الناس قطعا لا يرون الأشياء بنفس الطريقة – ترجمة المهندس علي الجشي

PEOPLE LITERALLY DON’T SEE THINGS THE SAME WAY
(بقلم: ياسمين أنور – YASMIN ANWAR)

تختلف قدرتنا على تحديد الموقع الدقيق للأشياء وحجمها من شخص لآخر، وحتى داخل مجال رؤيتنا الفردية.

وفقًا لدراسة جديدة، تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة شوانغ وانج (Zixuan Wang)، طالبة الدكتوراه في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، بيركلي: “نفترض أن تصورنا هو انعكاس مثالي للعالم المادي من حولنا، ولكن دراستنا تظهر أن كل واحد منا لديه بصمة بصرية فريدة”.

هذا الاكتشاف له تداعيات على ممارسات الطب والتكنولوجيا والقيادة والرياضة، من بين مجالات أخرى حيث يكون التحديد البصري الدقيق أمرًا بالغ الأهمية.

على سبيل المثال، يمكن للسائق الذي يقوم بحساب خاطئ بسيط حول موقع عبور المشاة بالشارع أن يتسبب في كارثة. وفي الرياضة، يمكن أن يؤدي الخطأ في التقدير البصري إلى الجدل، إن لم يكن خسارة البطولة المتنازع عليها بشدة.

خذ، على سبيل المثال، في ربع نهائي بطولة الولايات المتحدة المفتوحة لعام 2004، خسرت أيقونة التنس سيرينا ويليامز أمام جينيفر كابرياتي بعد الشكوك في رأي رجل الخط، الحكم المساعد. ألغى الحكم بشكل غير صحيح حكم رجل الخط الذي الغى ضربة خلفية لويليامز يعتقد بأنها صحيحة، مما أدى إلى اعتذار اتحاد التنس الأمريكي لوليامز على هذا الخطأ.

“يتعين على حكام الخطوط أن يحكموا على ما إذا كانت الكرة خارج أو داخل حدود الملعب وخطوطه (parameters). تقول وانج أحد مشجعي التنس المتحمسين، حتى خطأ صغير مثل نصف درجة من الزاوية البصرية، والذي يساوي تحولًا دون ملليمتر في شبكية عين الحكم، قد يؤثر على نتيجة المباراة بأكملها.

سعى الباحثون إلى فهم ما إذا كان الأشخاص المختلفون يرون الأشياء في محيطهم بالطريقة نفسها تمامًا. على سبيل المثال، عند إلقاء نظرة خاطفة على فنجان قهوة على طاولة، هل يمكن لشخصين الاتفاق على موضعه بالضبط وما إذا كان مقبضه كبيرًا بما يكفي للإمساك به؟ نتيجة سلسلة من التجارب لا تشير إلى ذلك، على الرغم من أن هناك جانبًا إيجابيًا.

تقول وانج: “قد نصل إلى كوب قهوة آلاف المرات في حياتنا، ومن خلال الممارسة نصل إلى هدفنا”. “هذا هو الجانب السلوكي لكيفية تدريب أنفسنا على تنسيق كيفية تصرفنا فيما يتعلق بما نراه”.

شوانغ وانج

في المهمة الأولى لاختبار الترجمة المرئية، حدد المشاركون في الدراسة موقع هدف دائري على شاشة الكمبيوتر. في تجربة أخرى تبحث في الاختلافات في حدة البصر داخل مجال رؤية كل شخص، شاهد المشاركون سطرين يفصل بينهما أدنى مسافة وحدد ما إذا كان أحد الخطين يقع في اتجاه عقارب الساعة أو عكس اتجاه عقارب الساعة على الخط الآخر.

وفي تجربة تقيس إدراك الحجم، شاهد المشاركون سلسلة من الأقواس بأطوال متفاوتة وطُلب منهم تقدير أطوالها. والمثير للدهشة أن الناس أدركوا أن الأقواس نفسها بالضبط تكون أكبر في بعض المواقع في المجال البصري وأصغر في مواقع أخرى.

بشكل عام، أظهرت النتائج اختلافات ملحوظة في الأداء البصري بين المجموعة وحتى داخل مجال رؤية كل فرد. تم تعيين البيانات لإظهار البصمة البصرية الفريدة للتشوه الإدراكي لكل مشارك في الدراسة.

تقول وانج: “على الرغم من أن دراستنا قد تشير إلى أن مصدر قصورنا البصري يمكن أن ينشأ من دماغنا، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من التحقيقات للكشف عن الأساس العصبي”.

وتضيف: “المهم أيضًا هو كيفية التكيف معها والتعويض عن أخطائنا”.

مصدر الدراسة: جامعة كاليفورنيا في بيركلي. المؤلفون الرئيسيون الآخرون للدراسة هم ديفيد ويتني من جامعة كاليفورنيا في بيركلي ويوكي موراي في جامعة كاليفورنيا في بيركلي وجامعة أوساكا في اليابان.

المصدر:

People literally don’t see things the same way – Futurity

One comment

  1. علي حسن المسعود

    دراسه شيقه جدا لاختلاف رؤى الناس مما يتيح للتفكير العميق في رؤية الاخرين وهل تأثر العواطف فيما نراه لنحكم على الآخرين وما يقولون ونحكم على ما ينتج عنهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *