أو الذين هم في زواج طويل الأمد – لا يزالون يعانون من وحدة عميقة وواسعة الانتشار. تشير الأبحاث إلى أن الشعور بالوحدة يشكل تهديدات خطيرة للرفاهية وكذلك الصحة البدنية طويلة المدى.

محتويات الموضوع:

  1. تعريف الوحدة ومكافحتها
  2. الوحدة والصحة والرفاهية

تعريف الوحدة ومكافحتها

أكان الشخص يعيش في عزلة أم لا، فإن الشعور بنقص الترابط الاجتماعي يمكن أن يكون مؤلمًا. تُعرف الوحدة بطرق مختلفة، ومنها المقياس الذي تستخدمه جامعة كاليفورنيا (UCLA Loneliness Scale)، وهو مقياس، شائع الاستخدام، يتألف من عدة أسئلة توجه للأفراد عن مجموعة من المشاعر أو أوجه القصور في الاتصال الشخصي، بما في ذلك عدد المرات التي يشعرون فيها أنهم:

  • يفتقرون إلى الرفقة
  • مهملون
  • منسجمون مع من حولهم
  • منطلقون وودودون
  • يستطيعون الرجوع لأشخاص يهمهم امرهم

بالنظر إلى العواقب الصحية المحتملة لأولئك الذين يشعرون أن لديهم القليل من الروابط الاجتماعية الداعمة أو ليس لديهم أي روابط اجتماعية داعمة، فإن الشعور بالوحدة على نطاق واسع يشكل تحديًا اجتماعيًا كبيرًا. لكنه يؤكد الطلب على زيادة التواصل والاتصال على المستوى الشخصي أيضًا.

لدي أصدقاء وعائلة، لماذا ما زلت وحيدا جدا؟

ترتبط الوحدة بجودة العلاقات كما هي مرتبطة بعدد الاتصالات التي يمتلكها المرء. وهو لا ينبع فقط من وجع القلب أو العزلة. يمكن أن يؤدي الافتقار إلى المصداقية في العلاقات إلى الشعور بالوحدة. بالنسبة للبعض، فإن عدم وجود رفيق مرغوب فيه أو عدم وجود مكان هادئ في المنزل (حتى لو كان لدى المرء الكثير من الاتصالات الاجتماعية في العالم الأوسع)، يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة.

لماذا يصعب البحث عن الرفقة عندما يشعر المرء بالوحدة؟

هناك دليل على أن الأفراد الوحيدين لديهم نوع من التحيز السلبي في تقييم التفاعلات الاجتماعية، وهم يلتقطون علامات الرفض المحتمل بسرعة أكبر من الآخرين، وربما يتكون لديهم شعور أن من الأفضل لهم تجنب الناس لحماية أنفسهم.

يحتاج الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة إلى إدراك هذا التحيز ليتمكنوا من تجاوزه في بحثهم عن رفقة اجتماعية.

الفرق بين العزلة والوحدة

في مقابل الوحدة (loneliness)، تُعرف العزلة (solitude) بأنها الوقت الذي يقضيه الشخص بمفرده، وهي ليست سلبيًا بطبيعتها، بل يمكن أن تكون مجددةً أو مفيدة بطرق أخرى. تشير الأبحاث إلى أن الأسباب التي تجعل الشباب يختارون أن يكونوا بمفردهم لها معنى – فقد يفعلون ذلك للاسترخاء، أو الإبداع، أو التفكير، وليس من أجل تجنب الأشخاص الآخرين.

خطوات تقلل من الوحدة

يرى الباحث في “الوحدة” (loneliness) جون كاسيوبو (John Cacioppo) أنه مثلما يمكنك بدء نظام تمرين لاكتساب القوة وتحسين صحتك، يمكنك محاربة الوحدة من خلال تحركات صغيرة تبني القوة والمرونة العاطفية. بمجرد أن نفهم أن الوحدة تؤثر على صحتنا العقلية والجسدية، يمكننا أن نتخذ خطوات لحماية أنفسنا ومنها:

  • تحدث مع الغرباء
  • تريث
  • تواصل وجهًا لوجه
  • استخدم “فيس تايم” أو “سكاي بي”
  • استخدم الفيسبوك بحكمة
  • كن جارا جيدا
  • أدعُ إلى وليمة عشاء
  • كن مبدع
  • تكلم عن مشاعر العزلة
  • تواصل بدنيًا

سيتم الحديث عن الخطوات التي ذكرت اعلاه في آخ الموضع لمن رغب في تفاصيلها.

علاقة الوحدة بالصحة والرفاهية

تم ربط عدد من النتائج غير المواتية بالوحدة. بالإضافة إلى ارتباطها بأعراض الاكتئاب وأشكال أخرى من الأمراض العقلية. إن الوحدة هي عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2 والتهاب المفاصل، من بين أمراض أخرى. كما تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بمقدار الضعف. قد تؤدي حالة الوحدة المزمنة إلى استجابات فسيولوجية معاكسة مثل زيادة إنتاج هرمونات التوتر وإعاقة النوم وتؤدي إلى ضعف المناعة.

وفي حين أن الشخص لا يمكن أن يموت لمجرد الشعور بالوحدة الشديدة، فإن النتائج التي تفيد بأن الأشخاص الوحيدين لديهم معدلات وفيات أعلى وأمراض معينة تدعم فكرة أنه بمرور الوقت، يمكن للوحدة المزمنة أن تلعب دورًا في زيادة خطر الوفاة.

الفئات العمرية الأكثر وحدة

يؤثر الشعور بالوحدة والعزلة على الأشخاص من جميع الأعمار، على الرغم من احتمال تأثر المراهقين وكبار السن منها بشكل خاص.

أفاد حوالي 40 في المائة من الأمريكيين أنهم شعروا بالوحدة بشكل مستمر في عام 2010، وتؤكد تقارير أخرى أنه من الشائع أن يشعر الناس بالوحدة لبعض الوقت على الأقل. أدت المعدلات المرتفعة للوحدة المبلغ عنها إلى وصف البعض لها بأنها “وباء”، على الرغم من أنه ليس من الواضح أن الشعور بالوحدة يتزايد في الأجيال الشابة.

تفاصيل خطوات ملموسة تقلل من الوحدة

يرى الباحث في “الوحدة” (loneliness) جون كاسيوبو (John Cacioppo) أنه مثلما يمكنك بدء نظام تمرين لاكتساب القوة وتحسين صحتك، يمكنك محاربة الوحدة من خلال تحركات صغيرة تبني القوة والمرونة العاطفية. بمجرد أن نفهم أن الوحدة تؤثر على صحتنا العقلية والجسدية، يمكننا أن نتخذ خطوات لحماية أنفسنا ومنها:

التحدث مع الغرباء

الأحاديث الصغيرة ليست صغيرة جدًا، لذا انطلق وتحدث مع شخص بجانبك في الحافلة أو في طابور في المتجر. تقول سوزان بينكر (Susan Pinker)، مؤلفة كتاب تأثير القرية (The Village Effect): “مجرد الدردشة تجعلنا أكثر سعادة وصحة”. “يمكننا أن نشعر بتحسن كبير بعد 30 ثانية فقط من التحدث إلى شخص ما شخصيًا، بينما لا نحصل على هذه الفائدة من التفاعل عبر الإنترنت”.

التريث

وفقًا لـ “قاعدة السبع دقائق”، يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لمعرفة ما إذا كانت المحادثة ستكون ممتعة. تقر شيري تيركل (Sherry Turkle)، مؤلفة كتاب لوحدنا واستعادة المحادثة (Alone Together and Reclaiming Conversation)، بأنه يمكن أن يكون الأمر صعبًا، “ولكن عندما نتعثر ونتردد ويكون لدينا هدوء مؤقت، نستطيع أن نتكاشف أكثر لبعضنا البعض”.

التواصل وجهًا لوجه

ما الذي يمنحنا إياه التواصل وجهًا لوجه مع الأصدقاء والعائلة والذي يفتقر إليه الاتصال الافتراضي؟ لسبب واحد، أنه يعزز إنتاجنا من الإندورفين، والمواد الكيميائية في الدماغ التي تخفف الألم وتعزز الرفاهية. يقول الباحثون إن هذا أحد الأسباب التي تجعل التفاعل الشخصي يحسن صحتنا الجسدية.

إذا لم يكن اللقاء الشخصي ممكن، استخدم “فيس تايم” أو “سكاي بي”

دائمًا ما يكون التواجد شخصيًا هو الأفضل، لكن اتصالات الفيديو عبر “فيس تايم” أو “سكاي بي” (FaceTime أو Skype) يمكن أن تساعد الأشخاص الذين تفصلهم المسافات في الحفاظ على الروابط التي بنوها شخصيًا، وفقًا للباحثين. المكالمات الهاتفية هي ثاني أفضل شيء – سماع صوت الشخص الآخر هو شكل من أشكال الاتصال – بينما العلاقات التي تتم بشكل أساسي عن طريق البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية تميل إلى التلاشي بأسرع ما يمكن.

استخدم الفيسبوك بحكمة

يقول عالم الأوبئة (epidemiologist) في جامعة هارفارد (Harvard)، جيريمي نوبل (Jeremy Nobel)، إن وسائل التواصل الاجتماعي ليست منفرة بطبيعتها، ولكن لإنشاء روابط مستدامة، يجب استخدامها بشكل هادف. يقول: “إذا كنت تستخدم فيس بوك (Facebook) فقط لعرض صور لنفسك تبتسم في إجازة، فلن تتصل بشكل أصلي”. بدلاً من ذلك، داخل الأنظمة الأساسية الأكبر، قم بإنشاء شبكات اجتماعية أصغر، مثل نادي الكتاب عبر الإنترنت حيث يمكنك مشاركة ردود أفعال شخصية ذات مغزى مع مجموعة مختارة من الأشخاص.

كن جارا جيدا

يؤدي التعرف على جيرانك إلى فوائد كثيرة. وجدت إحدى الدراسات أن “التماسك الاجتماعي في الحي” يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية. لذا ادعُ جيرانك لتناول القهوة واعرض عليهم القيام ببعض اعمالهم عندما يسافرون. ستكون أكثر سعادة وصحة بسبب هذا التعاون.

أدعُ إلى وليمة عشاء

كتبت سوزان بينكر في كتاب تأثير القرية (The Village Effect): “الأكل معًا هو شكل من أشكال الالتصاق الاجتماعي”. تعود الأدلة على الأكل الجماعي إلى ما لا يقل عن 12000 عام: كانت مشاركة الطعام وسيلة لحل النزاعات وخلق هوية جماعية بين الصيادين وجامعي الثمار قبل وقت طويل من وجود القرى.

كن مبدعا

يقول جيريمي نوبل إن المشاركة في الفنون الإبداعية – من الانضمام إلى جوقة (كورس) إلى تنظيم احتفالية – تساعدنا على التواصل بعمق دون التحدث مباشرة عن أنفسنا. يقول: “لا يستطيع الكثير من الناس العثور على الكلمات المنطوقة للتعبير عن مشاعرهم، لكن يمكنهم رسمها، والكتابة عنها بشكل معبر، أو حتى الرقص عليها“. “عندما يهتم بهم شخص آخر ويسمح لهم بالتفاعل مع تجربتهم الخاصة، يبدو الأمر كما لو أن دائرة كهربائية اكتملت، وهم متصلون”.

تكلم عن مشاعر العزلة

مجرد التحدث عن المشاعر يقلل من الشعور بالوحدة. ستُفاجئ بمعرفة كم هم الأشخاص الذين يشعرون بنفس الشعور – ومما يبعث على الارتياح هو أن تعرف أنك لست وحيد في وحدتك. ويمكننا جميعًا الاستفادة من الحديث عن مشاعر العزلة سواء كان ذلك عبر تدوين صوتي (podcast) لصديق أو لجمهور.

التواصل البدني

إن المعانقة أو إمساك الأيدي أو حتى التربيت على ظهر شخص ما هو دواء قوي. يمكن أن تقلل اللمسة الجسدية من استجابتنا للتوتر الفسيولوجي، مما يساعد في مكافحة العدوى والالتهابات. وهو يحفز أدمغتنا على إفراز هرمون الأوكسيتوسين (oxytocin)، مما يساعد على تقوية الروابط الاجتماعية.

المصدر:

https://www.psychologytoday.com/intl/basics/loneliness

مرجع اضافي:

A Cure for Disconnection | Psychology Today

المهندس علي الجشي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *