يعد هذا القاموس الموسوعي كتابًا ممتعًا للقاريء ومهمًا للمترجمين.
وهو عبارة عن رحلة زمنية مع فن الاقتباسات من العهود القديمة ( اليونانية واللاتينية)، وصولا إلى زماننا الحاضر، مرورا بالقرون الوسطى وعصر التنوير (Age of Elightment).
أصدرت دار الرافدين: للطباعة والنشر والتوزيع (بيروت-لبنان) للباحث والمترجم عزيز لمتأوي[1] ترجمة لكتاب جان دوليل[2] “اقتباسات الترجمة: منتخبات”[3]، بعنوان “قاموس اقتباسات الترجمة: منتخبات”، في 681 صفحة من الحجم الكبير، (2022، الطبعة: الاولى.
نبذة الناشر عن القاموس:
“يهدف هذا المُصنَّف إلى التعريف بالتأمل الغني حول الترجمة الذي تَم عبر عدة قرون، حيث تمتزج التصورات القديمة بالحديثة. وبهذا، تعود انشغالاتُ المترجمينَ الرئيسةُ لتظهر على السطح في جميع العصور.
قاموس اقتباسات الترجمة ضرب من الكتابة غير مسبوق في مجال التأليف المعجمي المتصل بالترجمة وقضاياها المختلفة والمتشعبة. ومن ثمة، فإنه يضع اللبنة الأولى في صرح هذا الجنس من التأليف البِكر والمتفرِّد باتجاه تآليفَ أخرى بمنطلقات مغايرة ومداخل متميزة ونفَس آخر. وتنبثق فرادته أيضا من كونه يأتي ليسد فراغا في هذا الباب وليقدم للقارئ، في كتاب واحد، مُجملَ التفكير الذي أُسِّس حول هذه الجميلة الخائنة: تاريخها، نظرياتها، ممارستها، قضاياها، سجالاتها، مفاهيمها الأساس، وغيرها من العناصر الكامنة بين صفحاته التي جاوزت أربعمئة صفحة (في نسخته الأصلية)، وباعتماد مداخله التي تعدت مئة مدخل، وبين ثنايا مجمل الاقتباسات التي تتداخل، ضمن بعضها أحيانا، أكثر من قضية واحدة وأكثر من مفهوم واحد” (انتهى).
عرض للقاموس
يعد هذا القاموس الموسوعي كتابًا ممتعًا للقاريء ومهمًا للمترجمين.
وهو عبارة عن رحلة زمنية مع فن الاقتباسات من العهود القديمة ( اليونانية واللاتينية)، وصولا إلى زماننا الحاضر، مرورا بالقرون الوسطى وعصر التنوير (Age of Elightment).
عبر أكثر من ألفين وسبعمائة اقتباس وباعتماد 110 مدخل، يعيد الأستاذ لمتأوي طرح القضايا الكبرى للترجمة، مع وصلها بعضها ببعض في حوار بديع لم تحظى به من قبل. حوار تلتقي فيه الرؤى وتختلف مكونًا “مائدة شهية”، حسب كاتب المقدمة لهذا السفر الجميل، أونري ميشونيك[4]، نظرًا لاعتبارات متعددة يوجزها المترجم في خمسة، هي:
أولًا: “لطرافته وجدته وفرادته، لأنه ضرب من الكتابة غير مسبوق في مجال التأليف المعجمي المتصل بالترجمة وقضاياها المختلفة والمتشعبة”،
ثانيًّا: لأنه ”يؤسس لطريقة جديدة في بناء النظريات، حيث تتبدى النظريات بناءات غير مكتفية بذاتها، غير منغلقة وغير نهائية؛ إنها منفتحة بعضها على بعض ونسبية”،
ثالثًا: لكونه لا يأسر نفسه في دائرة “اللغة النظرية العالمة ذات البعد التقريري، بل يجمع بين دفتيه الرأي السائد والنظرية والشهادة والرسالة والانطباع الشخصي. يجمع كلام المنظر والممارس وكلام الشاعر والروائي. ويجاور اللغة العالمة باللغة العادية، واللغة الأدبية ذات البعد الإيحائي باللغة التقريرية”،
رابعًا: “لكونه يشكل مدخلًا مهما وأساسا بالنسبة إلى المهتمين بحقل الترجمة، دارسين وباحثين ومترجمين ونقادًا ومنظرين، إذ يقدم إليهم عدة نظرية ومفهومية شاملة”،
خامسًا: “كونه يفتح مسارات بحث تتصل بحقل الترجميات تروم تحيين الأسئلة “الكلاسيكية” وإعادة صياغتها، وطرح أسئلة أخرى في ظل التطور الذي عرفته شروط إنتاج المعرفة عموما، وشروط الاقتراب من الدرس الترجمي على وجه الخصوص”.
ولقد مهد المترجم لكل مدخل من مداخل القاموس المئة وعشرة باستهلال من تأليفه شخصيًّا يشكل، على حد تعبيره: “فاتحة للمدخل وتجميعا لمضامينه وطرحا للأسئلة والإشكالات الكبرى المتصلة بموضوعه (المفهوم أو القضية) وتيسيرا للقراءة والتأويل، لا تحكّمًا فيهما أو توجيها لهما”. وفي المقابل، يرى: “أن تجميع هذه المداخل من قبل القارئ وإعادة صياغتها، ضمن نص واحد متماسك ومنسجم، سيكون بمثابة تكثيف لإشكاليات الترجمة وقضاياها الأساس، تنظيرا وممارسة”.
وحول مقدمة المترجم، بيدو أنه استغرق في إنجاز الترجمة أكثر من عامين بعمل دؤوب لم ينقطع، وبتواصل مستمر مع جان دوليل (المؤلف) الذي ألمح إلى ذلك في مقدمته التي خص بها الترجمة العربية، مضيفًا أنه تبادل مع المترجم (عزيز لمتأوي) طوال السنتين “خطابات عديدة سعيًّا لتدقيق معنى كلمات معينة أو توضيح دلالات رموز مطبعية غير مألوفة في اللسان العربي، أو، باختصار، لتذليل الصعوبات الأكيدة التي تنطوي عليها ترجمة عمل من هذا النوع”، معبرًا عن أمله في “أن تحظى ترجمة الأستاذ لمتاوي بالانتشار على نطاق واسع، وأن تجد الجمهور الذي يوفيها حقها لينال المترجم بذلك ما يستحقه نظير الجهد الذي بذله”.
محتوى القاموس
إضافة إلى مداخله المئة وعشرة التي تبدأ بـ “التكييف” وتنتهي بـ”شيخوخة الترجمات”، يضم القاموس بين دفتيه، مقدمتين.
المقدمة الأولى للمؤلف جان دوليل خصّ بها الترجمة العربية، حيث نوه فيها بالترجمة والمترجم وتوقف عند أهمية القاموس.
والثانية للمترجم جاءت في ثلاثة أقسام:
⁃ بين يدي الكتاب،
⁃ في ضيافة الكاتب،
⁃ بيان الترجمة.
إضافة إلى المقدمتين نجد تصديرًا لأونري ميشونيك (انظر هامش 4)، كما حوى مدخلًا وصفيًّا تحليليًّا (افتتاحية المؤلف في النسخة الأصلية) في أكثر من أربعين صفحة، وسمهما المترجم بالعناوين الفرعية التالية: اقتباسات لموضع الذات،
وقاموس إشكاليات الترجمة ودليلها.
تذييل القاموس
إضافة إلى بيبليوغرافيا (المراجع والمصادر) تضم أكثر من ثمانمائة مؤلف، ذيل المترجم القاموس، بأربعة ملاحق:
1. ثبت المصطلحات (عربي، فرنسي، إنگليزي)،
2. ثبت الأعلام (عربي/ فرنسي)،
3. ثبت مؤلفي الاقتباسات (يضم أسماء المؤلفين متبوعة بتواريخ ولادتهم ووفاتهم وأرقام الاقتباسات التي ألفوها حتى يسهل على القارئ الرجوع إليها وتأطير كل قول ضمن سياقه التاريخي),
4. عرض مختصر للسيرة العلمية للمؤلف.
والجدير بالذكر أن للمترجم هوامش توضيحية تخلَّلت مجمل صفحات القاموس.
هدف المترجم من عمل هذا القاموس
يأمل المترجم أن تشكل هذه الترجمة إضافة نوعية في “حقل الممارسة الترجمية والتنظير لها في أفقنا العربي”، بهدف “بناء خطابات واصفة تستعيد الأدوار الطلائعية لهذا المبحث في نشر الأنوار والعقلانية والحداثة وتحقيق التلاقح والتواصل بين الحضارات، تصب في اتجاه حكمة “جديدة ” ، و “حلم” آخر بنَفَسٍ متجدد، ورؤية أخرى”.
____
الهوامش