ترجمة مقدمة كتاب “تغيير الصداقات” – ترجمة المهندس علي الجشي

Friendshifts: The Power of Friendship and How It Shapes Our Lives
إسم الكتاب: تغيير الصداقات – قوة الصداقة وكيف تؤثر في حياتنا
(مؤلفة الكتاب: جان ياجر – Jan Yager)

(مقدمة الكتاب)

قوة الصداقة… لماذا الأصدقاء؟

الأصدقاء ليسوا كماليات – إنهم ضروريات.

أنا مكون من الأشخاص الذين أعرفهم والأصدقاء الذين أحتفظ بهم. سأكون لا شيء بدونهم.

هناك عنصران في تكوين الصداقة، أحدهما الصدق والآخر هو الرقة.

بعد ظهر أحد أيام الأحد منذ حوالي عام، اتصلت بصديقتي المقربة جويس فقط لألقي التحية، لكنها لم تكن في المنزل.

بعد ساعات قليلة ردت جويس على مكالمتي.

لقد بدأت محادثتنا بإخباري أنها ستجري مقابلة عمل في اليوم التالي.

يبدو أنها كانت تنافس 90 آخرين.

كانت تشعر بالاكتئاب والقلق والخوف.

ثم أعطتني أعلى مجاملة يمكن أن يعطيها صديق لصديقه: “مجرد سماع صوتك يجعلني أشعر بتحسن”.

دون أن أحاول، قمت بالمساعدة في خفض مستوى توتر جويس.

إن قدرة الأصدقاء على تقليل التوتر المرتبط بأحداث الحياة الأكثر صعوبة هي التي دفعت الباحثين إلى تأكيد أن الأصدقاء يطيلون حياتنا بالإضافة إلى تحسين نوعية حياتنا.

لقد وجدت الراحة مع جويس في التحدث مع بعضنا البعض بسبب صداقتنا الوثيقة المستمرة بالإضافة إلى تاريخنا المشترك، والذي بدأ في صيف عام 1969، عندما التقينا لأول مرة في فصل الجيولوجيا في جامعة “تمبل” في فيلادلفيا.

منذ بداية علاقتنا، كانت جويس تضحك دائمًا على نكاتي التي تبرز جانبًا غريب الأطوار بداخلي والذي لا يراه سوى قلة قليلة من الآخرين من خلال مظهري الذي يبدو قوي ورائع ومثابر.

شاركتُ جويس حزنها عندما ماتت والدتها في سن صغيرة؛ شهدت حفل زفاف جويس المبهج، كما فعلت معي. لقد كنت معها بحضوري المفاجئ لها بعد سنوات عديدة من أجل ولادة ابنتها، وهو حدث مبارك.

كل انسان يحتاج إلى صديق

حتى لو كنت محظوظًا بما يكفي لتترعرع في أسرة محبة ومتجاوبة للغاية فمن المحتم أن تغادر المنزل في يوم من الأيام.

لكن الأصدقاء – الأصدقاء القدامى الذين قمت بتكوينهم على مر السنين أو الأصدقاء الجدد الذين طورتهم في مجتمعاتك الجديدة سيكونون دائمًا متاحين لك للتأكيد والرفقة.

يمكن أن يكون الأصدقاء مصدرًا لتقدير الذات والمودة والأوقات السعيدة.

في أوقات اليأس، يقدم الأصدقاء الأمل: حلق فصل من الشباب في كاليفورنيا في عام 1993 رؤوسهم حتى لا يشعر صديقهم وزميلهم في الفصل الذين يخضع للعلاج من السرطان بالوعي الذاتي بشأن مظهره. أبقى العشرات منهم رؤوسهم محلوقة حتى علموا أن صديقهم أصبح في حالة شفاء.

الصداقة. شيء يأخذه الكثير من الناس كأمر مسلم به.

لا يدركون مدى قوة وإيجابية الصداقة، أو أنهم يأخذونها على محمل الجد.

يمكن للأصدقاء المناسبين مساعدتك على الشعور بأنك ذو شأن وجدير بالاهتمام.

يمكن للأصدقاء المناسبين مساعدتك في أن تنتخب كرئيس.

المدرسة والعمل والأبوة وحتى الشيخوخة أفضل وأكثر متعة عند مشاركتها مع الأصدقاء.

سئل 46 طالبًا جامعيًا في جامعة سانت جون عن العوامل التي يجب توفرها في صداقة حميمة.

اتفق الجميع تقريبًا على أن الثقة والصدق (44 و 43 “صوت” على التوالي) شيء اساسي ومهم، يليها الإخلاص والولاء والاستماع الجيد (35 و 32 و 31) ، وأخيرًا ، وجود أفكار مشتركة وحب (28 و 24).

كتب واحد فقط أن الجاذبية تحسب؛ وشعر اثنان فقط أن العمر كان عاملاً؛ و 10 منهم فقط يعتبرون الذكاء عامل مؤثر، وثمانية فقط يطلبون أن يكون الأصدقاء متحدثين جيدين.

ما أجمل علاقة الصداقة المجيدة التي تتمحور حول الثقة، والصدق، والإخلاص، والولاء، والاستماع الجيد، ووجود الأفكار المشتركة، والحب. هذه الخصال هي التي تهم.

هذه كلها سمات أو مشاعر يمكنك اكتسابها.

العمر والجاذبية والذكاء، إلى حد كبير هي مسألة ولادة وحظ، وتعتبر غير مهمة للصداقة الحميمة.

بالمثل أنت ولدت لعائلة؛ لكن يمكنك اختيار أصدقائك.

ربما توافق على أن الصداقة ضرورية للأطفال في سن المدرسة أو للعزاب الذين هم في علاقات رومانسية.

ومع ذلك، فالأصدقاء مهمون حتى لأكثر الأزواج سعادة: الصداقة تعطينا التأكيد لذواتنا وتصقلها بطريقة أكثر تميزًا من حتى أكثر العلاقات الرومانسية إيجابية أو رابطة الدم.

من المعروف الآن أن الصداقة أمر حيوي طوال الحياة.

تكتب نائب رئيسة المبيعات المتزوجة البالغة من العمر 36 عامًا والذي تعيش في سينسيناتي: “ستكتشف سريعًا أن صديقاتك هن الذين يكونون معك عندما تكونين محبطة أو عندما تكوني في أمس الحاجة إليهن”.

لن يهجرك الصديق الطيب عندما تكون محبطًا، “تستمر هذه الأم لإبنتين في سن المراهقة. فتقول: ولن يغار الصديق عندما ينجح صديقه”.

موضوع آخر لهذا الكتاب هو أن الصداقة، مثل الحب، تتطلب استثمار في الوقت والجهد.

حتى الأطفال يحتاجون إلى إرشادات حول كيفية تنمية الأصدقاء والحفاظ عليهم. حتى يبلغوا من العمر ما يكفي لإجراء الترتيبات بأنفسهم، فإنهم يحتاجون إلى والديهم والقائمين على رعايتهم لإعداد مواعيد لعب لهم مع أصدقائهم.

اللعب مع طفل الجيران جيد، لكنه لا يكفي.

إنهم بحاجة إلى تنمية الصداقات بناءً على إبداء الإعجاب وعدم الإعجاب، وليس فقط القرب والراحة.

يحتاجون إلى تعليمهم كيفية الحفاظ على الصداقة مستمرة حتى إذا انتقل أحد الأصدقاء بعيدًا أو إذا حدث بينهم خلاف.

إذا كان لديك رفيق أو شريك رومانسي، فمن المثالي أن تكون أفضل صداقة مع رفيقك وكذلك مع العشاق.

ومع ذلك، حتى عندما تصل إلى المثالية، فأنت بحاجة إلى أصدقاء أفلاطونيين حيث يكون الدخل المشترك أو ترتيبات المعيشة أو أدوار الزوج أو الأبوة أقل تعقيدًا في العلاقة.

علاوة على ذلك، حتى إذا كنت محظوظًا بما يكفي لامتلاك أكثر العلاقات تعاطفًا مع الجنس الآخر – الزوج أو الأصدقاء – هناك تجارب معينة خاصة بالجنس، مثل بداية الحيض، أو الفعل الجسدي للإنجاب، أو أن تصبح أبًا، أو سن اليأس، يمكن فقط مشاركتها بقوة مع من تثق به.

إن للأصدقاء من نفس الجنس قواسم مشتركة من الخبرة تصل إلى حياتك.

كما تحدد الصداقة المكان الذي تعيش فيه وكيف تعيش.

ضع في اعتبارك هذه الحقائق الإضافية حول الصداقة:

  • الأطفال الذين لديهم أصدقاء يقومون بعمل أفضل في المدرسة.
  • وجد الباحثون الطبيون أن أولئك الذين لديهم أصدقاء هم أكثر عرضة للنجاة من هجوم قاس أو جراحة كبرى وأقل عرضة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.
  • يقدم الأصدقاء علاقة مستمرة، مما يمنحهم مكانة عالية.
  • اكتشفت دراسة استمرت تسع سنوات لآلاف من سكان كاليفورنيا من قبل “بيركمان وسيم” أن الذين لهم أصدقاء يعيشون لفترة أطول.

تغيير الأصدقاء

على الرغم من أننا عشنا في نفس المدينة لمدة ثلاث سنوات فقط – عدت إلى نيويورك، ثم الى كونيتيكت – حافظنا أنا وجويس على صداقتنا الوثيقة.

تغيير الأصدقاء هي كلمة صغتها للطريقة التي تتغير بها الصداقة عندما ننتقل من مرحلة في حياتنا إلى أخرى، أو حتى ننتقل من مدرسة أو وظيفة أو حي أو مجتمع إلى آخر.

إنه تباين في القول المأثور القديم “كون صداقات جديدة ولكن احتفظ بالقديمة؛ واحد من الفضة والآخر ذهب.

ما إذا كنت بحاجة إلى تكوين صداقات جديدة بسبب تغيير في الاهتمامات، أو الانتقال إلى مدينة أخرى، أو الترقية من مستوى الى مستوى آخر أو إلى مهنة أخرى أو حتى التحول إلى صداقات جديدة تخدم الاحتياجات الحالية وتجعل من الممكن الشعور بالتواصل حتى إذا كان يتم رؤية الأصدقاء القدامى بشكل أقل تكرارًا.

هناك مجموعة متنوعة من الأدوار التي يجب أن نلعبها طوال حياتنا – كطالب، أو عامل، أو زوج، أو أب – وهي تتغير مثلما يتغير المكان الذي تحتله الصداقة في حياتنا.

لكننا ما زلنا بحاجة إلى أصدقاء يتراوحون من الأصدقاء العاديين إلى المقربين أو الأفضل، ومن كلا الجنسين.

تلعب الصداقة دورًا مستمرًا، على الرغم من أنها ستكون أقل أو أكثر أهمية في المراحل المختلفة لاستقرارنا العاطفي، اعتمادًا على الأمور الأساسية الأخرى في حياتنا.

عندما كبرت جدتي الحبيبة البالغة من العمر 83 عامًا، شعرت بالحزن عندما لم يتبقى سوى مجموعة صغيرة من أفراد الأسرة.

لم أرى حتى أحد الأصدقاء الذين اهتمت جدتي الأرملة بأمرهم طوال معظم حياتها لأنهم ابتعدوا.

لكن جدتي فشلت أيضًا في تكوين صداقات جديدة، وبالتالي كانت تشعر بالوحدة. لقد كان عليها أن تتفهم مفهوم تغيير الأصدقاء حتى تتمكن لاحقًا من أن تكون أكثر اكتمالاً؛ كانت عائلتها مشغولة جدًا بحياتها الخاصة، ولم تكن قادرة على منحها العلاقة الحميمة اليومية التي كانت في أمس الحاجة إليها.

لماذا أصبحت قوة الصداقة مؤثرة؟

هناك أسباب تجعل الصداقة واستمرار أهميتها في النمو أكثر أهمية من أي وقت مضى ، ومن هذه الأسباب:

1- استمرار الاتجاه نحو الأسر النووية الأصغر.

أعرف شخصيًا خمس نساء ورجال في الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر لديهم 7 إلى 11 من الأشقاء؛ من النادر أن ينجب أي شخص من جيلي أو أصغر منه أكثر من خمسة أطفال. طفل واحد أو طفلان فقط، ثلاثة على الأكثر، أو أكثر من المعتاد. بالنسبة للطفل الوحيد، توفر الصداقة فرصة غير متاحة في المنزل للتفاعل الحميم مع الأقران. تقول كارول آن فينكلشتاين، الطفلة والأم، التي مات والداها في أواخر السبعينيات، عندما لم تكن كارول في الثلاثين من عمرها: “كنت سأموت بدون أصدقائي”. لم أستطع العمل بدون أصدقائي، حتى بعد أن اصبحت متزوجة”.

2- اصبح تنقل الموظفين مع أفراد أسرهم النووية متزايد بسبب خيارات العمل أو التعليم أو الخيارات الرومانسية، وبسبب الانتقال إلى مدينة أخرى أو ولاية أو بلد آخر للعمل والتقاعد. حينها، قد لا يكون أفراد الأسرة والأقارب والآباء والأجداد والأشقاء، موجودين في سنوات البلوغ للاتصال المتكرر. على الرغم من أنه لا يمكنك استبدال أفراد عائلتك عندما تنتقل الى مكان ما، إلا أنه يمكنك دائمًا تكوين صداقات.

3- استمرار ارتفاع عدد الأمهات العاملات مما يسبب فراغ عاطفي في الأطفال اليافعين. تقدم الصداقة لهؤلاء الأطفال علاقة حميمة بديلة – في المدرسة أو بعد – اللعب في المدرسة – عن علاقة الأم.

4- تتيح الصداقة لكبار السن فرصا لتكوين علاقات وثيقة. مع زيادة متوسط ​​العمر المتوقع، يكون احتمال العيش لمدة عشر سنوات أو أكثر مما يجعل الكبار -يومًا بعد يوم- معزولين عن التفاعل الذي كانت توفره الوظيفة، أو العلاقة الحميمة التي توفرها الزوجة أو الزوج الذي يفترق عن رفيقه. قد تعني الصداقة هنا إنك مازلت مرغوب فيك ولك فائدة في سنوات عمرك المتقدمة بدلاً من الشعور بالوحدة والعزلة.

5- الصداقة تقدم علاقة حميمة للعزاب. بالنسبة للعزاب غير المرتبطين وغير المتزوجين أو المطلقين أو الأرامل، ستؤثر الصداقة على الصحة العقلية الخاصة بهم.

6- حتى أفضل الزيجات قد تستفيد من التحفيز العاطفي والفكري للصداقة. بالنسبة للرجل أو المرأة المتزوجين، قد يوفر الأصدقاء “النفس الأخرى” لأولئك الذين يحتاجون إلى الارتباط بشكل وثيق بالآخرين خارج الأدوار القديمة المستهلكة وأحيانًا ذات البعد الواحد للوالد أو الزوج أو العامل.

7- يوفر الأصدقاء لبعضهم البعض بعضًا من الاستمرارية المهنية التي كان يقدمها ارباب العمل فيما مضى. نظرًا لتقليص حجم الشركات وقلة من يتمتعون بضمان التوظيف مدى الحياة، يمكن أن يقدم الأصدقاء استمرارية الحصول على مهنة أو حتى التعرف على الوظائف المتاحة.

يبدأ تدريب الصداقة في المنزل

ربما تعلم بالفعل أن كيفية علاقتك بالآخرين تستند إلى الأنماط المبكرة التي تعلمتها في التعامل مع والدتك وأبيك وإخوتك.

إن معرفة هذه الحقيقة والتعرف على تلك الأنماط هي خطوة أولى حاسمة في تغيير أنماط صداقتك الحالية، إذا كنت سعيدًا بها.

سيساعدك ذلك أيضًا في أن تكون صديقًا أكثر تعاطفًا وتفهمًا إذا خيب ظنك أصدقاؤك.

قد يكون صديقك يتعامل معك عن غير قصد بطريقة لا تفضلها أنت لإنهم ربما يعيدون دور لنمط من طفولتهم لا علاقة له بك. على سبيل المثال، قد تفعل تلك الصديقة التي أصبحت منافسًا للغاية معك لأنه كان يتم مقارنتها دائمًا بأخويها الأكبر سنًا.

يمكنك أن ترفضي صديقتك بسبب قدرتها التنافسية، لكنكما ستخسران.

نظرًا لأن الشخص الوحيد الذي يمكنك التأكد من قدرتك على تغييره هو نفسك، فابدئي بنفسك.

لماذا يضرك التنافس والإحساس بشعور سلبي؟

هل تكمن المشكلة حقًا في سلوك صديقتك، أم عدم قدرتك على التعامل معها ومع المشكلة بشكل فعال؟

رحبي بهذه الفرصة لحل هذا الصراع معها ومع نفسك، أو ستجدين نفسك تواجهين نفس الصراع، الذي لم يتم حله على التنافس، مع صديق آخر.

الصداقة تقدم المساعدة للعائلات المضطربة

كان كورت وشقيقته الصغرى يتعرضا للضرب من قبل والدهما عدة مرات في الأسبوع، منذ أن كان كورت في الرابعة من عمره. يقول كورت في برنامج (CBS TV) الخاص، كسر الصمت: أطفال ضد إساءة معاملة الأطفال، “توقفت الإساءة أخيرًا عندما أخبرت أختي بعض صديقاتها بما كان يحدث”.

أخبر أصدقاؤها أحد الكبار الذين يمكنهم الوثوق به، والذي اتصل بالخط الساخن لإساءة معاملة الأطفال. تم لم شمل كورت وشقيقته بوالديهما بعد ثلاث سنوات في الحضانة بعد أن توقف والدهما عن الشرب الذي أدى إلى الإساءة الجسدية.

تعلم كلا الوالدين كيفية تأديب أطفالهما دون الضرب والتسبب في اسوداد أعينهم وإدماء أنوفهم.

سواء ولدت في أسرة تهتم برعاية ابنائها أم لا، يمكن لأصدقائك تقديم ما تحتاجه. هذا هو أحد موضوعات هذا الكتاب: أن الأصدقاء هم مصدر مساعدة غير مُستغل بشكل كاف للعائلات المضطربة، وخاصة الأطفال والمراهقين والشباب الذين تم إهمالهم أو تعرضهم لسوء المعاملة.

يمكن للأصدقاء تعويض تدني احترام الذات والشعور بالوحدة الناجم عن سوء المعاملة أو سوء أداء الأسر قبل، أو بالإضافة إلى، تدخل المختصين السلوكيين أو خدمات الأسرة التي تقدمها الجهات المعنية.

معلوماتي الأساسية وكيف أجريت بحثًا عن هذا الكتاب

لطالما كنت مفتونةً بالطبيعة البشرية، لكن تدريبي بدأ في عام 1970، عندما التحقت بكلية الطب “هانيمان” للحصول على تدريب للخريجين في فون العلاج النفسي.

على مدار السنوات القليلة التالية، أكملت درجة الماجستير في العدالة الجنائية، وكتبت العديد من كتب التنبيه، بما في ذلك “الضحايا” (Scribner’s ، 1978)، وكتاب “المساعدة” (Scribner’s ، 1979) ، وكتاب “أعزب في أمريكا” (Atheneum ، 1980).

بدأ اهتمامي الجاد بالصداقة عندما كنت طالبة دراسات عليا وأصبحت لي علاقة برجل كان يتمتع بشبكة صداقة قوية للغاية وداعمة مع أصدقائه المقربين من أيام المدرسة الثانوية.

على الرغم من أنه كان لدي دائمًا صديقات، إلا أن العلاقة القريبة كانت في الأغلب بيني وبين هذا الصديق.

وبما أن صداقاتي كانت مكونة من العديد من “الصداقات المتنوعة المحدودة والغير مترابطة”، كنت أتوق أن يكون لدي شبكة مماثلة من “الرفاق” من النساء أشعر بأنهم مرتبطون بصدق، كما هو الحال لصديقي.

اغتراب أختي الوحيدة مع زوجها في واشنطن العاصمة – لعدة سنوات، وعودتهم ليسكنوا في شقة على بعد مبنى واحد فقط من مسكني في مانهاتن – دفعني أيضًا إلى تقييم صداقاتي.

لقد طورت أنا وأختي علاقة قرابة منفتحة وحميمة بشكل خاص خلال تلك السنوات التي عشنا فيها على مقربة؛ لكن من هم الأصدقاء الذين سيكونون لي لو أصبحت أختي بعيدة عني مرة أخرى؟

في عام 1980، عندما بدأت دراسة الصداقة كموضوع لرسالة الدكتوراه الخاصة بي للحصول على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع (جامعة مدينة نيويورك، 1983)، كنت مفتونة بتباين الصداقات التي بين الذكور والإناث.

أردت أيضًا أن أستقصي لماذا تنتهي الصداقات؛ سرعان ما أدركت أنني يجب أن أفهم كيفية بدايات الصداقة والحفاظ عليها.

كانت أطروحتي دراسة تجريبية متعمقة لأنماط الصداقة لـ27 امرأة شابة وحيدة تعيش بمفردها في مكان واحد تم اختياره عشوائيًا في الجانب الشرقي العلوي من مانهاتن.

أدى تحليل لمدة تسعة أشهر لتلك المقابلات المتعمقة إلى تبديد العديد من الكليشيهات حول الصداقات النسائية، أي أنها غالبًا ما تنطوي على تنافس على الرجال، وكونها صداقات تستند بشكل أساسي على تبادل الأسرار.

اكتشفت أبحاثي أن صداقات النساء اللواتي قابلتهن، كان أقل من النصف (41٪) بين امرأتين أو صداقة ثنائية. البقية كانوا جزءًا من صداقة ثلاثية (22٪) أو شبكة من أربعة أصدقاء أو أكثر (37٪).

في المتوسط​​، كان لدى هؤلاء النساء صديق أو اثنان من أفضل الأصدقاء، وأربعة أصدقاء مقربين، وتسعة أصدقاء عاديين.

كانت غالبية الصداقات مبنية على أنشطة المشاركة والدعم العاطفي (85٪)، و 7٪ فقط منها تم تأسيسها على تبادل الأسرار.

على الرغم من الأساطير السائدة، انتهت صداقتان نسويتان فقط من اللواتي قابلتهن بسبب التنافس على الرجل.

تمت مناقشة بعض النتائج التي توصلت إليها رسالتي في كتاب “بين الأصدقاء” وكتاب “أفضل الأصدقاء” وكتاب “أسوأ الأعداء” وكتاب “الصداقة في المدينة” المنشورة في مجلة نيويورك.

على مر السنين تابعت رسالتي بأكثر من 250 مقابلة شخصية أو عبر الهاتف مع مجموعة واسعة من الرجال والنساء المتزوجين والمطلقين والأرامل وكذلك الأطفال والمراهقين والعاملين والمديرين التنفيذيين.

قمت أيضًا بعمل مسح استقصائي لأكثر من 500 طالب، متزوجين أو مطلقين، أرامل أو عزاب من الرجال والنساء من جميع أنحاء الولايات المتحدة وكذلك من كندا واليابان وسويسرا والهند والمملكة المتحدة، بما في ذلك مسح من عام 1990 إلى عام 1992 من 257 عينة عشوائية من أعضاء مختارين من جمعية إدارة الموارد البشرية حول العمل والصداقة؛ منذ عام 1994، كنت أقوم بدراسة متعمقة لأكثر من عشرين شخصًا من البالغين الناجين من الاعتداء الجنسي على الأطفال والمراهقين وكيف أثرت تلك التجارب المبكرة على أنماط صداقتهم.

ما سوف تتعلم من هذا الكتاب

لا أحد يولد خجولا أو اجتماعي.

لا يوجد شيء اسمه “جين” الصداقة.

الصداقة مهارة يمكنك تعلمها. سيساعدك هذا الكتاب في تعزيز صداقاتك وأنت تتعلم:

  • طرق التعاطف لتقريب أصدقائك
  • لماذا لدى بعض الرجال ضعف العدد من الأصدقاء في العمل مقارنة بالنساء ولماذا ترغب المرأة في التغيير؟
  • فن الكشف عن الذات – ماذا يكشف ومتى ولمن؟
  • كيف تكون للآخرين نوع الصديق الذي تريد أن يكونون لك؟
  • كيفية زيادة احتمالية مصادقة أولئك الذين يشاركونك قيمك (مؤشر أفضل للصداقات طويلة الأمد من فعل الأشياء معًا أو التواجد بالقرب منك).

لقد استفدت بالتأكيد من كل ما تعلمته عن الصداقة. حياتي أكثر امتلاءً ومكافأة مما كانت عليه في أي وقت مضى لأنني أمارس كل يوم مبادئ الصداقة التي شاركتها معك في هذا الكتاب.

من السهل تعريف الزواج نسبيًا، لكن ماذا يعني أن تكون صديقًا لشخص ما؟

كعلاقة، تغير معنى الصداقة في العقود القليلة الماضية؛ اليوم هناك حالة طوارئ وسرعة لتسمية أي شخص بصديق تقريبًا.

يستكشف الفصل التالي تعريف الصداقة الذي من شأنه أن يساعدك على فهم أفضل لما تعنيه عندما تسمي شخص ما صديقك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *